مواضيع مماثلة
سلمان الفارسي والاسلام ورحيله (ج-4)
صفحة 1 من اصل 1
سلمان الفارسي والاسلام ورحيله (ج-4)
سلمان والإسلام:
هو اول الاركان الأربعة والمخصوص بشرافة (سلمان منا أهل البيت) والمنخرط في سلك بيت النبوة والعصمة، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله في فضله: «سلمان بحر لا ينزف، وكنز لا ينفذ، سلمان منا أهل البيت سلسل يمنح الحكمة ويؤتي البرهان» وجعل أمير المؤمنين عليه السلام مثله مثل لقمان بل جعله الصادق عليه السلام أفضل من لقمان وقال الباقر عليه السلام «كان سلمان من المتوسمين» يستفاد من الروايات أنه علم الإسم الأعظم وإنه من المحدَّثين بالفتح، وإن الإيمان عشر درجات وهو في العاشرة وكان عالماً بالغيب والمنايا، وتناول في الدنيا من تحف الجنة، وكانت الجنة تحبه وتشتاق إليه وأن الله ورسوله يحبانه وأن الله أمر رسوله صلى الله عليه وآله إن يحب أربعة أشخاص منهم سلمان وقد وردت آيات في مدحه ومدح أقرانه.
علم سلمان:
وكان جبرئيل كلّما ينزل على رسول الله صلى الله عليه وآله يبلغه سلام الله تعالى على سلمان والله أمر بتعليمه علم المنايا والبلايا والأنساب وكان سلمان يخلو مع رسول الله صلى الله عليه وآله في أكثر الليالي.
وعلّمه رسول الله وأمير المؤمنين (صلوات الله عنهما) من مخزون العلم ومكنونه ما لا يقدر أحد على حمله إلا هو وبلغ مرتبة حتى قال الصادق عليه السلام فيه: «أدرك سلمان العلم الأول والعلم الآخر وهو بحر لا ينزح وهو منّا أهل البيت».
قال القاضي نور الله: كان سلمان طالباً للدين وساعياً بتحصيله منذ عنفوان شبابه وكان يتردد على علماء الأديان من اليهود والنصارى وغيرهم ويصبر على الشدائد والمصائب التي يتلقاها في هذا الطريق.
وقد خدم عشرة موالي فباعوه كلّهم الى أن إنتهى الأمر الى رسول الله صلى الله عليه وآله فاشتراه من اليهود وبلغت محبته وإخلاصه ومودته للنبي صلى الله عليه وآله حتى قال عنه صلى الله عليه وآله لبيان فريد عنايته به (سلمان منا أهل البيت) وانعم ما قيل:
كانت مودة سلمان له نسباً ولم يكن له بين نوح وابنه رحماً
سلمان والإمام الصادق:
روى الشيخ الجليل أبو جعفر الطوسي (نور الله مشهده) في كتابه الأمالي عن منصور بن بزرج أنه قال: قلت لأبي عبد الله الصادق عليه السلام:
ما أكثر ما أسمع منك ذكر سلمان الفارسي فقال: لا تقل سلمان الفارسي ولكن قل: سلمان المحمدي، أتدري ما كثرة ذكري له؟
قلت: لا، قال: لثلاث خلال: أحدها إيثاره هوى أمير المؤمنين عليه السلام على هوى نفسه والثانية حبه للفقراء وإختيارهم إياه على أهل الثروة والعدد والثالثة حبّه للعمل والعلماء، إنَّ سلمان كان عبداً صالحاً حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين.
التفاخر بالأنساب:
وروى أيضاً باسناده عن سدير الصيرفي عن الباقر عليه السلام أنّه:
كان سلمان جالساً مع نفر من قريش في المسجد فأقبلوا ينتسبون ويرفعون بأنسابهم حتى بلغوا سلمان فقال له عمر بن الخطاب: أخبرني من أنت؟ ومن أبوك؟ وما أوصلك؟
فقال: أنا سلمان بن عبد الله كنت ضالاً فهداني الله جل وعزّ بمحمد صلى الله عليه وآله وكنت عائلاً فأغناني الله بمحمد صلى الله عليه وآله وكنت مملوكاً فأعتقني الله بمحمد صلى الله عليه وآله
هذا نسبي وهذا حسبي يا عمر.
كرامته:
وفي الخبر أنه: دخل أبو ذر على سلمان وهو يطبخ قدراً له فبينما هما يتحدثان إذا إنكبت القدر على وجهها على الأرض فلم يسقط من مرقها ولا ودكها (الدسم) شيء فعجب من ذلك أبو ذر عجباً شديداً وأخذ سلمان القدر ووضعها على وجهها حالها الأول على النار ثانية وأقبلا يتحدّثان.
فبينما هما يتحدثان اذا انكبت القدر على وجهها فلم يسقط منها شيء من مرقها ولا ودكها، قال فخرج أبوذر وهو مذعور من عند سلمان فبينا هو متفكر اذ لقى أمير المؤمنين عليه السلام [ على الباب فقصّ عليه القصّة]، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يا اباذر أنّ سلمان لو حدثك بما يعلم لقلت: رحم الله قاتل سلمان، يا اباذر إنَّ سلمان باب الله في الأرض من عرفه كان مؤمناً ومن أنكره كان كافراً وإن سلمان منا أهل البيت.
الثانية الأخرى:
ودخل المقداد ذات يوم على سلمان فرأى عنده قدراً تفور من دون نار
وحطب فقال لسلمان: يا ابا عبد الله إنَّ هذه القدر تفور من دون نار فرفع سلمان حصاة فجعلها تحت القدر فخرج منها النار كأنّها حطب فازداد فوران القدر، ثم قال سلمان للمقداد: اخلط ما في القدر قال: ليس عندي شيء كي اخلط به فادخل سلمان يده المباركة فيه وجعل يخوط ما في القدر وهي تفور ثم أخذ شيئاً مما في القدر بيده فتناوله ثم أعطى منه للمقداد،فتعجَّب من ذلك وذهب الى رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبره الخبر.
على أي حال؛ فقد كثرت الروايات في مدح سلمان وهي اكثر من أن تحصى.
الوفاة المحطة الأخيرة:
وتوفي في سنة 36هـ في المدائن وحضر أمير المؤمنين بجنازته بطيّ الأرض فغسّله وكفّنه وصلى عليه ثم دفنه.
وفي رواية أنه: دخل وكشف الرداء عن وجهه فتبسّم سلمان الى أمير المؤمنين عليه السلام فقال له مرحباً يا أبا عبد الله اذا لقيت رسول الله فقل له ما مرّ على أخيك من قومك، ثم أخذ في تجهيزه فلما صلى عليه كنا نسمع من أمير المؤمنين عليه السلام تكبيراً شديداً وكنت رأيت معه رجلين فقال أحدهما جعفر أخي والآخر الخضر عليه السلام، ومع كل واحد منهما سبعون صفاً من الملائكة في كل كل صف ألف ألف ملك، ثم رجع عليه السلام في تلك الليلة الى المدينة.
وقبر سليمان حالياً في المدائن في صحن كبير وهو مزار البادي والحاضر، وقد ذُكرت زيارته في هدية الزائرين ومفاتيح الجنان.
--------------------------------
بالعلم ترتقي الامم..وبالاخلاق تسود
هو اول الاركان الأربعة والمخصوص بشرافة (سلمان منا أهل البيت) والمنخرط في سلك بيت النبوة والعصمة، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله في فضله: «سلمان بحر لا ينزف، وكنز لا ينفذ، سلمان منا أهل البيت سلسل يمنح الحكمة ويؤتي البرهان» وجعل أمير المؤمنين عليه السلام مثله مثل لقمان بل جعله الصادق عليه السلام أفضل من لقمان وقال الباقر عليه السلام «كان سلمان من المتوسمين» يستفاد من الروايات أنه علم الإسم الأعظم وإنه من المحدَّثين بالفتح، وإن الإيمان عشر درجات وهو في العاشرة وكان عالماً بالغيب والمنايا، وتناول في الدنيا من تحف الجنة، وكانت الجنة تحبه وتشتاق إليه وأن الله ورسوله يحبانه وأن الله أمر رسوله صلى الله عليه وآله إن يحب أربعة أشخاص منهم سلمان وقد وردت آيات في مدحه ومدح أقرانه.
علم سلمان:
وكان جبرئيل كلّما ينزل على رسول الله صلى الله عليه وآله يبلغه سلام الله تعالى على سلمان والله أمر بتعليمه علم المنايا والبلايا والأنساب وكان سلمان يخلو مع رسول الله صلى الله عليه وآله في أكثر الليالي.
وعلّمه رسول الله وأمير المؤمنين (صلوات الله عنهما) من مخزون العلم ومكنونه ما لا يقدر أحد على حمله إلا هو وبلغ مرتبة حتى قال الصادق عليه السلام فيه: «أدرك سلمان العلم الأول والعلم الآخر وهو بحر لا ينزح وهو منّا أهل البيت».
قال القاضي نور الله: كان سلمان طالباً للدين وساعياً بتحصيله منذ عنفوان شبابه وكان يتردد على علماء الأديان من اليهود والنصارى وغيرهم ويصبر على الشدائد والمصائب التي يتلقاها في هذا الطريق.
وقد خدم عشرة موالي فباعوه كلّهم الى أن إنتهى الأمر الى رسول الله صلى الله عليه وآله فاشتراه من اليهود وبلغت محبته وإخلاصه ومودته للنبي صلى الله عليه وآله حتى قال عنه صلى الله عليه وآله لبيان فريد عنايته به (سلمان منا أهل البيت) وانعم ما قيل:
كانت مودة سلمان له نسباً ولم يكن له بين نوح وابنه رحماً
سلمان والإمام الصادق:
روى الشيخ الجليل أبو جعفر الطوسي (نور الله مشهده) في كتابه الأمالي عن منصور بن بزرج أنه قال: قلت لأبي عبد الله الصادق عليه السلام:
ما أكثر ما أسمع منك ذكر سلمان الفارسي فقال: لا تقل سلمان الفارسي ولكن قل: سلمان المحمدي، أتدري ما كثرة ذكري له؟
قلت: لا، قال: لثلاث خلال: أحدها إيثاره هوى أمير المؤمنين عليه السلام على هوى نفسه والثانية حبه للفقراء وإختيارهم إياه على أهل الثروة والعدد والثالثة حبّه للعمل والعلماء، إنَّ سلمان كان عبداً صالحاً حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين.
التفاخر بالأنساب:
وروى أيضاً باسناده عن سدير الصيرفي عن الباقر عليه السلام أنّه:
كان سلمان جالساً مع نفر من قريش في المسجد فأقبلوا ينتسبون ويرفعون بأنسابهم حتى بلغوا سلمان فقال له عمر بن الخطاب: أخبرني من أنت؟ ومن أبوك؟ وما أوصلك؟
فقال: أنا سلمان بن عبد الله كنت ضالاً فهداني الله جل وعزّ بمحمد صلى الله عليه وآله وكنت عائلاً فأغناني الله بمحمد صلى الله عليه وآله وكنت مملوكاً فأعتقني الله بمحمد صلى الله عليه وآله
هذا نسبي وهذا حسبي يا عمر.
كرامته:
وفي الخبر أنه: دخل أبو ذر على سلمان وهو يطبخ قدراً له فبينما هما يتحدثان إذا إنكبت القدر على وجهها على الأرض فلم يسقط من مرقها ولا ودكها (الدسم) شيء فعجب من ذلك أبو ذر عجباً شديداً وأخذ سلمان القدر ووضعها على وجهها حالها الأول على النار ثانية وأقبلا يتحدّثان.
فبينما هما يتحدثان اذا انكبت القدر على وجهها فلم يسقط منها شيء من مرقها ولا ودكها، قال فخرج أبوذر وهو مذعور من عند سلمان فبينا هو متفكر اذ لقى أمير المؤمنين عليه السلام [ على الباب فقصّ عليه القصّة]، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يا اباذر أنّ سلمان لو حدثك بما يعلم لقلت: رحم الله قاتل سلمان، يا اباذر إنَّ سلمان باب الله في الأرض من عرفه كان مؤمناً ومن أنكره كان كافراً وإن سلمان منا أهل البيت.
الثانية الأخرى:
ودخل المقداد ذات يوم على سلمان فرأى عنده قدراً تفور من دون نار
وحطب فقال لسلمان: يا ابا عبد الله إنَّ هذه القدر تفور من دون نار فرفع سلمان حصاة فجعلها تحت القدر فخرج منها النار كأنّها حطب فازداد فوران القدر، ثم قال سلمان للمقداد: اخلط ما في القدر قال: ليس عندي شيء كي اخلط به فادخل سلمان يده المباركة فيه وجعل يخوط ما في القدر وهي تفور ثم أخذ شيئاً مما في القدر بيده فتناوله ثم أعطى منه للمقداد،فتعجَّب من ذلك وذهب الى رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبره الخبر.
على أي حال؛ فقد كثرت الروايات في مدح سلمان وهي اكثر من أن تحصى.
الوفاة المحطة الأخيرة:
وتوفي في سنة 36هـ في المدائن وحضر أمير المؤمنين بجنازته بطيّ الأرض فغسّله وكفّنه وصلى عليه ثم دفنه.
وفي رواية أنه: دخل وكشف الرداء عن وجهه فتبسّم سلمان الى أمير المؤمنين عليه السلام فقال له مرحباً يا أبا عبد الله اذا لقيت رسول الله فقل له ما مرّ على أخيك من قومك، ثم أخذ في تجهيزه فلما صلى عليه كنا نسمع من أمير المؤمنين عليه السلام تكبيراً شديداً وكنت رأيت معه رجلين فقال أحدهما جعفر أخي والآخر الخضر عليه السلام، ومع كل واحد منهما سبعون صفاً من الملائكة في كل كل صف ألف ألف ملك، ثم رجع عليه السلام في تلك الليلة الى المدينة.
وقبر سليمان حالياً في المدائن في صحن كبير وهو مزار البادي والحاضر، وقد ذُكرت زيارته في هدية الزائرين ومفاتيح الجنان.
--------------------------------
بالعلم ترتقي الامم..وبالاخلاق تسود
????- زائر
رد: سلمان الفارسي والاسلام ورحيله (ج-4)
شكر والله يعطيك 1000 عافيه
بس عندي سؤال طبعا لو سمحت المدائن الي دفن فيها سلمان باي مكان تقع وهل هي مدائن صالح
والباقرررر من هوى وشكر
بس عندي سؤال طبعا لو سمحت المدائن الي دفن فيها سلمان باي مكان تقع وهل هي مدائن صالح
والباقرررر من هوى وشكر
فادي الصفدي- عدد المساهمات : 120
تاريخ التسجيل : 29/07/2009
العمر : 44
الموقع : السعودية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى