ماذا فعل العرب للحضارة الانسانية ؟
ماذا فعل العرب للحضارة الانسانية ؟
منذ ان كنا صغار تعلمنا او علمونا ان مساهمات العرب في الحضارة مساهمات عظيمة حتى اصبح الواحد منا يتخيل ان كل ما توصلت له البشرية من تكنولوجيا وتقدم هو من انجاز العرب او ان للعرب باع طويل فيه ولكنني بعد فترة التمحيص والقراءة والمتابعة في انجازات العرب توصلت للنقاط التالية
اولا ما قدمه العرب للانسانية هو نتاج اسلامي وليس عربي حيث ان كثيرا من العلماء والمفكرين ينحدرون من اصول غير عربية مثل الفارسية والتركية ولكن العرب حاولوا ان يصبغوا الانتاج الاسلامي بالصبغة العربية حتى ان القادة العسكريين غير العرب الصقوا بهم صفة العروبة فلى سبيل المثال علمونا القائد العربي صلاح الدين الايوبي وهو ليس عربيا وكذلك طارق بي زياد وخطبته المشهورة باللغة العربية الفصحى مع انه كان بربريا لا يجيد اللغة العربية واذا تكلم العربية فسوف يكون مثل الهنود الذين يتحدثون العربية في وقتنا الحاضر ولكن ماهو السبب في محاولة طمس الهوية لهؤلاء القادة والاحداث واسدال صفة العروبة عليهم ؟سؤال محير بالنسبة لي
ثانيا ان ما قدمته الحضارة العربية الاسلامية للحضارة الانسانية يكادينحصر في عملية النقل والترجمة حيث ترجمت كتب ومؤلفات كثيرة من والى اللغة العربية اما الادب العربي فلا يعتبر مساهمة للحضارة الانسانية فلكل امة ادبها
ثالثا يمكن القول في سبيل الانصاف ان العرب والمسلمون قدموا للحضلرة الانسانية علمين كبيرين ونجمين ساطعين ما زالت علومها تدرس حتى الوقت الحاضر هما العالم الكبير ابن رشد الاندلسي البربري المتوفي سنة 1198 م والذي قال عنه علماء الغرب ما قالوا واضع اسس علم الفلسفة الحديث والعالم الامازيعي الكبير ابن خلدون والمتوفي سنة 1406 م مؤسس علم الاجتماع والذي يقال عنه انه ابتكر وصنع فلسفة للتاريخ من اعظم ما توصل اليه الفكر الانساني في مختلف العصور والامم
ولكن مع الاسف فكثير من العرب في الوقت الحاضر لا يعرف عن هذين العالمين الا ما ندر واني ارجو من كل من قرا مقالي هذا ان يرجع الى صفحات التاريخ ويقرا عنهما في سبيل الانصاف والحق
اخيرا ان ما تعلمناه عن مساهمات العرب والمسلمين في الحضارة الانسانية مبالغ فيه ونحن بحاجة لوقفة صدق وتامل عسانا ان نزيل الغشاوة التي مكثت امام عيوننا لقرون طويلة لا لشيئ الا من اجل ان نتعلم طريقة التفكير والبحث العلمي علنا نستطيع ان نزهر ذات ربيع ولكم الشكر
محمود زهرة-
عدد المساهمات : 574
تاريخ التسجيل : 21/05/2009
العمر : 51
رد: ماذا فعل العرب للحضارة الانسانية ؟
تحية و بعد
الموضوع هام جداً .. و شائك جداً يا صديقي .. و لكي نخوض مثل هذا النقاش يجب أن نكون في غاية الحذر ...مع أنني مؤمن بأن الحضارة لا تأتي من الصحراء ..وأنما تأتي من بلاد الماء ..الذي هو الحياة مثل بلاد الرافدين و بلاد النيل ...إلا أن كثير من الحقائق لا نستطيع المجاهرة فيها لأنها ستجد معارضة كبيرة !!!
رغم هذا لا بد من أن نناقش هذا الموضوع و السؤال الأهم ..ماذا نقدم للحضارة في عصر التكنولوجيا...؟
عندما رفض الزعيم مسعود برازاني الكردي العراقي عروبة و إسلامية العراق ..مع العلم أنه مسلم ..استغربت هذا كثيرا.. و فكرت كيف هذا و العراق عربي !!! و بعد أن قرأت مقالة للكاتب صلاح الدين محسن حول هذا الموضوع ..وجدت أن موقفه و انتقاده أن يكون العراق جزءً من الأمة العربية ..محق ..و فيه وجهة نظر صحيحة ..يقول الكاتب : إن مثل ذاك الموقف هو جدير بالتحية والاحترام ، وهو ليس وحسب من حق و واجب البرازاني وحده .. وإنما ذاك الموقف هو حق و واجب كل المؤرخين والمتحضرين و المثقفين بالعالم أجمع ..
فالقول بأن العراق هو شيء آخر غير أن يكون العراق هو العراق .. هو مسخرة تاريخية ، ومهزلة حضارية ..
إذ كيف ينسب بلد هو في مقدمة البلاد التي هي مهد للحضارة الإنسانية إلي أمة أخرى وقومية أخرى ، أيا كانت تلك الأمة .. ؟!!
كيف ينسب البلد الذي قامت علي أرضه حضارات – بابل ، وآشور، وسومر – إلي أمة أخرى ؟!!
إن العراق بلد .. حضارة علمت الإنسان الزراعة ، وعلمت الإنسان الكتابة ، وبناء الجسور المعلقة لأول مرة في التاريخ ..و .. و .. الخ
ماذا قدم العرب للعراق يستحق أن ينسب العراق نفسه وينسب العراقيون بلدهم العريق إلي العرب وقومية العرب وجهل العرب ؟!!
لم يقدم العرب للعراق أكثر مما قدمه المغول والتتار .. قدم لهم الحجاج الذي شتم العراق وشعب العراق – صانع الحضارة ! – علي المنبر ووصفه بأسوأ الصفات وأعمل فيهم المجازر هو ومقبله ومن بعده – كسفاح الدولة العربيةالإسلاميةالعباسية .. -، نعم شتم الحجاج شعب العراق مثلما شتم عمرو بن العاص شعب مصر وأهانه – نساؤهم لعب ورجالهم خنع ، وشعبها لمن غلب _ ..!
أما أية مباني في العراق منسوبة لما يسمي حضارة عربية إسلامية أو غيرها فهي من بناءْ أيادي شعب العراق ، لأن العرب حتى الآن لا يعرفون سوي بناء الخيمة أما الأبنية المقامة الآن ببلادهم قصور أو مطارات فهي انجاز شركات ومهندسين غربيين ، وكذلك الحال بمصر ، أية مباني منسوبة لما يسمي كذبا ودجلا حضارة عربية إسلامية هي من بناء المصريين لأنهم بناة حضارة وحتى الآن كثير من المنشآت القائمة في بلاد عربية هي تنفيذ شركات مقاولات مصرية ..
أما انجازات العرب في العراق فقد كانت الهبايا والهدايا التي كان يبعثرها الخليفة العربي على الغواني والشعراء والغلمان وبناء القصور.
مسعود برازاني بموقفه ذاك يقول : هنا العراق .. ، بلد بابل ،
وآشور وسومر ، بلد الحضارة ، واحدة من الحضارات الكبرى التي علمت البشرية .. هنا العراق بلد النهرين .... من لا يحترم تاريخ بلده العريق في الحضارة ولا يحترم هوية وطنه ويريد أن ينسبه إلي أمة أخرى لا يستحق أن يشرب من نهر الوطن ولا يستحق أن يحيا فوق ترابه ..
أما الكتور كامل نجار ..يقول في أحدى مقالاته :
قبل أن يأتي الإسلام كان العرب العاربة من القحطانيين وحِمْير وقضاعة يسكنون جنوب الجزيرة العربية وكانوا يعرفون القراءة والكتابة التي سماها علماء الأنثروبولجي " المسند "، وكانت لهم حضارة متقدمة سمحت لهم بإقامة ممالك سبأ وحضرموت وغيرها، وبنوا سد مأرب وعبدوا الطرق. وكان جزء من العرب العاربة (بنو المنذر) قد سكنوا منطقة الحيرة. ومع أن منطقة الحيرة كانت تحت سيطرة الفرس، إلا أن المسيحية ومعها القراءة والكتابة وجدت طريقها إليها من الهلال الخصيب الذي كان قد أصبح جزءاً من إمبراطورية الروم المسيحية. ولكن منطقة الحجاز وتهامة سكنهما العرب المستعربة من البدو الذين لم يعرفوا حياة الاستقرار أو تعلم القراءة أو الكتابة. غير أن منطقة مكة والمدينة عرفت الاستقرار والقراءة والكتابة. ويقال أن أول من تعلم الكتابة من قريش سفيان بن أمية بن عبد شمس وأبو قيس بن منان، وتعلم منهم قيلان بن سلمة الثقفي. وعند دخول الإسلام كان في قريش سبعة عشر رجلاً كلهم يكتبون، وكذلك بعض النساء مثل الشفاء بنت عبد الله العدوية، من رهط عمر بن الخطاب الذي طلب منها تعليم ابنته حفصة القراءة (البلاذري ص 527). وكانت لقريش قبل الإسلام أوزانها التي أقرها عليها الإسلام، فكان عندهم الرطل والأوقية، وكان الرطل اثنتي عشرة أوقية والأوقية أربعين درهماً. بل كانوا يعرفون الأوزان الدقيقة، فكان وزن الشعيرة يساوي واحد من الستين من وزن الدرهم (الجرام)، وهو نفس الوزن الإنكليزي الحديث. فما الذي حدث لهذه الحضارة الواعدة فجعلها تتقهقر إلى الوراء؟
أما في العلوم الطبيعية، فقد ظهر من المسلمين أطباء أمثال ابن سينا الذي نقل ترجمة كتاب جالينوس في الطب ولم يزد فيه كثيراً.
وكذلك ظهر الفارابي وابن زهر الذي أوصى بمعالجة التراكوما بالجراحة، وابن النصيح الذي اهتم بتشريح القلب. ولكن مشكلة الطب مع الإسلام أن الإسلام يُحرّم تشريح الجثث، والطب لا يتقدم إلا بالتشريح لمعرفة مكان وتركيب الأعضاء ومعرفة أسباب الوفاة حتى يتعلم الأطباء كيف يشخصون المرض الذي أودى بحياة المريض. ولذلك لم يقدم العرب أو الإسلام إكتشافات تذكر في الطب، حتى في عصرنا هذا. ونبغ في الفلك علماء مثل ابن حزم ( 456 هجرية) الذي قال بكروية الأرض، فعارضه علماء الدين واتهموه بالكفر، ولذلك لم يتقدم علم الفلك كثيراً عما كان يعرفه اليونانيون، خاصة إذا عرفنا أن كروية الأرض قد عرفها أعضاء جمعية فيثاغورس في اليونان قبل حوالي مائتي عام قبل الميلاد. فالمسلمون كانوا يعتقدون بأن الأرض مسطحة وأن ذا القرنين قد سار حتى بلغ مغرب الشمس ووجدها تغرب في عين حمئة. ومن المتأخرين ظهر ياقوت الحموي (1228م) فألف كتاب "معجم البلدان" الذي يتكلم عن الجغرافيا وصورة الأرض وقال إنها كروية. ولكن كان الإغريق والرومان قد سبقوه في ذلك ورسموا خرائط دقيقة للعالم المعروف وقتها. وظهر كذلك البيروني (1049م) وابتكر طريقة جديدة لقياس محيط الأرض. وربما يكون أهم ما قدم المسلمون للحضارة هو علم النباتات واستخراج الأدوية منها، وكان ابن البيطار (646 هجرية ) من أوائل الذين نبغوا فيها وألف كتاب "الجامع لمفردات الأدوية" الذي وصف فيه 1400 نوع من أنواع النباتات والعقاقير. وأما في علم الحساب فقد قدم جابر بن حيان علم الجبر، وأبو بكر الخوارزمي (847م) وضع أساس علم اللوغريثمات، وعمر الخيام (1121م) طور علم الجبر إلى درجة عالية وحل المعادلات من الدرجة الثالثة. ونصر الدين الطوسي (1273م) طور علم المثلثات الذي كان قد ابتدأه فيثاغورس اليوناني. أما ما يقوله المسلمون من أنهم اخترعوا الصفر الذي أدى إلى ثورة في علم الحساب، فقول ليس به من الصواب شيء. فالصفر قد اخترعه الهنود وظل مستعملاً عندهم لزمن طويل حتى دخل المسلمون الهند واكتشفوا الصفر فنقلوه إلى العربية، ومن ثم تعلمته أوربا من العرب، فطورت الأرقام الرومانية التي كان ينقصها الصفر.
وفي الأندلس حاول عباس بن فرناس الطيران، فغطى جسمه بالحرير الذي ألصق عليه كمية كبيرة من الريش وجعل لنفسه جناحين وألقى بنفسه من على جبل شاهق، فمات. ورغم موته فقد هاجمه علماء المسلمين لأنه حاول تقليد قدرة الله الذي جعل الطيران للطيور فقط.
ويلاحظ القارئ هنا أن كل الأسماء التي سبق ذكرها هي أسماء غير عربية، وأن أعظم المفكرين والعلماء من بلاد فارس، وهذا ما حدا بابن خلدون إلى أن يقول: "من الغريب الواقع أن حَمَلة العلم في الملة الإسلامية أكثرهم العجم، وليس في العرب حملة علم، لا في العلوم الشرعية ولا في العلوم العقلية، إلا في القليل النادر. وإن كان منهم العربي في نسبه، فهو أعجمي في لغته ومرباه ومشيخته، مع أن الملة عربية، وصاحب شريعتها عربي. والسبب في ذلك أن الملة في أولها لم يكن فيها علم ولا صناعة؛ لمقتضى أحوال السذاجة والبداوة؛ وإنما أحكام الشريعة التي هي أوامر الله ونواهيه، كان الرجال ينقلونها في صدورهم." وواضح مما تقدم أن العرب لم يقدموا أي شئ يذكر للحضارة رغم بدايتهم المبشرة التي ظهرت بوادرها في قريش وفي جنوب الجزيرة. فهل يمكن للعرب والمسلمين أن يقدموا للحضارة شيئاً حتى في عصر الثورة المعلوماتية هذا؟ وأظن الجواب يكون بالنفي !!!!و هذا مؤسف جداً و أكتفي بهذا القدر مما كتبه الدكتور نجار ..لكي لا ندخل في طرق مسدودة...و النفاش يصبح عندها بدون جدوة ... و كي لا نخترق شروط هذا المنتدى..
مع أطيب الأمنيات
د: طارق نايف الحجار- حكيم المنتدى
- عدد المساهمات : 511
تاريخ التسجيل : 08/05/2009
رد: ماذا فعل العرب للحضارة الانسانية ؟
لا أعرف جواب لها وسأعمل على القراءة عنها وربما أعود للمشاركة أكثر
شكري للصديق محمود على هذه النافذه الجميلة وشكر للحكيم على بعض التوضيح
زياد جميل القاضي- عضو مجلس ادارة
-
عدد المساهمات : 441
تاريخ التسجيل : 09/05/2009
العمر : 53
الموقع : http://kalmelia.blogspot.com/2009/04/blog-post_23.html