مواضيع مماثلة
في الصباح( قصة من التراث الجديد)
3 مشترك
:: غربة الروح
صفحة 1 من اصل 1
في الصباح
في الصباح
صوت بائع خضار يكسر الصمت وهو يصيح مدللا على خضاره في ذلك الزقاق الضيق المكسو مباني فقيرة محطمة صبغها الوقت بلون رمادي مسود من وقود السيارات .
أيقظني ذلك الصوت من نوم كنت أظن إنه جميل وممتع ولكن الاستيقاظ أعادني إلى واقعي الذي أنا فيه منذ أزل كبير.
الساعة الثامنة ويوما أخر بدء من جديد
حركت أضلعي مبتعدا عن فراشي وتوجهت إلى المغسلة لأمسح النوم من عيني
جميل أن تبدأ يومك والمياه غير موجودة وتغسل وجهك من جردل ماء مخصص للمسح أو لتشرب منه الدواب
صباح جميل أخر قد أتى
المهم تم المشروع ونظفت وجهي وسرحت شعريا وارتديت ثيابي التي يبدو أنها بحاجة لغسيل وكي
خطط اليوم كالمعتاد البحث عن مكان للعمل فيه
لا تنسى أوراق الاعتماد وشهادتك الجامعية التي حصلت عليها منذ فترة خريج جغرافيا وذلك بسبب المفاضلة العامة وما منحتني إياه أجهزة الكمبيوتر شهادة جغرافيا
الغرفة بحاجة إلى توضيب ولكن لماذا فلا يوجد زوار ولا حتى أي جار يسامرني الليل
لنتركها بسلام كما هي فلنا عودة
وأنا أفتح الباب الخارجي وإذ بدراجة عليها صبيان شقيان متمسكين بها تدخل الباب الذي فتحت وتقذف بي إلى الداخل مرة أخرى من دون سابق إنذار أو حتى صراخ من أحد ينبهني (أوعى أوعي )
تمدت على الأرض وتبعثرت أوراقي وفي اللحظة التي كنت أحاول استيعاب ما حدث كان الصبيان يحاولان الفرار مع دراجتهم ولكن سرعة البديهة جعلتني أقفز نحوهما وأمسك بمقبض الدراجة وأحاول الوصول إليهما ولكنهما لاذا بالفرار دون دراجتهم
أمسكت الدراجة وأطلقت الشتائم والسباب عليهما (يا أبن الكلب يا ابن الحرام ) ولم اترك نوع من أنواع الشتائم إلا وصفتهم به وأنا يعتريني الغيظ لأنني لم أمسك يهما
أدخلت الدراجة إلى الداخل وعدت لترتيب أوراقي مرة أخرى ولم يمضي دقائق على الموضوع إلا وسمعت من الخارج زعيق شيء لم أظن للوهلة الأولى انه يخص بشري وحين هممت بالخروج لكي أرى ماذا يحدث تناولني أحدهم من قميصي وسحبني إلى الخارج وإذ به شاب في الثلاثين من عمره يرتدي شروالا ويضع على كتفيه شماغ أحمر ويحمل بيده عصا كبيرة وقبل أن يسألني ماذا حدث سبقته يده إلى وجهي وعصاه إلى ظهري وهو يشتمني ويكيل الضربات واحدة تلو الأخرى ويقول لي ( عامل رجال على شوية ولاد ولالا............. أنا رح علمك كيف تتعدى عا الناس)
وتابع مسيرة يده وعصاه في أنحاء جسدي دون النظر إلى إنه يضرب إنسان ودون معرفة السبب
لذلك المهم لديه أنه يظهر رجولته ويدافع عن أولاده
وبعد تدخل المارة والجيران وقيام الرجال بفكي من بين ذراعيه وتدخل أصحاب الحمية في الزقاق وقاموا بتسليمه الدراجة تخلصت أنا من باقي العقاب الذي قرر إنزاله بي
ولكني أكتسب بعض الجروح والندوب من المعركة الغير متكافئة بيني وبينه مع أنف ينزف وعين مكسوة زرقة وألم في اليدين والرجلين والظهر وبكل مكان في جسدي
بعد فض المشكلة وسماع النصائح من الجيران ( ما لقيت تعلق غير مع أبو كسام بياع المازوت الله يسامحك)
عرفت ماهية غريمي وعرفت ماذا يكون ولكن الأجمل أنني لم ابحث عن كل الذي حدث ولكن الصدف هي من دفع بالآمر ألي دون عناء
وهكذا ضاع نهار أخر وتلته عدة أيام حتى استعدت عافيتي وتعلمت درسا إنني لن أقترب من أحد أو اشتم احد قبل أن أعرف ابن من يكون
وخصوصا بائع مازوت !!!!!!!!!!!!!!!
صوت بائع خضار يكسر الصمت وهو يصيح مدللا على خضاره في ذلك الزقاق الضيق المكسو مباني فقيرة محطمة صبغها الوقت بلون رمادي مسود من وقود السيارات .
أيقظني ذلك الصوت من نوم كنت أظن إنه جميل وممتع ولكن الاستيقاظ أعادني إلى واقعي الذي أنا فيه منذ أزل كبير.
الساعة الثامنة ويوما أخر بدء من جديد
حركت أضلعي مبتعدا عن فراشي وتوجهت إلى المغسلة لأمسح النوم من عيني
جميل أن تبدأ يومك والمياه غير موجودة وتغسل وجهك من جردل ماء مخصص للمسح أو لتشرب منه الدواب
صباح جميل أخر قد أتى
المهم تم المشروع ونظفت وجهي وسرحت شعريا وارتديت ثيابي التي يبدو أنها بحاجة لغسيل وكي
خطط اليوم كالمعتاد البحث عن مكان للعمل فيه
لا تنسى أوراق الاعتماد وشهادتك الجامعية التي حصلت عليها منذ فترة خريج جغرافيا وذلك بسبب المفاضلة العامة وما منحتني إياه أجهزة الكمبيوتر شهادة جغرافيا
الغرفة بحاجة إلى توضيب ولكن لماذا فلا يوجد زوار ولا حتى أي جار يسامرني الليل
لنتركها بسلام كما هي فلنا عودة
وأنا أفتح الباب الخارجي وإذ بدراجة عليها صبيان شقيان متمسكين بها تدخل الباب الذي فتحت وتقذف بي إلى الداخل مرة أخرى من دون سابق إنذار أو حتى صراخ من أحد ينبهني (أوعى أوعي )
تمدت على الأرض وتبعثرت أوراقي وفي اللحظة التي كنت أحاول استيعاب ما حدث كان الصبيان يحاولان الفرار مع دراجتهم ولكن سرعة البديهة جعلتني أقفز نحوهما وأمسك بمقبض الدراجة وأحاول الوصول إليهما ولكنهما لاذا بالفرار دون دراجتهم
أمسكت الدراجة وأطلقت الشتائم والسباب عليهما (يا أبن الكلب يا ابن الحرام ) ولم اترك نوع من أنواع الشتائم إلا وصفتهم به وأنا يعتريني الغيظ لأنني لم أمسك يهما
أدخلت الدراجة إلى الداخل وعدت لترتيب أوراقي مرة أخرى ولم يمضي دقائق على الموضوع إلا وسمعت من الخارج زعيق شيء لم أظن للوهلة الأولى انه يخص بشري وحين هممت بالخروج لكي أرى ماذا يحدث تناولني أحدهم من قميصي وسحبني إلى الخارج وإذ به شاب في الثلاثين من عمره يرتدي شروالا ويضع على كتفيه شماغ أحمر ويحمل بيده عصا كبيرة وقبل أن يسألني ماذا حدث سبقته يده إلى وجهي وعصاه إلى ظهري وهو يشتمني ويكيل الضربات واحدة تلو الأخرى ويقول لي ( عامل رجال على شوية ولاد ولالا............. أنا رح علمك كيف تتعدى عا الناس)
وتابع مسيرة يده وعصاه في أنحاء جسدي دون النظر إلى إنه يضرب إنسان ودون معرفة السبب
لذلك المهم لديه أنه يظهر رجولته ويدافع عن أولاده
وبعد تدخل المارة والجيران وقيام الرجال بفكي من بين ذراعيه وتدخل أصحاب الحمية في الزقاق وقاموا بتسليمه الدراجة تخلصت أنا من باقي العقاب الذي قرر إنزاله بي
ولكني أكتسب بعض الجروح والندوب من المعركة الغير متكافئة بيني وبينه مع أنف ينزف وعين مكسوة زرقة وألم في اليدين والرجلين والظهر وبكل مكان في جسدي
بعد فض المشكلة وسماع النصائح من الجيران ( ما لقيت تعلق غير مع أبو كسام بياع المازوت الله يسامحك)
عرفت ماهية غريمي وعرفت ماذا يكون ولكن الأجمل أنني لم ابحث عن كل الذي حدث ولكن الصدف هي من دفع بالآمر ألي دون عناء
وهكذا ضاع نهار أخر وتلته عدة أيام حتى استعدت عافيتي وتعلمت درسا إنني لن أقترب من أحد أو اشتم احد قبل أن أعرف ابن من يكون
وخصوصا بائع مازوت !!!!!!!!!!!!!!!
زياد جميل القاضي- عضو مجلس ادارة
-
عدد المساهمات : 441
تاريخ التسجيل : 09/05/2009
العمر : 53
الموقع : http://kalmelia.blogspot.com/2009/04/blog-post_23.html
رد: في الصباح( قصة من التراث الجديد)
شكراً أخ زياد على نشر هذه القصة الطريفة والمؤسفة
إنما أردتُ أن أقول
ليست الشجاعة بالتغلب على كتلة عضلية ضخمة
إنما الشجاعة في نشر هذه الحادثة أمام الناس
شكرا لك
علنا نتعظ
د. نسيم نصر- عدد المساهمات : 17
تاريخ التسجيل : 25/05/2009
رد: في الصباح( قصة من التراث الجديد)
دكتور نسيم كل التحية
اتقدم منك بالشكر الكبير ولكن أود لفت النظر أن القصة ليست من الواقع ولم تحدث معي شخصيا ولكنني أحب أحيانا كتابة بعض الخواطر القصصية التي يمكنني من خلالها أن أمرر فكرة
والحقيقة أن كلماتك جميلة بأن تقول أن الشجاعة في نشر القصة والحقيقة نعم الشجاعة بأن نخبر ماذا يحدث معنا من تجارب هذا صحيح
أشكرك مرة أخرى
اتقدم منك بالشكر الكبير ولكن أود لفت النظر أن القصة ليست من الواقع ولم تحدث معي شخصيا ولكنني أحب أحيانا كتابة بعض الخواطر القصصية التي يمكنني من خلالها أن أمرر فكرة
والحقيقة أن كلماتك جميلة بأن تقول أن الشجاعة في نشر القصة والحقيقة نعم الشجاعة بأن نخبر ماذا يحدث معنا من تجارب هذا صحيح
أشكرك مرة أخرى
زياد جميل القاضي- عضو مجلس ادارة
-
عدد المساهمات : 441
تاريخ التسجيل : 09/05/2009
العمر : 53
الموقع : http://kalmelia.blogspot.com/2009/04/blog-post_23.html
متابعة قصة في الصباح
بعد أيام من تلك المشكلة وبعد اختفاء اثار الزرقة في عيني قررت اعادة الخروج بحثا عن عمل
حين خرجت يومها ابتعدت عن الباب قدر المستطاع وفتحته بهدوء وخرجت بروية
لم تباغتني اية دراجة هذه المرة ولا بياع المازوت
خرجت الى الزقاق ونظرت يمينا ويسارا وكان الزقاق مكتظا بشتى انواع الحياة وهذا شيء دائما يلفت نظري
بجانب كل باب بيت يوجد حياة بالملايين منها ما يطير ومنها ما يحوم ومنها ما يزحف فوق اكياس القمامة من حشرات حية تعج حياة
اكياس لا يمكن ابقاءها مغلقة بسبب قطط الحي الشرسة الجائعة دائما تبحث عما يمكن ان تجده بقمامة هؤلاء الفقراء
والقطط بزقاقنا كثيرة وهزيلة تمشي تتلوى ووتتمايل كعارضات ازياء على لوح خشبي ومنها من تعرج ومنها من تقفز ومنها من تطير بالسماء وطبعا ليس بسبب خصوصية الطيران بقططنا ولكن بسبب ركلة قدم من احد اطفال الحي الذين يتسمون بكل انواع الحياة والطفولة
صبية الحي الاكثر حياة في زقاقنا
بعضهم بشعر واخرون بدون
منهم بلباس تحتي ومنهم بلا يسيرون مطلقين للهواء والمارة محاكات عوراتهم وهذه الموضة بزقاقنا صبية بدون لباس تحتي فقط كنزة نصف ممزقة وكثيرة التلوين بانواع البقع ( فقر الحال قاس والنساء تلتهي بالكلام وانقطاع الكهرباء وقلة الرفاهية يولد بحث عن السعادة تنتج اطفالا بعدها )
وصبية اخرون يلعبون بكرة من اقمشة او علبة مياه معدنية فارغة او حتى وعاء قمامة احدهم (ويا ويل يلي صاحب تنكة الزبالة بيمسكو عم يلعبلو فيها)
في زقاقنا الكل يحمي (تنكة الزبالة ) خاصته ويدافع عنها بشراسة واحيانا يعلمونها كي لا تسرق واحيانا تبدأ مشكلة كبيرة من أجلها
الحياة كثيرة ولا تنسى الجرذان في حينا جرذان تقف لها القطط باحترام وتبتعد عن طريقها لشراستها وضخامة حجمها وهي تأتي من خلف الزقاق من النهر العذب الذي يسير خلف الزقاق وتتدفق مياهه من كل حدب وصوب وكل مجرور في المدينة (نهر قليط)
ومنه يمكن ان نستخرج انواع حياة لا تحصى
ولا تنسى الكلاب الله يعزكم
والخيول (جحاش طبعا مش خيول) التي تجر عربات الخضار والقمامة والخضار وأهم شيء بائع البطيخ بالصيف ولن اذكر بائع المازوت لان سيرته تعيد الي ذكريات مريرة
اسير في الزقاق محاولا الابتعاد عنه وبسرعة وحذر خوفا من بقعة ماء عطرة او ماء يسقط من احد البيوت او مصرف لاحد الشرفات او دراجة او او او او هناك الكثير من المعوقات
اصل الى نهاية الزقاق ويبدأ الشارع العام لمنطقتنا الغنية بازقة كثيرة كزقاقنا وهو أكثر مناطق الحي غنى ورفاهية ومتى استطيع للسكن فيه وهجرة الزقاق الفرعي
هنا تكون الحركة اكبر واخطر بزيادة السيارات عن كل ما ذكرت سابقا ووجود سائقين من الطراز الاول في المنطقة يد على عجلة القيادة ويد على المنبه (زمووور) وسيجارة في الفم وضغط على دواسة الوقود لرفع صوت محرك السيارة لزيادة الرعب بنفوس المارة الذين لا يبتعدون من امام السيارات وكأنهم يتمنون لو ان السيارة تدهسهم كي يتخلصو من الحياة او يقبضو تعويض عن اضرارهم تبقيهم بعيدين عن العمل لفترة من الوقت ان كانوا يمتلكون عملا اصلا
الان جاء وقت البحث عن وسيلة نقل لوسط العاصمة وهي (السرفيس ) اليوم صيفي بجدارة والحر بدأ منذ الصباح والمنتظرون كثيرون لكي يصل سرفيس
بدأت الجموع تتحرك بسرعة وتتناثر على جوانب الطريق والقفز بدأ واصوات علت في كل مكان وفجأة تركض الجموع في لحظة واحدة معلنة قدوم سرفيس جديد اركض بسرعة وحاور الجميع وحاول الوصول الى مقبض باب السرفيس فمن يمسك المقبض استولى على مكان جيد فيه ها احدهم قفز داخل النافذة وحجز المقعد الاخير والسرفيس لم يقف بعد هاه هناك من رمى اكياس من النافذة وهو يركض ووضعها على كرسي مزدوج لحجزها يبدو معه احد والسرفيس ما زال يسير ويترنح يمينا ويسارا محاولا الوصول الى الموقف الرسمي وعدم الوقوف بوسط الشارع لان سائقه اصبح الان من اشد مطبقي النظام وهو لا يقصد العبث بالركاب ولا مناحرتهم قبل الوقوف وهو يطلق السباب والشتائم من فمه ويطلق الزمور ويصيح الى الموقف يا بقر الى الموقف ابتعدوا وانا خارج العمل لدي مدرسة
اخيرا بعد عدة نعرات وعدة ضربات ودعسات الاحذية فوق الاحذية وعدة هزات للجسد وتبعثر الشعر في الرأس وفك ازارار القميص وخروجه من تحت البنطال وصد ورد وقف السرفيس معلنا انتهاء مشوار الركض وبدء مهمة الدفع التي نقوم بها من اجل الدخول الى داخله ولكن السائق يعلن عدم تحركه وانه مرتبط بطلاب مدرسة ولن يأخذ الركاب معه
تقف الجموع وهي تود لو تلقي السائق ارضا وتودسه باقدامها ويطلق بعض الاشخاص سبابا وشتائم ولكن قدوم سرفيس اخر يجعل الجميع يتركونه ويرتحلون عنه لمعاودة الكرة مرة اخرى بنفس الرتم والطريقة ولكن بتبديل الاماكن بين الاشخاص فمن كان عند الباب اصبح يركض في الخلف ومن وصل اولا اصبح اخرا
وهكذا لمدة الساعة واحيانا اكثر تستمر هذه المعركة كل صباح حتى تبدأ زحمة الموظفين تخف لتصبح الامور أهدء قليلا
وهكذا استطعت اليوم امتطاء صهوة احد السرافيس وكانت لدي اليوم الافضلية بالجلوس بجانب قائد المهمة أخي السائق المحترم ولكن ليس وهو خلف المقود
يتبع
حين خرجت يومها ابتعدت عن الباب قدر المستطاع وفتحته بهدوء وخرجت بروية
لم تباغتني اية دراجة هذه المرة ولا بياع المازوت
خرجت الى الزقاق ونظرت يمينا ويسارا وكان الزقاق مكتظا بشتى انواع الحياة وهذا شيء دائما يلفت نظري
بجانب كل باب بيت يوجد حياة بالملايين منها ما يطير ومنها ما يحوم ومنها ما يزحف فوق اكياس القمامة من حشرات حية تعج حياة
اكياس لا يمكن ابقاءها مغلقة بسبب قطط الحي الشرسة الجائعة دائما تبحث عما يمكن ان تجده بقمامة هؤلاء الفقراء
والقطط بزقاقنا كثيرة وهزيلة تمشي تتلوى ووتتمايل كعارضات ازياء على لوح خشبي ومنها من تعرج ومنها من تقفز ومنها من تطير بالسماء وطبعا ليس بسبب خصوصية الطيران بقططنا ولكن بسبب ركلة قدم من احد اطفال الحي الذين يتسمون بكل انواع الحياة والطفولة
صبية الحي الاكثر حياة في زقاقنا
بعضهم بشعر واخرون بدون
منهم بلباس تحتي ومنهم بلا يسيرون مطلقين للهواء والمارة محاكات عوراتهم وهذه الموضة بزقاقنا صبية بدون لباس تحتي فقط كنزة نصف ممزقة وكثيرة التلوين بانواع البقع ( فقر الحال قاس والنساء تلتهي بالكلام وانقطاع الكهرباء وقلة الرفاهية يولد بحث عن السعادة تنتج اطفالا بعدها )
وصبية اخرون يلعبون بكرة من اقمشة او علبة مياه معدنية فارغة او حتى وعاء قمامة احدهم (ويا ويل يلي صاحب تنكة الزبالة بيمسكو عم يلعبلو فيها)
في زقاقنا الكل يحمي (تنكة الزبالة ) خاصته ويدافع عنها بشراسة واحيانا يعلمونها كي لا تسرق واحيانا تبدأ مشكلة كبيرة من أجلها
الحياة كثيرة ولا تنسى الجرذان في حينا جرذان تقف لها القطط باحترام وتبتعد عن طريقها لشراستها وضخامة حجمها وهي تأتي من خلف الزقاق من النهر العذب الذي يسير خلف الزقاق وتتدفق مياهه من كل حدب وصوب وكل مجرور في المدينة (نهر قليط)
ومنه يمكن ان نستخرج انواع حياة لا تحصى
ولا تنسى الكلاب الله يعزكم
والخيول (جحاش طبعا مش خيول) التي تجر عربات الخضار والقمامة والخضار وأهم شيء بائع البطيخ بالصيف ولن اذكر بائع المازوت لان سيرته تعيد الي ذكريات مريرة
اسير في الزقاق محاولا الابتعاد عنه وبسرعة وحذر خوفا من بقعة ماء عطرة او ماء يسقط من احد البيوت او مصرف لاحد الشرفات او دراجة او او او او هناك الكثير من المعوقات
اصل الى نهاية الزقاق ويبدأ الشارع العام لمنطقتنا الغنية بازقة كثيرة كزقاقنا وهو أكثر مناطق الحي غنى ورفاهية ومتى استطيع للسكن فيه وهجرة الزقاق الفرعي
هنا تكون الحركة اكبر واخطر بزيادة السيارات عن كل ما ذكرت سابقا ووجود سائقين من الطراز الاول في المنطقة يد على عجلة القيادة ويد على المنبه (زمووور) وسيجارة في الفم وضغط على دواسة الوقود لرفع صوت محرك السيارة لزيادة الرعب بنفوس المارة الذين لا يبتعدون من امام السيارات وكأنهم يتمنون لو ان السيارة تدهسهم كي يتخلصو من الحياة او يقبضو تعويض عن اضرارهم تبقيهم بعيدين عن العمل لفترة من الوقت ان كانوا يمتلكون عملا اصلا
الان جاء وقت البحث عن وسيلة نقل لوسط العاصمة وهي (السرفيس ) اليوم صيفي بجدارة والحر بدأ منذ الصباح والمنتظرون كثيرون لكي يصل سرفيس
بدأت الجموع تتحرك بسرعة وتتناثر على جوانب الطريق والقفز بدأ واصوات علت في كل مكان وفجأة تركض الجموع في لحظة واحدة معلنة قدوم سرفيس جديد اركض بسرعة وحاور الجميع وحاول الوصول الى مقبض باب السرفيس فمن يمسك المقبض استولى على مكان جيد فيه ها احدهم قفز داخل النافذة وحجز المقعد الاخير والسرفيس لم يقف بعد هاه هناك من رمى اكياس من النافذة وهو يركض ووضعها على كرسي مزدوج لحجزها يبدو معه احد والسرفيس ما زال يسير ويترنح يمينا ويسارا محاولا الوصول الى الموقف الرسمي وعدم الوقوف بوسط الشارع لان سائقه اصبح الان من اشد مطبقي النظام وهو لا يقصد العبث بالركاب ولا مناحرتهم قبل الوقوف وهو يطلق السباب والشتائم من فمه ويطلق الزمور ويصيح الى الموقف يا بقر الى الموقف ابتعدوا وانا خارج العمل لدي مدرسة
اخيرا بعد عدة نعرات وعدة ضربات ودعسات الاحذية فوق الاحذية وعدة هزات للجسد وتبعثر الشعر في الرأس وفك ازارار القميص وخروجه من تحت البنطال وصد ورد وقف السرفيس معلنا انتهاء مشوار الركض وبدء مهمة الدفع التي نقوم بها من اجل الدخول الى داخله ولكن السائق يعلن عدم تحركه وانه مرتبط بطلاب مدرسة ولن يأخذ الركاب معه
تقف الجموع وهي تود لو تلقي السائق ارضا وتودسه باقدامها ويطلق بعض الاشخاص سبابا وشتائم ولكن قدوم سرفيس اخر يجعل الجميع يتركونه ويرتحلون عنه لمعاودة الكرة مرة اخرى بنفس الرتم والطريقة ولكن بتبديل الاماكن بين الاشخاص فمن كان عند الباب اصبح يركض في الخلف ومن وصل اولا اصبح اخرا
وهكذا لمدة الساعة واحيانا اكثر تستمر هذه المعركة كل صباح حتى تبدأ زحمة الموظفين تخف لتصبح الامور أهدء قليلا
وهكذا استطعت اليوم امتطاء صهوة احد السرافيس وكانت لدي اليوم الافضلية بالجلوس بجانب قائد المهمة أخي السائق المحترم ولكن ليس وهو خلف المقود
يتبع
زياد جميل القاضي- عضو مجلس ادارة
-
عدد المساهمات : 441
تاريخ التسجيل : 09/05/2009
العمر : 53
الموقع : http://kalmelia.blogspot.com/2009/04/blog-post_23.html
رد: في الصباح( قصة من التراث الجديد)
صور من حياتنا نكاد ننساها
زياد جميل القاضي- عضو مجلس ادارة
-
عدد المساهمات : 441
تاريخ التسجيل : 09/05/2009
العمر : 53
الموقع : http://kalmelia.blogspot.com/2009/04/blog-post_23.html
رد: في الصباح( قصة من التراث الجديد)
الكتابة تحتاج إلى قلم وورقة
فمأحوجنا إلى القلم والورقة
تشكر أخ زياد على ماتنغمه لنا
فمأحوجنا إلى القلم والورقة
تشكر أخ زياد على ماتنغمه لنا
مجد الصفدي- عدد المساهمات : 51
تاريخ التسجيل : 23/06/2009
العمر : 42
الموقع : دمشق العروبة
رد: في الصباح( قصة من التراث الجديد)
نجيب تحياتي لك ولمرورك
وشكرا لتعليقك
وشكرا لتعليقك
زياد جميل القاضي- عضو مجلس ادارة
-
عدد المساهمات : 441
تاريخ التسجيل : 09/05/2009
العمر : 53
الموقع : http://kalmelia.blogspot.com/2009/04/blog-post_23.html
:: غربة الروح
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى