مواضيع مماثلة
اجمل مضافات جبل العرب
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
اجمل مضافات جبل العرب
محافظة -الشفافية والتعامل الصادق والتداخل الإجتماعي ووضوح المعاملة ألغى السلبيات والمشاكل الإجتماعية .
المضافة في الجنوب حاضنة التراث والأ صالة :
المضافة هي مكان الضيافة والإستقبال , ولاتخلو دار في حواضر الجنوب منها وتكون في مكان بارز وظاهر للعموم, ومعظمها مبني من الحجر الأسود والسقوف من الربد,. وتتميز المضافة بعلو بابها , وكانت في السابق تبلط بالطين أوالحجارة , ويوضع بعد الباب منخفض, ليفصل بين مكان الجلوس ووضع المداس , وتتوسطها نقرة للحطب أو الجلة وهو روث الدواب المجفف أو الجزل تكون في الشتاء أو في الصيف , وتوضع فيها دلال القهوة لتظل ساخنة, ومما يستخدم في المضافة المخد ––وهي وسائد محشوة بالتبن أو الريش المخضع –وهو خزانة’ صغيرة - أما في جهاتها الثلات فتتحلق مصطبة حجرية , ملتصقة بالجدار تسمى الطواطي معناها في القاموس المكان الهادىء .(1) وتفرش بالبسط أو السجاجيد أو العجميات المصنوعة من الصوف وفوقها المخد الصباغ للحيط . وكان يستخدم الصباغ للجدران وتعلق عليها كثير من صور تراثية تمجد الأجداد والأباء والزعماء الوطنيين . أما الإضاءة فكانت تستخدم فيها الشموع والسرج والقناديل , ثم تطورت إلى مصابيح الكاز واللوكس , كما كان يزين النوافذ بلورقديم متعدد الألوان يسمى المحجّر, يعطي ألوانا زاهية فتكون دليلا للزائر وعابر السبيل. وقد ضرب المثل بمضافة أل زهرالدين في الصورة ومضافة الأطرش في ذبين وكانت تسمى نجمة الصبح . وفي المقرن القبلي اشتهر عدد من المضافات كمضافة كايد أبو أحمد ومضافة صياح الحمود وفارس الأطرش وسلمان الأطرش وحمد البربور والهادي والعاقل والبربور ومعروف وابو خير وأبي داوود الصفدي وجادالله الصفدي وحامد نادر وشهاب نادر ومن أجمل المضافات القديمة مضافة أبونايف حسين الأطرش ومضافة مصطفى الأطرش ونواف أبو أحمد وحسين أبو صلاح والجرمقاني في عرمان وصلخد غير أنه أثناء الثورة السورية هدم الفرنسيون كثيرا منها , فأعيد ترميم البعض والبعض الأخر لازالت تلعب فيها الريح . أما البيوت فقد كثر فيها النقوش والرفوف وأجمل بيت تراثي لا زال في قرية الصورة وصاحبته من آل الصفدي . غير أنه بسبب تغيرالظروف ودخول المدنية الحديثة تغيرالشكل القديم للمضافة وللبيت , وحلت محلهما الصالونات الحديثة , فتنافس الناس في تزيينها بالرخام والقرميد والستائر والمصابيح الكهربائية والإسفنج .
الضيافة وأداب الجلوس : يدخل الزائر ويسلم ثم يجلس , فيقوم المعزب بالترحيب به . وإذا سبق دخوله حديث فيؤجل , كما يقف الجميع مرحبين ولا يجلسون حتى يجلس , ثم تنهال عبارات الترحيب بادئة بصباح الخير أو مساء الخير, ثم تقدم القهوة ويتابع المحدث حديثه. وفي هذا السلوك تتجسد المواقف الإنسانية ويتعززاحترام الفرد أيا كان , حيث يكون لكل شخص مكانته وكرامته , والإحترام يدفع إلى الإباء .
وللجلوس والحديث في المضافة آداب نلخصها بالتالي :
1- الوقوف للضيف ودوام الترحيب , حيث ينهض الجالس للقادم ويظل المعزب واقفا حتى يطلب إليه الجلوس . ومن العيب أن يظل جالسا إلا إذا كان معذورا أو أصاب رجله خدر فهو يشهد من حوله أو يطلب العذرعن الوقوف .
2 - تقديم القهوة لكل زائر, إعلام الجيران بالضيف - تقديم الطعام قبل الذبيحة - - صب الماء على يد الضيف قبل انتشار المغاسل الحديثة . وأثناء الحديث لا يجوزالنعاس أوعدم الإنتباه . ولا يجوز الهزل أو الحديث عن أعراض الناس, أولفظ الشتائم أوالسخرية ولا المغالاة في المدح . ومما يدل على الخلق الرفيع , توسيع المكان للقادم بقول الجميع تفضل تفضل عالصدر . وقول المتحدث عندما يطلب الحديث (اسمح لي يا فلان) . والكبير يبدأ الكلام ولا يقاطع إلا لمعرفة أو استفسار, ويحق لمن حضر أن يبدي رأيه . والكاذب ليس له مقعد بين الرجال. ولا يجوز تناول الخمر والسجائر, والحديث في المضافة يدور في أوجه مختلفة , كتقريرالحرب وتحديد الرعي وتعيين النواطير, أوالحديث عن المواسم والزراعة وأخبارالوطن . ويكون الغريب ضيفا على كل البلد, ويقدم له الطعام , ويدعى إلى كثير من المضافات ويقدم له أفضل فرش للمنام .
القهوة العربية صنو المضافة في التراث : تقول المصادر أن اكتشاف القهوة يعود إلى أهل اليمن حيث شاهد أحد الرعاة أن تيوسا من القطيع كانت كلما تناولت من تلك الشجيرات أصابها النشاط والحيوية , فقطفوا ثمرها ومضغوه وهكذا انتشرت . وأول من استعمل القهوة مطبوخة , الشيخ ابن عبدالله الشاذلي الملقب بالعندروس , ومفلح ابن بكر واشتهرت في مجلس الشيخ محي الدين بن عربي , ثم شاع استعمالها بعد ذلك في بادية الشام. وفي زمن ابن طولون انتشرت في الأسواق والمقاهي فصاروا يدخلون عليها السكر فسميت أيام المماليك القهوة التركية . أما القهوة العربية فهي التي بقيت مرة لايداخلها شيء ومازالت تقدم في المقاهي الفرنسية إلى اليوم . ثم حدث فيها خلاف , فحرمها بعض الشيوخ وحدث في ذلك مساجلات وأراء كثيرة , وقيل فيها قصائد وأقوال واعتبرها البعض كالخمرة مثل الحكيم الكزروني وعبد البر بحلب الذي كان جليس قانصوه الغوري (1) . ومما قال الشعراء ردا على تحريمها قول أبو نواس هذين البيتين :
ويا أحمد المرتجى في كل نائبة قم سيدي نعصي جبار السموات
وهاك قهوة صفراء صافية منسوبة لقرى هيت وعانات
وبلغ من أهميتها وعلو مقدارها عند العرب أنهم إذا طلبوا طلبا وخافوا أن يرفض وضعوا الفنجان على الأرض ولم يشربوه , فعندها لا يمكن للمعزب رفض الطلب , كما أنه إذا طلب أحد طلبا قال : سنأتي ونشرب فنجان قهوة , فيجيب المعزب : أهلا وسهلا بتشرفوا. وتكون القهوة في كثير من الحالات , وسام استحقاق لمن يكون فارسا , أو يقوم بعمل بطولي . ويكرّم الصغار إذا أتوا بعمل حسن بفنجان منها, والجبان لايصب له قهوة , وأصعب عقوبة للرجل هو عدم عرض القهوة عليه في المجلس . وتعتبر أكبر اهانة له ولا تخطب ابنته . وفي الحداد غيرمستحب شربها , وأول من فعل ذلك عبيد بن الرشيد حين وفاة ولده . والقهوة تقدم مرة ونادرا ما تخلو من دار, ومن حسن طبخها أن تطبخ بعيدة عن المواد الدسمة والنافذة الرائحة . لأنها تتأثر بها. ولا يعقد طعمها إلا بعد أن يعلق لونها في الفنجان . وتتطيب بالهيل ويصب للزائر فنجانين لايتجاوز مقدارها فيهما الربع .
أدوات القهوة : وهي الضبية وتسمى جراب القهوة وتزين بالأهداب , وتكون من جلد الغزال . المحماسة : وهي مقعرة كالصاج ولها يد طويلة . المبرد ة :وهي من الخشب وتستعمل للتبريد بعد الحمس .المهباج أو النجر : ويستعمل لهرس القهوة وطحنها , وله إيقاع جميل هو بمثابة الدعوة للشرب وهو من دلالات الكرم - الدلال : وتستعمل لطبخ القهوة , وتصف في المضافة على نسق معين ولكل واحدة استخدام معين , فالإبريق للطبخ وللتشريبة , والأصغرمنه للقطف , والدلة الصغيرة لصب القهوة .ومن أنواعها : البغدادي والصلحاني أما الفناجين فهي للشرب وكانت تصنع من الخشب , ثم صارت من الخزف والصيني فصارت تسكب به وتقدم .
ولتقديم القهوة طقوس وآداب . فهي تدار في المجلس بدءا من اليمين , وتقدم باليمين وغير مستحب تقديمها بالشمال, ولكن من المستحب أن تقدم لكبير السن أولا . ولايجوز أن يكون الفنجان مثلوما أو وسخا . كما يتناول المعزب الفنجان الأول ليبعث الاطمئنان بالضيف . أما آداب تناولها فتبدأ بتناول الشارب الفنجان باليمين .. ولايجوزأن يتناوله وهو مضطجع أو مستلقي , وإذا كان كذلك يعدل من جلسته , كما لايجوز تبريد الفنجان بالنفخ , بل بتدويره مرات باليد , دفعا لنقل المرض , وشرب القهوة لا يكون أكثرمن فنجان أو اثنين , وأحيانا ثلاثة لمن يكون ذا مقام , أو قام بعمل مميز.أما الفنجان الرابع فغير مستحب .(1) ومما قيل في تقديمها : القهوة قصّ والمنسَف خصّ.مثل أردني .القهوة قصّ والمنسف نصّ.:مثل فلسطيني . القهوة يمين ولو كان أبو زيد الهلالي يسار. وقيل عدي وصبها للي تدفق السمن بيمناه , ولي تكره الخيل لقيله , وللي يطرب النزل طرياه , وفي القهوة تغنى الشعراء وأجادوا فيها الوصف وما أكثر الشعر الشعبي الذي وصف طيبها مجلسها ومن طرافة ما ذكر عن القهوة أن الشاعر القاضي فوزات قيسية من الغارية عندما كان في دمشق قدم إليه أحد وجهاء المدينة فرأى أن يكرمه بالقهوة المرة غير أنه حين قدّم له الفنجان الأول تذمر ورفض الثاني معتذرا لشدة مرارها فقال هذه الأبيات :
وقلطتها بيمنى لضيف ملو العين عاف من الأول قبل ما يشف ثاني
شوفه تلمظ مثل شيخ السعادين ويقول دونك مرها ما وتاني
ما لومهم بعض الحضر منبته شين مشروبهم بمذهبات الصوان
لاتعودوا نطح الضيوف المقبلين ولا تعلموا قولة هلا بالديواني
________________________________________
(1) رياض التوحيد –عادات وتقاليد - الجزء الأول المركز الثقافي اللبناني -2005 م -بسام زهرالدين ص – 91 -92- 93
(1) كتاب الكواكب الساهرة ص 219- – 1 - القهوة العربية محمد السموري كاتب سوري - القهوة العربية محاضرة للباحث زيد النجم مركز ثقافي صحنايا
(1) المرجع عطالله الزاقوت العادات والتقاليد , أحمد عويدي و عشائر الشام - احمد وصفي زكريا – القهوة العربية - محمد السموري كاتب سوري
منقول من مكتبة الاستاذ توفيق سلمان الصفدي الغارية
المضافة في الجنوب حاضنة التراث والأ صالة :
المضافة هي مكان الضيافة والإستقبال , ولاتخلو دار في حواضر الجنوب منها وتكون في مكان بارز وظاهر للعموم, ومعظمها مبني من الحجر الأسود والسقوف من الربد,. وتتميز المضافة بعلو بابها , وكانت في السابق تبلط بالطين أوالحجارة , ويوضع بعد الباب منخفض, ليفصل بين مكان الجلوس ووضع المداس , وتتوسطها نقرة للحطب أو الجلة وهو روث الدواب المجفف أو الجزل تكون في الشتاء أو في الصيف , وتوضع فيها دلال القهوة لتظل ساخنة, ومما يستخدم في المضافة المخد ––وهي وسائد محشوة بالتبن أو الريش المخضع –وهو خزانة’ صغيرة - أما في جهاتها الثلات فتتحلق مصطبة حجرية , ملتصقة بالجدار تسمى الطواطي معناها في القاموس المكان الهادىء .(1) وتفرش بالبسط أو السجاجيد أو العجميات المصنوعة من الصوف وفوقها المخد الصباغ للحيط . وكان يستخدم الصباغ للجدران وتعلق عليها كثير من صور تراثية تمجد الأجداد والأباء والزعماء الوطنيين . أما الإضاءة فكانت تستخدم فيها الشموع والسرج والقناديل , ثم تطورت إلى مصابيح الكاز واللوكس , كما كان يزين النوافذ بلورقديم متعدد الألوان يسمى المحجّر, يعطي ألوانا زاهية فتكون دليلا للزائر وعابر السبيل. وقد ضرب المثل بمضافة أل زهرالدين في الصورة ومضافة الأطرش في ذبين وكانت تسمى نجمة الصبح . وفي المقرن القبلي اشتهر عدد من المضافات كمضافة كايد أبو أحمد ومضافة صياح الحمود وفارس الأطرش وسلمان الأطرش وحمد البربور والهادي والعاقل والبربور ومعروف وابو خير وأبي داوود الصفدي وجادالله الصفدي وحامد نادر وشهاب نادر ومن أجمل المضافات القديمة مضافة أبونايف حسين الأطرش ومضافة مصطفى الأطرش ونواف أبو أحمد وحسين أبو صلاح والجرمقاني في عرمان وصلخد غير أنه أثناء الثورة السورية هدم الفرنسيون كثيرا منها , فأعيد ترميم البعض والبعض الأخر لازالت تلعب فيها الريح . أما البيوت فقد كثر فيها النقوش والرفوف وأجمل بيت تراثي لا زال في قرية الصورة وصاحبته من آل الصفدي . غير أنه بسبب تغيرالظروف ودخول المدنية الحديثة تغيرالشكل القديم للمضافة وللبيت , وحلت محلهما الصالونات الحديثة , فتنافس الناس في تزيينها بالرخام والقرميد والستائر والمصابيح الكهربائية والإسفنج .
الضيافة وأداب الجلوس : يدخل الزائر ويسلم ثم يجلس , فيقوم المعزب بالترحيب به . وإذا سبق دخوله حديث فيؤجل , كما يقف الجميع مرحبين ولا يجلسون حتى يجلس , ثم تنهال عبارات الترحيب بادئة بصباح الخير أو مساء الخير, ثم تقدم القهوة ويتابع المحدث حديثه. وفي هذا السلوك تتجسد المواقف الإنسانية ويتعززاحترام الفرد أيا كان , حيث يكون لكل شخص مكانته وكرامته , والإحترام يدفع إلى الإباء .
وللجلوس والحديث في المضافة آداب نلخصها بالتالي :
1- الوقوف للضيف ودوام الترحيب , حيث ينهض الجالس للقادم ويظل المعزب واقفا حتى يطلب إليه الجلوس . ومن العيب أن يظل جالسا إلا إذا كان معذورا أو أصاب رجله خدر فهو يشهد من حوله أو يطلب العذرعن الوقوف .
2 - تقديم القهوة لكل زائر, إعلام الجيران بالضيف - تقديم الطعام قبل الذبيحة - - صب الماء على يد الضيف قبل انتشار المغاسل الحديثة . وأثناء الحديث لا يجوزالنعاس أوعدم الإنتباه . ولا يجوز الهزل أو الحديث عن أعراض الناس, أولفظ الشتائم أوالسخرية ولا المغالاة في المدح . ومما يدل على الخلق الرفيع , توسيع المكان للقادم بقول الجميع تفضل تفضل عالصدر . وقول المتحدث عندما يطلب الحديث (اسمح لي يا فلان) . والكبير يبدأ الكلام ولا يقاطع إلا لمعرفة أو استفسار, ويحق لمن حضر أن يبدي رأيه . والكاذب ليس له مقعد بين الرجال. ولا يجوز تناول الخمر والسجائر, والحديث في المضافة يدور في أوجه مختلفة , كتقريرالحرب وتحديد الرعي وتعيين النواطير, أوالحديث عن المواسم والزراعة وأخبارالوطن . ويكون الغريب ضيفا على كل البلد, ويقدم له الطعام , ويدعى إلى كثير من المضافات ويقدم له أفضل فرش للمنام .
القهوة العربية صنو المضافة في التراث : تقول المصادر أن اكتشاف القهوة يعود إلى أهل اليمن حيث شاهد أحد الرعاة أن تيوسا من القطيع كانت كلما تناولت من تلك الشجيرات أصابها النشاط والحيوية , فقطفوا ثمرها ومضغوه وهكذا انتشرت . وأول من استعمل القهوة مطبوخة , الشيخ ابن عبدالله الشاذلي الملقب بالعندروس , ومفلح ابن بكر واشتهرت في مجلس الشيخ محي الدين بن عربي , ثم شاع استعمالها بعد ذلك في بادية الشام. وفي زمن ابن طولون انتشرت في الأسواق والمقاهي فصاروا يدخلون عليها السكر فسميت أيام المماليك القهوة التركية . أما القهوة العربية فهي التي بقيت مرة لايداخلها شيء ومازالت تقدم في المقاهي الفرنسية إلى اليوم . ثم حدث فيها خلاف , فحرمها بعض الشيوخ وحدث في ذلك مساجلات وأراء كثيرة , وقيل فيها قصائد وأقوال واعتبرها البعض كالخمرة مثل الحكيم الكزروني وعبد البر بحلب الذي كان جليس قانصوه الغوري (1) . ومما قال الشعراء ردا على تحريمها قول أبو نواس هذين البيتين :
ويا أحمد المرتجى في كل نائبة قم سيدي نعصي جبار السموات
وهاك قهوة صفراء صافية منسوبة لقرى هيت وعانات
وبلغ من أهميتها وعلو مقدارها عند العرب أنهم إذا طلبوا طلبا وخافوا أن يرفض وضعوا الفنجان على الأرض ولم يشربوه , فعندها لا يمكن للمعزب رفض الطلب , كما أنه إذا طلب أحد طلبا قال : سنأتي ونشرب فنجان قهوة , فيجيب المعزب : أهلا وسهلا بتشرفوا. وتكون القهوة في كثير من الحالات , وسام استحقاق لمن يكون فارسا , أو يقوم بعمل بطولي . ويكرّم الصغار إذا أتوا بعمل حسن بفنجان منها, والجبان لايصب له قهوة , وأصعب عقوبة للرجل هو عدم عرض القهوة عليه في المجلس . وتعتبر أكبر اهانة له ولا تخطب ابنته . وفي الحداد غيرمستحب شربها , وأول من فعل ذلك عبيد بن الرشيد حين وفاة ولده . والقهوة تقدم مرة ونادرا ما تخلو من دار, ومن حسن طبخها أن تطبخ بعيدة عن المواد الدسمة والنافذة الرائحة . لأنها تتأثر بها. ولا يعقد طعمها إلا بعد أن يعلق لونها في الفنجان . وتتطيب بالهيل ويصب للزائر فنجانين لايتجاوز مقدارها فيهما الربع .
أدوات القهوة : وهي الضبية وتسمى جراب القهوة وتزين بالأهداب , وتكون من جلد الغزال . المحماسة : وهي مقعرة كالصاج ولها يد طويلة . المبرد ة :وهي من الخشب وتستعمل للتبريد بعد الحمس .المهباج أو النجر : ويستعمل لهرس القهوة وطحنها , وله إيقاع جميل هو بمثابة الدعوة للشرب وهو من دلالات الكرم - الدلال : وتستعمل لطبخ القهوة , وتصف في المضافة على نسق معين ولكل واحدة استخدام معين , فالإبريق للطبخ وللتشريبة , والأصغرمنه للقطف , والدلة الصغيرة لصب القهوة .ومن أنواعها : البغدادي والصلحاني أما الفناجين فهي للشرب وكانت تصنع من الخشب , ثم صارت من الخزف والصيني فصارت تسكب به وتقدم .
ولتقديم القهوة طقوس وآداب . فهي تدار في المجلس بدءا من اليمين , وتقدم باليمين وغير مستحب تقديمها بالشمال, ولكن من المستحب أن تقدم لكبير السن أولا . ولايجوز أن يكون الفنجان مثلوما أو وسخا . كما يتناول المعزب الفنجان الأول ليبعث الاطمئنان بالضيف . أما آداب تناولها فتبدأ بتناول الشارب الفنجان باليمين .. ولايجوزأن يتناوله وهو مضطجع أو مستلقي , وإذا كان كذلك يعدل من جلسته , كما لايجوز تبريد الفنجان بالنفخ , بل بتدويره مرات باليد , دفعا لنقل المرض , وشرب القهوة لا يكون أكثرمن فنجان أو اثنين , وأحيانا ثلاثة لمن يكون ذا مقام , أو قام بعمل مميز.أما الفنجان الرابع فغير مستحب .(1) ومما قيل في تقديمها : القهوة قصّ والمنسَف خصّ.مثل أردني .القهوة قصّ والمنسف نصّ.:مثل فلسطيني . القهوة يمين ولو كان أبو زيد الهلالي يسار. وقيل عدي وصبها للي تدفق السمن بيمناه , ولي تكره الخيل لقيله , وللي يطرب النزل طرياه , وفي القهوة تغنى الشعراء وأجادوا فيها الوصف وما أكثر الشعر الشعبي الذي وصف طيبها مجلسها ومن طرافة ما ذكر عن القهوة أن الشاعر القاضي فوزات قيسية من الغارية عندما كان في دمشق قدم إليه أحد وجهاء المدينة فرأى أن يكرمه بالقهوة المرة غير أنه حين قدّم له الفنجان الأول تذمر ورفض الثاني معتذرا لشدة مرارها فقال هذه الأبيات :
وقلطتها بيمنى لضيف ملو العين عاف من الأول قبل ما يشف ثاني
شوفه تلمظ مثل شيخ السعادين ويقول دونك مرها ما وتاني
ما لومهم بعض الحضر منبته شين مشروبهم بمذهبات الصوان
لاتعودوا نطح الضيوف المقبلين ولا تعلموا قولة هلا بالديواني
________________________________________
(1) رياض التوحيد –عادات وتقاليد - الجزء الأول المركز الثقافي اللبناني -2005 م -بسام زهرالدين ص – 91 -92- 93
(1) كتاب الكواكب الساهرة ص 219- – 1 - القهوة العربية محمد السموري كاتب سوري - القهوة العربية محاضرة للباحث زيد النجم مركز ثقافي صحنايا
(1) المرجع عطالله الزاقوت العادات والتقاليد , أحمد عويدي و عشائر الشام - احمد وصفي زكريا – القهوة العربية - محمد السموري كاتب سوري
منقول من مكتبة الاستاذ توفيق سلمان الصفدي الغارية
فادي الصفدي- عدد المساهمات : 120
تاريخ التسجيل : 29/07/2009
العمر : 44
الموقع : السعودية
رد: اجمل مضافات جبل العرب
الأخ فادي
تحية و بعد
شكراً جزيلاً على هذا الموضوع القيم الذي يعيد لذاكرتنا المضافة و أدب المضافة ...و القهوة المرة و العادات النبيلة مثل الكرم ..وغيرها..
عذراً لقد قمت بتكبير الخط لسهولة القراءة ...تقبل مروري ..
مع أطيب الأمنيات
تحية و بعد
شكراً جزيلاً على هذا الموضوع القيم الذي يعيد لذاكرتنا المضافة و أدب المضافة ...و القهوة المرة و العادات النبيلة مثل الكرم ..وغيرها..
عذراً لقد قمت بتكبير الخط لسهولة القراءة ...تقبل مروري ..
مع أطيب الأمنيات
د: طارق نايف الحجار- حكيم المنتدى
- عدد المساهمات : 511
تاريخ التسجيل : 08/05/2009
رد: اجمل مضافات جبل العرب
ما اجمله من موضوع اعادنا الى جمال مضافاتنا الاصيلة التي كنا نتباهى بها عبر الزمن
من حجارها السود.... الى قهوتها المرة الاصيلة..... الى عاداتها المضيافة الاصيلة
مهما تقدم بنا الزمن.... وغيرتنا حضاراته الكبيرة
يبقى الحنين بقلبنا لتلك الاماكن الشعبية الآصيلة
التي ربت اشبالها على المحبة والكرم واستقبال الضيوف ونصرة المظلوم
موضوع مهم ومفيد وألف شكر لك لاهتماك به تعبك عليه
تحياتي لك مع كل الحب
من حجارها السود.... الى قهوتها المرة الاصيلة..... الى عاداتها المضيافة الاصيلة
مهما تقدم بنا الزمن.... وغيرتنا حضاراته الكبيرة
يبقى الحنين بقلبنا لتلك الاماكن الشعبية الآصيلة
التي ربت اشبالها على المحبة والكرم واستقبال الضيوف ونصرة المظلوم
موضوع مهم ومفيد وألف شكر لك لاهتماك به تعبك عليه
تحياتي لك مع كل الحب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى