مواضيع مماثلة
قصيدة تعاليم حورية مغناة
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
قصيدة تعاليم حورية مغناة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
تعاليم حورية
قصيدة محمود درويش
فكّرت يومًا بالرحيل، فحطّ حسّونٌ على يدها ونام.
وكان يكفي أن أداعب غصن داليةٍ على عجلٍ...
لتدرك أنّ كأس نبيذي امتلأت.
ويكفي أن أنام مبكّرًا لترى منامي واضحًا،
فتطيل ليلتها لتحرسه...
ويكفي أن تجيء رسالةٌ منّي لتعرف أنّ عنواني تغيّر،
فوق قارعة السجون، وأنّ
أيّامي تحوّم حولها... وحيالها
أمّي تعدّ أصابعي العشرين عن بعدٍ.
تمشّطني بخصلة شعرها الذهبيّ.
تبحث في ثيابي الداخليّة عن نساءٍ أجنبيّاتٍ،
وترفو جوريي المقطوع.
لم أكبر على يدها كما شئنا:
أنا وهي، افترقنا عند منحدر الرّخام... ولوّحت سحبٌ لنا،
ولماعزٍ يرث المكان.
وأنشأ المنفى لنا لغتين:
دارجةً... ليفهمها الحمام ويحفظ الذكرى،
وفصحى... كي أفسّر للظلال ظلالها!
ما زلت حيًّا في خضمّك.
لم تقولي ما تقول الأمّ للولد المريض.
مرضت من قمر النحاس على خيام البدو.
هل تتذكرين طريق هجرتنا إلى لبنان،
حيث نسيتني ونسيت كيس الخبز [كان الخبز قمحيًّا].
ولم أصرخ لئلاّ أوقظ الحرّاس.
حطّتني على كتفيك رائحة الندى.
يا ظبيةً فقدت هناك كناسها وغزالها...
لا وقت حولك للكلام العاطفيّ.
عجنت بالحبق الظهيرة كلّها.
وخبزت للسّمّاق عرف الديك.
أعرف ما يخرّب قلبك المثقوب بالطاووس،
منذ طردت ثانيةً من الفردوس.
عالمنا تغيّر كلّه، فتغيّرت أصواتنا.
حتّى التحيّة بيننا وقعت كزرّ الثوب فوق الرمل،
لم تسمع صدًى.
قولي: صباح الخير!
قولي أيّ شيء لي لتمنحني الحياة دلالها.
هي أخت هاجر.
أختها من أمّها.
تبكي مع النايات موتى لم يموتوا.
لا مقابر حول خيمتها لتعرف كيف تنفتح السماء،
ولا ترى الصحراء خلف أصابعي لترى حديقتها على وجه السراب،
فيركض الزّمن القديم
بها إلى عبثٍ ضروريٍّ:
أبوها طار مثل الشركسيّ على حصان العرس.
أمّا أمّها فلقد أعدّت،
دون أن تبكي، لزوجة زوجها حنّاءها،
وتفحّصت خلخالها...
لا نلتقي إلاّ وداعًا عند مفترق الحديث.
تقول لي مثلاً: تزوّج أيّة امرأة من
الغرباء، أجمل من بنات الحيّ.
لكن، لا تصدّق أيّة امرأة سواي.
ولا تصدّق ذكرياتك دائمًا.
لا تحترق لتضيء أمّك، تلك مهنتها الجميلة.
لا تحنّ إلى مواعيد الندى.
كن واقعيًّا كالسماء.
ولا تحنّ إلى عباءة جدّك السوداء،
أو رشوات جدّتك الكثيرة،
وانطلق كالمهر في الدنيا. وكن من أنت حيث تكون.
واحمل عبء قلبك وحده...
وارجع إذا اتّسعت بلادك للبلاد وغيّرت أحوالها...
أمّي تضيء نجوم كنعان الأخيرة،
حول مرآتي،
وترمي، في قصيدتي الأخيرة، شالها!
-------------------------------------------------------------------------------------------
وداعا"حورية"..وداعا..!
