هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كن عصامياً و لا تكن عظامياً

4 مشترك

اذهب الى الأسفل

كن عصامياً و لا تكن عظامياً Empty كن عصامياً و لا تكن عظامياً

مُساهمة من طرف د: طارق نايف الحجار الأحد يونيو 21, 2009 4:08 pm

الأخوة الأعزاء
تحية و بعد

كن عصامياً و لا تكن عظامياً
كان الأمير إسماعيل بن أحمد الساماني يقول : كن عصاميًا ولا تكن عظامياً ... أي سد بشرف نفسك كما ساد عصام ولا تتكل على سؤدد آبائك الذين ماتوا وصاروا عظاما نخره...

و يقول الشاعر:
إذا ما الحي عاش بعظم ميت ... فذاك العظم حي وهو ميت

المعروف في لغتنا العربية، أن صانع نفسه هو " العصامي " وهذه الكلمة منسوبة إلى " عِصام " حاجب النعمان وصارت تعني الشخص الذي يَشرف بنفسه لا بآبائه ولعل ذلك كان أصل القول الشائع " كن عصامياً لا عظامياً " أي – اصنع نفسك بنفسك مثل عصام ولا تتكل على مجد الآباء الذين صاروا عظاماً ..
كما أن بيت الشعر العربي الشهير يشير إلى عصام هذا حين يقول:
ونفسُ عصام سّودت ْ عصاما وعلمّته الكرّ و الإقداما
وجعلته ملكاً هماماً ... فتعالى وجاوز الاقواما
وكلمة " عصامي " هذه تُقابل في اللغة الانجليزية " صانع نفسه " Selfmade

كل عامل جاد في اختصاصه هو صانع لنفسه وكلُّ مَنْ يستطيع التفوق في ناحية ما من النشاط الإبداعي الإنساني الاجتماعي يمكن أن يصير من العظماء إذا اتجه للإبداع في هذا النشاط ورغب فيه .
قد يكون العامل رائداً اجتماعياً إذا أدرك في نفسه ناحية يتميز بها، ويعمل على استغلالها.. كما قد يكون المزارع والطبيب و المعلم والفنان وغيرهم .. إذا عرف كلٌّ منهم تلك الميزة وركزّ جهوده لخدمتها، خاصة أنه في العصر الحديث تغيرت الظروف التي تحيط بالفكر الإنساني نتيجة الثورة الشاملة في كل ما يتعلق بحياة الإنسان وفكره.. إذ مال الناس في القرن العشرين إلى الإيمان بالصفات المكتسبة، والتي صارت في الغالب هي التي تحدد لنا منزلتنا أو حظّنا في الحياة بما صنعناه بأيدينا، بعد أن كانوا في القرون الماضية يميلون إلى الإيمان بالوراثة على أنّها القدر، الذي يَعّين لنا حظّنا في الحياة بما ورثناه من كفايات عن الآباء والأجداد ..
قد يختلف الناس على مستوى الإبداع عند هذا أو ذاك كما قد يختلفون حول بروز الفروق الفردية بين هذا المبدع أو ذاك .. و الهدف هو التركيز على الخيط الجامع بينهم وهو القدرة على صنع النفس في ظروف قاسية كانت في معظمها غير مؤاتية

فالمبدع لا يمكن أن يعبر عن مجتمعه وعصره إلاّ إذا كان ثّمة تفاعل وتأثير إيجابي، بين " أنا " المبدع، و " نحن " المجتمع .. لأن الإبداع الحقيقي دائماً يكون من أجل الآخرين ( المجتمع ) يُلاحظ المرءُ أن الكتابات الحديثة، قد بالغ بعضها في إكبار دور الجماعة والبيئة وأضاف كلَّ شيء إليها وأنكر دور الفرد .. وإذا ذكر فعلى أنه أداة من الأدوات ليس له قوة ولا عمل ولا إرادة.
كما يُلاحظ أن بعضها الآخر قد بالغ - بالعكس - في دور الفرد فأعطاه كلَّ شيء، وألغى دور المجتمع والبيئة كما ألغى السابقون دور الفرد .
وهؤلاء مخطئون كما أخطأ أولئك لأن الفرد قوّة قد تكون عظيمة الأثر أو ضئيلة، لكنها تبقى قوة لها أثرها في تكوين قوة الجماعة .. فليس من الموضوعية أن نجعل الفرد كلَّ شيء و نهمل دور المجتمع ،ولا أن نهمل دور الفرد لنعطي كلَّ شيء للمجتمع .
أن قدرة الإنسان و إيمانه بأنه قادر أن يتجاوز كل الصعوبات و الإرادة والعزم ...هذا ما يصنع منه مبدع و عبقري .. والموهبة هي ثمرة الإرادة و الاستمرار في العمل ....
أن العظمة كامنة في إرادة الإنسان عندما يعقد العزم على أن يكون عظيم الأثر، و المتنبي قال:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم
إن الغاية من وضع هذا الموضوع ،هي إنعاش شعور أن نعيش الحياة في عملٍ وتعلم، واستقطارٍ كامل للوقت الذي نتقن إهداره ..
هذا في الوقت الذي لا نزعم فيه تقديم "وصْفة لــِ ((كيف يُصبح الإنسان عظيماً ؟ )) وإنما أحد الأهداف المنشودة أن تشير إلى درب العظمة ....، لأن من علامات النضج في الإنسان أن يستفيد من تجارب غيره ليختصر الكثير من الوقت الذي يمكن أن يهدره وهو يجرب هذا ويُقلع عن ذاك .. وأن الإنسان لا يحتاج أن يكون موهوباً، خارق الذكاء كي يكون عظيماً ،وإنّما يكفيه أن يكون ذا قلبٍ يقظٍ، وضميرٍ حي، وإرادة مصمّمة ،يشعر أن الحياة لا تكون حياته حقاً، إلاّ إذا أُنفقت في عمل مُتصل من أجل الحرية والحق والعدل، وهنا يضيء قول " فيخته ": " .... أما أن تكون حراً فهذا لا شيء وأما أن تصبْح عظيماً فهذا كل شيء " لأن الإنسان الحقيقي هو مخلوق العمل والإرادة .
كما نطمح من خلال الموضوع ،أن يكون في حياة العظماء أمثال أبن خلدون ..أبو ذر الغفاري ..الجاحظ...فولتير...جبران ...و غيرهم ضوء للشباب الذي لا يرضى من حياته أن يكون ضيفاً أو مستأجراً في هذه الدنيا .
ولا نريد القول: إن الإرادة والعمل، يحققان المستحيل بل نريد القول إنهما يحققان الممكن ولا حدود مرئية لهذا الممكن الذي يمكن أن يصل إليه الإنسان .
و يجب أن نعيش هذه الحياة لنترك فيها أثر تذكره الأجيال ....و أن لا نكون ضيوف ...أو من هؤلاء الذين يتغنوا بعظمة أسلافهم و أجدادهم الذين تركوا للتاريخ ما يذكرهم فيه ... و هذا هو شغلهم الشاغل و نسوا قطار الزمن ....و التاريخ
ليس المقصود الانتقاص من الماضي أو رجاله أو أن ننسى أسلافنا ...لا و ألف لا ...بل المقصود العمل مثلهم أو أحسن ... و لكل زمان رجاله ...

مع أطيب الأمنيات
د: طارق نايف الحجار
د: طارق نايف الحجار
حكيم المنتدى
حكيم المنتدى

عدد المساهمات : 511
تاريخ التسجيل : 08/05/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كن عصامياً و لا تكن عظامياً Empty رد: كن عصامياً و لا تكن عظامياً

مُساهمة من طرف حسام غانم الأحد يونيو 21, 2009 6:03 pm

أخي الحكيم :

استوقفني هذا الموضوع لما فيه محاكاة لواقع لامس حياتنا في محطات كثيرة لا يخلو امرئ منا من وقفة في احداها 00

وربما أضيف لما ذكرت أن نمط العيش والظروف الاجتماعية السائدة قد تلعب دورا كبيرا في التأثير على شخصية الفرد

وجانب العصامية أو العظامية كما ذكرت يتعلق بهذه الظروف لحد كبير 00

ربما صراع الأجيال عبر الحقبة الزمنية التي عاشها الانسان ليومنا هذا وتفاضل كل جيل لأيامه على حساب الجيل الجديد

دون الأخذ بالظروف المعاشية والتطور الحضاري في كل جيل يكون مجحفا شيئا ما 00 ولكن لا ينكر أحدا أن التقدم التكنلوجي والحضاري الذي وصلنا اليه أبعد الكثير من أبنائنا عن التعب أو شق الطريق بالاعتماد على النفس كيف

لا وكل شيئ قد توفر لهم وبأسهل السبل 00فمثلا جهاز الكمبيوتر الذي تعرفنا عليه في سنتنا الثانية في كلية الهندسة تجده الآن بمتناول ابني ابن الرابعة وتجد الاتصال بالانترنت وتنزيل البرامج والالعاب بمتناول ابن السابعة 00

وهذا شيئ ربما يكون طبيعي بمقياس التطور الذي وصلنا له فبي أيامنا هذه 00 قصدت بذلك أنه من متطلبات العصامية

الشعور بتعذر الوصول للهدف فيكون كرد فعل لهذا الوصول بالسعي والتعب حتى يتحقق المراد وعندها نقول أن فلانا

عصاميا أما الجانب الآخر العظامي أو من يعيش على سمعة من سبقوه فأجد هذه الظاهرة في تلاشي في مجتمعاتنا رغم أنها مازالت حاضرة ولكن نظرة الناس الواقعية بكثير من الأماكن أفقدت هذه الخاصية الكثير من بريقها رغم استمراريتها
لدى البعض 00والكلام عام على كل المجتمعات وليس على احداها 00
الموضوع جميل وذو قيمة لذلك عذرا على الاطالة في الرد 00
حسام غانم
حسام غانم
عضو مجلس ادارة
عضو مجلس ادارة

عدد المساهمات : 48
تاريخ التسجيل : 17/05/2009
العمر : 52
الموقع : السعودية

http://hosstar.maktoobblog.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كن عصامياً و لا تكن عظامياً Empty رد: كن عصامياً و لا تكن عظامياً

مُساهمة من طرف محمود زهرة الإثنين يونيو 22, 2009 2:25 am

الموضوع ممتاز وشكرا للدكتور طارق والاستاذ حسام

انني ارى ان العصامية هي الاعتماد على النفس كل حسب الامكانيات المتوفرة لديه والنقطة التي اريد طرحها وهي في غاية الاهمية هي دور الاسرة في تقوية الاعتماد على النفس عند الطفل منذ نعومة اظافره ,يجب على الطفل ان يتعمد على نفسه في حل المشاكل التي تعترضه ويتعلم كيف يتعامل مع اي واقع وينتصر عليه ,يجب تقوية روح الاستقلالية عند الطفل وجعله شخصية مستقلة لها ميزاته وطريقة التفكير الخاصة بها ويجب تدريب الطفل على الاختيار وان يكون مسؤلا عن اختياره. كل هذه المهارات تكسب الطفل ثقة بالنفس ونضجا وحسن تعامل مع ظروفه وانني اكون سعيدا جدا على سبيل المثال عندما ارى طفلي الصغير يرفض لونا معينا للبنطال او نوعا معينا من الحلوى حيث ارى انني وضعت فيه بزرة صغيرة للاستقلالية

مع الاسف ثقافة الاعتماد على النفس غائبة في مجتمعنا فالاهل من يختار للطفل كل شيئ بدء من ملابسه الى اصدقائه الى طعامه الى مشاريعه الى العابه وعندما يكبر يختارون مهنته او فرع الجامعة الذي يدرس وعندما يتزوج يختارون عروسه ........الخ وانا اعرف الكثير من الرجال الذين تتجاوز اعمارهم 35 سنة ولكنه يذهب مع امه لشراء بنطاله وانا صراحة لا الوم مثل هذا الشخص فهو ضحية لاخطاء اهله وهذه الثقافة توارثها الاهل من الحكومات وترسخت عبر سنوات الاستبداد فالحكومة تختار كل شيئ حتى لون العيون .........


الثقافة القاتلة الاخرى في مجتمعنا هي ثقافة العبقري او العظيم وانا اقولها بكل صراحة العبقري او العظيم لا وجود له على الاطلاق انما هو مصطلح وجدته فئة معينة من الاشخاص كي تسهل عملية ركوب الاخرين
نعم يا سيدي الركوب بكل ما لهذه الكلمة من معنى .............. .كل واحد فينا قادر على ان يصبح مثل هذا العبقري المزعوم وكل واحد فينا قادر ان يصبح عظيما ولكن بحاجة الى طريقة تفكير ومنهج عقلي صحيح

انني ارى ان نعزز ثقافة الاعتماد على النفس في اطفالنا وان نعلمهم ان العظيم لا وجود له ونكن قد ادينا دورنا الانساني تجاههم


ولكم شكري

اريد ان اطرح نقطة في غاية الاهمية وهي دور الاسرة في تنمي
avatar
محمود زهرة

كن عصامياً و لا تكن عظامياً >
عدد المساهمات : 574
تاريخ التسجيل : 21/05/2009
العمر : 51

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كن عصامياً و لا تكن عظامياً Empty رد: كن عصامياً و لا تكن عظامياً

مُساهمة من طرف فيصل خليفه الإثنين يونيو 22, 2009 4:34 am

د. طــــــــارق :
عرضت و فصلت و لم تترك لنا شيئاً.

أنا ناقم على من أسميتهم على العظامين ......... ربما لأني شبه عصامي بحكم القدر
و ليس بالفطرة.

شكراً دكتور
فيصل خليفه
فيصل خليفه
عضو مجلس ادارة
عضو مجلس ادارة

عدد المساهمات : 247
تاريخ التسجيل : 08/05/2009
العمر : 57

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كن عصامياً و لا تكن عظامياً Empty رد: كن عصامياً و لا تكن عظامياً

مُساهمة من طرف د: طارق نايف الحجار الخميس يونيو 25, 2009 7:19 am

الأخ حسام
الأخ محمود
الأخ فيصل
أنا شاكر لكم مروركم و كذلك أضافاتكم القيمة ..
تحياتي و أمنياتي الطيبة
د: طارق نايف الحجار
د: طارق نايف الحجار
حكيم المنتدى
حكيم المنتدى

عدد المساهمات : 511
تاريخ التسجيل : 08/05/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كن عصامياً و لا تكن عظامياً Empty رد: كن عصامياً و لا تكن عظامياً

مُساهمة من طرف د: طارق نايف الحجار الثلاثاء يوليو 14, 2009 5:39 am

أرفعه من جديد للنقاش لأنني لاحظت كثير ما يدور الكلام حول هذا الموضوع ..
مع أمنياتي الطيبة للجميع
د: طارق نايف الحجار
د: طارق نايف الحجار
حكيم المنتدى
حكيم المنتدى

عدد المساهمات : 511
تاريخ التسجيل : 08/05/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى