حب لا يرى الشمس

أتى موسم الخصب يا عشتروت
وأنت رحلت ِ
وصادرت ِ كلَّ القصائد مني
وفصّلت ِ للورد ثوب الحداد
وأقفلت بالشمع مقهى العيون

أتى موسم الخصب
مفرزة الخوف تبحث عني تريد اعتقالي
وبيض الحمائم يهدلن حولي 000 وغصنٌ حزين
وقلب الزنابق يصفرّ أكثر حين يفكّر أنك عاشقة الياسمين
وثغر النراجيل يشكو برودا ً
ويسأل عن شفتيك الفراولة و المندرين

أحبك أنت
ولم تعشب الدرب منذ رحلت ِ
ولم يتراكم عليك بقلبي غبار السنين
ألم يرتسم في جبينك عمري وقلبي الحزين ؟
ولا زال لي منك اسم جميل
وصوت جميل ووجه جميل
يرافقني حيث ينمو لأنين
ولم ييبس القمح يوما ً بروحي ولا الياسمين

أحبك أنت ِ
وأعرف أني لغيرك أنت ِ
وأن غيابك يغتال نفسي
وأن حضورك يغتال نفسي
لأنك من بعده ترحلين

أحبك أنت ِ
وأرغب لو يقف السير يوما ً
ويسمع كل المشاة صراخي :
أحبك ألف أحبك أنت
ولو ينزف الغيم مثلي كثيرا ً
وفي كل قطرة ماء كتاب
يفسّر أسرار قتلي وموتي

وأذكر اسمك حين تذوب شفاه الدجى في شفاه النهار
وحين يصير التلفظ باسمك أكبر عار
وأجمل عار
وحين تملّ الأماكن مني وتسأمني غرفة الانتظار
وحين تترجم كل الملاجئ
خوف الصغار وبؤس الكبار
ويكفيك ِ مني بأني شعرت ُ بروحك تجتاحني كالتتار

أحبك أنت ِ
ويحتاج قلبي لحبك أكثر
وأخشى التورط في الحب أكثر
كطفل يخاف العقاب إذا
تغيَّب عن درسه أو تأخر
وأبعد كي لا أبوح به
لأني أحسّ بقربي سأخسر

أحبك يا قطعة من سماء
وأحلم كالطفل كل مساء
تعودين لي من وراء الضياء
على فرس ذات أصل نبيل
كمثلك أنت ِ من النبلاء
تطيرين بي فيحلّ الربيع
وتحتضنيني كطفل رضيع
وتحكين لي قصصا ً للصغار
إلى أن أنام
وأعرف أن لن يموت النهار00!
وأعرف لن يستبد ّ الشتاء 00!

أحبك أنت ِ
وأبقى أحبك أنى ذهبت ِ
ويسكن رأسك جانب رأسي
كما عقربا ساعة يرحلان
و إن لوّحا للوداع بصمت ِ
يظل ّ برأسيهما بعض لمس ِ

أحبك أنت ِ و بوصلة الخوف تسكن نفسي
تؤشّر دوما ً إلى حيث أنت ِ
تعالي بصمت ٍ كما الموت يأتي
خذيني إليك
خذيني انثريني على عتباتك بعض عقيق وبعض رمال
وإلا انثريني
ببيارة اللوز والبرتقال
تزورينها دائما ً يا فتاتي
وتبكين فيها صداي وصوتي

ضعيني فتيلا ً بقنديل زيت ِ
تهشِّمني النار شيئا ً فشيئا ً
ولا تطفئيني إذا أنت ِ نمت ِ
لأجلك أهدي حياتي وموتي
أحبك ألف أحبك أنت ِ


شعر : بشار عريج