الرأي و الرأي الآخر

الأخوة الأعزاء
تحية وبعد




قصة الفيل و العميان الثلاثة
طلب من ثلاثة عميان وصف الفيل ,بعد أن أدخلوا إلى مكان فيه فيل .
بدئوا في تحسس الفيل و بعد أن خرجوا بدئوا بالوصف .
قال الأول : الفيل هو أربعة أعمدة على الأرض .
قال الثاني : الفيل يشبه الثعبان تماماً .
قال الثالث : الفيل يشيه المكنسة .
حين وجدوا أنهم مختلفون بدئوا في الشجار و تمسك كل منهم برأيه و راحوا يتجادلون و يتهم كل منهم الآخر بالكذب و عدم المعرفة .
هل لاحظت كما في الصورة أن الأول أمسك بأرجل الفيل و الثاني بخرطومه و الثالث بذيله .
من منهم على خطأ؟؟
كل منهم كان يعتمد على برمجته و تجاربه السابقة و لم يلتفت إلى تجارب الآخرين .
هل كان أحدهم يكذب ؟؟؟
هل كان أحدهم على خطأ؟؟؟
بالتأكيد لا ....هل وصلت الفكرة من هذه القصة .
فكرة أن للحقيقة أكثر من وجه .فحين نختلف هذا لا يعني أن أحدنا على خطأ .
لكن كل واحد يرى ما لا يراه الآخر و قد نكون الكل على صواب .


الرأي و الرأي الآخر مصطلح نسمعه كثيرا و يردد على أفواه الناس و كأنه أصبح الشماعة التي نحمل عليها نهاية أي حوار بين الطرفين المتحاورين و للأسف الشديد لا يفهمه الكثير من الناس.
أريد أن أوضح شئ في البداية إن الرأي هو نتاج ثقافة الإنسان و خبراته و تفكيره و لذلك حتى يكون لك رأي مستند على منطق أو يكون رأي ذو أهميه يجب أن تتوفر الثقافة و الخبرة و التفكير و لكن أذا كان هذا الرأي هو مجرد رأي و السلام أو غير مستند إلى أي منطق أو لا يؤيده أي تفكير أو ثقافة فللأسف هو ليس رأي و هذا للأسف ما هو منتشر في مجتمعنا.
قبول الآخر يعني تقبل الحوار معه بغية العيش المشترك في المجتمعات البشرية.
وهو مطلب ملح ذو ثلاثة شعب:‏
1- ذاتي يتعلق بكينونة الإنسان الفطرية التي تعتمد على العيش المشترك في المجتمع حيث تتكامل فيه الإبداعات والنشاطات الفردية.‏
2- مطلب وطني :‏
لتشكيل مؤسسة الدولة الحضارية التي نعني بهاالوطن.
3- مطلب عالمي (( النظام البيئي الحيوي )) :‏
على اعتبار أن الفرد البشري هو جزء من مكونات النظام البيئي فلا بد لهذا الفرد من أن يتأثر ويؤثر , أي يتحتم عليه التعامل مع الآخر إنسان أو حيوان أو نبات أو جماد .‏
ويكون التعامل مع الآخر البشري بشكل يحترم فيه رأيه ومعتقداته وتصرفاته التي تقع ضمن حدوده الشخصية والتي لا تتعارض مع حرية الآخرين .‏
التعامل مع الآخر هو نوع من التسامي الفكري والحضاري للإنسان الذي جعله الله خليفة له في الأرض ليعمرها ولا يفسد فيها .قال تعالى : ((ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها )) .‏
واحترام الرأي الأخر هو احترام للذات البشرية التي هي من مظاهر الإبداع الإلهي , وكما أن احترام الخالق من المسلمات البشرية فلا بد من احترام مخلوقاته .‏

إن امتلاك القدرة على التعبير عن الرأي والتمتع بميزة احترام الأخر والاعتراف بحقه في الوجود وتفهم العوامل التي تكمن وراء التنوع في الرأي والاختلاف فيه واحدة من أكثر القيم الإنسانية والصقها بمتطلبات التطور الفكري الحضاري .


جميل جدا هو الإيمان بالرأي ….والرأي الآخر ، فمن دلالات الوعي والرقي الفكري والإنساني هو تقبل الرأي المعارض لأرانا ،و إن هذا الإيمان ليس مجرد كلام أو شعار يرفع لذر الرماد على العيون أو لمجرد التباهي به بل ستجدونه حقيقة تمارس في هذا المنتدى ..



يقول الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام): " ما جادلت جاهلا إلا وغلبني وما جادلت عالما ًإلا وغلبته"

كثيرون يستشهدون بهذا القول البليغ دون أن يعوا حقاً معناه وأبعاده جميعها! من تلك الأبعاد أن الإمام بقوله هذا يؤكد أن العاقل هو من لديه القدرة، في مواجهة الرأي الآخر، على
1) الاستماع والمجادلة
2) تقبله وإتباعه إذا ما ثبُتت له صحته
3) الاعتراف بصحته بكل جرأة
أما الجاهل، الذي يعرف سيد البلغاء وأمير الحكماء بعدم قدرته على غلبته، فهو
1) عقله مغلق على الاستماع إلى الرأي الآخر.
2) لا يمكنه أن يقبل أو يتـّبع رأيا مخالفاً لرأيه حتى ولو ثبتت له صحته.
3) أضعف من أن يعترف بغلبة الرأي الآخر.

إذاً، فالإمام بقوله هذا يؤكد الأمر الإلهي بشأن الحوار والمجادلة والذي يقوم على الاستماع (الذين يستمعون القول) والإتباع (فيتبعون أحسنه). فهل نحن ممن يستمعون ويتبعون أحسن القول؟

هناك عدد من المسلمات الأساسية التي يفترض حصول إجماع حولها حتى يمكننا الوصول إلى ما نبتغيه على هذا الصعيد وهي:
1. القبول بالتعددية.
2. رفض "قداسة" الآراء والأفكار الشخصية.
3. القابلية للتعلم والتطور عبر الأخذ بالآراء الحسنة .


خمس نصائح عملية للحوار
1. كن موضوعياً. لا تجادل خارج إطار موضوع الحوار ونقاطه المحددة مهما ساورتك نفسك إلى ذلك. إذا لم تكن تملك ما تقول في النقاط المطروحة، راقب واستمع وحاول أن تكسب ما أمكن. واعلم أن الخروج عن الموضوع هو أهم المؤشرات على الجهل وقلة المعرفة.

2. لا تغضب! حين يتعرض رأيك للنقد، خذ نفساً عميقاً ولا تتسرع بالرد، خاصة إذا كان النقد لاذعاً أو شخصياً أكثر منه موضوعياً ويعتمد على المنطق. فالغضب والتسرّع بالرد هما أسرع الطرق للخسارة، لذا عليك بتجنبهما ربما بالعد للعشرة أو للمائة إذا أمكن!

3. أبتعد عن "الشخصنة". حين يتحول الحوار والنقاش إلى معارك شخصية يفقد كل قيمة مرتجاة منه ويساهم في الإساءة إليك وتقويض جميع آرائك وأفكارك لدى الآخرين ممن يتابعون ما يدور. لذا، وقبل أن تشرع بالرد على الإساءة الشخصية بأفظع منها، أسأل نفسك: ماذا سيترتب على ردّي من مواقف أولئك الذين يتابعون هذا النقاش وكم سيؤثر ذلك على مجمل مواقفي السابقة واللاحقة؟ إن الإجابة على هذا السؤال كفيلة بأن توفـّر عليك الكثير من المعارك السخيفة التي لن يتأتى منها سوى الخسارة.

4. لا تبالغ! إذا تعرضت لرأي أو لموقف ما بالنقد أو تعرض موقفك أو رأيك للنقد، حاول قدر المستطاع أن تكون دقيقاً في ردك أو في نقدك. لا تبالغ في تعظيم أمر وضيع برأي الآخرين ولا تقلل من قيمة شأن عظيم لديهم، ففي الحالتين ستفقد المصداقية لدى محاوريك والمتابعين للحوار.

5. كن رفيقاً! إن الهدف الأسمى للحوار هو التقارب والتعارف (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا). لذا، عليك أن تتساوى مع محاورك وأن تضع نفسك في مكانه قبل أن ترد أو تنتقد. التعالي والعدائية ليست من شيم المتحاورين. حتى حين تمتلك الحجة بالقضاء "بالضربة القاضية" على محاورك، المروءة تقتضي أن تساعده بأن يراجع موقفه بنفسه ليعم الربح على الجميع!
المعذرة على الأطالة .
المراجع مقالات حول هذا الموضوع لكل من :
د. لطفي زغلول .
محمد سليم .
هيام الجاسم .
غسان صالح .
مهند الحسيني .
خليل الصغير .[url][/url][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

حتى حين تمتلك الحجة بالقضاء "بالضربة القاضية" على محاورك، المروءة تقتضي أن تساعده بأن يراجع موقفه بنفسه ليعم الربح على الجميع!

لفتت انتباهي هاي العبارة


في الحقيقة موضوع رائع جدا شكرا دكتور على طرحة

كلام جميل..جميل للغاية..كلام يجلب الراحة و السعادة للنفس....كلام يبعد الكآبة من نفس الانسان...كلام يجعلنا نصرخ بأعلى صوت..."الحياة جميلة" فلنعشها..

تقبل زيارتي...
مع حبي و احترامي...