"ارفعي يا أمي السماء عني قليلا لأتمكن من الكلام..أحملك بين يديّ سلاما سلاما..أيتها الجالسة في ماء قلبي تعالي..على قدر حلمنا ستتسع الأرض..هي طريق الصعود الى شرفات السماء"..الشاعر الراحل محمود درويش.
غادرتنا وبدون رجعة الحاجة حورية درويش والدة شاعرالقضية الفلسطينية ومقاومتها الراحل محمود درويش..غادرتنا بعد قرابة قرن من الحياة..ومن العطاء..فأشبالها متميزون كل في مجاله ولكن الأكثر تميزا كان محمود..محمود درويش الذي عاش منفيا في وطنه ثم عاش منفيا خارج الوطن..وعندما عاد الى الوطن بعد رحلته الأخيرة..رحلة العلاج, عاد اليه ليدفن في رام الله..وما الفرق بين رام الله والبروة والجديدة..انها أرض فلسطين الطاهرة. غادرتنا حورية بعد أن تركت تعاليمها تضيء نجوم كنعان حول مرآة ولدها وترمي في قصيدته الأخيرة شالها..هي حورية التي قدمت من الجديدة الى رام الله لتحضر جنازة ابنها وتلقي عليه النظرة الأخيرة
..
جاءت في سيارة الإسعاف غير قادرة على المشي، لترى منامه واضحا حتى تطيل ما تبقى من ليلها لتحرسه في أبديته البيضاء. لقد قهرت حورية ملاك الموت لكي تستطيع مشاهدة ابنها بعد غيابه القسري الطويل عن أرض الوطن وكان لها ذلك..ستة شهور مرت وحسرة فراق ابنها تلازمها الى أن جاء اليوم الذي تغادرنا فيه لتلتحق من جديد بولدها وليتم العناق الأبدي بينهما..لم يتمكن درويش من مرافقة والده في لحظاته الأخيرة بحكم الحقد الصهيوني الذي منعه من ذلك..ولم يتمكن من مرافقة والدته في لحظاتها الأخيرة بحكم القدر..والان كلهم يلتقون ويتوحدون من جديد ويتم جمع الشمل الذي لم يتحقق في خضم هذه الحياة القاسية
..
ولكن المهم انه تحقق. أنا لست لي، أنا لأمي، هذه هي قصائد محمود درويش وملاحمه التي ظلت تحوم حول والدته"حورية" وحياتها في كل زمان ومكان، وكان يعرف أنه سيفارق الحياة قبلها وما أصعبها من معرفة..هو الشقي الذي فخخته القصائد كما يقول، مصابا بالمنفى هنا وهناك ، لم تسعفه البلاغة والاستعارات في التحايل على الموت رغم تغيير إيقاعه المستمر..حاول قهر الموت..قهرتك يا ملاك الموت كما كان يقول..احتشى القهوة في العديد من الأمكنة وبكل أنواعها ولكن لم تطب له قهوة غير قهوة أمه الفائضة بالحنين..نعم وهل بعد قهوة الأم قهوة؟
.
يذكر ان دوريش قال في غربته أشعارا لوالدته وكان أشهرها ما غنى مارسيل خليفة وتحمل عنوان "أمي":"أحنُّ إلى خبز أمي وقهوة أمي..ولمسة أمي..وتكبرُ فيَّ الطفولة يوماً على صدرً امي..وأعشق عمري لأني، إذا مُتُّ أخجل من دمع أمي"..لقد جف الخبز وتبخرت القهوة ولم يحضر محمود,ولكن القلب بقي نابضا بانتظاره وما أصعبه من انتظار..طال الانتظار ولم يشرب محمود قهوة أمه
..
لقد شربها ملايين الفلسطينيين بل ملايين العرب الذين أحبوه وأحبهم..فكل أم فلسطينية وعربية هي حورية درويش..!. غادر محمود قبل أن تغادر والدته ولسان حالها يقول"مع اعتذاري للشاعر الفلسطيني البارز سميح القاسم والذي اقتبس هذه الكلمات من قصيدته في رثاء صديقه درويش مع تغيير بعض كلماتها"..إذاً أنتَ مُرتحلٌ عَن دِيارِ الأحِبَّةِ في زّوْرَقٍ للنجاةِ..على سَطْحِ بحرٍ أُسمّيهِ يا ولدي أدمعك..ولولا اعتصامي بحبلٍ مِن الله يدنو سريعاً..ولكنْ ببطءٍ..لكُنتُ زَجَرْتُكَ: خُذني مَعَكْ, وخُذني مَعَكْ..!. ومن قصيدة"تعاليم حورية",نقرأ: فكرت يوما بالرحيل،حط حسون على يدها ونام
..
وكان يكفي أن أداعب غصن دالية على عجل..لتدرك أن كأس نبيذي امتلأت..ويكفي أن أنام مبكرا لترى منامي واضحا، فتطيل ليلتها لتحرسه..ويكفي أن تجيء رسالة مني لتعرف أن عنواني تغير، فوق قارعة السجون، وأن أيامي تحوم حولها..وحيالها
.
ومهما كبر الولد وتقدمت به السن الا أنه يبقى ولدا في تصور أمه له..وفي هذا الخصوص يقول درويش:" لا نلتقي إلا وداعا عند مفترق الحديث..تقول لي مثلا: تزوج أية امرأة من الغرباء،أجمل من بنات الحي..لكن، لا تصدق أية امرأة سواي..ولا تصدق ذكرياتك دائما..لا تحترق لتضيء أمك، تلك مهنتها الجميلة..لا تحن إلى مواعيد الندى..كن واقعيا كالسماء..ولا تحن
إلى عباءة جدك السوداء، أو رشوات جدتك الكثيرة، وانطلق كالمهر في الدنيا..وكن من أنت حيث تكون..واحمل عبء قلبك وحده..وارجع إذا اتسعت بلادك للبلاد وغيرت أحوالها"..هذا عهو قلب الأم النابض دوما نحو ولدها..قلب لا يعرف الكلل. ويختتم درويش"تعاليم حورية"قائلا:"أمي تضيء نجوم كنعان الأخيرة، حول مرآتي، وترمي في قصيدتي الأخيرة، شالها"..!..نعم لقد رمت حورية شالها فوق قصيدة فلذة كبدها الأخيرة ورحلت حورية بعد رحيل ولدها وهذا ما كان يتوقعه ويدركه محمود..لقد رثى محمود الكثيرين وحتى نفسه الا أنه لم يتمكن من رثاء أعز من كانت تستحق الحياة..فوداعا يا "حورية" وداعا..!.
تعاليم حورية
قصيدة محمود درويش
فكّرت يومًا بالرحيل، فحطّ حسّونٌ على يدها ونام.
وكان يكفي أن أداعب غصن داليةٍ على عجلٍ...
لتدرك أنّ كأس نبيذي امتلأت.
ويكفي أن أنام مبكّرًا لترى منامي واضحًا،
فتطيل ليلتها لتحرسه...
ويكفي أن تجيء رسالةٌ منّي لتعرف أنّ عنواني تغيّر،
فوق قارعة السجون، وأنّ
أيّامي تحوّم حولها... وحيالها
أمّي تعدّ أصابعي العشرين عن بعدٍ.
تمشّطني بخصلة شعرها الذهبيّ.
تبحث في ثيابي الداخليّة عن نساءٍ أجنبيّاتٍ،
وترفو جوريي المقطوع.
لم أكبر على يدها كما شئنا:
أنا وهي، افترقنا عند منحدر الرّخام... ولوّحت سحبٌ لنا،
ولماعزٍ يرث المكان.
وأنشأ المنفى لنا لغتين:
دارجةً... ليفهمها الحمام ويحفظ الذكرى،
وفصحى... كي أفسّر للظلال ظلالها!
ما زلت حيًّا في خضمّك.
لم تقولي ما تقول الأمّ للولد المريض.
مرضت من قمر النحاس على خيام البدو.
هل تتذكرين طريق هجرتنا إلى لبنان،
حيث نسيتني ونسيت كيس الخبز [كان الخبز قمحيًّا].
ولم أصرخ لئلاّ أوقظ الحرّاس.
حطّتني على كتفيك رائحة الندى.
يا ظبيةً فقدت هناك كناسها وغزالها...
لا وقت حولك للكلام العاطفيّ.
عجنت بالحبق الظهيرة كلّها.
وخبزت للسّمّاق عرف الديك.
أعرف ما يخرّب قلبك المثقوب بالطاووس،
منذ طردت ثانيةً من الفردوس.
عالمنا تغيّر كلّه، فتغيّرت أصواتنا.
حتّى التحيّة بيننا وقعت كزرّ الثوب فوق الرمل،
لم تسمع صدًى.
قولي: صباح الخير!
قولي أيّ شيء لي لتمنحني الحياة دلالها.
هي أخت هاجر.
أختها من أمّها.
تبكي مع النايات موتى لم يموتوا.
لا مقابر حول خيمتها لتعرف كيف تنفتح السماء،
ولا ترى الصحراء خلف أصابعي لترى حديقتها على وجه السراب،
فيركض الزّمن القديم
بها إلى عبثٍ ضروريٍّ:
أبوها طار مثل الشركسيّ على حصان العرس.
أمّا أمّها فلقد أعدّت،
دون أن تبكي، لزوجة زوجها حنّاءها،
وتفحّصت خلخالها...
لا نلتقي إلاّ وداعًا عند مفترق الحديث.
تقول لي مثلاً: تزوّج أيّة امرأة من
الغرباء، أجمل من بنات الحيّ.
لكن، لا تصدّق أيّة امرأة سواي.
ولا تصدّق ذكرياتك دائمًا.
لا تحترق لتضيء أمّك، تلك مهنتها الجميلة.
لا تحنّ إلى مواعيد الندى.
كن واقعيًّا كالسماء.
ولا تحنّ إلى عباءة جدّك السوداء،
أو رشوات جدّتك الكثيرة،
وانطلق كالمهر في الدنيا. وكن من أنت حيث تكون.
واحمل عبء قلبك وحده...
وارجع إذا اتّسعت بلادك للبلاد وغيّرت أحوالها...
أمّي تضيء نجوم كنعان الأخيرة،
حول مرآتي،
وترمي، في قصيدتي الأخيرة، شالها!
-------------------------------------------------------------------------------------------
وداعا"حورية"..وداعا..!
"ارفعي يا أمي السماء عني قليلا لأتمكن من الكلام..أحملك بين يديّ سلاما سلاما..أيتها الجالسة في ماء قلبي تعالي..على قدر حلمنا ستتسع الأرض..هي طريق الصعود الى شرفات السماء"..الشاعر الراحل محمود درويش.
غادرتنا وبدون رجعة الحاجة حورية درويش والدة شاعرالقضية الفلسطينية ومقاومتها الراحل محمود درويش..غادرتنا بعد قرابة قرن من الحياة..ومن العطاء..فأشبالها متميزون كل في مجاله ولكن الأكثر تميزا كان محمود..محمود درويش الذي عاش منفيا في وطنه ثم عاش منفيا خارج الوطن..وعندما عاد الى الوطن بعد رحلته الأخيرة..رحلة العلاج, عاد اليه ليدفن في رام الله..وما الفرق بين رام الله والبروة والجديدة..انها أرض فلسطين الطاهرة. غادرتنا حورية بعد أن تركت تعاليمها تضيء نجوم كنعان حول مرآة ولدها وترمي في قصيدته الأخيرة شالها..هي حورية التي قدمت من الجديدة الى رام الله لتحضر جنازة ابنها وتلقي عليه النظرة الأخيرة
..
جاءت في سيارة الإسعاف غير قادرة على المشي، لترى منامه واضحا حتى تطيل ما تبقى من ليلها لتحرسه في أبديته البيضاء. لقد قهرت حورية ملاك الموت لكي تستطيع مشاهدة ابنها بعد غيابه القسري الطويل عن أرض الوطن وكان لها ذلك..ستة شهور مرت وحسرة فراق ابنها تلازمها الى أن جاء اليوم الذي تغادرنا فيه لتلتحق من جديد بولدها وليتم العناق الأبدي بينهما..لم يتمكن درويش من مرافقة والده في لحظاته الأخيرة بحكم الحقد الصهيوني الذي منعه من ذلك..ولم يتمكن من مرافقة والدته في لحظاتها الأخيرة بحكم القدر..والان كلهم يلتقون ويتوحدون من جديد ويتم جمع الشمل الذي لم يتحقق في خضم هذه الحياة القاسية
..
ولكن المهم انه تحقق. أنا لست لي، أنا لأمي، هذه هي قصائد محمود درويش وملاحمه التي ظلت تحوم حول والدته"حورية" وحياتها في كل زمان ومكان، وكان يعرف أنه سيفارق الحياة قبلها وما أصعبها من معرفة..هو الشقي الذي فخخته القصائد كما يقول، مصابا بالمنفى هنا وهناك ، لم تسعفه البلاغة والاستعارات في التحايل على الموت رغم تغيير إيقاعه المستمر..حاول قهر الموت..قهرتك يا ملاك الموت كما كان يقول..احتشى القهوة في العديد من الأمكنة وبكل أنواعها ولكن لم تطب له قهوة غير قهوة أمه الفائضة بالحنين..نعم وهل بعد قهوة الأم قهوة؟
.
يذكر ان دوريش قال في غربته أشعارا لوالدته وكان أشهرها ما غنى مارسيل خليفة وتحمل عنوان "أمي":"أحنُّ إلى خبز أمي وقهوة أمي..ولمسة أمي..وتكبرُ فيَّ الطفولة يوماً على صدرً امي..وأعشق عمري لأني، إذا مُتُّ أخجل من دمع أمي"..لقد جف الخبز وتبخرت القهوة ولم يحضر محمود,ولكن القلب بقي نابضا بانتظاره وما أصعبه من انتظار..طال الانتظار ولم يشرب محمود قهوة أمه
..
لقد شربها ملايين الفلسطينيين بل ملايين العرب الذين أحبوه وأحبهم..فكل أم فلسطينية وعربية هي حورية درويش..!. غادر محمود قبل أن تغادر والدته ولسان حالها يقول"مع اعتذاري للشاعر الفلسطيني البارز سميح القاسم والذي اقتبس هذه الكلمات من قصيدته في رثاء صديقه درويش مع تغيير بعض كلماتها"..إذاً أنتَ مُرتحلٌ عَن دِيارِ الأحِبَّةِ في زّوْرَقٍ للنجاةِ..على سَطْحِ بحرٍ أُسمّيهِ يا ولدي أدمعك..ولولا اعتصامي بحبلٍ مِن الله يدنو سريعاً..ولكنْ ببطءٍ..لكُنتُ زَجَرْتُكَ: خُذني مَعَكْ, وخُذني مَعَكْ..!. ومن قصيدة"تعاليم حورية",نقرأ: فكرت يوما بالرحيل،حط حسون على يدها ونام
..
وكان يكفي أن أداعب غصن دالية على عجل..لتدرك أن كأس نبيذي امتلأت..ويكفي أن أنام مبكرا لترى منامي واضحا، فتطيل ليلتها لتحرسه..ويكفي أن تجيء رسالة مني لتعرف أن عنواني تغير، فوق قارعة السجون، وأن أيامي تحوم حولها..وحيالها
.
ومهما كبر الولد وتقدمت به السن الا أنه يبقى ولدا في تصور أمه له..وفي هذا الخصوص يقول درويش:" لا نلتقي إلا وداعا عند مفترق الحديث..تقول لي مثلا: تزوج أية امرأة من الغرباء،أجمل من بنات الحي..لكن، لا تصدق أية امرأة سواي..ولا تصدق ذكرياتك دائما..لا تحترق لتضيء أمك، تلك مهنتها الجميلة..لا تحن إلى مواعيد الندى..كن واقعيا كالسماء..ولا تحن
إلى عباءة جدك السوداء، أو رشوات جدتك الكثيرة، وانطلق كالمهر في الدنيا..وكن من أنت حيث تكون..واحمل عبء قلبك وحده..وارجع إذا اتسعت بلادك للبلاد وغيرت أحوالها"..هذا عهو قلب الأم النابض دوما نحو ولدها..قلب لا يعرف الكلل. ويختتم درويش"تعاليم حورية"قائلا:"أمي تضيء نجوم كنعان الأخيرة، حول مرآتي، وترمي في قصيدتي الأخيرة، شالها"..!..نعم لقد رمت حورية شالها فوق قصيدة فلذة كبدها الأخيرة ورحلت حورية بعد رحيل ولدها وهذا ما كان يتوقعه ويدركه محمود..لقد رثى محمود الكثيرين وحتى نفسه الا أنه لم يتمكن من رثاء أعز من كانت تستحق الحياة..فوداعا يا "حورية" وداعا..!.
Ismail- عدد المساهمات : 1
تاريخ التسجيل : 31/08/2009
العمر : 65
الموقع : Saudia-Khobar
رد: قصيدة تعاليم حورية مغناة
لقد شربها ملايين الفلسطينيين بل ملايين العرب الذين أحبوه وأحبهم..فكل أم فلسطينية وعربية هي حورية درويش..!. غادر محمود قبل أن تغادر والدته ولسان حالها يقول"مع اعتذاري للشاعر الفلسطيني البارز سميح القاسم والذي اقتبس هذه الكلمات من قصيدته في رثاء صديقه درويش مع تغيير بعض كلماتها"..إذاً أنتَ مُرتحلٌ عَن دِيارِ الأحِبَّةِ في زّوْرَقٍ للنجاةِ..على سَطْحِ بحرٍ أُسمّيهِ يا ولدي أدمعك..ولولا اعتصامي بحبلٍ مِن الله يدنو سريعاً..ولكنْ ببطءٍ..لكُنتُ زَجَرْتُكَ: خُذني مَعَكْ, وخُذني مَعَكْ..!. ومن قصيدة"تعاليم حورية",نقرأ: فكرت يوما بالرحيل،حط حسون على يدها ونام
كل الشكر لك الصديق اسماعيل لنقل هذه القصيده وهذا الشرح الرائع
ومن منا ينسى محمود درويش[b]
كل الشكر لك الصديق اسماعيل لنقل هذه القصيده وهذا الشرح الرائع
ومن منا ينسى محمود درويش[b]
مأمون فراشي- عضو مجلس ادارة
- عدد المساهمات : 421
تاريخ التسجيل : 21/05/2009
رد: قصيدة تعاليم حورية مغناة
محمود درويش الغني عن التعريف عشقت كلماته ملايين الناس
بين ريتا وعيوني بندقية
والذي يعرف ريتا ينحني ويصلي
لإله في العيون العسلية
ويقول ايضا
خذيني اذا ما عدت يوما وشاحا لهدبك
وغطي عظامي بعشب تعمد من طهر كعبك
أخ اسماعيل كل الشكر لك على هذا الاختيار الموفق
تحياتي لك.
بين ريتا وعيوني بندقية
والذي يعرف ريتا ينحني ويصلي
لإله في العيون العسلية
ويقول ايضا
خذيني اذا ما عدت يوما وشاحا لهدبك
وغطي عظامي بعشب تعمد من طهر كعبك
أخ اسماعيل كل الشكر لك على هذا الاختيار الموفق
تحياتي لك.
رد: قصيدة تعاليم حورية مغناة
اسماعيل
كلماتك أحزنتني وأنا أبحث عن بقعة سعادة
مازال بيننا من يستطيع الكلام وعله لا يطيل الغياب ليظهر ويكون درويش أخر
وبين أمهاتنا الكثيرات حوريات ولكن أصبح الخوف أكبر
تحياتي لك
كلماتك أحزنتني وأنا أبحث عن بقعة سعادة
مازال بيننا من يستطيع الكلام وعله لا يطيل الغياب ليظهر ويكون درويش أخر
وبين أمهاتنا الكثيرات حوريات ولكن أصبح الخوف أكبر
تحياتي لك
زياد جميل القاضي- عضو مجلس ادارة
-
عدد المساهمات : 441
تاريخ التسجيل : 09/05/2009
العمر : 53
الموقع : http://kalmelia.blogspot.com/2009/04/blog-post_23.html
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى