الثقافة و المثقفين

الأخوة الأعزاء
تحية و بعد
تعريف الثقافة ومن هو المثقف :

تحت مادة (ثقف) نجد ثقف الرمح: قومه وسواه - ثقف الولد فثقف. هديه وعلمه فتهذب وتعلم فهو مثقف وهي مثقفة. هذا مستعار من ثقف الرمح. الثقاف : آلة تثقف بها الرماح. الثقافة وهنا مربط الفرس. التمكن من العلوم والفنون والآداب المثقف الرمح في عرف الشعراء.. إلخ.. كل هذا العلم ورد في المنجد.
كأن كل ما هو مطلوب معرفته عن كلمة (ثقافة!!) هو الاشتقاق اللغوي لا المعنـى الكامل الشامل لكلمة (ثقافة).

- في كثير من الكتب لا يوجد تعريف للمثقف حتى في قواميس اللغة ومعاجمها.
- من أشهر تعريفاتها على الإطلاق هو ( الأخذ من كل فن بطرف ) والمتأخرين عجزوا أن يضيفوا عليه شيئا جديدا غير انه لا تحديد لكلمة طرف .

- المعنى الاصطلاحي للثقافة: ظهرت هذه الكلمة عند علماء الاجتماع في القرن التاسع عشر وكانت تعني حينذاك (ذلك الكل المعقد الذي يتضمن المعرفة والعقيدة والفن والأخلاق والقانون والعادة وكل المقومات الأخرى التي يكتسبها الإنسان كعضو في المجتمع(.ومع مرور الزمن ظهر مصطلح تعريفات كثيرة جداً .

- كلمة ثقافة كمعنى ومدلول لا تزال كلمة رمادية وغامضة حتى فيمن يتسمون بمثقفين .
- الثقافة معرفة الإنسان لما هو مستطاع معرفته في عصر ما ولكن حسب قدرة ذلك الإنسان وبيئته والإمكانيات المتاحة لديه.
- لكل إنسان ثقافته الخاصة في العصر الواحد. والمختلفة عن ثقافة عصره وأبناء جيله.
- هناك نقطة معينة من العلم أو المعرفة يقف عندها الإنسان ليحمل بجدارة هوية المثقف .

- إطلاق المثقف مثلا على الأديب يعتبره البعض خطأ لأنه خلط بين الأدب والثقافة فحصيلة الأديب تقتصر على لون كالشعر أو الرواية خاصة إذا خلا من سائر العلوم كالتاريخ والدين والزراعة ، ومثل ذلك يقال للطبيب والمهندس بل والمعلم .

- لا نحرم الناس من إضفاء كلمة مثقف ولكن عليه أن يثبت ذلك للجميع بالإبداع والعطاء في أي علم أو فن من الفنون .

- إذا استفاد الإنسان من جميع معلوماته ومعارفه ، وترجمت لواقع وصقلت وغيرت شخصيته, وجعلته يتبنى مبادئ وقيم تترسخ في شخصيته فينفع نفسه ومجتمعه وأمته ( عندها حلال عليه هذا المسمى )
- يعتبر الدين واللغة من أهم العناصر المكونة للثقافات /
- هناك فرق بين المتعلم والمثقف ، فليس كل متعلم مثقف نعم التعليم احد الأسس الضرورية لتكوين الثقافة فلا التعليم ولا التربية ولا العلم ولا العادات ولا التقاليد ولا الأديان ولا المذاهب ولا العقائد هي الثقافة ، بل يشملها جميعا .
- فالثقافة أنواع : هناك ثقافة إسلامية وثقافة أدبيه وثقافة صحية وغيرها .
- الحكم على المثقف عملية نسبية ،فشخص ترشحه مثقفا والآخر لا تنظر إليه وغيرك على العكس. لكن قد يكون ما اجمع الناس والمتعلمون عليه فهو ذاك .

- الثقافة إن كانت حية ونابضة وحيوية بمقدورها إن تحول كل محنة وشدة إلى طريق ومسلك لكمال الإنسان ، أما إذا كانت الثقافة ميتة وجامدة لا تنفع في المحن والشدائد.

تعريف آخر للثقافة
الثقافة هي جعبة ممتلئة من شتى ألوان العلم سواء الأدبي أو العلوم الأخرى
هي أبوابا متفرقة كلها ممتلئة بإضاءات شتى من كل صنف ولون .
الإنسان كل جمع من صنوف كلما اقترب من مجتمعه ليعاصره بكل طبقاته بشكل ايجابي
ومحاولته لتغيير الهيكلية الداخلية للعقول التي تمارس لغة السلبية
فهو إنسان ايجابي يتفاعل ويتناسب مع جميع الطبقات الاجتماعية
ليحاول رفع البنى إلى الأعلى فالأعلى 00

من هو المثقف؟
ومن هم المثقفين؟

المثقفين هم ثلة تحمل من الوعي والإدراك مالا يحمله سواهم
لهم ما لسواهم من مفاهيم بنيت على أسس علمية وثقافية بحتة
وعلى المثقف هنا عدم الركون إلى ما يمليه عليه عقله فكم من عقول
كانت بنيتها على نحو مغاير لما بات عليه الوضع الراهن لمجتمع طبقي
وأن لا يتبع نظرياته الخاصة به فهي غالبا لن تنطبق على محيطه العام
ربما ظنا منه إنها الأفضل

هل الثقافة درجة يستطيع بعدها الإنسان أن يتيقن من أنه أصبح " مثقفا "؟؟؟

ليس بسهولة تقييم المستوى الثقافي لأي منا حتى وإن ارتأينا مقدار سعة ثقافته وتنوعها
من حيث كل الأوجه فالثقافة كالبحر لا تنتهي ولا ينضب ماؤها
وكلما نهل منه كلما ازداد عطشا و ولها للمزيد

أما من يرفض أن ينعت بالمثقف فأظن إنها حالة تواضع لمن يجد انه ما يزال بحاجة للمزيد
أو انه يرى إن كثر سبقوه في الصعود بثقافتهم ليجد نفسه مازال في صعود
تلك حالات كل يقسها حسب ما يرتأى من منظاره الخاص

أنا برأيي أنه إذا نعت نفسه احدنا بالمثقف فهو بداية انحدار ثقافته فانا بالنسبة لي ومن منظاري الخاص ,أن الثقافة والعلم ليس لهم منسوب أو مستوى يصلان إليه فكما قلت سابقا كالبحر

أما معيار الثقافة في مجتمعنا فهو معيار غير ثابت وليس له قانون يحتذيه
إنما هو أمر نسبي وما يقرره الشخص ذاته بتلقيه واسترساله مع الفئة الموازية له
فكلما نهل واستزاد كلما زاد ثقافة وبثها بأريحية تامة دون ركاكة سواء بالتعبير أو اللغة

من الأشياء الجميلة لطه حسين تفرقته بين المثقف والمتعلم. المتعلم هو الشخص الذي عرف بعض العلم درسا وتعلما، واقتصر عليه بحيث لا يعرف شيئا خارج ما تعلمه، فعالمه يبدأ وينتهي بعلمه المحدود الذي لا يرى سواه، ولا يعرف إلا هو.

أما المثقف فهو المتعلم الذي لا تقتصر معرفته على ما تعلمه، ولا يقتنع بهذه المعرفة، فيظل يبحث عما يتمها دائما، وما يضيف إليها بما يتسع بحدقتي رؤيته لنفسه وللعالم من حوله ولذلك لا ينغلق على ما تعلم، بل يجاوزه إلى معارف العالم التي تمكنه من رؤية العالم الذي يحيط به، والذي هو بعضه، وينبغي أن يكون له رأي فيه وموقف منه في آن، ولذلك يمكن تعريف المثقف بأنه صاحب موقف بالضرورة، وأنه لا يرضى أبدا بالوضع، بل يجاوزه إلى ما يمكن أن يكون أفضل منه، ساعيا دائما إلى ما يراه المثل الأعلى الذي لا يتحقق منه شيء إلا ما يغري بإتمام السعي إلى ذلك المثل الأعلى الذي يظل يغري المتطلعين بالسعي وراءه إلى ما لا نهاية. ويعني ذلك أن المثقف يسعى دائما إلى تقدم مجتمعه في كل مجال، والعمل دائما على اندفاع عجلة التطور إلى ما لا نهاية.

ولا يعني هذا التمييز أن المتعلم أو العالم لا يمكن أن يكون مثقفا، فالأمر على النقيض من ذلك، فالمتعلم المثقف كالعالم المثقف كلاهما نموذج لا يمكن لتقدم أية أمة أن يتم دونهما، والمؤكد أن العالم المثقف هو صاحب موقف جذري، فهو العالم الذي يسعى جاهدا إلى الانتقال بمجتمعه من وهاد الضرورة إلى ذرى الحرية، ومن الجهل إلى المعرفة، ومن التخلف إلى التقدم، ومن الاستبداد إلى الحرية، ومن الظلم إلى العدل، وعلامة العالم المثقف أيّا كان العلم الذي يتخصص فيه هو الموقف الجذري الذي يتخذه في مواجهة تخلف عصره وأعداء التقدم فيه، مهما كان الثمن الذى يمكن أن يدفعه ليقول ما يؤمن به حقا، وما يراه سبيلا للتقدم، وقد حفظ لنا التاريخ نماذج لهؤلاء العلماء الذين لم يخشوا التعذيب ولا السجون، وظلوا مدافعين عما رأوه الطريق إلى المستقبل الواعد بكل أحلام التقدم للمجتمعات. ويشهد التاريخ أنه لولا تضحيات هذا النوع من العلماء لما تقدم العلم أو الحضارة الإنسانية

ويعني ذلك، أخيرا، أن العالم المثقف يشارك المثقف المتعلم في صفة يمكن إضافتها إلى صفة أنه صاحب موقف بالضرورة، أعني صفة الرؤية، فكل مثقف حقيقي أو أصيل هو موقف ورؤية على السواء، موقف من العالم وفي العالم ورؤية للعالم الواقع والعالم الممكن الأفضل. وبقدر ما يدفع الموقف إلى تكوين رؤية للمستقبل الواعد بالقياس إلى الواقع القائم، فإن الرؤية تعود، بدورها، لتزيد الموقف صلابة وعزما وقدرة على مواجهة كل الصعاب والتحديات.

المثقف = معرفة + التزام + مشروع,
هذا التعريف للمثقف هو أشمل و أفضل تعريف اطلعت عليه .

يحتاج المثقف إلى معرفة عامة , كمنهجية التفكير الموضوعي ، والعلاقات بين
الأشياء وغير ذلك مما يشكل له أدوات أساسية لرؤية الأشياء و تقديم أطروحته
حولها . كما أنه يحتاج إلى معرفة خاصة والتي تتعلق بما هو ملتزم بالعمل من
أجله فمثلاً يكون ملتزما بمعالجة قضايا التعليم في بلده إذا هو يحتاج إلى معرفة
واقع التعليم في بلده وكل ما له علاقة بهذه الأوضاع .

أما عن الالتزام فالمثقف بجانب تناوله للعديد من القضايا , يلتزم بالعمل على
قضية معينة تختلف درجة تحديد هذه القضية فهناك من يلتزم بالقضايا
الاقتصادية بشكل عام , و آخر يكون أكثر تحديداً فيلتزم بمعالجة قضية
المستوى المعيشي للفرد , هناك من يلتزم بقضايا التعليم بشكل عام
وآخر يلتزم بقضايا التعليم العام .

وقد يكون للمثقف مشروع يعمل لتحقيقه , فلا يكتفي بفهم و معالجة
الواقع بل يسعى لإيجاد واقع جديد يتوافق مع ما يحمله من رؤى
و هذا قد يجعل جهد المثقف أكثر تركيزاً وقد يجعله مؤثرا أكثر
من كونه متأثرا .

إذا المثقف = معرفة + التزام + مشروع .

المراجع مقالات حول الثقافة لكل من :

د• جابر عصفور
محمد الشدي
بدر الزياد
مع أطيب الأمنيات و عذراً على الأطالة

اقتباس

المثقفين هم ثلة تحمل من الوعي والإدراك مالا يحمله سواهم
لهم ما لسواهم من مفاهيم بنيت على أسس علمية وثقافية بحتة
وعلى المثقف هنا عدم الركون إلى ما يمليه عليه عقله فكم من عقول
كانت بنيتها على نحو مغاير لما بات عليه الوضع الراهن لمجتمع طبقي
وأن لا يتبع نظرياته الخاصة به فهي غالبا لن تنطبق على محيطه العام
ربما ظنا منه إنها الأفضل

اقتباس

أما المثقف فهو المتعلم الذي لا تقتصر معرفته على ما تعلمه، ولا يقتنع بهذه المعرفة، فيظل يبحث عما يتمها دائما، وما يضيف إليها بما يتسع بحدقتي رؤيته لنفسه وللعالم من حوله ولذلك لا ينغلق على ما تعلم، بل يجاوزه إلى معارف العالم التي تمكنه من رؤية العالم الذي يحيط به، والذي هو بعضه، وينبغي أن يكون له رأي فيه وموقف منه في آن، ولذلك يمكن تعريف المثقف بأنه صاحب موقف بالضرورة، وأنه لا يرضى أبدا بالوضع، بل يجاوزه إلى ما يمكن أن يكون أفضل منه، ساعيا دائما إلى ما يراه المثل الأعلى الذي لا يتحقق منه شيء إلا ما يغري بإتمام السعي إلى ذلك المثل الأعلى الذي يظل يغري المتطلعين بالسعي وراءه إلى ما لا نهاية. ويعني ذلك أن المثقف يسعى دائما إلى تقدم مجتمعه في كل مجال، والعمل دائما على اندفاع عجلة التطور إلى ما لا نهاية.

حكيم انت دائم العطاء بما هو مفيد
شكرا لك

شكرا لك اخي الكريم ولا يسعني الا القول
جعلنا الله من المثقفين

الأخ زياد
الأخ سلامي
تحية و بعد
شكرأ لمروركم ..هذا يسعدني جداً
كما أنني أسف على التأخير بالرد
مع أطيب الأمنيات

طبعا لا تعليق على ما ذكره الحكيم في هذا الموضوع الجميل و القيم وأوافقه الرأي في تعريفه
للثقافة و المثقف....وأضيف باختصار :
المثقف-هو من يعرف شيء عن كل شيء.
المتعلم- هو من يعرف كل شيء عن شيء.
وخيرهم:
من يعرف كل شيء عن شيء ويعرف شيء عن كل شيء.

تقبل مروري..
مع حبي وتقديري...

من طرف **فيصل خليفه** الخميس يونيو 11, 2009 4:37 am

د.طارق المحترم:

بغض النظر عن تعدد التعريفات للمثقف و الثقافة التي بالتأكيد تأتي بمهجود شخصي واعي طوعي،و استجابةِ لمتطلبات الوعي المتزادمة في العقول الآدمية. فأني أفهم أن المثقف بكل ما جمع أو قد يجمع من معلومات تبقى منقوصة مل لم يجد صاحبها الطريقة المثلى لتوصيلها لأخرين بحاجة ما جمع .
لا أنكر أنك أجهدت نفسك كثيراً بالبحث لتجميع هذه المعلومات التي غطت معظم جوانب الفكرة الرئيسة
وجب الشــــــــــــــكر دكتور
فأرجو تقبله

الثقافة و المثقفين

الثقافة و المثقفين

رد: الثقافة و المثقفين

رد: الثقافة و المثقفين

رد: الثقافة و المثقفين

رد: الثقافة و المثقفين

رد: الثقافة و المثقفين