أُقَدِّسُ الوردَ فيكِ

بقلم: بشار عريج


لم يكن حُبّاً
كان حاجةً
العصافيرُ لا تسألُ عنه فهو لديها
والماءُ كذلك
ترى مَنْ يقيِّدُ النَّهرَ بضفّتين ؟
من يسرق ضوءَ القمرِ كلَّه بقبضةِ يد ؟
كان في الهواء الطلق لي ولم أكن له
وكان معنا الحزنُ صديقاً قديمْ
وضيفاً بلا رغيف
وطفلاً يتيم
كم من الحشائشِ البرِّيَّة تعرِفُنا !
كم بلاطٍ على الرصيف !
يخبِّىء تحت إبطيه أسرارنا
كم من الورد سمِعَنا ولم يخبرْ عنّا !
أقدِّس الورد فيك
وأكره البشرَ الأشواكْ
كُلُّنا نحبُّكِ
كلُّنا نشتهيكِ لليلةٍ
ليلةٍ واحدةٍ تكفي لما بعد الموت وبعد القيامة
كلُّنا نتمنى الاستلقاء معكِ
تحت شجرة بُطْمٍ كبيرة
هناك في الحُرْشِ
حيث لا أحد يتحرَّشُ بنا
حيثُ كلّ فراشةٍ عن أختها مشغولة
أيّتها المرأة التي ولو اختليتِ
لا يمكن أن أزني بكِ
طرحتُكِ مُطَرَّحةٌ بالتراب
و إسوارتُكِ إسار
ومهرُكِ غالٍ على بائعي الماس
وأسوارُكِ عاليةٌ إلا على اللصوص..!
.....
أيّتها العظيمة التي لا تُرى
وتُشمُّ ولا تُلمسْ
يا قاتلةَ الملوك على رقعةِ الحياةْ
بفيلِ صبرٍ سئم جرذانَ التشريعْ
أيتها اللطيفةُ التي لا تسألُ النملَ
عن ضريبة جمع القمحْ
ولا السنجابةَ عن حِصَّةٍ من الجوز
ولا الطاحونةَ عن شيءٍ من الدقيقْ
كبيرةٌ أنتِ بحجم السماءْ
صدرُكِ يتَّسعُ للجميعِ إلا الحُكَّامْ
وناهداك غزيرانِ غزيرانْ

وسبع عجاف
على مربع القلب مرّت كما لو عقودْ

وها هي ذي الأرض تعطي سنابلها من جديد

ويزهو القصيدْ

لأنّ بها ((أمّ غيثٍ ))تعودْ

تسمّى خلودْ

تسلم ايدك دكتور بشار اهديتنا كلمات تجملها الورود ولك منا اجمل باقات الورود لكل حرف تخطه لنا
تحياتي الك وتقبل مروري

ESSAM MAHMOUD كتب:

هو ولهٌ اجتاح قلبا ً قد هده الأحباء

هو انطلاق لعالم لا يعرفه إلا من تيمته شذرات العشق الجائعة


ولي سؤال يا حكيم

وكان معنا الحزنُ صديقاً قديمْ لماذا قديم وليس قديما ً
وضيفاً بلا رغيف
وطفلاً يتيم ولماذا يتيم وليس يتيما ً حيث أنك تكتب نفحات ٍ شعريةً وليس شعرا ً تخاف على قافيته ان تنكسر ؟؟

تحياتي لجمال بوحك ورقته

أشكرك دكتور عصام على روعة المرور والكلام الجميل
على الجسر كان يطير الحمام
يسمّى عصام

بالنسبة لسؤالك صديقي :
إنّ ما كتبته فو من قصيدة النثر أي أكتب الأشكال الشعرية الثلاثة (( العموديوالتفعيلة والنثر )
ومهما قيل من مسميا عن قصيدة النثر ومهما تعددت الآراء اتفقت أو اختلفت ومهما يكون رأيي تجاها
فهي على الأقل لا زالت على قيد لحياة وعمرها خمسون سنةونيف

وبما أن قصيدة النثر لا تعتمد القافية ولا لوزن كشرط من شروطها
بل تعتمد فقط على الإيقاع الموسيقي الداخلي
كان لا بدّ من تسكين الميم لئلا تمد الألف بموسيقاها
أما وجود كلمتين بنفس الميم قرب بعضهما فهو بمحض الصدفة فقط
وليس المقصود قافية

وكم أتمنى على الزملاء والأخوة في هذا القسم
((((((((((((((عندما يكتبون قصيدة النثر
ألا يقومون بإقحام كلمات آخر السطر تتناسب بالقافية مع ما سبقها في السطر السابق لأن ذلك من عيوب قصيدة النثر التي لا يجب أن تعتمد على القافية والوزن وإلا أصبح ذلك سجعاً ))))))))))))))))))))))))

أما أن تظهر كلمتان في قصيدة طويلة لهما نفس القافية فلا ضير
كلمتان فقط فذلك يستدلّ به على النفحة الشعرية الآنية والخيال المجنح الذي قام بهما عفويةلتوارد الخيالات والصور دون إقحام مثلما يفعل بعض الأخوة هنا
لذلك اقتضى التنويه
أشكرك
وآمل أن يأخذ الجميع بهذه النصيحة وهذا الأمر


تحياتي لك ولقلمك الأخضر