عندما نخون ألوطن000

من طرف **ميسون شهبا** الخميس فبراير 11, 2010 10:08 pm

عندما نخون الوطن :

مازلت أذكر سنابله الصفراء ،ذهب المروج تتمايل مع عصف الريح الباردة ،أرض تتوضع على سفح الجبل تلك هي قريتي ، كان الجو حارا عندما دخلت أحد الحقول ذات التربة الحمراء ،أبتعدت قليلا حتى أرى قلعته الشامخة على عتبات التاريخ .
تلال مبعثرة على كل الجوانب و حجارة سوداء نقشت فيهاعوامل الحت صورها الجميله
خطر لي أن أتظلل تحت إحدى شجيراته بعد أن أنهكني المسير و أضناني الزمن هو وطنى و لابد أن يضمني في أحضانه الواسعة !.
و في غفوة صغيرة بدأ الحلم الجميل :

كنت أبحث عن أحدى البساتين لعلي أنعم برق النسيم و كم تعثرت و أنا أمشى على أرضه الوعرة فأقف ساعيا مرة أخرى ثم يتكرر السقوط .
جلست على ترابه تحت إحدى الشجيرات و تحسست الأرض من تحتى فكانت باردة .
نحن الآن في آب أشد أشهر الصيف حراً ،
لماذا جبينك باردا أيها الوطن ؟و من الذي وشح بلسم طهرك بالسواد؟
مددت يدي و أخذت حفنة من ترابه ، أبت ان تنضم بين أصابعي ،
نظرت من حولي لأرى الحقول فارغة ، أنها الثانية عشر ظهرا ، فهل شعرت تلك الشجيرات بالحر مثلي و غادرت.
لم أفهم ما كان يجول في خاطره ، رغم بساطة الطبيعة كانت المعادلة أصعب من أن يحلها شخص مثلي .
ركضت عائدا إلى جدي ، الرجل صاحب الخمسة و الثمانين عاما ، هو الوحيد القادر على ترجمة لغة الأرض .
كان جدي قد ذكر لي قصص كثيرة عن الوطن .

مازلت أذكر منها العبارة الغريبة عندما قال الوطن فخور بنا فقد بذلنا كل ما بوسعنا من أجله ، أنه سعيد الآن ). ذلك الكلام كان منافيا لما تعلمته في الصف الأول أن الأشياء تقسم إلى قسمين : جمادات مثل الأرض و كائنات حية مثل الإنسان
كنت في سري أهزأ من جدي عندما يدعى أن الوطن فخور ، وهل للجمادات أن تفخر على كل حال هو إنسان أمي لم يزر مدرسة في يوم من حياته .
سألته أن كان يعرف سبب برودة الأرض و حرارة الجو ، فرأيت إبتسامة عميقة شقت طريقها عبر تجاعيد وجههة الأسمر و نهض ليمسك عكازه الخشبي المكسور بيده اليسرى و نزلنا معا إلى الحضيرة حيث كان جدي يربط حماره دوما .
كنت دائما أركب هذا الحمار عندما أذهب معه إلى كرمه الشمالي .

مشينا معا و نحن صامتين و ما من صوت سوى لهاث الحمار حيث كان يمشي و يلتقط العشب ليأكل في نفس الوقت. الأرض كانت ممهدة أمام الحمار فكان يسير بسهولة مع وزني الخفيف على ظهرة و مشى جدي على الطريق الوعرة نفسها التي مشيت عليها هذا الصباح و لكنه كان يمشى و كانه يدوس على سجاده العجمي المفروش في مضافته الصغيرة ـ لطالما هىء لي أنه سيخلع حذائه البلاستيكي و يمشى عاري القدمين ، شعرت أن الأرض تتلقف دعس قدميه بحنان لتقبلها و أذ داس هو عليها كأنه طبيب يجس جسم مريضه العليل ، بانت لي علاقة العشق الأبديه التي صنعت التاريخ على هذه الحجارة السوداء ، نظرت أمامي إنها نفس الأرض و لكن الأشجار بدت أكثر إخضرارا و الجو أصبح لطيفا ، بدأت أشتم رائحة العنب الأسود و أشجار التين ،
توقفنا و سارعت بالنزول عن ظهر ذلك الحمار لأجد نفسي أتعثر من جديد و عندها بدت على و جهي معالم الغضب .
ما بك أيتها الأرض الغبية ؟؟؟ ما المشكلة فيك ؟؟؟
فنظرت إلى جدي و أنا أحاول الوقوف من جديد و قد بدأ يقهقه ضاحكا ،
ضمني بين ذراعيه و حملني و بدأنا نمشى معا و هو يسرد لي قصة جديدة :

لقد بذلنا كل ما نملك في سبيل هذه الأرض ، أمضينا ليالي سوداء باردة ندافع عن جبينها الدافئ ، كانت ملاذنا الوحيد الآمن عندما كنا نحاصر فنجد فيها مأوى نستتر فيه ،من حجارتها صنعنا سلاحا و بيتا و قلعة لم تقدر الثلوج بعد على كسر شموخها ، سقيناها دماءً عندما عطشت و سقتنا هي زمزمأ عندما تحررت .

الوطن يابني بات بين أيديكم جريح ، أودعتموه سجون الحضارة التي عرفتموها ،
و سقيتموه من ذلكم المستورد .
بتم لا تعرفون الأحاسيس عندما فقدتم الأحساس بالوطن .
الوطن علاقة عشق سرية و أبديه لا حد فيها للتضحية مهما رأيتم فيه من أخطاء لا تصدقوا أنه المخطئ .

عدنا إلى البيت و كانت الشمس قد غابت و بدى لي الظلام حالكا إلتفت مرة أخرى لارى جدي يسير في تيههه المعتاد فوق تراب أرضه الحبيبة من دون أن تمس أقدامة مفاجآت الليل العاثره .
كانت هذه آخر رواية سمعتها من جدي ذو الخمسة و الثمانين عاما .

مات جدي و ماتت معة روايات العشق الغريبة و ماتت رائحة العنب الأسود في الكرم الشمالي ، مات و لم يتبقى من تلك القصة غير الطريق التي كان الحمار يمشى عليهاأسلكها كلما زرت الكرم الشمالي لأني مازلت أتعثر عندما أزوره .

مات جدي و في يده عكازه الخشبي المكسور و ما زلت أجهل السبب في أخذه ذلك العكاز إلى الكرم الشمالي .

مات و لم يوصيني حتى بأن أنقل هذه قصة لقد كان أحساسه كافيا ليعرف أننا لن نقدر أن نحافظ على ما صنعه لنا الأجداد .
أستيقظت من حلمي لأجد نفسي تحت شجرة التين الكبيرة التي زاد عمرها عن الخمسة و الثمانين عاما ، الجوا كان باردا في ذلك الشهر من السنة و رائحة العنب الأسود كانت تعبق في كل مكان لكني خفت من المشي فربما تعثرت مجددا .

إخوتي : لقد قرأت في عدة مقالات عن حالات مريعة تحدث في بلادنا من خطف أو قتل أو ظلم للمرأة أو تخلفأ للرجال و ما إلا هنالك من حالات فردية لا أدري ما هدف إليه أصحابها من نشرها هنا ، و الرد دائما كان من بعض الأعضاء بلعن الوطن و تسفيه تلك الأرض التي عشنا فيها و النظر إلى نصف الكوب الفارغ ، نحن في سوريا نعاني من الظلم السياسي و الإقتصادي و لكن مازال الوطن للجميع دعونا نحبه مهما ساءت الظروف فيوما ما و عندما نصبح في يومنا الأخير و ترتفع الإيدي لتحمل نعشنا ستبقى الأرض هي من يضمنا للمرة الأخيرة .

أهدي همسات هذا الشاعر للوطن :

يا دامي العينين و الكفين إن الليل زائل
لا زنزانة التوقيف باقية و لا زرد السلاسل
نيرون مات و لم تمت روما
بعينيها تقاتل
و حبوب سنبلة تجف
ستملا الوادي سنابل

دعونا نفتح صفحة جديده للصفح عن الوطن ، و دعونا نسامحه على كل أخطائه .

منقولة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وكيف ننساها شروق الشمس على ضحاها...

وقلعة سمراء صامدة....مرت عبرها تاريج الاجيال

ماذا تقول ياأختي عن كروم العنب والتفاح

الذي اضناني الشوق بغربتي الى محياها

رائع أن نحلم بها.... نعود لآيام لم تستطيع الغربة ان تنسينا اياها

تعال نعود الى العم الوقور جدك...ونسأله تاريح هذا المكان

لم يدخل مدرسة الصغار التي احتضنتنا....ولكنه تخرج من مدرسة الحياة

لقد حملتني اليه الان....على جناح الذكريات....ايام كنت ادرس هناك مع ابنته....تحت العريشة بجانب الدار

كا اغبنانا نحن الصغار عندما يحتوينا الغرور ببضع عبارات

النقطناها يوماً من الكتاب

اجل...الوطن سعيد وكبيراً بهم....بنلك الثورات ضد الفرنسين والاتراك

هي الجمادات التي تنطق..هي التي لاتنسى مهما تغيرت الايام

في كل مشوار لي للوطن....أختلي بها تلك الصخور السوداء

وحدها من تتذكرني.....ولم تنساني....وحدها من تقول لي...

اين انت يا ابنتي..ألم يحين الوقت للعودة للديار

نظرت أمامي إنها نفس الأرض و لكن الأشجار بدت أكثر إخضرارا و الجو أصبح لطيفا ، بدأت أشتم رائحة العنب الأسود و أشجار التين ،
توقفنا و سارعت بالنزول عن ظهر ذلك الحمار لأجد نفسي أتعثر من جديد و عندها بدت على و جهي معالم الغضب .
ما بك أيتها الأرض الغبية ؟؟؟ ما المشكلة فيك ؟؟؟
فنظرت إلى جدي و أنا أحاول الوقوف من جديد و قد بدأ يقهقه ضاحكا ،
ضمني بين ذراعيه و حملني و بدأنا نمشى معا و هو يسرد لي قصة جديدة :

هل تظنوا ان الغلط بالارض...وهل تظنوا انها تقصر اي أم بحق اولادها

االآرض الام لايتوقف عطائها....دائماَ صدرها وذراعاها مفتوحين للآولادها

المشكلة فينا نحن الاولاد.....من كفرنا بهذا الحب...من لم نفكر بأن جذورنا لن تبقى خضراء الا تحت تلك التربة..
التي ما انفكت يوماً عن عطائنا....وعن احتضاننا
هل أستمربتسطير شوقاً تجاوز الفضاء
لهذا الجد وهذه العروس التي هي عشقة قلبي رغم الغراق
لا...لن تباعدنا عنها الايام.....ولا الظروف....ولا سلبيات لا تقارن بما نعانيه بتشرد على الطرقات
فقط أقول لك....نحن لا نتكلم عنها تلك الارض الحبيبة دعيني اعتذر منها ومن ترابها القمحي الغالي......

نحن ربما نوجه بعض الاعتراضات..على قوانين وعادات نستعملها نحن ونخنق بها اولادنا ..
دون ان ندري ما الغاية الحقيقية من ورائها...نتهجم على قوانين تبعدنا عن الحقيقة تجعلنا نحس الفوقية في التعامل وفي كل مجالات الحياة
ولكن ليس معناه نسيت بلادي وارضها واهلها......من ينسى بلده....نسى اصله.....نسى تاريخه ومزق هويته الحقيقية.....
لا...كل شيئ الا ان نخون بحبنا هذا الوطن

دعونا نفتح صفحة جديده للصفح عن الوطن ، و دعونا نسامحه على كل أخطائه

هل حقاً نحن من نسامحه على أخطائه...أم هو الذي نطلب منه الصفح عن كل أغلاطنا

وأي غلط؟؟؟؟؟؟؟؟
ا

لقد نقلتي مقالة رائعة أيتها الغالي
ألف شكر لك

من طرف **ميسون شهبا** الخميس فبراير 25, 2010 10:40 am

صديقة غربتي0000

همومنا واحدة000000

ألمنا واحد0000

مأسي حياتنا واحدة0000

لهذا نتعايش جداً مع كا ما تكتبه الواحدة0000

لهذا نشعر بالتوحد في الفكر والعمل وحتى دقات القلب000

نعم نقلت هذه المقالة000

ولآنها بشكل ما عبرت عن شيئ ما بداخلي0000

عشته بزمن ما000 وبمكان أخر000

لك تحياتي0000
مشكورة صديقتي خلوده000

من طرف **محمود زهرة** الخميس فبراير 25, 2010 8:41 pm

الاخت ميسون
جميل ورائع ما كتبت من كلمات ولكني احب ان أضيف :

لا احد يكره الوطن او الارض التي ولد فيها وتربى فيها وان كنا قد غادرنا الوطن فهو ما يزال يعيش فينا وفي قلوبنا

ولكن ماذا فعل الاجداد؟ ان الاجداد الذين تشتهدين بأقوالهم وافعالهم هم المجرمون الحقيقيون بحق هذا الوطن وبحقنا ولسنا نحن ,.انما نحن ضحية لجبنهم وذلهم وتخاذلهم هم الذين باعوا الارض وضحوا بها هم الذين حنوا لظهورهم ليركب عليها وعلينا الباشوات واصحاب الطرابيش هم الذين خانوا ضميرهم وشربوا واشربوا معهم كاس الذل والعار هم الذين علمونا الخنوع والهوان على الناس

لو انهم اطلقوا رصاصة واحدة او حرروا ليمونة او صرخوا صرخة واحدة
لشكرتهم على ما فعلوا
لقد الان الاوان لكل الشعوب الهاجعة والمخدرة ان تستيقظ من سباتها وتعرف كيف ان التاريخ مزور وكذب وخداع وما هو الا تمثيلية من اجل الضحك على الاجيال الصاعدة

تحياتي الى الوطن الغالي والى كل المهجرين في هذا العالم

من طرف سامر القنطار الإثنين نوفمبر 01, 2010 9:15 am

يبدو لي يا زهرة انك لم تقراء التاريخ جيداً
لو انك تحب وطنك ما كنت قلت على اجدادك هذا الكلام وتنعتهم بالجبناء صالح العلي اليس بطل من ابطال سوريا ابراهيم هنانو الاشمر سلطان باشاه الاطرش قائد الثورة السورية الكبرى وغيرهم هؤلاء كلهم لم يطلقو طلقة واحدة
اتمنى ان تقرأ كتاب المقالات لشهيد عبدالرحمن الشهبندر حتى تعرف من هم اجدادك

من طرف ZORBA الخميس يناير 13, 2011 7:10 am

محمود زهرة كتب:ولكن ماذا فعل الاجداد؟ ان الاجداد الذين تشتهدين بأقوالهم وافعالهم هم المجرمون الحقيقيون بحق هذا الوطن وبحقنا ولسنا نحن ,.انما نحن ضحية لجبنهم وذلهم وتخاذلهم هم الذين باعوا الارض وضحوا بها هم الذين حنوا لظهورهم ليركب عليها وعلينا الباشوات واصحاب الطرابيش هم الذين خانوا ضميرهم وشربوا واشربوا معهم كاس الذل والعار هم الذين علمونا الخنوع والهوان على الناس

لو انهم اطلقوا رصاصة واحدة او حرروا ليمونة او صرخوا صرخة واحدة
لشكرتهم على ما فعلوا

هم كانوا ضحية أجدادهم كذلك فلا تلمهم ..ومن الحكمة ان نتوقف عن الوقوف على اطلال تذكرنا بفشلنا المتكرر ...
آن الاوان ان نستفيد من تجارب الفشل القديمة

من طرف **بشار عريج** الخميس يناير 13, 2011 7:34 am

ردّ الله غربتك يا ميسون

من طرف **نزار شجاع** الخميس يناير 13, 2011 2:45 pm

كان يقول لي جدي الذي أسمى حماره صهيون بعد أن حرر سورية من الأستعمار الفرنسي
كان يقول وهو يجلس أمام البيادر الممتدة نحو كروم العنب وحقول القمح
يا أبني يا نزار :
(( الرجال نوعان ...........واحد بيخرب بيتوا ليعمر الوطن
.................... وواحد بيخرب الوطن ليعمر قصروا ))
الأرض التي أحبها أخذت جدي
لكنه لم يمت
هو الآن حاضر في هذه الكلمات
الموت للخونة
من خانوا أهلهم وأرضهم وعرضهم ونهبوا دمائنا
وعندما تضيق كان يتنهد جدي ويقول (( بيفرجها الله ))

من طرف **ESSAM MAHMOUD** الخميس يناير 13, 2011 3:25 pm

لكل مقام مقالة لن أزيد ولكنني أضم صوتي إلى زوربا ونزار

وإلى جد ِ نزار رحمه الله ورحمنا أجمعين

الشهداء كثيرون والزعماء من الأجداد قد ضحى قسم كبير منهم بآخر قطرة من *** دم جنوده ***

التاريخ يكتبه الأقوياء والله أعلى وأعلم

عندما نخون ألوطن000

عندما نخون ألوطن000

رد: عندما نخون ألوطن000

رد: عندما نخون ألوطن000

رد: عندما نخون ألوطن000

رد: عندما نخون ألوطن000

رد: عندما نخون ألوطن000

رد: عندما نخون ألوطن000

رد: عندما نخون ألوطن000

رد: عندما نخون ألوطن000