مواضيع مماثلة
دين الإنسان
+4
ميسون شهبا
فيصل خليفه
خلود هايل حمزة
علاء العطواني
8 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
دين الإنسان
من كتب المفكر السوري فراس السواح قررت نزل تلخيص الكتاب للمهتمين بأبحاث الدين و الفلسفة و التطور الفكري الإنساني
طبعا التلخيص من وجهة نظري الشخصية و من خلال قرائتي للكتاب
دين الأنسان
فراس السّواح
الدين هو شكل أدنى من النظر العقلي والفلسفة هي شكله الأرقى والأعلى
التقسيم المعتاد لتاريخ الفكر الإنساني
1- السحر
2- الدين
3- الفلسفة
4- العلم التجريبي
& الدين بحسب وليم جيمس: الأحاسيس والخبرات التي تعرض للأفراد في عزلتهم وما تقود إليه من تصرفات وتتعلق هذه الأحاسيس والخبرات بنوع من العلاقة يشعر الفرد بقيامها بينه وبين ما يعتبره إلهيا.
& يقول هربرت سبنسر :الدين هو الإعتقاد بالحضور الفائق لشيء غامض وعصي على الفهم .
& يقول م.رافيل في كتابه مقدمة في تارخ الأديان:
إن الدين هو اشتراط الحياة الأنسانية بإحساس بين العقل الإنساني وعقل خفي يتحكم بالكون وماينجم عن ذلك من شعور بالغبطة.
& جيمس فريزر: شروط الدين اعتقاد بوجود قوى عليا يتلوه محاولات استرضائها فالأعتقاد الذي لا تتلوه ممارسة هو لاهوت فكري أما الممارسة المجردة عن أي إعتقاد فليست من الدين بشيء.
& الأمير سدهارتا أصبح بوذا ---النيرفانا ((عالم السكينة ))
انطلقت البوذية من فكرة رفض الأله فهي نظام أخلاقي بدون مشرع و إيمان بدون إله والبوذي غير معني بمن خلق الكون وكيف همه الكدح من أجل تخليص روحه من سلسلة التقمصات بالأعتماد على القوة الذاتية والألهة في حال وجودها ليست سوى أقدر من الأنسان على التحكم بعالم المادة لكنها أسيرة مثله في عالم بائس عليها أن تخلص نفسها منه .
& يقول إميل دوركهايم (فرنسي 1858-1917) الدين هو نظام متسق من المعتقدات والممارسات التي تدور حول موضوعات مقدسة يجري عزلها عن الوسط الدنيوي وتحاط بشتى أنواع التحريم وهذه المعتقدات والممارسات تجمع كل المؤمنين والعاملين بها في جماعة معنوية واحدة تدعى الكنيسة .
المكونات الأساسية للدين:
1- المعتقد
إن ظاهرة مؤسسي الديانات من الأفراد ظاهرة حديثة نسبيا من النصف الأول للقرن السادس قبل الميلاد .حيث عاش زرادشت الأيراني في النصف الثاني وظهر بوذا في الهند و لاوتسي مؤسس التايوية في الصين.
((الترتيلة الطويلة)) للفرعون أخناتون موجهة إلى أتون ألهه الأوحد (أخن.أتون =فرح أتون ). أسمه الحقيقي أمحوتب الرابع
2- الطقس
وهو: مجموعة من الأسباب و الوسائل التي تعيد خلق الأيمان بشكل دوري.
إن أي صورة ذهنية لا تخرج من عالم الفكر إلى عالم الفعل هي معرضة للتحجر و التلاشي والزوال ما يفسر الاجتماع الصباحي في قطع الجيش (فكرة الوطن) تحية العلم
الأيدولوجيا النازية لم تنتشر عن طريق التبشير النظري الساذج قدر انتشارها عبر التصميم المتقن لطقوس قومية لها صفة الهوس الديني.
إن الأفكار وحدها لا تصنع دينا مثال :
• الفلسفة الأفلاطونية المحدثة انتشرت في القرن الثالث الميلادي في الشرق جعلت من الإلهيات بؤرة اهتمامها كانت أفكارها مهيأة لأن تكون أساس مكينا لديانة كبرى لكنها لم تنجح بسبب افتقارها إلى نظام طقسي يضع الأنسان في علاقة مع العوالم القدسية التي صاغ المعتقد صورتها الذهنية.
3- الأسطورة
تنشأ عن معتقد ديني و تكون امتداد طبيعي له تعمل على توضيحه وإغنائه وتثبته صيغة تساعد على حفظه وعلى تداوله بين الأجيال وتزوده بجانب خيالي يربط إلى العواطف والإنفعلات الانسانية
اسطورة الخلق:
إنه العمل الأول الذي يقوم به الأله الأكبر وهو خلق العالم والخروج به من عماء الاتمايز المكاني وهيولى الزمن الراكد إلى الوضوح وعالم الحركة والفعل عالم الزمن
يبتكر نفسه بابتكار الكون
اسطورة التكوين البابلية عندما لم يكن هناك سماء في الأعالي أو أرض في الأسفل لم يكن هناك سوى الهة العماء القابعة وراء الزمن المعارضة لأي حركة أوفعل ثم جاء الإله مردوخ ليبتدئ سيرة حياته مع سيرة حياة الكون الذي أخرجه من لجة العماء البدئي أيضاً تتصدر أسطورة الخلق التوراة سفر تكوين العهد القديم (قبل ذلك أين كان يهوه)!!؟
المكونات الثانوية للدين
الأخلاق والشرائع
ضمن ظروف اجتماعية وسياسية معينة تأتي إلى الدين عناصر لم تكن منه ابتداءْ ولم يكن لها شأن في تأصيل بداياته الأولى إنها الأخلاق والشرائع
إن الأخلاق لا تستكمل ارتباطها العضوي بالدين إلا عبر سياق تطوري بطيء فإننا نستطيع متابعة هذا الإلتحام التدريجي في بعض الأديان التي خضعت لعمليه تطورية عبر فترة طويلة من الزمن مثل الديانة اليهودية فرغم أن الوصايا الأخلاقية العشر قد تصدرت سفر الخروج ثاني الاسفار فإن وصاية ((التابو )) البدائي والأحكام الطقسية قد طغت على الوصايا الأخلاقية في معظم الأسفار فقد خصص النصف الثاني من سفر الخروج وسفر الاويين لبسط و تفصيل أحكام التابو التوراتي
& الخطية الأخلاقية يمكن غسلها أما تعدي حدود التابو فجريمة تستوجب القصاص الفوري
&الانتصار الحقيقي للأخلاق لم يتم إلا مع مجيء المسيحية فرسالة الإنجيل ليست إلا رسالة إيمان وأخلاق وبولص الرسول صاحب الفضل الأول في تحرير المسيحية من الفكر اليهودي ركز على فكرة أن الله تعالى لا يطلب بالذبائح بل بالأيمان
الزادشتية أول من فصل تاريخياً بشكل مطلق بين الخير و الشر في شخصية الإله
& ارتبطت الأخلاق تقليدياً بالتشريع
فالشرائع ليست إلا جزءا من الأخلاق العامة وقد تم تأييده بالعقوبات التى تفرضها السلطة السياسية فالقواعد التشريعية لم تكن سوى قواعد أخلاقية بدت ذات قيمة استثنائية
& الكارما = الفعل وبالمفهوم الديني تشمل الفعل و جزاؤه ثوابا كان أم عقابا
إن اتصال الأخلاق والشرائع بالدين ليس أمر حتمى فهناك ديانات حافظت حتى النهاية على إستقلالها عن الأخلاق مثل الديانة الإغريقية(لم يكن زيوس كبير الآلهة يتطلب أكثر من الذبائح و القرابيين)
& معتقدات و طقوس الخصب (هنالك إله يموت آخر كل صيف و يهبط للعالم الأسفل ثم يبعث حيا في الربيع جالبا الحياة للأرض و الخصب للماشية)
في سومر كان (دوموزي و قرينته إنانا)
في سومر كان الثالوث الأقدس!!!! آن كبير الآلهة و إنليل و أنكي
كان إنسان الحضارات القديمة حرا في التنقل بين العبادات المختلفة فيترك عبادة إله ما ليلتحق بعبادة إله آخر لا يمنعه عرف ديني أو اجتماعي.
الديانات الشمولية
هي : في منشأها عبادة كغيرها من العبادات لا تقتنع بوضعها المحدود ضمن الصورة العامة لدين القوم فتفرض نفسها على بقية العبادات بحركة طموحة لأحلال نفسها دينا للقوم وللإستيلاء على الحياة الدينية للثقافة التى تنتمي إليها وتعميم تجربتها الروحية على بقية الثقافات متجاوزة الحواجز السياسية و الأقليمية و الجغرافية.
و تتسم العبادة التى تسير إلى رتبة الديانة الشمولية ب
1- تحمل هذه العبادة طابع التجربة الدينية لشخص بعينه و يكون العنصر الفاعل فيها شخصية إنسانية فذة
2- يعتقد مؤسسها بامتلاك الحقيقة المطلقة دون باقي الديانات.
3- ترفض التعايش مع باقي العبادات لأن من يمتلك الحقيقة وحده لا يساوم عليها.
4- تقوم بالتبشير الدائم الذي يعتمد وجودها و إنتشارها عليه.
& فكرة المعبد (كعبة داخلها حجر أسود) كان عرب الطائف يعلون من شأن اللات ويقيمون شعائرها التى تدور حول حجر مكعب الشكل يشبه حجر مكة ولا يهتمون الإ قليلا بحجر مكة .
الجاحظ في كتاب الحيوان(( كان لثقيف بيت له سدنته يضاهون بذلك قريش))
بمعبد الشمس في حمص إله واحد هو إيلاجابال كان حجاج المعبد يقدمون فروض الإحترام للحجر الأسود الشهير الذي كان رمز الإله الوحيد الذي لم يظهر هذا الأله في الرسوم و المنحوتات.
& سبب عداء المجتمع الروماني للمسيحية في بداية عهدها دون كافة الديانات الشرقية أن المسيحيين كانوا يجاهرون بعدائهم و إزدرائهم لكل العبادات السائدة الرومانية و الوافدة.
*********العصر الحجري*********
1- الباليوت الأدنى-القاع السحيق-
تشكل حقبة العصر الحجري ما يزيد عن 99% من تاريخ الأنسان
يتألف من:
1- باليوليت أدنى من البدايات الأولى لظهور الأنسان إلى ما قبل 100،000 عام .
2- الباليوليت الأوسط: من حوالي 100،000 عام إلى حوالي 40،000عام .
كانت عتبة الدين فيه عبارة عن (قوة قدسية غفلة) تنبعث من عالم ورائي مجهول مواز لعالم المظاهر الطبيعية المحسوسة المتنوعة .
عالم الاهوت : عالم يعيشه و يراه النياندرتالي (الإنسان الحجري).
عالم الناسوت : عالم لا يراه النياندرتالي رغم تأثيره فيه وفعاليته في عالمه.
حيث أن النشاط الديني على تعدد أشكاله عبر العصور واختلاف الثقافات هو عبارة عن إقامة صلة بين العالمين.
*المندالا : هي شارة قدسية عبارة عن دائرة ترتسم في داخلها أشكال تنتظم حول المركز في ترتيب ذي دلالة يقوم المتأمل بتركيز البصر عليها ناظرا من خلالها إلى أعماق نفسه صعودا نحو العوالم القدسية.
& قال هيجل أن عصرا ساد فيه السحر قد سبق عصر الدين في تاريخ الحضارة الأنسانية وأيده جيمس فريزر .
^ عند الفراعنة (نتر) = القوة =الشدة (الأله الأوحد) الفأس هو رمزه بالهيروغليفية (نترو ) هي الكائنات التي تشترك على نحو ما في طبيعة (نتر) أو في شخصيته (آلهة).
# قال هربرت سبنسر البريطاني في كتابه المعروف بالمبادىء الأولى عام 1862 "إن الحكام والزعماء الأوائل قد اعتُبِروا شخصيات إلهية كما اعتبرت أوامرهم ونواهيهم والأعراف التي استنوها في حياتهم بمثابة شرائع مقدسة فرضها الناس على خلفائهم"
$$$ التاو
يُرمز للتاو بدائرة فارغة
مقسومة إلى نصفين الأول
أبيض يدعى اليانغ موجب
و الثاني أسود يدعى ين سالب لكن لايتجلى اليانغ كما الين في حالته الصرفة ففي كل شي إيجابي شيء من السلبية و العكس .
&& كتاب التغيرات من أشهر كتب الثقافة الإنسانية كرَّس كونفوشيوس سنين من شيخوخته للكتابة فيه.
============== الهندوسية ====================
إن جوهر الدين لديها لا يقوم على الأعتقاد بوجود الإله أو عدمه أو على تعدد الألهة أو على إلتقائها في واحد فمن الممكن أن يكون الهندوسي ملتزما بدينه سواء أمن بإله واحد أم بعدة آلهة أم لم يؤمن بالآلهة طراً.
معتقدات اليقين المطلق :
الإيمان بتناسخ الأرواح و قانون الكارما وينص قانون الكارما على أن تصرفات الفرد و أفكاره وكلماته سيكون لها تبعات أخلاقية تحدد مستقبل حياته بعد الممات كما يتحدد مسار حياته الحالية بما تم من أفعال في الحياة السابقة و هكذا إلى أجل غير معلوم في دورة سببية أزلية تدعى بالسنسكريتية سمسارا وهي دورة لابداية لها ولا نهاية تتجاوز عالم الإنسان لتطال عالم المادة . الزمن نفسه عبارة عن عجلة تدور حول نفسها كلما بلغت الدورة منتهاها عادت إلى نقطة البداية دون غاية أو هدف لكن الإنعتاق =الموشكا ممكن وهو بؤرة الحياة الدينية .
من هنا يُدعى دين الهنود الدهارما =سنة الكون الأبدية التي تعني من جهة القانون الأخلاقي و من جهة أخرى القانون الأبدي .
فارق هام بين الدهارما و الهندوسية أن القانون الطبيعي لا يقوم بذاته عند الهندوس بل يستند إلى مستوى أعمق للوجود هو الأرضية غير المتغيرة لكل عَرض متغير و يدعى براهمن القاع الكلي غير المشخص للوجود صدر عنه كل ما عداه من الناس و الألهة ومظاهر المادة ينبثق عنه النفس الكلية أتمان المتوزعة بين الخلائق.
المايا :يفهم منه عادة ما يؤدي معنى الوهم أو الظواهر الخادعة وتقوم فكرة المايا أساسا على الربط بين الواحد غير المتجزىء و الكثرة التي صدرت عنه.
معناها في جذرها اللغوي العدد و التقسيمات
أسفار البورانا (أساطير الهند الكبرى 18 سفر)
مراحل الدورة الكونية عند الهنود :
1- مرحلة تتصف بالكمال حيث ينتصب القانون الأخلاقي على أربع ركائز يولد الناس أخيار تبلغ مدته 1728000سنة.
2- هنا يجب على الإنسان تعلم الفضائل حيث ينتصب القانون الأخلاقي على ثلاث ركائز مدته 1296000سنة.
3- مرحلة توازن حرجة بين الكمال و النقص حيث ينتصب القانون الأخلاقي على ركيزتين مدته 864000.
4- المرحلة الأخيرة حيث تسود البغضاء و تتغلب الرذيلة على الفضيلة و تقوم الحروب مدتها 432000 وهو أقصر العصور و نحن نعيشه من الدورة الكونية الصغرى المدعوة ماها-يوغا مجموع سنيها 4320000
أما الدورة الكبرى تدعى كالبا تتألف من ألف ماها-يوغا = 4320000000 سنة
وتؤلف كلها يوما واحدا من أيام براهما وتدور بملياراتها كلما رمش فيشنو بعينه رمشة واحدة بعد أن تنتهي يأتيها ليل بطولها هو ليل براهما .
إن الأرواح لا تفنى عند انتهاء الدورة الكونية بل تنتظر بدئ نهار جديد حيث تنتبه الأرواح وتحمل كل واحدة أعمالها السابقة مجددا إلى دورة كاملة وتتناسخ الأرواح في الأجساد البشرية والألهيةوالحيوانية و حتى النباتية
لا تنتمي الأرواح إلى أصناف مختلفة بل إنها من طبيعة واحدة تنتقل من حجاب إلى حجاب حتى تحقق الإنعتاق الذي لا يتحقق إلا إنطلاقا من الشرط الإنساني حتى الألهة عليها أن تنتظر فرصة تجسدها في إنسان لتستطيع من خلال حياة أنسانية كاملة أن تنفلت من دورة السببية الكبرى.
من أساطير البورانا : إندارا و موكب النمل –حكاية الناسك نارادا
يظهر المطلق الأعظم في الهندوسية تحت قناع الآله فيشنو غير أن الأه فيشنو لم يكن القناع الوحيد الذي لبسه المطلق الكلي بل هناك (فيشنو الحافظ- و شيفا المدمر و براهما الخالق ) شكلوا جميعا الثالوث الأقدس الهندوسي .
في المراحل المتأخرة من تاريخ الهندوسية أعلت المثيولوجيا الشعبية من شأن شيفا حتى أخذ مكان فيشنو بعد أن كان عبارة عن قناع يظهر به فيشنو عندما يقوم بإحراق الأكوان و عندما تحين ساعة الخلق يولد براهما من البرعم النامي من سرة فيشنو ليبدء خلقا جديدا فالإلهين كانا في مثيولوجيا فيشنو تعبيرا عن قوة الخلق و قوة الدمار الصادرتين عن المطلق الساكن أما الآن أخذ شيفا الأدوار الثلاث و ظهرت إلى جانبه قرينته شاكتي التي تلعب دور المايا القوة السادية في الكون .
إن تشخيص شيفا في الأعمال التشكيلية ليس إلا ترميزا لمفهوم الألوهة المجردة ورداء يختفي ورائه المطلق الكلي .
قد ينوب عن الشكل الأنساني للإلهين الرمز التشكيلي المعروف باسم لينغوم –يوني وهو عبارة عن عضو الذكورة و عضو الأنوثة في وضع الأتحاد.
الأوبانيشاد : حكمة الهند الخالدة
يعود الأوبانيشاد إلى القرن الخامس قبل الميلاد و هو يختتم أسفار البورانا
يتألف من 11 سفر صاغه حكماء متفرقون ولكنها تنتظم في سياق فكري واحد و هو تأملات عميقة في النفس الكونية براهمان و النفس الإنسانية أتمان .
إن النفس الإنسانية التي تبدو منعزلة في الجسد المفرد ليست إلا قبسا من نفس براهمان الكلية و يجب أن ينصب كدح الأنسان الروحي على تلمس هذا التطابق بين براهمان و أتمان و هذا هو معنى قول السيد المسيح "أنا و الآب واحد من رآني رأى الآب ".
و هو ما قصده الحلاج عندما أنشد " أنا من أهوى – و من أهوى أنا – نحن روحان حللنا بدنا – فإذا أبصرتني أبصرته – و إذا أبصرته أبصرتنا ".
فبراهمان يقيم في سويداء قلب الجسد الحي كما جاء في كاث أوبانيشاد
و هو ما يذكرنا بقول محي الدين إبن عربي في فصوص الحكم " اللسان ترجمان الجنان ...و الجنان متسع الرحمن و هو له بمنزلة المكان فما وسع الرب إلا القلب " ف\4 ص 263.
طبعا التلخيص من وجهة نظري الشخصية و من خلال قرائتي للكتاب
دين الأنسان
فراس السّواح
الدين هو شكل أدنى من النظر العقلي والفلسفة هي شكله الأرقى والأعلى
التقسيم المعتاد لتاريخ الفكر الإنساني
1- السحر
2- الدين
3- الفلسفة
4- العلم التجريبي
& الدين بحسب وليم جيمس: الأحاسيس والخبرات التي تعرض للأفراد في عزلتهم وما تقود إليه من تصرفات وتتعلق هذه الأحاسيس والخبرات بنوع من العلاقة يشعر الفرد بقيامها بينه وبين ما يعتبره إلهيا.
& يقول هربرت سبنسر :الدين هو الإعتقاد بالحضور الفائق لشيء غامض وعصي على الفهم .
& يقول م.رافيل في كتابه مقدمة في تارخ الأديان:
إن الدين هو اشتراط الحياة الأنسانية بإحساس بين العقل الإنساني وعقل خفي يتحكم بالكون وماينجم عن ذلك من شعور بالغبطة.
& جيمس فريزر: شروط الدين اعتقاد بوجود قوى عليا يتلوه محاولات استرضائها فالأعتقاد الذي لا تتلوه ممارسة هو لاهوت فكري أما الممارسة المجردة عن أي إعتقاد فليست من الدين بشيء.
& الأمير سدهارتا أصبح بوذا ---النيرفانا ((عالم السكينة ))
انطلقت البوذية من فكرة رفض الأله فهي نظام أخلاقي بدون مشرع و إيمان بدون إله والبوذي غير معني بمن خلق الكون وكيف همه الكدح من أجل تخليص روحه من سلسلة التقمصات بالأعتماد على القوة الذاتية والألهة في حال وجودها ليست سوى أقدر من الأنسان على التحكم بعالم المادة لكنها أسيرة مثله في عالم بائس عليها أن تخلص نفسها منه .
& يقول إميل دوركهايم (فرنسي 1858-1917) الدين هو نظام متسق من المعتقدات والممارسات التي تدور حول موضوعات مقدسة يجري عزلها عن الوسط الدنيوي وتحاط بشتى أنواع التحريم وهذه المعتقدات والممارسات تجمع كل المؤمنين والعاملين بها في جماعة معنوية واحدة تدعى الكنيسة .
المكونات الأساسية للدين:
1- المعتقد
إن ظاهرة مؤسسي الديانات من الأفراد ظاهرة حديثة نسبيا من النصف الأول للقرن السادس قبل الميلاد .حيث عاش زرادشت الأيراني في النصف الثاني وظهر بوذا في الهند و لاوتسي مؤسس التايوية في الصين.
((الترتيلة الطويلة)) للفرعون أخناتون موجهة إلى أتون ألهه الأوحد (أخن.أتون =فرح أتون ). أسمه الحقيقي أمحوتب الرابع
2- الطقس
وهو: مجموعة من الأسباب و الوسائل التي تعيد خلق الأيمان بشكل دوري.
إن أي صورة ذهنية لا تخرج من عالم الفكر إلى عالم الفعل هي معرضة للتحجر و التلاشي والزوال ما يفسر الاجتماع الصباحي في قطع الجيش (فكرة الوطن) تحية العلم
الأيدولوجيا النازية لم تنتشر عن طريق التبشير النظري الساذج قدر انتشارها عبر التصميم المتقن لطقوس قومية لها صفة الهوس الديني.
إن الأفكار وحدها لا تصنع دينا مثال :
• الفلسفة الأفلاطونية المحدثة انتشرت في القرن الثالث الميلادي في الشرق جعلت من الإلهيات بؤرة اهتمامها كانت أفكارها مهيأة لأن تكون أساس مكينا لديانة كبرى لكنها لم تنجح بسبب افتقارها إلى نظام طقسي يضع الأنسان في علاقة مع العوالم القدسية التي صاغ المعتقد صورتها الذهنية.
3- الأسطورة
تنشأ عن معتقد ديني و تكون امتداد طبيعي له تعمل على توضيحه وإغنائه وتثبته صيغة تساعد على حفظه وعلى تداوله بين الأجيال وتزوده بجانب خيالي يربط إلى العواطف والإنفعلات الانسانية
اسطورة الخلق:
إنه العمل الأول الذي يقوم به الأله الأكبر وهو خلق العالم والخروج به من عماء الاتمايز المكاني وهيولى الزمن الراكد إلى الوضوح وعالم الحركة والفعل عالم الزمن
يبتكر نفسه بابتكار الكون
اسطورة التكوين البابلية عندما لم يكن هناك سماء في الأعالي أو أرض في الأسفل لم يكن هناك سوى الهة العماء القابعة وراء الزمن المعارضة لأي حركة أوفعل ثم جاء الإله مردوخ ليبتدئ سيرة حياته مع سيرة حياة الكون الذي أخرجه من لجة العماء البدئي أيضاً تتصدر أسطورة الخلق التوراة سفر تكوين العهد القديم (قبل ذلك أين كان يهوه)!!؟
المكونات الثانوية للدين
الأخلاق والشرائع
ضمن ظروف اجتماعية وسياسية معينة تأتي إلى الدين عناصر لم تكن منه ابتداءْ ولم يكن لها شأن في تأصيل بداياته الأولى إنها الأخلاق والشرائع
إن الأخلاق لا تستكمل ارتباطها العضوي بالدين إلا عبر سياق تطوري بطيء فإننا نستطيع متابعة هذا الإلتحام التدريجي في بعض الأديان التي خضعت لعمليه تطورية عبر فترة طويلة من الزمن مثل الديانة اليهودية فرغم أن الوصايا الأخلاقية العشر قد تصدرت سفر الخروج ثاني الاسفار فإن وصاية ((التابو )) البدائي والأحكام الطقسية قد طغت على الوصايا الأخلاقية في معظم الأسفار فقد خصص النصف الثاني من سفر الخروج وسفر الاويين لبسط و تفصيل أحكام التابو التوراتي
& الخطية الأخلاقية يمكن غسلها أما تعدي حدود التابو فجريمة تستوجب القصاص الفوري
&الانتصار الحقيقي للأخلاق لم يتم إلا مع مجيء المسيحية فرسالة الإنجيل ليست إلا رسالة إيمان وأخلاق وبولص الرسول صاحب الفضل الأول في تحرير المسيحية من الفكر اليهودي ركز على فكرة أن الله تعالى لا يطلب بالذبائح بل بالأيمان
الزادشتية أول من فصل تاريخياً بشكل مطلق بين الخير و الشر في شخصية الإله
& ارتبطت الأخلاق تقليدياً بالتشريع
فالشرائع ليست إلا جزءا من الأخلاق العامة وقد تم تأييده بالعقوبات التى تفرضها السلطة السياسية فالقواعد التشريعية لم تكن سوى قواعد أخلاقية بدت ذات قيمة استثنائية
& الكارما = الفعل وبالمفهوم الديني تشمل الفعل و جزاؤه ثوابا كان أم عقابا
إن اتصال الأخلاق والشرائع بالدين ليس أمر حتمى فهناك ديانات حافظت حتى النهاية على إستقلالها عن الأخلاق مثل الديانة الإغريقية(لم يكن زيوس كبير الآلهة يتطلب أكثر من الذبائح و القرابيين)
& معتقدات و طقوس الخصب (هنالك إله يموت آخر كل صيف و يهبط للعالم الأسفل ثم يبعث حيا في الربيع جالبا الحياة للأرض و الخصب للماشية)
في سومر كان (دوموزي و قرينته إنانا)
في سومر كان الثالوث الأقدس!!!! آن كبير الآلهة و إنليل و أنكي
كان إنسان الحضارات القديمة حرا في التنقل بين العبادات المختلفة فيترك عبادة إله ما ليلتحق بعبادة إله آخر لا يمنعه عرف ديني أو اجتماعي.
الديانات الشمولية
هي : في منشأها عبادة كغيرها من العبادات لا تقتنع بوضعها المحدود ضمن الصورة العامة لدين القوم فتفرض نفسها على بقية العبادات بحركة طموحة لأحلال نفسها دينا للقوم وللإستيلاء على الحياة الدينية للثقافة التى تنتمي إليها وتعميم تجربتها الروحية على بقية الثقافات متجاوزة الحواجز السياسية و الأقليمية و الجغرافية.
و تتسم العبادة التى تسير إلى رتبة الديانة الشمولية ب
1- تحمل هذه العبادة طابع التجربة الدينية لشخص بعينه و يكون العنصر الفاعل فيها شخصية إنسانية فذة
2- يعتقد مؤسسها بامتلاك الحقيقة المطلقة دون باقي الديانات.
3- ترفض التعايش مع باقي العبادات لأن من يمتلك الحقيقة وحده لا يساوم عليها.
4- تقوم بالتبشير الدائم الذي يعتمد وجودها و إنتشارها عليه.
& فكرة المعبد (كعبة داخلها حجر أسود) كان عرب الطائف يعلون من شأن اللات ويقيمون شعائرها التى تدور حول حجر مكعب الشكل يشبه حجر مكة ولا يهتمون الإ قليلا بحجر مكة .
الجاحظ في كتاب الحيوان(( كان لثقيف بيت له سدنته يضاهون بذلك قريش))
بمعبد الشمس في حمص إله واحد هو إيلاجابال كان حجاج المعبد يقدمون فروض الإحترام للحجر الأسود الشهير الذي كان رمز الإله الوحيد الذي لم يظهر هذا الأله في الرسوم و المنحوتات.
& سبب عداء المجتمع الروماني للمسيحية في بداية عهدها دون كافة الديانات الشرقية أن المسيحيين كانوا يجاهرون بعدائهم و إزدرائهم لكل العبادات السائدة الرومانية و الوافدة.
*********العصر الحجري*********
1- الباليوت الأدنى-القاع السحيق-
تشكل حقبة العصر الحجري ما يزيد عن 99% من تاريخ الأنسان
يتألف من:
1- باليوليت أدنى من البدايات الأولى لظهور الأنسان إلى ما قبل 100،000 عام .
2- الباليوليت الأوسط: من حوالي 100،000 عام إلى حوالي 40،000عام .
كانت عتبة الدين فيه عبارة عن (قوة قدسية غفلة) تنبعث من عالم ورائي مجهول مواز لعالم المظاهر الطبيعية المحسوسة المتنوعة .
عالم الاهوت : عالم يعيشه و يراه النياندرتالي (الإنسان الحجري).
عالم الناسوت : عالم لا يراه النياندرتالي رغم تأثيره فيه وفعاليته في عالمه.
حيث أن النشاط الديني على تعدد أشكاله عبر العصور واختلاف الثقافات هو عبارة عن إقامة صلة بين العالمين.
*المندالا : هي شارة قدسية عبارة عن دائرة ترتسم في داخلها أشكال تنتظم حول المركز في ترتيب ذي دلالة يقوم المتأمل بتركيز البصر عليها ناظرا من خلالها إلى أعماق نفسه صعودا نحو العوالم القدسية.
& قال هيجل أن عصرا ساد فيه السحر قد سبق عصر الدين في تاريخ الحضارة الأنسانية وأيده جيمس فريزر .
^ عند الفراعنة (نتر) = القوة =الشدة (الأله الأوحد) الفأس هو رمزه بالهيروغليفية (نترو ) هي الكائنات التي تشترك على نحو ما في طبيعة (نتر) أو في شخصيته (آلهة).
# قال هربرت سبنسر البريطاني في كتابه المعروف بالمبادىء الأولى عام 1862 "إن الحكام والزعماء الأوائل قد اعتُبِروا شخصيات إلهية كما اعتبرت أوامرهم ونواهيهم والأعراف التي استنوها في حياتهم بمثابة شرائع مقدسة فرضها الناس على خلفائهم"
$$$ التاو
يُرمز للتاو بدائرة فارغة
مقسومة إلى نصفين الأول
أبيض يدعى اليانغ موجب
و الثاني أسود يدعى ين سالب لكن لايتجلى اليانغ كما الين في حالته الصرفة ففي كل شي إيجابي شيء من السلبية و العكس .
&& كتاب التغيرات من أشهر كتب الثقافة الإنسانية كرَّس كونفوشيوس سنين من شيخوخته للكتابة فيه.
============== الهندوسية ====================
إن جوهر الدين لديها لا يقوم على الأعتقاد بوجود الإله أو عدمه أو على تعدد الألهة أو على إلتقائها في واحد فمن الممكن أن يكون الهندوسي ملتزما بدينه سواء أمن بإله واحد أم بعدة آلهة أم لم يؤمن بالآلهة طراً.
معتقدات اليقين المطلق :
الإيمان بتناسخ الأرواح و قانون الكارما وينص قانون الكارما على أن تصرفات الفرد و أفكاره وكلماته سيكون لها تبعات أخلاقية تحدد مستقبل حياته بعد الممات كما يتحدد مسار حياته الحالية بما تم من أفعال في الحياة السابقة و هكذا إلى أجل غير معلوم في دورة سببية أزلية تدعى بالسنسكريتية سمسارا وهي دورة لابداية لها ولا نهاية تتجاوز عالم الإنسان لتطال عالم المادة . الزمن نفسه عبارة عن عجلة تدور حول نفسها كلما بلغت الدورة منتهاها عادت إلى نقطة البداية دون غاية أو هدف لكن الإنعتاق =الموشكا ممكن وهو بؤرة الحياة الدينية .
من هنا يُدعى دين الهنود الدهارما =سنة الكون الأبدية التي تعني من جهة القانون الأخلاقي و من جهة أخرى القانون الأبدي .
فارق هام بين الدهارما و الهندوسية أن القانون الطبيعي لا يقوم بذاته عند الهندوس بل يستند إلى مستوى أعمق للوجود هو الأرضية غير المتغيرة لكل عَرض متغير و يدعى براهمن القاع الكلي غير المشخص للوجود صدر عنه كل ما عداه من الناس و الألهة ومظاهر المادة ينبثق عنه النفس الكلية أتمان المتوزعة بين الخلائق.
المايا :يفهم منه عادة ما يؤدي معنى الوهم أو الظواهر الخادعة وتقوم فكرة المايا أساسا على الربط بين الواحد غير المتجزىء و الكثرة التي صدرت عنه.
معناها في جذرها اللغوي العدد و التقسيمات
أسفار البورانا (أساطير الهند الكبرى 18 سفر)
مراحل الدورة الكونية عند الهنود :
1- مرحلة تتصف بالكمال حيث ينتصب القانون الأخلاقي على أربع ركائز يولد الناس أخيار تبلغ مدته 1728000سنة.
2- هنا يجب على الإنسان تعلم الفضائل حيث ينتصب القانون الأخلاقي على ثلاث ركائز مدته 1296000سنة.
3- مرحلة توازن حرجة بين الكمال و النقص حيث ينتصب القانون الأخلاقي على ركيزتين مدته 864000.
4- المرحلة الأخيرة حيث تسود البغضاء و تتغلب الرذيلة على الفضيلة و تقوم الحروب مدتها 432000 وهو أقصر العصور و نحن نعيشه من الدورة الكونية الصغرى المدعوة ماها-يوغا مجموع سنيها 4320000
أما الدورة الكبرى تدعى كالبا تتألف من ألف ماها-يوغا = 4320000000 سنة
وتؤلف كلها يوما واحدا من أيام براهما وتدور بملياراتها كلما رمش فيشنو بعينه رمشة واحدة بعد أن تنتهي يأتيها ليل بطولها هو ليل براهما .
إن الأرواح لا تفنى عند انتهاء الدورة الكونية بل تنتظر بدئ نهار جديد حيث تنتبه الأرواح وتحمل كل واحدة أعمالها السابقة مجددا إلى دورة كاملة وتتناسخ الأرواح في الأجساد البشرية والألهيةوالحيوانية و حتى النباتية
لا تنتمي الأرواح إلى أصناف مختلفة بل إنها من طبيعة واحدة تنتقل من حجاب إلى حجاب حتى تحقق الإنعتاق الذي لا يتحقق إلا إنطلاقا من الشرط الإنساني حتى الألهة عليها أن تنتظر فرصة تجسدها في إنسان لتستطيع من خلال حياة أنسانية كاملة أن تنفلت من دورة السببية الكبرى.
من أساطير البورانا : إندارا و موكب النمل –حكاية الناسك نارادا
يظهر المطلق الأعظم في الهندوسية تحت قناع الآله فيشنو غير أن الأه فيشنو لم يكن القناع الوحيد الذي لبسه المطلق الكلي بل هناك (فيشنو الحافظ- و شيفا المدمر و براهما الخالق ) شكلوا جميعا الثالوث الأقدس الهندوسي .
في المراحل المتأخرة من تاريخ الهندوسية أعلت المثيولوجيا الشعبية من شأن شيفا حتى أخذ مكان فيشنو بعد أن كان عبارة عن قناع يظهر به فيشنو عندما يقوم بإحراق الأكوان و عندما تحين ساعة الخلق يولد براهما من البرعم النامي من سرة فيشنو ليبدء خلقا جديدا فالإلهين كانا في مثيولوجيا فيشنو تعبيرا عن قوة الخلق و قوة الدمار الصادرتين عن المطلق الساكن أما الآن أخذ شيفا الأدوار الثلاث و ظهرت إلى جانبه قرينته شاكتي التي تلعب دور المايا القوة السادية في الكون .
إن تشخيص شيفا في الأعمال التشكيلية ليس إلا ترميزا لمفهوم الألوهة المجردة ورداء يختفي ورائه المطلق الكلي .
قد ينوب عن الشكل الأنساني للإلهين الرمز التشكيلي المعروف باسم لينغوم –يوني وهو عبارة عن عضو الذكورة و عضو الأنوثة في وضع الأتحاد.
الأوبانيشاد : حكمة الهند الخالدة
يعود الأوبانيشاد إلى القرن الخامس قبل الميلاد و هو يختتم أسفار البورانا
يتألف من 11 سفر صاغه حكماء متفرقون ولكنها تنتظم في سياق فكري واحد و هو تأملات عميقة في النفس الكونية براهمان و النفس الإنسانية أتمان .
إن النفس الإنسانية التي تبدو منعزلة في الجسد المفرد ليست إلا قبسا من نفس براهمان الكلية و يجب أن ينصب كدح الأنسان الروحي على تلمس هذا التطابق بين براهمان و أتمان و هذا هو معنى قول السيد المسيح "أنا و الآب واحد من رآني رأى الآب ".
و هو ما قصده الحلاج عندما أنشد " أنا من أهوى – و من أهوى أنا – نحن روحان حللنا بدنا – فإذا أبصرتني أبصرته – و إذا أبصرته أبصرتنا ".
فبراهمان يقيم في سويداء قلب الجسد الحي كما جاء في كاث أوبانيشاد
و هو ما يذكرنا بقول محي الدين إبن عربي في فصوص الحكم " اللسان ترجمان الجنان ...و الجنان متسع الرحمن و هو له بمنزلة المكان فما وسع الرب إلا القلب " ف\4 ص 263.
علاء العطواني- عدد المساهمات : 127
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
العمر : 40
الموقع : السويداء
رد: دين الإنسان
الدين هو نظام متسق من المعتقدات والممارسات التي تدور حول موضوعات مقدسة يجري عزلها عن الوسط الدنيوي وتحاط بشتى أنواع التحريم وهذه المعتقدات والممارسات تجمع كل المؤمنين والعاملين بها في جماعة معنوية واحدة تدعى الكنيسة .
لا نستطيع انكار روعة هذا الكتاب ,اهميته
رغم أنني لم أقرأ كل الملخص هنا
ولكن ما قرأته اعطاني فكرة عنه وعن جمال محتواه واهميته
لقد ذكرتني ايها الغالي بالمرحوم أبي السنة الماضية عندما كنت بسوريا
,اشتريت هذا الكتاب من جملة ما اشتريته من كتب
ولفت له الآنتباه اسم الكتاب واخذه وبدأ يقرأ به
وسافرت أنا وتركت الكتاب عنده لأنني أحسست أن وقته
سيساعده على اكماله قبل مني ولم يسعدني الزمن هذا العام بأن اراه على قيد الحياة
لأناقشه بهذا الكتاب كما اعتدنا دائماً
انك بهذا الملخص تغريني لأقراه من جديد ,اطلع عليه
ألف شكر للغالي وأين انت اشتقنالك جداً
ننتظر مواضيعك وتواجدك بكل حب
لا نستطيع انكار روعة هذا الكتاب ,اهميته
رغم أنني لم أقرأ كل الملخص هنا
ولكن ما قرأته اعطاني فكرة عنه وعن جمال محتواه واهميته
لقد ذكرتني ايها الغالي بالمرحوم أبي السنة الماضية عندما كنت بسوريا
,اشتريت هذا الكتاب من جملة ما اشتريته من كتب
ولفت له الآنتباه اسم الكتاب واخذه وبدأ يقرأ به
وسافرت أنا وتركت الكتاب عنده لأنني أحسست أن وقته
سيساعده على اكماله قبل مني ولم يسعدني الزمن هذا العام بأن اراه على قيد الحياة
لأناقشه بهذا الكتاب كما اعتدنا دائماً
انك بهذا الملخص تغريني لأقراه من جديد ,اطلع عليه
ألف شكر للغالي وأين انت اشتقنالك جداً
ننتظر مواضيعك وتواجدك بكل حب
رد: دين الإنسان
أخي علاء شكراً كبيرة على التلخيص
و الدين كيفما كان شكله هو طريق نعبر من خلاله لمعرفة ذاتنا الكبيرة
هكذا أفهمه انا.
نطمع بالمزيد من هذه الجرعات التثقفية التي نحتاج بشدة
تقبل تحياتي
و الدين كيفما كان شكله هو طريق نعبر من خلاله لمعرفة ذاتنا الكبيرة
هكذا أفهمه انا.
نطمع بالمزيد من هذه الجرعات التثقفية التي نحتاج بشدة
تقبل تحياتي
فيصل خليفه- عضو مجلس ادارة
- عدد المساهمات : 247
تاريخ التسجيل : 08/05/2009
العمر : 57
رد: دين الإنسان
إن الأرواح لا تفنى عند انتهاء الدورة الكونية بل تنتظر بدئ نهار جديد حيث تنتبه الأرواح وتحمل كل واحدة أعمالها السابقة مجددا إلى دورة كاملة وتتناسخ الأرواح في الأجساد البشرية والألهيةوالحيوانية و حتى النباتية
لا تنتمي الأرواح إلى أصناف مختلفة بل إنها من طبيعة واحدة تنتقل من حجاب إلى حجاب حتى تحقق الإنعتاق الذي لا يتحقق إلا إنطلاقا من الشرط الإنساني حتى الألهة عليها أن تنتظر فرصة تجسدها في إنسان لتستطيع من خلال حياة أنسانية كاملة أن تنفلت من دورة السببية الكبرى.
الظاهر كتاب جميل يحتوي على تحليلات مهمة ورائعة ومفيدة00000
على الآقل تدخل الآيمان للقلب وتمنحنا معرفة مفيدة عن دين الآنسان000
سيد علاء دائماً حضرتك تنقل لنا معلومات مفيدة عن كتب تقرأها0000
الظاهر ثقافتك كبيرة بهذا المجال000 وطبعاً يدل على رقي بفكرك000
مشكورررررررررررررررررر000
لا تنتمي الأرواح إلى أصناف مختلفة بل إنها من طبيعة واحدة تنتقل من حجاب إلى حجاب حتى تحقق الإنعتاق الذي لا يتحقق إلا إنطلاقا من الشرط الإنساني حتى الألهة عليها أن تنتظر فرصة تجسدها في إنسان لتستطيع من خلال حياة أنسانية كاملة أن تنفلت من دورة السببية الكبرى.
الظاهر كتاب جميل يحتوي على تحليلات مهمة ورائعة ومفيدة00000
على الآقل تدخل الآيمان للقلب وتمنحنا معرفة مفيدة عن دين الآنسان000
سيد علاء دائماً حضرتك تنقل لنا معلومات مفيدة عن كتب تقرأها0000
الظاهر ثقافتك كبيرة بهذا المجال000 وطبعاً يدل على رقي بفكرك000
مشكورررررررررررررررررر000
ميسون شهبا- عضو مجلس ادارة
- عدد المساهمات : 648
تاريخ التسجيل : 26/05/2009
رد: دين الإنسان
الغالية خلود
أعتذر منك إذا كان الكتاب تسبب لك بألم الذكرى المحزنة
من منا لا يعرف الأستاذ الكبير هايل حمزة و لا يعرف سعة ثقافتة و أثره رحمه الله
شكرا لك سيدتي على مرورك الذهبي في متصفحي أنتي في قرارةالقلب دائما
أعتذر منك إذا كان الكتاب تسبب لك بألم الذكرى المحزنة
من منا لا يعرف الأستاذ الكبير هايل حمزة و لا يعرف سعة ثقافتة و أثره رحمه الله
شكرا لك سيدتي على مرورك الذهبي في متصفحي أنتي في قرارةالقلب دائما
علاء العطواني- عدد المساهمات : 127
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
العمر : 40
الموقع : السويداء
رد: دين الإنسان
أخ فيصل أشكر مرورك في متصفحي
نحن غيض من فيضكم
شكرا لك
نحن غيض من فيضكم
شكرا لك
علاء العطواني- عدد المساهمات : 127
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
العمر : 40
الموقع : السويداء
رد: دين الإنسان
سيدة كريستي شكرا لذوقك الرفيع
أتمنى بالفعل أن يُقرء الكتاب لغناه
أغفلت بحثا عن الفيزياء الكمومية تحدث عن خلق الأليكترونات من العدم !!!؟؟
إذا أُثبتت هذه الفكرة فستقلب الفكر الديني التقليدي بالتأكيد
شكرا لمرورك
أتمنى بالفعل أن يُقرء الكتاب لغناه
أغفلت بحثا عن الفيزياء الكمومية تحدث عن خلق الأليكترونات من العدم !!!؟؟
إذا أُثبتت هذه الفكرة فستقلب الفكر الديني التقليدي بالتأكيد
شكرا لمرورك
علاء العطواني- عدد المساهمات : 127
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
العمر : 40
الموقع : السويداء
رد: دين الإنسان
الأخ الكريم علاء العطواني أسعد الله صباحك وصباح القراء الأعزاء بكل خير وبعد:
لقد كنت في إجازة من جميع المنتديات وغبت طويلا لأعود فأجد مواضيعا متعددةجميلة وجديرة في النقاش والتعقيب ...
وبعد فقد قرأت هذا الكتاب منذ فترة بعيدة كما قرأت معظم كتب الكاتب السوري فراس السواح الذي أثار ضجة من حوله . لا أخفيك القول في البداية شدتني هذه الكتب وكنت دائما أبحث عن الحقيقة والحقيقة الموازية. فمجموعة كتب كهذه بداية من ** مغامرة العقل الأولى إلى دين الإنسان .. نجدها تصب في بوتقة واحدة وهي إيجاد بديل الدين والإنعتاق من الميثيدولوجيا التقليدية.. ولكن وهنا يأتي باب القصيد... هل قرات أخي علاء لكتاب آخرين مثل ستروس وهم أقدم بكثير من السيد فراس السواح بما يتعلق في هذا المجال ... إليك ما كتب:
يتساءل ستروس في مستهل تحليله لـ " بنية الأساطير" بما فيها أسطورة "أوديب " ومجموع أساطير أمريكا الشمالية الهندية عن السر الذي يجعلنا نتأرجح بين السطحية والسفسطائية كلما حاولنا أن نفهم ما هي الأسطورة. لكنه وبعد عقد ونيف من الزمان وأكثر قليلا راح يعزي هذا التأرجح الى الثقافة بصورة أدق والى العاهة الملازمة أصلا لمعرفتنا والتي تحول بيننا وبين معرفة الأسطورة وتفرض علينا حالة التأرجح بين السطحية والسفسطائية .
حالة التأرجح هذه تطال مسيرة الثقافة الأوروبية / الغربية في موقفها من الأسطورة فما أدراك بحالتنا هنا على الضفة المقابلة ؟ حالة ثقافة عربية محكومة بالانقطاع لا التواصل، بالغياب المطلق عن أبحاث في هذا المجال وغيره لا الحضور، وباستثناء الجهود الريادية العراقية في هذا المجال، الجهود التي بذلها طه باقر وزملاؤه في مديرية الآثار العراقية والتي كان للمفكر العربي القومي "ساطع الحصري" شرف توجيهها عندما كان يعمل مديرا لها وساهم في صياغة قوانين جديدة لحفظها وحمايتها من السرقة. ما يعزز هذا الغياب في مجال الأركيولوجيا والأسطورة هو حالة ثقافة عربية اسلامية تنظر الى الأسطورة باعتبارها خرافات وأساطير الأولين التي جبها الاسلام منذ البدء. كذلك غياب الابحاث الآركيولوجية عن معظم البلاد العربية باستثناء العراق، خاصة وأن الأساطير هي من نتاج هذه الحفريات، فقد اكتشفت الرقم الطينية مع بداية هذه
الحفريات وتم فك رموزها لاحقا، أضف الى ذلك أن الثقافة العربية الاسلامية في جناحها الاستشراقي وأقصد تلك التي تكونت في ظلال الاستشراق أو بمحاجاته هي ثقافة في حكم الغائبة عن الانجازات الحديثة في مجال العلوم الانسانية فقد سبق لمحمد أركون أن بين حالة الفوات التي تعيشها الدراسات الاسلاماتية -الاستشراقية في الغرب وتخلفها في هذا المجال (مجال الألسنيات والاسطوريات
في هذا السياق جاء كتاب سواح والموسوم بـ "مغامرة العقل الأولى: دراسة في الأسطورة سورية وبلاد الرافدين " معلنا عن نفسه بأنه أول كتاب يعالج الأسطورة بهذه الإحاطة وليس هذا فحسب بل عبر منهج جديد يظن سواح أنه الأول من نوعه أيضا ويقوم هنا المنهج على جمع الأساطير في مجموعات وفق موضوعاتها لا وفق تسلسل زمني أو توزع جغرافي وذلك بغية تفسيرها. يقول سواح "هو منهج جديد في دراسة أساطير المنطقة على ما وصل اليه علمنا"
كانت القطرية الضيقة بمثابة غطاء يستر هفوات سواح الكثيرة والتي سنتعرض لها، ويزكي مزاعمه التي تدعي بأنه الأول في هذا المجال، أضف الى ذلك الغياب الكامل لابحاث جادة أو مترجمة في هذا المجال.
في سورية قوبل الكتاب بترحاب بالغ، وكانت له ضجة في الوسط الآيديولوجي العلني منه أو ذلك المضمر بمار كسوية مبتذلة وعلى حد تعبير سمير أمين، وفي الأوساط الاثنية بكل دلالاتها السوسيولوجية. وفي الأوساط الثقافية فقد احتفلت "المعرفة السورية " على طريقتها واحتفت بصدور الكتاب وكان مناسبة لاصدار عدد خاص عن الأسطورة ومقارباتها المنهجية
واذن سواح بقي لفترة طويلة يعاني من حالة التأرجح بين الدين والأسطورة فلم تتضح لديه أبدا حدود العلاقة بين الأسطورة والدين، بين الأسطورة والتاريخ، بين الأسطورة كمغامرة أولية وبين القداسة التي تهبها الأسطورة هالة ميثولوجية ترفعها الى مستوى التدين المحض.
قبل أن نقف عند رؤية سواح للأسطورة أود أن أقف عند البواعث العديدة التي حدت به الى دراسة الأسطورة والى وقوعه في براثنها دون أن يتمكن لا من الافلات منها ولا من رؤيتها على حقيقتها فالدارس لسواح يلحظ مباشرة أن سواح ينحو باتجاه تفسير الأسطورة لا تحليلها وهذا ما يجعل من عمله الاتنوغرافي عملا بعيدا عن الانجازات الحديثة في مجال تحليل الأساطير (وأشير هنا الى جهود ستروس والتي غابت نهائيا عن أعمال سواح) لكن توسيع حدود المقارنة المستمر في جميع أعماله من شأنه أن يفتح آفاقا جديدة، لكن الحضور الآيديولوجي في رؤيته للأسطورة جعل من الصعب جدا وفرض أن تضيع الافاق الجديدة في الانفاق الأيديولوجية القديمة.
يرى سواح أن السبب الذي قاده الى دراسة الأسطورة هو أن عالم الميثولوجيات يهتم بالبدايات والنهايات، بتفسير نشأة الكون والوجود وهذا ما يجمع عالم الميثولوجيات بالنظريات العلمية الحديثة التي تبحث في نشأة الكون، من هنا تحوله من دراسة النظريات الحديثة في نشأة الكون الى البحث في عالم الميثولوجيا عن سر الوجود ، أما البواعث التي حدت به الى دراسة الأسطورة السورية (سورية وبلاد الرافدين) فهي ثلاثة:
أولها: الوحدة الثقافية في هذا الجزء من المنطقة.
ثانيها: اتساع الموضوع وتشعبه.
ثالثها: شخصي ويرجع الى ميل خاص عند المؤلف للبحث في آداب هذه المنطقة
والآن نعود الى التساؤل عن معنى الأسطورة في عمله وكيف تظهر بعد بحثه في تاريخية الثقافة الغربية والتحول الذي طالها في مجال الدراسات الأسطورية، فقد جلب القرن التاسع عشر ثورة فنية وجمالية أعادت الأعتبار للأسطورة التي ازدريت كثيرا، وبالرغم من أن هدف سواح هو دراسة الأسطورة لا التنظير لها. فقه انزلق في مجامل التنظير وبالأخص في كتابه الموسوم بـ "لغز عشتار" إلا أن التعاريف العديدة للأسطورة والتي يسوقها سواح تقول الشيء الكثير الذي غاب عن سواح. ولنتأمل مجموع التعاريف التي يسوقها الباحث:
- الاسطورة قفزة أولى نحو المعرفة، وهي مرحلة لاحقة على السحر بعد أن يئس منه الانسان القديم.
- وهي نظام فكري متكامل، ومجمع الحياة الفكرية والروحية للانسان القديم.
- الأسطورة حكاية، حكاية مقدسة، لكنه سيعود للتأكيد على أن للاسطورة نسيجها المتميز بالرغم من تداخلها مع الخرافة والحكاية.
- الأسطورة مغامرة العقل الأولى.
- الأسطورة نص ادبي، وضع في ابهي حله فنية ممكنه .
مجمل التعاريف السابقة تشي بالحضور الآيديولوجي في فهم الأسطورة وتفسيرها. وسيلغي هذا الحضور الأيديولوجي عند الباحث سواح كل إمكانية للتفسير والفهم، وسيحكم على جهوده بأن تكون جهودا أولية في تفسير الأسطورة وأبعد عن كونها عملا مؤسسا أو هكذا أراد له صاحبه
إن القول بأن الأسطورة مغامرة أولى وقفزة أولى قام بها الانسان البدائي/ القديم هذا القول يشي بحضورين أيديولوجيين. الأول على مستوى القول بوجود انسان بدائي، فهذا القول وان كان يفزر حقل النيا سة (الانتوغرافيا) والإناسة (الانتربولوجيا) فهو لا ينم عن حضور معرفي بل عن غياب هذا الحضور والتأكيد بالمقابل على الحضور الأيديولوجي كما بين ستراوس في بحثه عن مقولة الغبور في النياسة " أضف الى ذلك أن الأسطورة ليست مغامرة أولى، فالأبحاث الحديثة تؤكد أن الأسطورة ملكة ثابتة، وهنا يصح تساؤل ستروس: إذا كان محتوى الأسطورة عرضيا أو اعتباطيا لا يخضع لقواعد المنطق أو لقواعد الكلام) فكيف نفسر تشابه الأساطير من أقصى الأرض الى أقصدها وليس هذا فحسب بل الحضور الكبير. للميثولوجيات الكبرى في هذا الزمان (11).
من طرف آخر فالأسطورة ليست نصا أدبيا وضع في أبهي حلة فنية ممكنة، إنها أكثر من نص، بل وأكثر من نص ملقى (12)، ومن هنا تأكيد ستروس على ان اكثر الاساطير لا يمكن في أسلوب صياغتها ولا في نمط سردها ولا في تراكبيها النحوية وانما يتوقف على التاريخ الذي ترويه (13). ومن هنا نفهم اعتراض بعض الاسلاميين المعاصرين على المساواة بين النص القرآني الكريم والنص الأدبي، لا بل أنهم محقون.. دون أن يدركوا ذلك باعتراضهم حتى على كلمة نص وانها لا تنطبق على القرآن الكريم. نعم إن الأسطورة تنتمي الى الكلام، لكن هذا الكلام له خصائصه ليست الجمالية فحسب، بل ما يسميها محللو الأساطير بالوحدات الأسطورية أو الوحدات الدلالية السمينة التي تميز الأسطورة عن الحكي وعن أنماط اللغة الأخرى بكل حضورها الدلالي والبلاغي. من هنا نستطيع أن نفهم لماذا كانت لغة القرآن الكريم في مستوى أعلى بكثير من اللغة العادية، ولماذا كان القصص القرآني في مستوى أعلى من مستوى الحكي الذي كان يرد على لسان كفار قريش والذين كانوا يأتون به من فارس ويروونه في حضرة الرسول ليضايقوه.
إن الوحدات الأسطورية التي ترتكز عليها بنية الأساطير تجعل من الأسطورة بنية تمارس حضورها على الماضي والحاضر والمستقبل في حين أن الحكي ينتمي تماما الى الزمان المبرم وبهذا أيضا كانت الأسطورة تؤكد استقلاليتها عن الحكي والحكاية. ومن هنا تأكيد ستروس في حواره مع ويمون بيللور على أن الأسطورة لا تدرس باعتبارها نصا بل باعتبارها لسانـا آخــر (14).
ما بين الطبعة الأولى 1976 من كتاب سواح "مغامرة العقل الأولى " وطبعة 1986 التي حملت توثيقا جديدا وترجمة جديدة لبعض النصوص الأسطورية أقول ما بين الطبعتين أود أن أقف عند صورة الغلاف في كل من الطبعتين، خاصة وأنها قضية غير محايدة. فقد حملت الطبعة الأولى على غلافها رسما يمثل دفاعا انسانيا قد فجر جمجمته وطار محلقا بأجنحته في حين أن طبعة 1986 قد تواضعت ورسمت على الغلاف صورة لمنحوتة أثرية تمثل أحد الهة أشور أو بابل وبالأصح أحد أبطالها ونرجح أنه سرجون الأكادي.
على طول المسيرة الفكرية لسواح، لم يتمكن سواح من رسم حدود العلاقة بين الأسطورة والدين، وظل حاملا هذه الاشكالية، ومع أن العنوان الفرعي للفن عشتار يؤكد على البحث في أصل الدين والأسطورة إلا أنه سيظل محكوما في بحثا عن أسطورة الأصل بالركض واللهاث وراء السراب.
يمكن تقسيم الكتاب الى قسمين رئيسيين لا صلة لهما ببعضهما البعض، المتن والمقدمة، فالمتن وهو القسم الرئيسي بالكتاب كشكول ضخم لنقل وثيقة اتنوغرافية تبحث في ظهور وتجلي الأم الكبرى في الوثائق والأدبيات والمنحوتات والأختام وعلى مسار تاريخ طويل يصل الى ما قبل الألف التاسعة قبل الميلاد ويتجاوز في جفرافيته حدود الهلال الخصيب ليطال بلاد الاغريق وحتى بلاد الازتك باحثا عن الأم الكبرى كل تجلياتها (عشتار القمر، عشتار الخضراء وعشتار العذراء والبغى المقدسة والسوداء وسيدة الاسرار
ستروس كان يرى أن التشابه يجد تفسيره في بنية الوعي البشري والتي هي بنية أسطورية منطقية تفعل فعلها على صعيد الفكر الأسطوري والفكر العلمي على السواء. وليس على صعيد الأسطورة المرجعية التي يحلو لسواح الركض وراءها ووراء سرابها الأيديولوجي.
الدين والاسطورة
كما أسلفت فقد شغل الباحث سواح نفسه ومنذ البداية بين حدود العلاقة بين الاسطورة والدين، وكان عليه وفي كل مرة يجد نفسه مدعوا لتأليف كتاب جديد، أن يوضح من جديد مفهوم الأسطورة.
ثمة ملاحظة وددت أن أقولها في الختام، فلم يكن هدف أبدا أن أحاكم سواح بأفكار ستروس، بمقدار ما كنت أهدف في حضور ستروس الى حقيقة مرجعية هامة في دراسة الأسطورة حقيقة ظلت غائبة باستمرار عن اجتهادات سواح لكنها قدمت اسهامات هامة في دراسة عالم الأسطورة، العالم الذي ما يزال بعد مشوشا ومجهولا؟.
الهوامش:
1- كلود ليفي ستروس، الإناسة البنيانية، الجزء الأول ترجمة حسن قبيس (بيروت المركز الثقافي العربي، 1995) ص. 226.
2- محمد أركون، تاريخية الفكر العربي الاسلامي (بيروت، مركز الانماء القومي، 1986) ص 209.
لقد كنت في إجازة من جميع المنتديات وغبت طويلا لأعود فأجد مواضيعا متعددةجميلة وجديرة في النقاش والتعقيب ...
وبعد فقد قرأت هذا الكتاب منذ فترة بعيدة كما قرأت معظم كتب الكاتب السوري فراس السواح الذي أثار ضجة من حوله . لا أخفيك القول في البداية شدتني هذه الكتب وكنت دائما أبحث عن الحقيقة والحقيقة الموازية. فمجموعة كتب كهذه بداية من ** مغامرة العقل الأولى إلى دين الإنسان .. نجدها تصب في بوتقة واحدة وهي إيجاد بديل الدين والإنعتاق من الميثيدولوجيا التقليدية.. ولكن وهنا يأتي باب القصيد... هل قرات أخي علاء لكتاب آخرين مثل ستروس وهم أقدم بكثير من السيد فراس السواح بما يتعلق في هذا المجال ... إليك ما كتب:
يتساءل ستروس في مستهل تحليله لـ " بنية الأساطير" بما فيها أسطورة "أوديب " ومجموع أساطير أمريكا الشمالية الهندية عن السر الذي يجعلنا نتأرجح بين السطحية والسفسطائية كلما حاولنا أن نفهم ما هي الأسطورة. لكنه وبعد عقد ونيف من الزمان وأكثر قليلا راح يعزي هذا التأرجح الى الثقافة بصورة أدق والى العاهة الملازمة أصلا لمعرفتنا والتي تحول بيننا وبين معرفة الأسطورة وتفرض علينا حالة التأرجح بين السطحية والسفسطائية .
حالة التأرجح هذه تطال مسيرة الثقافة الأوروبية / الغربية في موقفها من الأسطورة فما أدراك بحالتنا هنا على الضفة المقابلة ؟ حالة ثقافة عربية محكومة بالانقطاع لا التواصل، بالغياب المطلق عن أبحاث في هذا المجال وغيره لا الحضور، وباستثناء الجهود الريادية العراقية في هذا المجال، الجهود التي بذلها طه باقر وزملاؤه في مديرية الآثار العراقية والتي كان للمفكر العربي القومي "ساطع الحصري" شرف توجيهها عندما كان يعمل مديرا لها وساهم في صياغة قوانين جديدة لحفظها وحمايتها من السرقة. ما يعزز هذا الغياب في مجال الأركيولوجيا والأسطورة هو حالة ثقافة عربية اسلامية تنظر الى الأسطورة باعتبارها خرافات وأساطير الأولين التي جبها الاسلام منذ البدء. كذلك غياب الابحاث الآركيولوجية عن معظم البلاد العربية باستثناء العراق، خاصة وأن الأساطير هي من نتاج هذه الحفريات، فقد اكتشفت الرقم الطينية مع بداية هذه
الحفريات وتم فك رموزها لاحقا، أضف الى ذلك أن الثقافة العربية الاسلامية في جناحها الاستشراقي وأقصد تلك التي تكونت في ظلال الاستشراق أو بمحاجاته هي ثقافة في حكم الغائبة عن الانجازات الحديثة في مجال العلوم الانسانية فقد سبق لمحمد أركون أن بين حالة الفوات التي تعيشها الدراسات الاسلاماتية -الاستشراقية في الغرب وتخلفها في هذا المجال (مجال الألسنيات والاسطوريات
في هذا السياق جاء كتاب سواح والموسوم بـ "مغامرة العقل الأولى: دراسة في الأسطورة سورية وبلاد الرافدين " معلنا عن نفسه بأنه أول كتاب يعالج الأسطورة بهذه الإحاطة وليس هذا فحسب بل عبر منهج جديد يظن سواح أنه الأول من نوعه أيضا ويقوم هنا المنهج على جمع الأساطير في مجموعات وفق موضوعاتها لا وفق تسلسل زمني أو توزع جغرافي وذلك بغية تفسيرها. يقول سواح "هو منهج جديد في دراسة أساطير المنطقة على ما وصل اليه علمنا"
كانت القطرية الضيقة بمثابة غطاء يستر هفوات سواح الكثيرة والتي سنتعرض لها، ويزكي مزاعمه التي تدعي بأنه الأول في هذا المجال، أضف الى ذلك الغياب الكامل لابحاث جادة أو مترجمة في هذا المجال.
في سورية قوبل الكتاب بترحاب بالغ، وكانت له ضجة في الوسط الآيديولوجي العلني منه أو ذلك المضمر بمار كسوية مبتذلة وعلى حد تعبير سمير أمين، وفي الأوساط الاثنية بكل دلالاتها السوسيولوجية. وفي الأوساط الثقافية فقد احتفلت "المعرفة السورية " على طريقتها واحتفت بصدور الكتاب وكان مناسبة لاصدار عدد خاص عن الأسطورة ومقارباتها المنهجية
واذن سواح بقي لفترة طويلة يعاني من حالة التأرجح بين الدين والأسطورة فلم تتضح لديه أبدا حدود العلاقة بين الأسطورة والدين، بين الأسطورة والتاريخ، بين الأسطورة كمغامرة أولية وبين القداسة التي تهبها الأسطورة هالة ميثولوجية ترفعها الى مستوى التدين المحض.
قبل أن نقف عند رؤية سواح للأسطورة أود أن أقف عند البواعث العديدة التي حدت به الى دراسة الأسطورة والى وقوعه في براثنها دون أن يتمكن لا من الافلات منها ولا من رؤيتها على حقيقتها فالدارس لسواح يلحظ مباشرة أن سواح ينحو باتجاه تفسير الأسطورة لا تحليلها وهذا ما يجعل من عمله الاتنوغرافي عملا بعيدا عن الانجازات الحديثة في مجال تحليل الأساطير (وأشير هنا الى جهود ستروس والتي غابت نهائيا عن أعمال سواح) لكن توسيع حدود المقارنة المستمر في جميع أعماله من شأنه أن يفتح آفاقا جديدة، لكن الحضور الآيديولوجي في رؤيته للأسطورة جعل من الصعب جدا وفرض أن تضيع الافاق الجديدة في الانفاق الأيديولوجية القديمة.
يرى سواح أن السبب الذي قاده الى دراسة الأسطورة هو أن عالم الميثولوجيات يهتم بالبدايات والنهايات، بتفسير نشأة الكون والوجود وهذا ما يجمع عالم الميثولوجيات بالنظريات العلمية الحديثة التي تبحث في نشأة الكون، من هنا تحوله من دراسة النظريات الحديثة في نشأة الكون الى البحث في عالم الميثولوجيا عن سر الوجود ، أما البواعث التي حدت به الى دراسة الأسطورة السورية (سورية وبلاد الرافدين) فهي ثلاثة:
أولها: الوحدة الثقافية في هذا الجزء من المنطقة.
ثانيها: اتساع الموضوع وتشعبه.
ثالثها: شخصي ويرجع الى ميل خاص عند المؤلف للبحث في آداب هذه المنطقة
والآن نعود الى التساؤل عن معنى الأسطورة في عمله وكيف تظهر بعد بحثه في تاريخية الثقافة الغربية والتحول الذي طالها في مجال الدراسات الأسطورية، فقد جلب القرن التاسع عشر ثورة فنية وجمالية أعادت الأعتبار للأسطورة التي ازدريت كثيرا، وبالرغم من أن هدف سواح هو دراسة الأسطورة لا التنظير لها. فقه انزلق في مجامل التنظير وبالأخص في كتابه الموسوم بـ "لغز عشتار" إلا أن التعاريف العديدة للأسطورة والتي يسوقها سواح تقول الشيء الكثير الذي غاب عن سواح. ولنتأمل مجموع التعاريف التي يسوقها الباحث:
- الاسطورة قفزة أولى نحو المعرفة، وهي مرحلة لاحقة على السحر بعد أن يئس منه الانسان القديم.
- وهي نظام فكري متكامل، ومجمع الحياة الفكرية والروحية للانسان القديم.
- الأسطورة حكاية، حكاية مقدسة، لكنه سيعود للتأكيد على أن للاسطورة نسيجها المتميز بالرغم من تداخلها مع الخرافة والحكاية.
- الأسطورة مغامرة العقل الأولى.
- الأسطورة نص ادبي، وضع في ابهي حله فنية ممكنه .
مجمل التعاريف السابقة تشي بالحضور الآيديولوجي في فهم الأسطورة وتفسيرها. وسيلغي هذا الحضور الأيديولوجي عند الباحث سواح كل إمكانية للتفسير والفهم، وسيحكم على جهوده بأن تكون جهودا أولية في تفسير الأسطورة وأبعد عن كونها عملا مؤسسا أو هكذا أراد له صاحبه
إن القول بأن الأسطورة مغامرة أولى وقفزة أولى قام بها الانسان البدائي/ القديم هذا القول يشي بحضورين أيديولوجيين. الأول على مستوى القول بوجود انسان بدائي، فهذا القول وان كان يفزر حقل النيا سة (الانتوغرافيا) والإناسة (الانتربولوجيا) فهو لا ينم عن حضور معرفي بل عن غياب هذا الحضور والتأكيد بالمقابل على الحضور الأيديولوجي كما بين ستراوس في بحثه عن مقولة الغبور في النياسة " أضف الى ذلك أن الأسطورة ليست مغامرة أولى، فالأبحاث الحديثة تؤكد أن الأسطورة ملكة ثابتة، وهنا يصح تساؤل ستروس: إذا كان محتوى الأسطورة عرضيا أو اعتباطيا لا يخضع لقواعد المنطق أو لقواعد الكلام) فكيف نفسر تشابه الأساطير من أقصى الأرض الى أقصدها وليس هذا فحسب بل الحضور الكبير. للميثولوجيات الكبرى في هذا الزمان (11).
من طرف آخر فالأسطورة ليست نصا أدبيا وضع في أبهي حلة فنية ممكنة، إنها أكثر من نص، بل وأكثر من نص ملقى (12)، ومن هنا تأكيد ستروس على ان اكثر الاساطير لا يمكن في أسلوب صياغتها ولا في نمط سردها ولا في تراكبيها النحوية وانما يتوقف على التاريخ الذي ترويه (13). ومن هنا نفهم اعتراض بعض الاسلاميين المعاصرين على المساواة بين النص القرآني الكريم والنص الأدبي، لا بل أنهم محقون.. دون أن يدركوا ذلك باعتراضهم حتى على كلمة نص وانها لا تنطبق على القرآن الكريم. نعم إن الأسطورة تنتمي الى الكلام، لكن هذا الكلام له خصائصه ليست الجمالية فحسب، بل ما يسميها محللو الأساطير بالوحدات الأسطورية أو الوحدات الدلالية السمينة التي تميز الأسطورة عن الحكي وعن أنماط اللغة الأخرى بكل حضورها الدلالي والبلاغي. من هنا نستطيع أن نفهم لماذا كانت لغة القرآن الكريم في مستوى أعلى بكثير من اللغة العادية، ولماذا كان القصص القرآني في مستوى أعلى من مستوى الحكي الذي كان يرد على لسان كفار قريش والذين كانوا يأتون به من فارس ويروونه في حضرة الرسول ليضايقوه.
إن الوحدات الأسطورية التي ترتكز عليها بنية الأساطير تجعل من الأسطورة بنية تمارس حضورها على الماضي والحاضر والمستقبل في حين أن الحكي ينتمي تماما الى الزمان المبرم وبهذا أيضا كانت الأسطورة تؤكد استقلاليتها عن الحكي والحكاية. ومن هنا تأكيد ستروس في حواره مع ويمون بيللور على أن الأسطورة لا تدرس باعتبارها نصا بل باعتبارها لسانـا آخــر (14).
ما بين الطبعة الأولى 1976 من كتاب سواح "مغامرة العقل الأولى " وطبعة 1986 التي حملت توثيقا جديدا وترجمة جديدة لبعض النصوص الأسطورية أقول ما بين الطبعتين أود أن أقف عند صورة الغلاف في كل من الطبعتين، خاصة وأنها قضية غير محايدة. فقد حملت الطبعة الأولى على غلافها رسما يمثل دفاعا انسانيا قد فجر جمجمته وطار محلقا بأجنحته في حين أن طبعة 1986 قد تواضعت ورسمت على الغلاف صورة لمنحوتة أثرية تمثل أحد الهة أشور أو بابل وبالأصح أحد أبطالها ونرجح أنه سرجون الأكادي.
على طول المسيرة الفكرية لسواح، لم يتمكن سواح من رسم حدود العلاقة بين الأسطورة والدين، وظل حاملا هذه الاشكالية، ومع أن العنوان الفرعي للفن عشتار يؤكد على البحث في أصل الدين والأسطورة إلا أنه سيظل محكوما في بحثا عن أسطورة الأصل بالركض واللهاث وراء السراب.
يمكن تقسيم الكتاب الى قسمين رئيسيين لا صلة لهما ببعضهما البعض، المتن والمقدمة، فالمتن وهو القسم الرئيسي بالكتاب كشكول ضخم لنقل وثيقة اتنوغرافية تبحث في ظهور وتجلي الأم الكبرى في الوثائق والأدبيات والمنحوتات والأختام وعلى مسار تاريخ طويل يصل الى ما قبل الألف التاسعة قبل الميلاد ويتجاوز في جفرافيته حدود الهلال الخصيب ليطال بلاد الاغريق وحتى بلاد الازتك باحثا عن الأم الكبرى كل تجلياتها (عشتار القمر، عشتار الخضراء وعشتار العذراء والبغى المقدسة والسوداء وسيدة الاسرار
ستروس كان يرى أن التشابه يجد تفسيره في بنية الوعي البشري والتي هي بنية أسطورية منطقية تفعل فعلها على صعيد الفكر الأسطوري والفكر العلمي على السواء. وليس على صعيد الأسطورة المرجعية التي يحلو لسواح الركض وراءها ووراء سرابها الأيديولوجي.
الدين والاسطورة
كما أسلفت فقد شغل الباحث سواح نفسه ومنذ البداية بين حدود العلاقة بين الاسطورة والدين، وكان عليه وفي كل مرة يجد نفسه مدعوا لتأليف كتاب جديد، أن يوضح من جديد مفهوم الأسطورة.
ثمة ملاحظة وددت أن أقولها في الختام، فلم يكن هدف أبدا أن أحاكم سواح بأفكار ستروس، بمقدار ما كنت أهدف في حضور ستروس الى حقيقة مرجعية هامة في دراسة الأسطورة حقيقة ظلت غائبة باستمرار عن اجتهادات سواح لكنها قدمت اسهامات هامة في دراسة عالم الأسطورة، العالم الذي ما يزال بعد مشوشا ومجهولا؟.
الهوامش:
1- كلود ليفي ستروس، الإناسة البنيانية، الجزء الأول ترجمة حسن قبيس (بيروت المركز الثقافي العربي، 1995) ص. 226.
2- محمد أركون، تاريخية الفكر العربي الاسلامي (بيروت، مركز الانماء القومي، 1986) ص 209.
ESSAM MAHMOUD- تميز وتقدير
-
عدد المساهمات : 1861
تاريخ التسجيل : 07/07/2009
العمر : 69
الموقع : الإمارات
رد: دين الإنسان
الاخ علاء شكرا لك ولكل من ومر وسيمر على ما كتبت
واسمح لي بتعليق بسيط على الموضوع
الفكرة الاساسية التي يريد فراس السواح ان يوصلها من خلال كتاباته هي ان الافكار الدينية جميعها على اختلافها الواسع هي من انتاج عقل وخيال الانسان وتطورت الفكرة الدينية بتطور الانسان
انني ارى (وهذا رأي شخصي )انه من يريد ان يحافظ على معتقده الديني سليما من الاذى لا يقرأ له
تقبلوا مروري
واسمح لي بتعليق بسيط على الموضوع
الفكرة الاساسية التي يريد فراس السواح ان يوصلها من خلال كتاباته هي ان الافكار الدينية جميعها على اختلافها الواسع هي من انتاج عقل وخيال الانسان وتطورت الفكرة الدينية بتطور الانسان
انني ارى (وهذا رأي شخصي )انه من يريد ان يحافظ على معتقده الديني سليما من الاذى لا يقرأ له
تقبلوا مروري
محمود زهرة-
عدد المساهمات : 574
تاريخ التسجيل : 21/05/2009
العمر : 51
رد: دين الإنسان
شكرا لمرورك أخ محمود
لماذا لا نقول أن الباحث فراس السواح كان باحثا عن الحقيقة بدون قناعات فولاذية سابقا بغض النظر عن مدى صدقها (وكلنا نعرف المعتقدات الدينية كافة و ما تحويه من إشارات استفهام كثيرة)
ثم إن طريقة لا تقرء له هي طريقة لنقل غير صحيحة ففي سبيل الحقيقة لمن يبحث عنها يجب أن يطلع على (الأبيض و الأسود) لتحكم من منهما أصاب أكثر
ومن أخطأ فله أجر و من أصاب فله أجرين
شكرا لمرورك من جديد
لماذا لا نقول أن الباحث فراس السواح كان باحثا عن الحقيقة بدون قناعات فولاذية سابقا بغض النظر عن مدى صدقها (وكلنا نعرف المعتقدات الدينية كافة و ما تحويه من إشارات استفهام كثيرة)
ثم إن طريقة لا تقرء له هي طريقة لنقل غير صحيحة ففي سبيل الحقيقة لمن يبحث عنها يجب أن يطلع على (الأبيض و الأسود) لتحكم من منهما أصاب أكثر
ومن أخطأ فله أجر و من أصاب فله أجرين
شكرا لمرورك من جديد
علاء العطواني- عدد المساهمات : 127
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
العمر : 40
الموقع : السويداء
رد: دين الإنسان
السيد علاء العطواني المحترم :
الإختلاف بالرأي لا يفسد للود قضية فقد عقبت على موضوعك ثم عقب من بعدي زميلي الدكتور الفاضل محمود زهرة..
ترى هل نسيت أن ترد أم تناسيت ؟؟؟
ESSAM MAHMOUD- تميز وتقدير
-
عدد المساهمات : 1861
تاريخ التسجيل : 07/07/2009
العمر : 69
الموقع : الإمارات
رد: دين الإنسان
ESSAM MAHMOUD كتب:
السيد علاء العطواني المحترم :
الإختلاف بالرأي لا يفسد للود قضية فقد عقبت على موضوعك ثم عقب من بعدي زميلي الدكتور الفاضل محمود زهرة..
ترى هل نسيت أن ترد أم تناسيت ؟؟؟
مساء الخير أخ عصام
سيدي لقد تناسيت الرد على تعقيبك علك تشعر بخطأك في نسخ و لصق الرد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
لقد نسخت ردك من هنا(مجلة نزوى) من مقاله للباحث تركي علي الربيعو
الذي نشرها بدوره في معابر
هذا رابطها [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
¨ هذه القراءة لفكر فراس السواح من خلال كتابيه مغامرة العقل الأولى ولغز عشتار، فضلاً عن كونها لا تأخذ بعين الاعتبار تطور فكر السواح عبر مؤلَّفاته اللاحقة (ولاسيما دين الإنسان: بحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني والأسطورة.......لكن أسرة التحرير، بالاتفاق مع الأستاذ فراس السواح، ارتأت نشر اجتهاد الصديق الباحث الربيعو إغناءً للحوار حول الموضوع. (المحرِّر)
أشكر جهودك في النسخ و اللصق وأتمنى منك قراءة كافة النصوص (التي كتبتها أولا دين الأنسان)ثانيا النصوص التي تقوم بنسخها لأنها موجهة لكتابات الباحث فراس سواح قبل نشره الكتاب الذي تحدثت أنا عنه (دين الأنسان)
لا تقلق سيدي سأقوم بالرد على السيد ربيعو حين يسعفني الوقت بعد أن أنقل لكم تلخيصي الكامل لكتاب فراس السواح مغامرة العقل الأولى لا يزال الملخص على الأوراق و يحتاج فترة لنقله على الكمبيوتر
من ثم نرى إبداعات الربيعو!!!
علاء العطواني- عدد المساهمات : 127
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
العمر : 40
الموقع : السويداء
رد: دين الإنسان
السيد علاء العطواني :
ينقصك الكثير من فقه للغة العربية ومفرداتها وللباقة في الحوار فإما أن نقتنع بفكرتك وإما أصبح المنتدى خزانة مسروقات ولكنك للأسف عميت على أن تقرأ إلى آخر سطر فأنا لم أنسب المقالة إلى نفسي وإنما كتبت في آخرها الهوامش التي لم تكلف نفسك عناء قراءتها.________________________________________________________________________
الهوامش:
1- كلود ليفي ستروس، الإناسة البنيانية، الجزء الأول ترجمة حسن قبيس (بيروت المركز الثقافي العربي، 1995) ص. 226.
2- محمد أركون، تاريخية الفكر العربي الاسلامي (بيروت، مركز الانماء القومي، 1986) ص 209.
__________________________________________________________________________
هذا الأسلوب غير موفق به فعندما كنت أقرأ كتب فراس السواح وغيره أعتقد أنك كنت آنذاك تحبو ... يا إبني العزيز ....
وأنصحك بأن تحسن إختيار الألفاظ في المرة القادمة وأعدك بأن لا أمر على أي مما تكتبه فأسلوبك الحواري ينقصه المعرفة وتنقصه الألفاظ اللبقة واهنأ بفراس السواح .
ومعذرة من القراء ومن الإدارة بأن أدخل في نقاش غير حضاري فرض علي َ
-
______________________________________________________________________
ينقصك الكثير من فقه للغة العربية ومفرداتها وللباقة في الحوار فإما أن نقتنع بفكرتك وإما أصبح المنتدى خزانة مسروقات ولكنك للأسف عميت على أن تقرأ إلى آخر سطر فأنا لم أنسب المقالة إلى نفسي وإنما كتبت في آخرها الهوامش التي لم تكلف نفسك عناء قراءتها.________________________________________________________________________
الهوامش:
1- كلود ليفي ستروس، الإناسة البنيانية، الجزء الأول ترجمة حسن قبيس (بيروت المركز الثقافي العربي، 1995) ص. 226.
2- محمد أركون، تاريخية الفكر العربي الاسلامي (بيروت، مركز الانماء القومي، 1986) ص 209.
__________________________________________________________________________
هذا وقد استطردت قائلا ً
[b]مساء الخير أخ عصام
سيدي لقد تناسيت الرد على تعقيبك علك تشعر بخطأك في نسخ و لصق الرد
هذا الأسلوب غير موفق به فعندما كنت أقرأ كتب فراس السواح وغيره أعتقد أنك كنت آنذاك تحبو ... يا إبني العزيز ....
وأنصحك بأن تحسن إختيار الألفاظ في المرة القادمة وأعدك بأن لا أمر على أي مما تكتبه فأسلوبك الحواري ينقصه المعرفة وتنقصه الألفاظ اللبقة واهنأ بفراس السواح .
ومعذرة من القراء ومن الإدارة بأن أدخل في نقاش غير حضاري فرض علي َ
-
______________________________________________________________________
ESSAM MAHMOUD- تميز وتقدير
-
عدد المساهمات : 1861
تاريخ التسجيل : 07/07/2009
العمر : 69
الموقع : الإمارات
رد: دين الإنسان
الاخوة الكرام
من أهم شروط هذا المنتدى أن نتحاور بإحترام أراء بعضنا البعض
ولا نحاول الهجوم على من يتعارض فكره معنا
السيد علاء تسرعت بردك على السيد عصام
وحضرته اعتقد ذكر المراجع برده ألسابق
نريد ان يبقى ألمنتدى منبر للكلمة ألحرة
ومثال لاحترام الرأي الآخر
الحوار بينكما يتوقف هنا
وأي معاكسة سنقوم بحذفها
وألسلام عليكم ورحمة ألله وبركاته
من أهم شروط هذا المنتدى أن نتحاور بإحترام أراء بعضنا البعض
ولا نحاول الهجوم على من يتعارض فكره معنا
السيد علاء تسرعت بردك على السيد عصام
وحضرته اعتقد ذكر المراجع برده ألسابق
نريد ان يبقى ألمنتدى منبر للكلمة ألحرة
ومثال لاحترام الرأي الآخر
الحوار بينكما يتوقف هنا
وأي معاكسة سنقوم بحذفها
وألسلام عليكم ورحمة ألله وبركاته
المدير العام- the Head Office
- عدد المساهمات : 19
تاريخ التسجيل : 01/12/2009
العمر : 57
الموقع : كل قلوب الناس جنسيتي
رد: دين الإنسان
السادة الاصدقاء المحترمين
تحية محبة وصباح جميل ابعث به اليكم
فعلا كما ذكر الصديق المدير العام يبدو هناك خلل في طريقة ادارة الحوار ونحن هنا ليس لكي نقف عند أخطاء بعضنا ومهاجمتها بطريقة غير جميلة وإنما نحن هنا لكي نقوم بالنقاش والحوار حول المواضيع المهمة
كل الشكر للصديق علاء لما ينقله لنا من مخلصات عن كتب ربما الكثيرين منا لم يكن قد سمع بها حتى وطبعا نحن نعلم إنه ليس بالضرورة إن كان قد لخص كتاب لنا أن يكون هو مقتنع بكل افكاره ولكن لميزة البحث العلمي والادبي ان نسمع جميع الاراء
وطبعا ليس مستثنى من الشكر الدكتور الكبير عصام لما له من دور فعال في تحريك المناقشات وتفعيل الفكر بيننا
ولكن اسمحوا لي سادتي ان الفت نظركم الى ان النقاش خرج عن الطريق السليم وانا نيابة عن الجميع اقدم اجمل كلمات الود والاعتذار من شخصيكم الكريمين ونتمنى ان نعيد الحوار الى طريق اكثر احترافية ومهنية نعبر فيه عن المستوى الفكري والادبي لشخوصنا الكريمة
الشكر كل الشكر للجميع واجمل التحيات
تحية محبة وصباح جميل ابعث به اليكم
فعلا كما ذكر الصديق المدير العام يبدو هناك خلل في طريقة ادارة الحوار ونحن هنا ليس لكي نقف عند أخطاء بعضنا ومهاجمتها بطريقة غير جميلة وإنما نحن هنا لكي نقوم بالنقاش والحوار حول المواضيع المهمة
كل الشكر للصديق علاء لما ينقله لنا من مخلصات عن كتب ربما الكثيرين منا لم يكن قد سمع بها حتى وطبعا نحن نعلم إنه ليس بالضرورة إن كان قد لخص كتاب لنا أن يكون هو مقتنع بكل افكاره ولكن لميزة البحث العلمي والادبي ان نسمع جميع الاراء
وطبعا ليس مستثنى من الشكر الدكتور الكبير عصام لما له من دور فعال في تحريك المناقشات وتفعيل الفكر بيننا
ولكن اسمحوا لي سادتي ان الفت نظركم الى ان النقاش خرج عن الطريق السليم وانا نيابة عن الجميع اقدم اجمل كلمات الود والاعتذار من شخصيكم الكريمين ونتمنى ان نعيد الحوار الى طريق اكثر احترافية ومهنية نعبر فيه عن المستوى الفكري والادبي لشخوصنا الكريمة
الشكر كل الشكر للجميع واجمل التحيات
همام- مسؤول الأنظمة والقوانين
- عدد المساهمات : 45
تاريخ التسجيل : 06/05/2009
العمر : 59
رد: دين الإنسان
المدير العام كتب: الاخوة الكرام
من أهم شروط هذا المنتدى أن نتحاور بإحترام أراء بعضنا البعض
ولا نحاول الهجوم على من يتعارض فكره معنا
السيد علاء تسرعت بردك على السيد عصام
وحضرته اعتقد ذكر المراجع برده ألسابق
نريد ان يبقى ألمنتدى منبر للكلمة ألحرة
ومثال لاحترام الرأي الآخر
الحوار بينكما يتوقف هنا
وأي معاكسة سنقوم بحذفها
وألسلام عليكم ورحمة ألله وبركاته
السيد المدير العام أرجو منك قبل أن تتسرع بالرد
أن تقوم بقراءة الموضوع و الروابط التي قمت أنا بتحميلها
ثم تعطي رأيك
كما أننا لسنا هنا في مضمار المعاكسات
على ما أعتقد !!!؟؟؟؟
علاء العطواني- عدد المساهمات : 127
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
العمر : 40
الموقع : السويداء
رد: دين الإنسان
مضمون الأسطورة في خطابنا المعاصر
الأسطورة والإيديولوجيا:
فراس السوَّاح نموذجًا[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الأسطورة والإيديولوجيا:
فراس السوَّاح نموذجًا[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
يتساءل كلود ليفي ستروس، في مستهل تحليله لـ"بنية الأساطير"، بما فيها أسطورة أوديب ومجموع أساطير أمريكا الشمالية الهندية، عن السرِّ الذي يجعلنا نتأرجح بين السطحية والسفسطائية كلما حاولنا أن نفهم ماهية الأسطورة. لكنه، بعد عقد ونيف من الزمان وأكثر قليلاً، راح يعزو هذا التأرجُح إلى الثقافة بصورة أدق، وإلى العاهة الملازمة أصلاً لمعرفتنا، التي تحول بيننا وبين معرفة الأسطورة، وتفرض علينا حالة التأرجُح بين السطحية والسفسطائية.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
حالة التأرجُح هذه تطال مسيرة الثقافة الأوروبية–الغربية في موقفها من الأسطورة؛ فما بالك بحالتنا هنا، على الضفة المقابلة؟! حالة ثقافة عربية محكومة بالانقطاع، لا بالتواصل؛ بالغياب المطلق عن الأبحاث في هذا المجال وغيره، لا بالحضور.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وما يعزِّز هذا الغياب في مجال الأركيولوجيا والأسطورة هو حالة ثقافة عربية إسلامية تنظر إلى الأسطورة باعتبارها خرافات و"أساطير الأولين"، التي جابهها الإسلام منذ البدء؛ وكذلك غياب الأبحاث الأركيولوجية عن معظم البلاد العربية، باستثناء العراق، خاصة وأن الأساطير هي من نتاج هذه الحفريات. فقد اكتُشِفَت الرُّقُم الطينية مع بداية هذه الحفريات، وتمَّ فك رموزها لاحقًا. أضف إلى ذلك أن الثقافة العربية الإسلامية، في جناحها الاستشراقي، وأقصد تلك التي تكونت في ظلال الاستشراق، أو بمحاذاته، هي ثقافة في حكم الغائبة عن الإنجازات الحديثة في مجال العلوم الإنسانية. فقد سبق لمحمد أركون أن بيَّن حالة الفوات التي تعيشها الدراسات الإسلامياتية–الاستشراقية في الغرب وتخلُّفها في هذا المجال (مجال الألسنيات والأسطوريات).[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
عبر هذا السياق، كانت الجهود العراقية في مجال الأركيولوجيا والدراسات الأسطورية، وتحقيق النصوص ومقارنتها بأصولها اللغوية (من سومرية وأكادية وبابلية)، تظهر كشمس ساطعة في مشرق الأرض العربية. ولسوف تحجبها عاجلاً الغيوم الكثيفة للسياسات العربية؛ وستُترجَم القطيعة السياسية إلى قطيعة ثقافية، وستبرز القطرية الثقافية لاحقًا، فرحةً بمنجزاتها وضيق أفقها المعرفي والإيديولوجي؛ لا بل إن إرادة المعرفة التي حكمت الجهود الأولى التي بذلها طه باقر وزملاؤه في معرفة الأسطورة، سرعان ما ستضيع هدرًا ولا يلتفت إليها أحد، وذلك أمام إرادة الإيديولوجيا التي قسرت كلَّ معرفة بالأسطورة، وجيَّرتْها لصالح الإيديولوجيا المتخشبة.
في هذا السياق "الثقافي"، جاء كتاب السواح الموسوم بـمغامرة العقل الأولى: دراسة في الأسطورة، سورية وبلاد الرافدين، معلنًا عن نفسه بأنه أول كتاب يعالج الأسطورة بهذه الإحاطة؛ وليس هذا فحسب، بل عبر منهج جديد يظن السواح أنه الأول من نوعه أيضًا. ويقوم هذا المنهج على جمع الأساطير في مجموعات وفق موضوعاتها، لا وفق تسلسل زمني أو توزع جغرافي، وذلك بغية تفسيرها. يقول السواح: "هو منهج جديد في دراسة أساطير المنطقة، على ما وصل إليه علمنا."[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
كانت القطرية الضيقة بمثابة غطاء يستر هفوات السواح الكثيرة، التي سنتعرَّض لها، ويزكِّي مزاعمه التي تدَّعي بأنه الأول في هذا المجال؛ أضف إلى ذلك الغياب الكامل لأبحاث جادة أو مترجمة في هذا المجال.
في سورية، قوبل الكتاب بترحاب بالغ، وكانت له ضجة في الوسط الإيديولوجي، العلني منه أو ذلك المضمر، بماركسوية مبتذلة، على حدِّ تعبير سمير أمين، وفي الأوساط الإثنية، بكلِّ دلالاتها السوسيولوجية. وفي الأوساط الثقافية، احتفلت مجلة المعرفة السورية على طريقتها، واحتفت بصدور الكتاب الذي كان مناسبة لإصدار عدد خاص عن الأسطورة ومقارباتها المنهجية.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
فقد اعتُبِرَ الكتاب نقدًا للفكر الديني، يكمِّل، بشكل أو بآخر، جهود صادق جلال العظم في نقد الفكر الديني، الجهود التي نالت إعجاب المفكر العربي عبد الله العروي. صحيح أن جهود صادق جلال العظم طالت ميثولوجيات دينية، بكلِّ حضورها الديني، ممثلةً بالثقافتين المسيحية والإسلامية؛ إلا أن جهود فراس السواح ذهبت إلى الجذور البعيدة، إلى "أساطير الأولين" (أساطير سومر وأكاد وبابل وآشور)، في إطار محاولة تهدف بصورة غير مباشرة لنقد أكثر جذرية، وبصورة أدق، للكيفية التي تشكَّل بها الدين وتبلوَر، وتفضي إلى النسق الديني، أي كيفية ظهور الدين.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
وبعد مضي عقد كامل على صدور الكتاب، أكد السواح على أنه لم يكن يريد لكتابه أن يكون بمثابة "مقدمة" لنقد الفكر الديني،[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] خاصة وأن السواح بقي لفترة طويلة يعاني من حالة التأرجُح بين الدين والأسطورة، فلم تتضح لديه أبدًا حدود العلاقة بين الأسطورة والدين، بين الأسطورة والتاريخ، بين الأسطورة كمغامرة أولية وبين القداسة التي تهبها الأسطورة هالةً ميثولوجية ترفعها إلى مستوى التديُّن المحض.
قبل أن نقف عند رؤية السواح للأسطورة، أود أن أقف عند البواعث العديدة التي حَدَتْ به إلى دراسة الأسطورة وإلى وقوعه في براثنها، دون أن يتمكن لا من الإفلات منها ولا من رؤيتها على حقيقتها. فالدارس للسواح يلحظ مباشرة أنه ينحو باتجاه تفسير الأسطورة، لا تحليلها. وهذا ما يجعل من عمله الإثنوغرافي عملاً بعيدًا عن الإنجازات الحديثة في مجال تحليل الأساطير (وأشير هنا إلى جهود ستروس التي غابت نهائيًّا عن أعمال السواح). صحيح أن توسيع حدود المقارنة المستمر في جميع أعماله من شأنه أن يفتح آفاقًا جديدة، لكن الحضور الإيديولوجي في رؤيته للأسطورة جعل ذلك من الصعب جدًّا، وفَرَضَ أن تضيع الآفاق الجديدة في الأنفاق الإيديولوجية القديمة.
يرى السواح أن السبب الذي قاده إلى دراسة الأسطورة هو أن عالِم الميثولوجيات يهتم بالبدايات والنهايات، بتفسير نشأة الكون والوجود – وهذا ما يجمع عالم الميثولوجيات بالنظريات العلمية الحديثة التي تبحث في نشأة الكون. من هنا تحوُّله من دراسة النظريات الحديثة في نشأة الكون إلى البحث في عالم الميثولوجيا عن سرِّ الوجود.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أما البواعث التي حَدَتْ به إلى دراسة الأسطورة السورية (سورية وبلاد الرافدين) فهي ثلاثة:
1. الوحدة الثقافية في هذا الجزء من المنطقة.
2. اتساع الموضوع وتشعبه.
3. باعث شخصي، ويرجع إلى ميل خاص عند المؤلِّف للبحث في آداب هذه المنطقة.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
البواعث الثلاثة سوف تمهر بخاتمها منهج السواح في دراسة الأسطورة. وسوف يختزل الميلُ الشخصي عنده هذه البواعث، وستؤول العلاقة لاحقًا إلى ثلاثة في واحد، أي ثلاثة بواعث في ميل واحد. وسرعان ما سوف يؤول هذا الميل الشخصي إلى هوى إيديولوجي، وسيركض السواح لاهثًا وراء الأسطورة السورية الأم، ساعيًا إلى لملمة شظاياها، من جزيرة كريت، إلى مجاهل آسيا الوسطى، إلى جنوب العراق، كما يظهر ذلك في كتابه الموسوم بـلغز عشتار الذي سنأتي إليه.
أعود للقول إن تأكيد السواح على الوحدة الثقافية للهلال الخصيب، دون سواه، سوف يحظى بقيمة استثنائية جديدة. وسيقع هذا العمل "الريادي"، كما يدِّعي مؤلِّفه، وقوعًا مباشرًا وغير مباشر، في المتن من ثقافة قومية سورية، سوف تستشهده لتأكيد أصالتها وانعزاليتها عن المحيط العربي. وستنشأ في الظلال الوقائية لهذا الكتاب أعمال أخرى في دراسة الأسطورة السورية. وأشير إلى أبحاث وديع بشور عن الميثولوجيا السورية وأساطير سومر وأكاد وأبحاث جورجي كنعان عن الميثولوجيا التوراتية بهدف إثبات زيفها، التي اختتمها بالبحث في تاريخ الله، الذي سيؤول في طبعته اللاحقة إلى تاريخ يهوه، وبذلك ينسجم هذا العنوان مع مساعيه الحميدة في هذا المجال.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
أغفلنا فيما سبق البحث عن موقع الأسطورة في عمل السواح الكبير. والآن نعود إلى التساؤل عن معنى الأسطورة في عمله، وكيف تظهر بعد بحثه في تاريخية الثقافة الغربية والتحول الذي طالها في مجال الدراسات الأسطورية. فقد جلب القرن التاسع عشر الأوروبي ثورة فنية وجمالية، أعادت الاعتبار للأسطورة التي ازدُرِيَتْ كثيرًا. وعلى الرغم من أن هدف السواح هو دراسة الأسطورة، لا التنظير لها، فقد انزلق في مجال التنظير، وبالأخص في كتابه الموسوم بـلغز عشتار. إلا أن التعريفات العديدة للأسطورة التي يسوقها السواح تقول الشيء الكثير الذي غاب عن السواح. ولنتأمل مجموعة التعريفات التي يسوقها الباحث:
- الأسطورة قفزة أولى نحو المعرفة؛ وهي مرحلة لاحقة على السحر بعد أن يئس منه الإنسان القديم.
- وهي نظام فكري متكامل، ومجمع للحياة الفكرية والروحية للإنسان القديم.
- الأسطورة حكاية، حكاية مقدسة. لكنه سيعود للتأكيد على أن للأسطورة نسيجها المتميز، على الرغم من تداخلها مع الخرافة والحكاية.
- الأسطورة مغامرة العقل الأولى.
- الأسطورة نصٌّ أدبي، وُضِعَ في أبهى حلَّة فنية ممكنه.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
مجمل التعريفات السابقة تشي بالحضور الإيديولوجي في فهم الأسطورة وتفسيرها. وسيلغي هذا الحضور الإيديولوجي عند الباحث السواح كلَّ إمكانية للتفسير والفهم، وسيحكم على جهوده بأن تكون جهودًا أولية في تفسير الأسطورة، أبعد عن كونها عملاً مؤسِّسًا – أو هكذا أراد له صاحبه.
إن القول بأن الأسطورة "مغامرة أولى" و"قفزة أولى" قام بها الإنسان البدائي/القديم – هذا القول يشي بحضورين إيديولوجيين: الأول، على مستوى القول بوجود إنسان بدائي؛ فهذا القول، وإن كان يفرز حقل النياسة (الإثنوغرافيا) والإناسة (الأنثربولوجيا)، فهو لا ينم عن حضور معرفي، بل عن غياب هذا الحضور والتأكيد، في المقابل، على الحضور الإيديولوجي، كما بيَّن ستراوس في بحثه عن مقولة "الغبور في النياسة". أضف إلى ذلك أن الأسطورة ليست "مغامرة أولى"؛ فالأبحاث الحديثة تؤكد أن الأسطورة ملَكة ثابتة في الإنسان. وهنا يصح تساؤل ستروس: إذا كان محتوى الأسطورة عَرَضيًّا أو اعتباطيًّا، لا يخضع لقواعد المنطق أو لقواعد الكلام، فكيف نفسِّر تشابُه الأساطير من أقصى الأرض إلى أقصاها؛ وليس هذا فحسب، بل الحضور الكبير للميثولوجيات الكبرى في هذا الزمان.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
من طرف آخر، فالأسطورة ليست "نصًّا أدبيًّا وُضِعَ في أبهى حلَّة فنية ممكنة"؛ إنها أكثر من نص، بل وأكثر من نصٍّ ملقى.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ومن هنا تأكيد ستروس على أن خصوصية أكثر الأساطير لا تكمن في أسلوب صياغتها، ولا في نمط سردها، ولا في تراكيبها النحوية، وإنما تتوقف على التاريخ الذي ترويه.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
من هنا نفهم اعتراض بعض الإسلاميين المعاصرين على المساواة بين النصِّ القرآني الكريم والنص الأدبي – لا بل إنهم محقون، دون أن يدركوا ذلك، باعتراضهم حتى على كلمة "نص"، من حيث إنها لا تنطبق على القرآن الكريم. نعم، إن الأسطورة تنتمي إلى الكلام؛ لكن هذا الكلام له خصائصه، ليس الجمالية فحسب، بل ما يسمِّيها محلِّلو الأساطير بالوحدات الأسطورية mythologems، أو الوحدات الدلالية السمينة التي تميِّز الأسطورة عن الحكي وعن أنماط اللغة الأخرى، بكلِّ حضورها الدلالي والبلاغي. من هنا نستطيع أن نفهم لماذا كانت لغة القرآن الكريم في مستوى أعلى بكثير من اللغة العادية، ولماذا كان القصص القرآني في مستوى أعلى من مستوى الحكي الذي كان يَرِدُ على لسان كفار قريش، الذين كانوا يأتون به من فارس ويروونه في حضرة الرسول ليحرجوه.
إن الوحدات الأسطورية التي ترتكز عليها بنية الأساطير تجعل من الأسطورة بنية تمارس حضورها على الماضي والحاضر والمستقبل، في حين أن الحكي ينتمي تمامًا إلى الزمان المبرم. وبهذا أيضًا كانت الأسطورة تؤكد استقلاليتها عن الحكي والحكاية. ومن هنا تأكيد ستروس، في حواره مع ريمون بيللور، على أن الأسطورة لا تُدرَس باعتبارها نصًّا، بل باعتبارها لسانًا langage آخر.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
ما بين الطبعة الأولى (1976) من كتاب السواح مغامرة العقل الأولى وطبعة 1986 التي حملت توثيقًا جديدًا وترجمة جديدة لبعض النصوص الأسطورية – أقول، ما بين الطبعتين، أود أن أقف عند صورة الغلاف في كلٍّ من الطبعتين، خاصة وأنها قضية غير محايدة. فقد حملت الطبعة الأولى على غلافها رسمًا يمثل دماغًا إنسانيًّا فجَّر جمجمته وطار محلقًا بأجنحته؛ في حين أن طبعة 1986 تواضعت ورسمت على الغلاف صورة لمنحوتة أثرية تمثل أحد آلهة آشور أو بابل، وبالأصح أحد أبطالها (نرجِّح أنه سرجون الأكادي).
على طول المسافة الزمنية التي تفصل بين الطبعتين، أرى أن غلاف الطبعة الأولى ظلَّ وفيًّا لمصطلح الأسطورة أكثر من غلاف الطبعة الثانية. فغلاف الطبعة الأولى يؤكد أن الأسطورة طائر – ولنقل مع ستروس، طائرة؛ فقد شبَّه ستروس الأسطورة بالطائرة التي تتحرك على مدرَّج اللغة، حتى اللحظة التي يتوصل فيها المعنى إلى الإقلاع.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] من هنا أرى أن السواح لم يهتدِ إلى هذا، في حين أن الفنان بحسِّه قد اهتدى إليه. وعلى الرغم من محاولات السواح للإقلاع إلا أنه ظلَّ مشدودًا إلى ربقة السلف الإيديولوجيين، وظلت جهوده تتأرجح بين السطحية والسفسطائية في فهمه للأسطورة وتفسيره لها، وظلت طائرته تتدحرج على مدرَّج الإيديولوجيا.
اللغز الضائع: لغز عشتار
يقول السواح إن هدفه هو "دراسة الأسطورة لا التنظير لها، وتقديم رؤية على عجالة بلا إطاله"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. وفي رأيي أن هذه العجالة هي التي دفعتْه إلى أحضان الإيديولوجيا، فتغلَّبت بذلك إرادةُ الإيديولوجيا على إرادة المعرفة. أعود للقول بأن طغيان الهمِّ الإيديولوجي في المسيرة الفكرية عند السواح يظهر على عدة أصعدة وفي مجموعة من المستويات:
1. دفعتْه العجالة والفوز بالسبق إلى الانزلاق من مستوى رؤية الأسطورة إلى التنظير لها، وبصورة أدق، إلى البحث عن نظرية في انتشار الأسطورة، كما سنلحظ في كتابه الموسوم بـلغز عشتار؛ نظرية تؤكد على المركزية السورية، كونها أصل الحضارات والأصل الذي انبثقت منه "الأسطورة المركزية"، إن جاز التعبير.
2. سعيه المتواصل إلى رسم خطية إيديولوجية للتطور البشري، من السحر، إلى الأسطورة، إلى الدين، إلى الفلسفة، فالعلم. وكان هذا يتطلَّب الاعتماد الكلِّي على أطروحة ج. فريزر في الغصن الذهبي وإلى تقليبها على أطروحات لاحقة. وقد لاقت هذه التطورية ترحيبًا في الوسط الماركسي آنذاك. وسيحتفي بها بعض الباحثين العرب، أخص منهم طيب تيزيني، الذي راح يركض لاهثًا للجمع بين الخطية السابقة وبين خطية التطور على مستوى المادية التاريخية. وكان هذا يعني الوقوع في التبسيطية، في براثن المادية المبتذلة، على حدِّ تعبير سمير أمين.
3. دفعتْه العجالة إلى إصدار النسخة الأولى من مغامرة العقل الأولى وهي مفتقدة إلى التوثيق الأكاديمي الدقيق، الذي عاد إلى استدراكه في الطبعة الثانية مشكورًا.
4. وقوعه في التناقض: فمع أن المقدمة التي كتبها لطبعة 1976 مستعارة كليًّا من أفكار مرشا إلياده، إلا أنه أغفل ذلك، ثم عاد ليشير إشارة هامشية إليه في طبعة 1986 – هذا من جهة. ومن جهة أخرى، فإن تأكيد الباحث على أن الأسطورة حكاية مقدسة، أبطالها الآلهة (وهو تعريف مستقى من إلياده)، يناقض قوله الذي يكرِّره دائمًا بأن الفكر القديم ابتدأ ماديًّا حسيًّا، "بعيدًا عن التجريد، وأن الأسطورة صيغت في قالب حركي مليء بالفعل، وانطلاقًا من ذهنية بعيدة عن التجريد".
هذا الكلام محض إيديولوجي، يخدم الخطاطة التطورية السابقة، ويقول بأن الأسطورة بدايات أولية للتفلسف، مع أن تعريف الأسطورة بأنها حكاية مقدسة وأبطالها آلهة وبشر في مرتبة الآلهة يجعلها، إنْ جاز لي التعبير، في مستوى العقل المحض. فمشكلات العقل المحض، على حدِّ تعبير كانط، تتمحور حول الآلهة والحرية والخلود – وهي موضوعات تقع في المتن من الأسطورة.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
في هذا السياق وعبره، سيتجه السواح إلى البحث عن "اللغز الضائع"، الذي صار لغز عشتار. وسيكون العنوان الفرعي للكتاب دالاً بما فيه الكفاية: "بحث في الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة". إنه، كعادته، يختصر ثلاثة في واحد: الألوهة والدين والأسطورة، في شخص الأم الكبرى عشتار، واهبة الحياة وراعية الوجود البشري. لكنه سيتوه في متاهة الدين والأسطورة، دون أن يصل إليهما.
الدين والأسطورة
في مغامرة العقل الأولى، تطرَّق السواح إلى نشأة الدين وإلى صلة الدين بالأسطورة. فمن وجهة نظره أن الدين قد ظهر وتطور في شقين: الشق الأول اعتقادي، يستخدم الأسطورة كأداة للمعرفة والكشف؛ والفهم الثاني طقسي، يستهدف إرضاء الآلهة والتعبد لها.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
على طول المسيرة الفكرية للسواح، لم يتمكن من رسم حدود العلاقة بين الأسطورة والدين، وظل حاملاً هذه الإشكالية. ومع أن العنوان الفرعي لـلغز عشتار يؤكد على البحث في أصل الدين والأسطورة، إلا أنه سيظل محكومًا في بحثه عن أسطورة الأصل بالركض واللهاث وراء السراب. فكما أسلفت، شغل الباحث السواح نفسه، منذ البداية، بحدود العلاقة بين الأسطورة والدين؛ فكان، في كلِّ مرة، يجد نفسه مدعوًّا لتأليف كتاب جديد لكي يوضح من جديد مفهوم الأسطورة.
يمكن تقسيم الكتاب إلى قسمين رئيسيين، لا صلة لواحدهما بالآخر: المتن والمقدمة. فالمتن – وهو القسم الرئيسي للكتاب – كشكول ضخم لنقل وثيقة إثنوغرافية تبحث في ظهور الأم الكبرى وتجلِّيها في الوثائق والأدبيات والمنحوتات والأختام، على مسار تاريخ طويل، يصل إلى ما قبل الألفية التاسعة قبل الميلاد، ويتجاوز في جغرافيته حدود الهلال الخصيب، ليطال بلاد الإغريق، وحتى بلاد الأزتك، باحثًا عن الأم الكبرى في تجلِّياتها كلِّها ("عشتار القمر"، "عشتار الخضراء"، "عشتار العذراء"، "البغي المقدسة"، "عشتار السوداء"، "سيدة الأسرار"، إلخ).
أما المقدمة فهي لاحقة على الكتاب. فكما يقول الباحث السواح: "إنني في الحقيقة قد كتبت الفصل الأول آخر ما كتبت لا أوله، فكان بالنسبة إليَّ نتيجة، لا فرضًا مسبقًا موجِّهًا للبحث."[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وفي هذه المقدمة يقدِّم السواح للملامح العامة لنظريته في أصل الدين والأسطورة والألوهة المؤنثة. وفي رأيي أن المقدمة كُتِبَتْ تحت ضغط الإيديولوجيا وهاجس السبق، أو ما أسماه الباحث بـ"العجالة". وهذا ما جعل المقدمة، بطروحاتها الإيديولوجية، مقطوعة الصلة انقطاعًا مباشرًا عن المتن الغني بوثائقه. وقد دفع الباحث بأوهامه الإيديولوجية شوطًا بعيدًا، حتى استقرت حول بؤرتين مركزيتين: الأولى محض إيديولوجية، وكذلك الثانية؛ إذ تمحورت اجتهادات السواح حول البحث عن البؤرة الحضارية الأولى والأسطورة الأولى. فمن وجهة نظره أن نظرية "البؤرة الأولى الواحدة" ضرورية لتجديد منطلق الدراسة عن "الألوهة المؤنثة". ويضيف الباحث بقوله:
إن نظريتنا في هذا الكتاب تقوم على القول بنشوء ديانة مركزية واحدة وأسطورة أولى في العصر النيوليثي، كانت ذات تأثير مباشر على الأشكال الدينية والأسطورية لدى جميع الثقافات اللاحقة [...]. فمع انتشار الأسباب المادية للثقافة النيوليثية من بؤرتها الأولى، انتشرت معها الأفكار المرتبطة بحضارة الاستقرار والزراعة، وقام كلُّ شعب من الشعوب التي تبنَّت الثقافة الجديدة بابتكار تنويعه الخاص انطلاقًا من هذه المعطيات الأولى. وهذا ما يفسِّر لنا، بحق، تشابُه الأساطير الأساسية لدى شعوب العالم القديم؛ وهو التشابُه الذي سنعمل على كشف كثير من جوانبه عبر فصول الكتاب.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
إن البؤرة الأولى عند السواح هي الرقعة التي بدأت فيها تأملات الإنسان البدائية وتصوراته الدينية وأساطيره ونضجت. والبؤرة الأولى عنده تنتج عنها "أسطورة أولى"؛ وهي أسطورة زراعية تتركز حول إلهة واحدة هي سيدة الطبيعة، الأم الكبرى.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
أسطورة الأم الكبرى تظهر كانعكاس لواقع اجتماعي، كما يرى السواح. فمن وجهة نظره، أو لنقل، نظريته، أن المكانة الاجتماعية للمرأة في تلك العصور، والصور المرسومة لها في ضمير الجماعة، لعبت دورًا كبيرًا في رسم التصور الديني والعبادي الأول في ولادة الأسطورة الأولى.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
أما البؤرة الثانية فهي محض إيديولوجية ومحض "أسطورية"، بالمعنى الشائع لكلمة أسطورة – وهي بصورة دقيقة مجموعة تنويعات إيديولوجية يستقيها السواح من "أنثروبولوجيي المقاعد الوثيرة"، وتمتد على مساحة زمنية وجغرافية واسعة، من مورغان، إلى باخوفن، إلى إنجلز في كتابه الشهير أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة، إلى غيرهم. ومجموع هذه التنويعات الإيديولوجية تتمحور حول المجتمع الأمومي وسلطة الأم في تلك المجتمعات؛ وهي إنشاءات نظرية ذات طابع يوتوبي، يمنحها السواح، بأسلوبه، مزيدًا من الشاعرية. يقول السواح:
في المجتمع الأمومي، أسلم الرجل قياده للمرأة، لا لتفوقها الجسدي بل لتقدير أصيل وعميق لخصائصها الإنسانية وقواها الروحية وقدراتها الخالقة وإيقاع جسدها المتوافق مع إيقاع الطبيعة. فإضافة إلى عجائب جسدها، الذي بدا للإنسان القديم مرتبطًا بالقدرة الإلهية، كانت بشفافية روحها أقدر على التوسُّط بين عالم البشر وعالم الآلهة، فكانت الكاهنة الأولى والعرَّافة والساحرة الأولى. بهذه الأسلحة غير الفتاكة، مضى الجنس الأضعف قوة بدنية، فتبوَّأ عرش الجماعة دينيًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا؛ وأمام هذه الأسلحة أسلمت الجماعة قيادتها للأمَّهات.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
المقطع السابق، بكلِّ حضوره الشعري – لا الأنثربولوجي – مأخوذ من باخوفن أو مقتبس عنه. ومن المعروف أن باخوفن حقوقي وسياسي، وليس باحثًا في مجال الإناسة؛ وآراؤه، بإجماع الإناسيين، آراء افتراضية، لم تأخذ بها النياسة والإناسة إلا على سبيل الاستئناس والمحاججة. ولا تقلُّ عنها افتراضيةً أبحاث مورغان التي ألهمتْ إنجلز كتابة أصل العائلة. ولكن السواح لم يكتفِ بهذا. فقد ألهمتْه فكرة وفرضية الأم الكبرى، التي تصل عنده إلى مستوى النظرية، الركض وراء خطِّية تطورية أخرى، هي ناتج فرضية المجتمع الأمومي. وتقول هذه الخطاطة أو الخطية بأنه، في الماضي البعيد، كانت هناك فوضى جنسية (لم تكشف الأبحاث الإناسية وجودها أبدًا)؛ ثم أعقبها، في مرحلة لاحقة من التطور، الزواج الثنائي، ثم الزواج الأحادي، الذي هو الشكل الحضاري الأعلى الذي وصلت إليه البشرية.
هذه الخطية، كما أسلفت، محض إيديولوجية وشديدة الغنى بالمركزية الأوروبية، التي هدفت إلى تزكية المسيحية. وقد جاءت الأبحاث الإناسية لتؤكد خطر هذا التصور والفرضية التي تسير في ظلِّه. فالزواج الأحادي ليس شاهدًا على تطور، ولا على تأخُّر؛ فهو موجود في أقدم المجتمعات، في أكثرها "بدائية" (إن كان لا بدَّ من استخدام هذا المصطلح) وفي أحدثها؛ هذا من جهة. ومن جهة أخرى، ترى إحدى الباحثات في مجال الإناسة أن فرضية الأم الكبرى ليست أكثر من فرضية إيديولوجية؛ فعدا عن كونها "خرافية"، فهي تسعي لأن تثبت أن النساء عاجزات عن استلام السلطة والاستمرار بها.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
أعود الآن إلى فكرة الانتشار – انتشار الأسطورة من بؤرة مركزية – وإلى مسألة تشابُه الأساطير، التي يعتبرها الباحث السواح بمثابة شاهد على وجود أسطورة مركزية انتشرت إلى جميع الأصقاع، خاصة وأن هذا التشابُه يُغرِق المتن بكثرة شواهده إلى درجة الملل، يحدوه في هذا المجال سعيٌ أكيد إلى محاصرة القارئ بكثرة الأمثلة والشواهد، وذلك بهدف إثبات صحة نظريته حول انتشار الأسطورة. وفي رأيي أن الركض وراء أسطورة مركزية، ومرجعية بآنٍ، هو شاهد على غياب السواح عن الجهود المبذولة في دراسة الأساطير وفي تحليلها. فمنذ فترة بعيدة كفَّ دارسو الأسطورة عن البحث عن أسطورة مركزية؛ إذ لا وجود لوحدة أو لمصدر مطلق للأسطورة. فالبؤرة أو المصدر هما، دائمًا، ظلان أو إمكانان يتعذر الإمساك بهما، ويتعذر تحيينهما، ولا وجود لهما بدءًا. وقد شبَّه ستروس، في كتابه الموسوم بـالفكر البرِّي، عمل المؤسطِر بعمل المحرتق bricoleur الذي يستعمل دائمًا "الوسائل المتوافرة لديه" في منح جديده. وهذا هو المنهج الذي ارتكز إليه في دراسته لأساطير أمريكا الشمالية – ومنها أسطورة البورورو Bororo – ليؤكد على أن البحث عن الأسطورة المرجعية ليس أكثر من بحث عن سراب.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
أما فيما يتعلق بالتشابُه – أي تشابُه الأساطير – فهو لا يعني الانبثاق من أسطورة مرجعية. فقد سبق لستروس أن أكَّد على التشابُه بين أسطورة أدونيس وبعض الأساطير الهندية في أمريكا الشمالية ذات الطابع الأدونيسي (أدونيس وإشكاليته كفرد وسيط بين أفروديتي وبرسيفوني).[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فهل نفسِّر هذا إيديولوجيًّا على أن قوارب الفينيقيين وصلت إلى الشاطئ الأمريكي وعلَّمت الهنود أبجدية أسطورة أدونيس – وهي خرافة شائعة؟! وليس هذا فحسب؛ فقد سبق لستروس، في دراسته البنيوية والتحليلية لأسطورة أوديب، أن راح يبحث عن أوجُه الشبه بين بعض جوانب الفكر اليوناني الغابر وبين فكر هنود البويبلو؟[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وفي بحثه "كيف تموت الأساطير"، لاحظ ستروس أن انتقال الأسطورة من مجموعة بشرية إلى أخرى يؤثر على هيكلية الأسطورة حينًا، وعلى كودها حينًا آخر، أو على المرسال المقصود منها حينًا ثالثًا.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
والسؤال هو: كيف نفسِّر تشابُه الأساطير من أقصى الأرض إلى أقصاها، خاصة وأن التشابُه يتجاوز حدود الوحدة الثقافية الموجودة في الهلال الخصيب، ليطال العالم كلَّه هذه المرة؟
إن القول بوجود أسطورة مركزية، بالتبسيطية التي يتحدث عنها السواح، لا يكفي لتفسير وحدة المغامرة البشرية على صعيد الأسطورة. فستروس كان يرى أن التشابُه يجد تفسيره في بنية الوعي البشري، التي هي بنية أسطورية منطقية، تفعل فعلها على صعيد الفكر الأسطوري والفكر العلمي، على حدٍّ سواء، وليس على صعيد الأسطورة المرجعية التي يحلو للسواح الركض وراءها ووراء سرابها الإيديولوجي.
ثمة ملاحظة أود أن أقولها في الختام: لم يكن هدفي أبدًا أن أحاكم السواح بأفكار ستروس، بمقدار ما كنت أهدف، في حضور ستروس، إلى تبيان حقيقة مرجعية هامة في دراسة الأسطورة – حقيقة ظلت غائبة باستمرار عن اجتهادات السواح، لكنها قدَّمتْ إسهامات هامة في دراسة عالم الأسطورة – العالم الذي ما يزال بعدُ مشوشًا ومجهولاً.
*** *** ***
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] هذه القراءة لفكر فراس السواح من خلال كتابيه مغامرة العقل الأولى ولغز عشتار، فضلاً عن كونها لا تأخذ بعين الاعتبار تطور فكر السواح عبر مؤلَّفاته اللاحقة (ولاسيما دين الإنسان: بحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني والأسطورة والمعنى: دراسات في الميثولوجيا والديانات المشرقية) لا تنسجم، كما هو بيِّن، مع الرؤية العالمية إلى الميثولوجيا (وليس "الإيديولوجية"، كما يؤكد الباحث الربيعو) التي يتبنَّاها السواح، والتي يقترب منها، كثيرًا أو قليلاً، فريقُ تحرير معابر، نظرًا لاعتماد الربيعو أساسًا في قراءته على الأنثروبولوجيا الحديثة القائمة على فكرة "النسبوية الثقافية" Cultural Relativism التي، وإنْ أعادت الاعتبار للـ"فكر البرِّي" وأفسحت له المجال كمدروس من مدروسات الأنثروبولوجيا الثقافية، فقد أطاحت بفكرة وحدة الطبيعة الإنسانية في الجنس البشري قاطبة، واختزلت عالمية جوهر الثقافة الإنسانية الراقية (ومنها الأسطورة) إلى تنوعاتها الظاهراتية. إن منطلق السواح، في دراسته الأسطورة والدين والعلاقة فيما بينهما، ليس قوميًّا سوريًّا جزمًا، بل عالمي universalistic؛ لكن أسرة التحرير، بالاتفاق مع الأستاذ فراس السواح، ارتأت نشر اجتهاد الصديق الباحث الربيعو إغناءً للحوار حول الموضوع. (المحرِّر)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] كلود ليفي ستروس، الإناسة البنيانية، ج 1، بترجمة حسن قبيسي (بيروت، المركز الثقافي العربي، 1995)؛ ص 226.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] باستثناء الجهود الريادية العراقية في هذا المجال – الجهود التي بذلها طه باقر وزملاؤه في مديرية الآثار العراقية، التي كان للمفكر العربي القومي ساطع الحصري شرف توجيهها عندما كان يعمل مديرًا لها، وساهم في صياغة قوانين جديدة لحفظها وحمايتها من السرقة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] محمد أركون، تاريخية الفكر العربي الإسلامي (بيروت، مركز الإنماء القومي، 1986)؛ ص 209.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فراس السواح، مغامرة العقل الأولى (دمشق، اتحاد الكتاب العرب، 1976)؛ ص 23.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] المعرفة، عدد خاص عن "الأسطورة" (دمشق، وزارة الثقافة، العدد 197، تموز 1978).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] راجع بهذا الصدد جهود طيب تيزيني في كتابيه الموسمين بـ: أ. الفكر العربي في بواكيره وآفاقه الأولى (دمشق، دار دمشق، 1982) وب. من يهوه إلى الله (دمشق، دار دمشق، 1989) في جزأيه؛ وقد استندت هذه الجهود إلى فتوحات السواح في مجال الأسطورة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فراس السواح، لغز عشتار (قبرص، نيقوسيا، 1985).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فراس السواح، مغامرة العقل الأولى، ص 12.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] المصدر نفسه، ص 23-24.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] جورجي كنعان، تاريخ الله (بيروت، مودرن برس، 1990).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] المصدر نفسه، ص 12، 21.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ستروس، الإناسة البنيانية، ص 227. وبشأن مقالة "الغبور في الإناسة"، فهي تشكل أحد فصول الكتاب.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ستروس، مجلة بيت الحكمة، عدد خاص عن ستروس (العدد الرابع، يناير 1987)؛ ص 14.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ستروس، الإناسة البنيانية، ص 230.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ستروس، بيت الحكمة، ص 14.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ستروس، الإناسة البنيانية، ص 226.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فراس السواح، مغامرة العقل الأولى، ص 20.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] كانط، نقد العقل المحض، بترجمة موسى وهبة (بيروت، مركز الإنماء القومي، 1989)؛ ص 47.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فراس السواح، مغامرة العقل الأولى، ص 13.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فراس السواح، لغز عشتار، ص 11.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] المصدر نفسه، ص 23-24.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] المصدر نفسه، ص 32.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] المصدر نفسه، ص 25.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] المصدر نفسه، ص 32.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] جوان بارمبرجر، "أسطورة المجتمع الأمومي"، ضمن كتاب المرأة والثقافة والمجتمع (وزارة الثقافة، دمشق)؛ ص 391-417.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ستروس، بيت الحكمة، ص 103.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ستروس، الإناسة البنيانية، ص 236.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ستروس، المصدر نفسه، ص 236.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] كلود ليفي ستروس، الإناسة البنيانية، ج 2 (بيروت، مركز الإنماء القومي، 1990)؛ ص 235.
علاء العطواني- عدد المساهمات : 127
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
العمر : 40
الموقع : السويداء
رد: دين الإنسان
السيد عصام
كل إناء ينضح بما فيه
أنا أحترم فرق السن الكبير بينا
ولكن أنت لا تريد أن أقوم بالبحث بين الكتب و قرائتها و تلخيصها و دراسة مراجعها
لكي تقم أنت بنسخ ردا للكاتب تركي الربيعو ولصقه تحت مقالة لي ثم تريد مني أن أرد عليك!!؟؟
الصدق صفة دائمة بالأنسان لا تسقط بكبر سنه يا دكتور
إذا كنت لا تريد الرد على مقال لي فهذا شأنك أفضل من أن ترد بمقال منسوخ تدعي لك
كل إناء ينضح بما فيه
أنا أحترم فرق السن الكبير بينا
ولكن أنت لا تريد أن أقوم بالبحث بين الكتب و قرائتها و تلخيصها و دراسة مراجعها
لكي تقم أنت بنسخ ردا للكاتب تركي الربيعو ولصقه تحت مقالة لي ثم تريد مني أن أرد عليك!!؟؟
الصدق صفة دائمة بالأنسان لا تسقط بكبر سنه يا دكتور
إذا كنت لا تريد الرد على مقال لي فهذا شأنك أفضل من أن ترد بمقال منسوخ تدعي لك
علاء العطواني- عدد المساهمات : 127
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
العمر : 40
الموقع : السويداء
رد: دين الإنسان
السيد عصام
كل إناء ينضح بما فيه
أنا أحترم فرق السن الكبير بينا
ولكن أنت لا تريد أن أقوم بالبحث بين الكتب و قرائتها و تلخيصها و دراسة مراجعها
لكي تقم أنت بنسخ ردا للكاتب تركي الربيعو ولصقه تحت مقالة لي ثم تريد مني أن أرد عليك!!؟؟
الصدق صفة دائمة بالأنسان لا تسقط بكبر سنه يا دكتور
إذا كنت لا تريد الرد على مقال لي فهذا شأنك أفضل من أن ترد بمقال منسوخ تدعي لك
لا أعلم لماذا إصرارك على أن تريني مواهبك بسوء استعمال الألفاظ ولن تعلمني الصدق وعدمه لا أعلم لماذا تصر على إتهامي بأنني نسبت الموضوع لنفسي رغم انني كتبت في نهاية ردي من أين المصدر ...
لن الومك ربما انت نشأت هكذا على عدم احترام من هو أكبر منك سنا ًوعلى مهاجمة من يخالفك رأيا ً
هذا آخر رد ونقاش بيننا فهداك الله يا إبني فأنا ربيت أجيالا ً متعاقبة وخرجت أجيالا من كلية الطب ...
لا تعقيب أكثر من ذلك وأترك التعقيب للسادة القراء...
ESSAM MAHMOUD- تميز وتقدير
-
عدد المساهمات : 1861
تاريخ التسجيل : 07/07/2009
العمر : 69
الموقع : الإمارات
رد: دين الإنسان
السادة الكرام تحية وبعد
رجونا منكم إعادة الحوار الى مساره السليم سابقا
دون الإستجابة من حضرتكم. لذلك وفقا لقانون المنتدى
وخشية على تطور الأمر أكثر من ذلك ولمنع التجريح بالآخر أكثر
اضطررنا آسفين منكم ومن صاحب الموضوع ان نقفل الموضوع عند هذا الحد من الردود.
وشكرا.
رجونا منكم إعادة الحوار الى مساره السليم سابقا
دون الإستجابة من حضرتكم. لذلك وفقا لقانون المنتدى
وخشية على تطور الأمر أكثر من ذلك ولمنع التجريح بالآخر أكثر
اضطررنا آسفين منكم ومن صاحب الموضوع ان نقفل الموضوع عند هذا الحد من الردود.
وشكرا.
همام- مسؤول الأنظمة والقوانين
- عدد المساهمات : 45
تاريخ التسجيل : 06/05/2009
العمر : 59
مواضيع مماثلة
» روح الإنسان(الجزء الثاني\4)
» أول حب في حياة الإنسان....أمــه
» هل الإنسان في هذه الحياة مسير، أو مخير،
» أول حب في حياة الإنسان....أمــه
» هل الإنسان في هذه الحياة مسير، أو مخير،
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى