تساؤلات فيصلية

جاءت الأخبار من البلد تقول بأن الأمور هناك بألف خير و الناس هناك أصبح عندهم سيارات و الكل عندهم هواتف جوالة. و العقارات تزداد تحليقاً. و لكن غلاء المعيشة هو المشكلة الحقيقية عند المواطنين. سألت عن فلان ابن فلان فقالوا لي ما شاء الله صار عنده كذا وكذا . أجبت " و الله بيستاهل ، طول عمره معثر " . طيب و فلان ابن فلان قالوا: " المعثر توفى بالسرطان منذ عدة أشهر". لا حول ولا قوة إلا بالله ، كان يدفع لفاتورة الهاتف مبلغا محترما ، و الله خساره كبيرة للحكومه فلان ابن فلان".....!!!
* * * * * * * *
بتُّ بلا جدوى بغربتي، و بلا نفع من حيث البعد الإنساني ، فالمغترب لا يشعر بأنه كامل الفعالية بالغربة لأنه لا يفكر كثيراً بغير عمله، و بحجة العمل أيضاً لا يتواصل مع أعز أصدقاءه، خلاصة الكلام هو إنسان منقوص الإنسانية. تماماً كأطفال الصومال الفرنسي أو كرجال العراق الأمريكي...!!!
* * * * * * * *
يرن الهاتف ( الجوال )- صناعة صينية - أحد الأصدقاء يسأل عن نوع سيارة، و كم يساوي هذا النوع ؟ وينسى كالعادة أن يسألني عن أحوالي...!!!! رخيص أنا ربما؟ علماً يأني لست صينيّ المنشأ.
* * * * * * * *
فجأة خفت حدة الشوق المتصاعد للوطن عندما استذكرت كم عانيت السنة الماضية على طريق السفر و كم تنهدت عند كل مركز حدودي عربي . ترى هل ستبقى المراكز الحدودية مراكز تخفيف الشوق الوطن ؟ وكأي عربي صابر قلت بخلدي ( الله بعين معاناة يوم و من بعدها راحة بربوع الوطن الغالي ) لأن الوطن جميل جداً من بلاد الاغتراب ، كجمال الحلم الساكن في بلاد الاغتراب ،ولكن من الوطن.
* * * * * * * *
- قال لي المدير افعل كذا ... أجبت هذا ليس من اختصاصي. قال ولكنه اختصاصك هنا ببلادنا ، صحيح كلامه فأنا من وقع ذلك العقد. أنا كالدول النامية توقع اتفاقية و بعد عشرات السنين تكتشف أن المعاهدة تلك لم تكن لصالحها فتضطر لإعادة جدولة البنود و القيود. لكنها لا تتجرأ أبداً على إلغائها...!!!
* * * * * * * *

- ذهبت أحمل أوراق معاملة ما، لن أبوح لكم بشيء عنها.قال لي الموظف: " تعال بعد بكرى" قلت لنفسي الله يكون بعونه كم من المعاملات المشابهة عنده ؟ خرجت خارج المبنى و أشعلت سيكارة – لأن الحكومة حريصة على صحتي فقد منعت التدخين ضمن الدوائر الرسمية كنوع من أنواع محاربة التدخين و لإيقاف هدر أموال وزارة الصحة - أريح بحرقها نفساً من بعض الهموم.يدخل شقيقي ( بالمعاملة ) نفسها. قلت سيخرج الأن و يدخّن سيجارة مثلي. وبالفعل خرج و لكن بمعاملة منتهية..... كيف ؟ آه..... هذا ليس شقيقي. لربما كان شقيق الموظف.... من يدري؟
* * * * * * *

- تعجبت من أمريكا تلك تدفع على شكل هدايا ملايين الدولارات لمساعدة فقراء بعض الدول ، في حين في شوراعها ملايين المشردين و الفقراء.....!!!!!! أهذا ما يسمّونه (الإيثار)؟... ربما؟
* * * * * * * *

- أشتاق كل زواية من زوايا بيتي الذي عشت فيه طفولتي و بداية شبابي. ولكن ابني الذي وُلد و كبر قليلا في بلاد الغربة، هذا المسكين لأي شيء سيشتاق عندما نعود و نستقر على أرض الوطن؟

* * * * * * * *

-عندما نريد تذكُر شيء ما لماذا يجب أن يكون حصراً من الماضي؟ و لماذا أحلامنا مشدودة دائما نحو المستقبل ؟
* * * * * * * *

و أنتم لماذا قرأتم كلامي هذا ؟ أليس عندكم ما هوأكثر نفعاً كي تفعلوه؟!