قرى النمل وأرض اللاعودة

في مثل هذا اليوم منذ ستة وثلاثين عاماً شهد الفقر ميلاد فم جديد

وشهدت أمي أول نزف لها في حياتها فالولادة لم تكن سهلة في ذلك المشفى

حيث القطط والجرذان تلقى معاملة أطيب من المرضى

كثيراً من الدم تخسر لكن سلامة مولودها تهمها أكثر

أخذت ترضعه لبانها وصار عَالمها الأكبر ولكنها لم تعطه اللقاحات اللازمة

في كل زيارة كانوا يقولون لها ليس له اسما لدينا ..!

و في نهاية السنة الثانية كادت الحصبة الألمانية تزفّه إلى مثوى جده لولا العناية الإلهية وبسملة الجدة

كبر الصبيُّ الشقيُّ وصار جرحاً بحجم البحر يدور في الأزقّة والحواري

ولا من قاطع نزيف ولو بالكلام فقط

فتلك القرية كانت تتكلّم بشراهة محبّبة عند الولادة

وفي سنِّ الثامنة عشر علّموها أن تضع القطن في فمها وفي أذنيها في غضون دقيقة من كتاب (( تعلّمْ الصمتَ في خمس جلدات فقط ))

وعاش بين النمل نمل ذكر سئم طريقته في جمع القمح والقش ورهاب البلل الدائم

حيث الخسائر تهمل على كثرتها وحيث كل نملة مجرد رقم

وإيقاع الروتين الثابت والأوكسجين المحدد باللترات والطعام المقنّن

فقرّر أن يصبح إنساناً ويشارك بجعل البلاد لا حدود للشمس فيها

ولا حدود للهواء ..!

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
2011/8/10
07:13 AM