مواضيع مماثلة
سلمان الفارسي في الحجاز(ج-3)
صفحة 1 من اصل 1
سلمان الفارسي في الحجاز(ج-3)
الهجرة الى الحجاز:
غادر سلمان الدير حاملاً بيده اللوح، ووقف حائراً كيف يصنع إنه يريد ارض تهامة وحب النبي الموعود قد نبت عشقاً في قلبه، وفي الاثناء رأى ركبان يقصدون أرض الحجاز فخاطبهم قائلاً: ياقوم، اكفوني الطعام والشراب أكفكم الخدمة..
وهكذا سار سلمان معهم بخدمهم في رحلتهم تلك ويهيء لهم يا يحتاجون فلما صار وقت الطعام عمدوا الى شاة فقتلوها بالضرب، ثم أخذوا لحمها وجعلو بعضه كباباً وبعضه شواء واخذواء ياكلون اما هو فلم يعجبه هذا الامر فجلس ناحية ولفت انتباههم ذلك فقالوا له كل، لكنه رفض وقال: « اني غلام ديراني، والديرا نيون لا يأكلون اللحم»
ووجد حلاف ما كان يتوقع فالذي ظهران القوم يكرهون الاديرة فقاموا وضربوا سلمان وكادوا يقتلونه، فقال احدهم امسكوا عنه حتى ياتيكم الشراب فانه لايشرب.
جاء الشراب فقالوا لسلمان: إشرب، فرفض ولم يشرب وقال إني غلام ديراني الديرانيون لا يشربون الخمر.
وهنا شدو عليه ضرباً وارادوا قتله فقال لهم: ( لا تضربوني فاني أقرلكم بالعبودية فأقررت لواحد منهم فأخرجني وباعني بثلاثمائة درهم من رجل يهودي).
وحين سأله الذي اشتراه عن قصته وحدثه سلمان بها ولما سمع اليهودي باسم الرسول الاعظم قال له: (اني ابغضك وابغض محمداً).
قال سلمان: ثم أخرجني خارج الدار وإذا رمل كثير على بابه، فقال: والله يا روزبة، لئن أصبحت ولم تنقل هذا الرمل كله من هذا الموضع لأقتلنك.!
وحار سلمان في أمره وهو يسمع تهديد سيده، فلم يدر ما يفعل، أنىّ له بنقل تلًّ من الرمل في فترة قصيرة من الزمان، وشعر أن الرجل يريد الإنتقام منه بإيجاد وسيلة لذلك.
كرامة من الله:
قال: فجعلت أحمل طول ليلتي، فلما أجهدني التعب رفعت يدي إلى السماء وقلت: يا ربي انك حببت محمداً إليّ، فبحق وسيلته عجل فرجي، وأرحني مما أنا فيه.
فبعث الله ريحاً قلعت ذلك الرمل من مكانه إلى المكان الذي قال عنه اليهودي، فلما أصبح نظر إلى الرمل نقل، ودهش لما رأى وخيّل إليه أنه ضرب من السحر، فقال مخاطباً سلمان:
يا روزبة، أنت ساحر وأنا لا أعلم، فلأ خرجنك من هذه القرية لئلا تهلكها!.
ونفذ اليهودي قوله، فأخرجني فباعني لإمرأةٍ سلمية، فأحبتني حباً شديداً، وكان لها حائط بستان فقالت: هذا الحائط لك، كل منه ماشئت، وتصدق بما شئت.
مكث سلمان مع هذه المرأة فترةً طويلة يدير لها شئون بستانها يسقي الزرع، ويؤبر النخل وما إلى ذلك بكل أمانةٍ وإخلاص، ويدعو الله بين الحين والحين بقرب الفرج واللقاء بالنبي الموعود صلى الله عليه وآله.
اللقاء برسول الاعظم:
قال: فبقيت في ذلك الحائط ما شاء الله، فبينا انا ذات يوم في الحائط وإذا بسبعة رهط قد أقبلوا تظلهم غمامة.، فقلت في نفسي: والله ما هؤلاء كلهم أنبياء، وإن فيهم نبيا.
لقد كان هؤلاء النفر هم: محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي بن أبي طالب والحمزة بن عبد المطلب وعقيل ابن أبي طالب وزيد بن حارثه والمقداد، وأبو ذر الغفاري، وكانت الصفات الظاهرية للرسول تميزة عما سواه، فكان وسيم الطلعة ربعةً في الرجال ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير المتردد، ضخم الرأس، ذا شعر رجل شديدٌ سواده، مبسوط الجبين فوق حاجبين سابغين منَّونين متلين، واسع العينين أدعجهما تشوب بياضهما في الجوانب حمرة خفيفة وتزيد في قوة جاذبيتهما أهداب طوال حولك، مستوى الأنف دقيقة، مفلج الاسنان كث اللحية، وطويل العنق جميله، عريض الصدر، رحب الساحتين، أزهر اللون، شثن الكفين والقدمين يسرملقياً جسمه الى الإمام، إذا مشى كأنما ينحدر من صبب، وإذا قام كأنما ينقلع من صخر، وإذا التفت التفت جميعاً.
نظر إليه سلمان، فرآه مميزاً عن باقي أصحابه، ولكن هذا لا يكفي، المهم العلامات الثلاث: لا يأكل الصدقة، ويأكل الهدية، وفي كتفيه خاتم النبوة..
التأكد من العلامات:
لقد حان وقتها .. دخل الرسول ومن معه إلى ذلك البستان، فجعل أصحابه يتناولون من حشف النخل، والرسول يقول لهم: كلوا ولا تفسدوا على القوم شيئاً.
وهنا اغتنم سلمان الفرصة التي قيضها الله له، والتي كانت بداية خلاصة والتحاقه بركب الإسلام، فأقبل إلى مولاته مسميحاً إياها أن تهبه قليلاً من الرطب قائلاً: « هبي لي طبقاً من الرطب».
وكانت المرأة كما ذكرنا تحبه حباً شديداً فقالت له لك ستة أطباق! قال: فحملت طبقاً فقلت في نفسي إن كان فيهم نبي فانه لا يأكل الصدقة ويأكل الهدية، فوضعته بين يديه فقلت: هذه صدقة.
فقال الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلوا، وأمسك هو وعليٌ وأخوه عقيل وعمه حمزة.
فقلت في نفسي: هذه علامة!
قذهبت إلى مولاتي فقلت: هبي لي طبقاً آخر، قالت: لك ستة أطباق! فحملتُ طبقاً ووضعته بين يديه وقلت: هذه هدية.
فمدّ النبي صلى الله عليه وآله يده وقال: بسم الله، كلوا، ومدّ القوم جميعاً أيديهم فأكلوا، فقلت في نفسي هذه أيضاًَ علامة أخرى.
قال: ورجعت إلى خلفه وجعلت أتفقد خاتم النبوة، فحانت من النبي صلى الله عليه وآله إلتفاتة فقال: يا روزبة؛ تطلب خاتم النبوة!؟.
قلت: نعم.
فكشف عن كتفية فإذا بخاتم النبوة معجون بني كتفيه عليه شعرات!، فسقطت على قدميه أقبلهما..
-------------------------------
بالعلم ترتقي الامم..وبالاخلاق تسود
????- زائر
رد: سلمان الفارسي في الحجاز(ج-3)
تقبل مروري
فادي الصفدي- عدد المساهمات : 120
تاريخ التسجيل : 29/07/2009
العمر : 44
الموقع : السعودية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى