سورية والتغيرات الكبيرة

بعد خمس سنوات متواصلة من الاغتراب قررت اخيرا ان ازور بلدي الحبيب سورية فقد اشتقت كثيرا لها وبالاخص لبلدتي ولامي ورفاقي فيها

كنت سعيد جدا بلقاء الاهل والاصدقاء ولكن بعد مرور الايام ونتيجة خروجي من البيت وسماعي احاديث الناس لاحظت ان سورية قد تغيرت كثيرا وبشكل ملحوظ وان التغيير قد طال النقاط التالية :
لقد لاحظت ان المال اصبح وفيرا بايدي الناس واصبحت المليون ليرة سورية كلمة دارجة ومطروقة وكل بيت فيه سيارة على الاقل والناس تعيش في بحبوحة ان كثيرا من اصدقائي الفقراء اصبحوا الان من اصحاب رؤؤس الاموال
في مدينة يبرود وحدها هناك اكثر من 500 عمارة جديدة بينما في الفترة السابقة كل سنة عمارة او اثنتين
الغريب في النقطة ان العالم في الوقت الحالي يشهد ازمة مالية خانقة ؟؟؟؟
وبالطبع فانني لا احسد احدا واتمنى لبلدي ان تكون من افضل البلدان

وبالطرف المقابل لاحظت ان الشعب السوري ازداد ولعه بالمال واصبح لا ينظر الا لما هو بين يديك لقد اختفت المبادئ من عقول الناس واصبحت الليرة هي المبدأ التي تتفق عليه كل فئات الناس وقد اصبح الحصول على المال هو هم الشارع السوري وباي طريقة كانت شريفة او غير شريفة وقد اصبحت في نظرهم الصيدة السمينة التي يجب الايقاع بها بأي طريقة
ارتفاع الاسعار بشكل فاحش وخصوصا العقار والاراضي الصالحة للبناء

ولكن البديهي ان احاول الاستفسار عن سبب هذا التغير ولكن احدا لم يجبني ربما لانهم لا يعرفون او انهم يعرفون ولا يريدون ان يقولون
في الحقيقة ان هذا التغير السريع والكبير في فترة زمنية بسيطة قد لا يكون صحيا وقد ينعكس سلبيا في المستقبل القريب على حالة الناس
ارجو من الاصدقاء القادرين على التحليل ان يحللوا ما يجري

الرجاء افيدونا

لقد أخفتني أخ محمود بعنوان مقالتك

سوريا و التغيرات الكبرى

كنت أفكر وأنا أفتح المقال عن أي تغيرات تتحدث
أما وقد تكلمت عن التغيير الأخلاقي فإنه تطور طبيعي لتقلص الطبقة الوسطى و التباين الحاد بين الأغنياء من جهة و مدقعي الفقر المتزايدين باطراد من جهة أخرى

سيدي كنا نعيش قبل الأنفتاح الأقتصادي بأحوال متشابهة إلا أن الأنفتاح الأقتصادي على الأستثمارات و استقطاب رؤوس الأموال المغتربة و الأجنبية إدى إلى ضخ مليارات الدولارات في السوق المحلية كان للسوق العقارية حصة الأسد منها

إن التباين الطبقي برأي هو أحد الأسباب التى أدت إلى تضعضع الأخلاق

تقبل مروري وشكرا لموضوعك الهام

الشكر الجزيل لكل من علق او قرأ المقال

لست ادري عن صحة الارقام التي طرحها الدكتور طارق بخصوص الفقر والبطالة, حيث انه لا يوجد احصائيات يعول عليها ولا دراسات اقتصادية ممنهجة, تقريبا كل مشاريع القطاع العام خاسرة بسبب فشل الادارة والفساد
كما ان الشفافية في التصريحات والاعلانات انخفضت قليلا عن المعدل الطبيعي
يبدو اننا بحاجة الى وضع خطة اقتصادية حكومية ممنهجة واضحة الاهداف وعدم ترك السوق للتجار كي يلعبوا به كيفما شاؤؤا

ولكم شكري الجزيل