المجاهدة شماء حيدر

.

منقول عن السويداء حضارة

:::::::::::::::::::::::::}​} المجاهدة شمَّاء حيدر {{::::::::::::::::::::::::

- بعد معركة الكفر في 21/ تموز / 1925 ، و التي كانت فاتحة الانتصارات بالثورة السورية ، حاصر الثوَّار قلعة السويداء التي لجأ إليها الفرنسيون و عائلاتهم ، لذلك جهَّز الجنرال (سارا يل) حملة عسكرية قوامها فرقتان مُعززتان تدعمهما المدرعات و المدفعية الثقيلة و الرشاشات و ثلاث أسراب من الطائرات الحربية ، و قاد الحملة جنرال من أكفأ جنرالات فرنسا هو الجنرال ( ميشو ) و قد تحركت هذه الحملة من إزرع باتجاه السويداء لفَّك الحصار عن قلعتها ، ففي اليوم الأول من آب 1925 ، وصلت هذه الحملة إلى قرية ( الدور ) فتصدى لها الثوار بهجمات عنيفة حالت دون تقدمها ، عند ذلك بدأت المدفعية الثقيلة تقصف قرية (الدور ) و ( نبع قرَّاصة ) تمهيداً لتقدُّم المصفحات و عناصر الاستطلاع ، فبدأ الثوَّار يسّدون الطريق أمامها بالحجارة الضخمة متخذين من جدران الكروم متاريس لهم ، بينما كانت الطائرات تقصف القرى المجاورة

، و صمد الثوار بوجه الحملة صموداً رائعاً في معركة ( تَّل الخروف ) مما فرض على بعض الثوار طيَّ بيرقهم و العودة إلى قُراهم لتنظيم صفوفهم و إعادة الهجوم من جديد بعد أن استشهد أغلبهم .
- و من المعروف عندنا بالجبل أنه في أي مكان تحدث فيه معركة يبادر أهل القرى المجاورة لتهيئة الطعام في كل دار من أجل المقاتلين العائدين من المعركة في حالة النصر أو الهزيمة. و في قرية (نجران ) جهَّز المجاهد ( عباس أبو عاصي ) غداءً و دعى إليه عدداً من الثوار الذين لم يحالفهم الحظ بالنصر في معركة ( تَّل الخروف ) حيث استشهد غالبية رفاقهم مما اضطرهم لطَّي بيرقهم ، فاعتذروا عن قبول دعوة المجاهد ( عباس أبو عاصي ) لعدم قدرتهم على تناول الطعام ، فألح عليهم المجاهد حتى قبلوا دعوته ، و تجَّمع الثوار في مضافته و قبل تقديم الزاد لهم و في مكان إعداده ، دار الحديث التالي بين المجاهدة شمَّاء حيدر و زوجها عباس فقالت له : ( يا ابن عمي بدي أطلب منك هالطلب ) فأجابها ( و شو هوي طلبك ) ؟! فقالت له: (من بعد خاطرك بٍّدي قَفٍّر على الزاد بالمضافة بدالك ... لأنو عندي كلمتين لَ هالنشامى...!!) فأجابها: ( و الله بيحقٍّلك يا شمَّا ... أنت بنت رجال و أخت رجال ..تكرمي ).
- و حمل لها سطل السمن و أمسكت بالكبشي ... و دخلت المضافة مع زوجها و ألقت التحية على المجاهدين ، ثم قَفَرَت على الزاد ... و الجميع بحالة ذهول مما شاهدوه أمامهم خلافاً للمألوف ( لأن القُفْرَة على الزاد للرجل ) ثم قالت للمجاهدين ( يا نشامى ... يا حُماة الأرض و العرض و الدين ... زادنا هذا ميسور و ما هو واجب، و اللّي بدو يأكل من زادنا اليوم... لازم بكره يهجم على متراس العُرضي ، و اللي ما بيقدر يهجم بكره على متراس العُرضي ... زادنا هذا محَّرم عليه ) و بدأت تزغرد لهم... فهبَّ الجميع يهتفون ( لَ عيونك يا بنت الأجواد ....لَ عيونك يا بنت الأكارم )
- و أكل كل منهم نصيبه من الزاد .. ثم نشروا بيرقهم و عادوا باتجاه المزرعة و هم يهزجون:
طَبّ الفزيع و طَبّة الصايح عَقَبْ يا أهل السبايا كرّْبون حزامها
تربة وطـــــــنا ما نبيعه بالذهب دم الأعادي نجبله بترابـــــها
- و أطبق الثوّار على جيش ( ميشو)من كل حدب و صوب ، حتى تحقق النصر المؤَّزر في تلك المعركة التي اعترف بها الجنرال ( ديغول ) بمذكراته قائلاً : ( أضخم كارثة تعرض لها الجيش الفرنسي مع جيش غير نظامي ، كانت بمعركة المزرعة بجنوب سورية عام 1925 ) و هذه المعلومة قد أكدها الأستاذ عيسى عصفور الذي قرأ مذكرات ديغول بالفرنسية ...فلاحظوا أيها الأعزاء هذا الموقف الرائع لتلك المجاهدة و ما كان لكلماتها من أثر فعَّال في رفع الروح المعنوية للمجاهدين، و النصر الذي تحقق بفضل صمودهم و شجاعتهم.















اكتب تعليقاً...

ولكن لم نسمع اليوم اي بطولة مثل هذه البطولات في اعظم ثورة مباركة ان معارك وبطولات الثورة السورية الكبرى اذكرنا بمسلسل بارة الحارة تمثيل بتمثيل الاطفال السوري يذبح وانتم تتغنون بامجاد الماضي

سأنحاز إلى الأخ عادل خليل وأقول :
قصيدة لي بعنوان ورق ورصاص ومطر:


يقبعون في إبط العتمة ..

تقتات أعينهم من زيت سراج قديم ...

وتتكىء أرواحهم على جذع سنديان عتيق

مزهّوة بكتاب كاربييه , وقصيدة شوقي

لا شيء لهم في البلاد

سوى ربع إنسان يقدّم العزاء لمنكوبي اليابان

أو التهنئة في طهور " ابن سفير "

*****

يسيرون ... منهم من يشعل الشمع ومنهم من ينتظر ..

ولكن هناك من يطفؤه

بعضلاته وأذنيه العاريتين....

يرتفع سعر ورق الخس والفجل

وتبور أوراق الشعراء والمثقفين....

*****

كذبة نيسان تعلو في وعاء الصويل

يصنعون منها رغيف الفقير

ليلهج أن من سيأتي سيحمل المهماز....

لكلّ من لا يلتقي بأحمد تحت قنطرة زمان قديم

*****

الوسط مشدود إلى اليسار

يتكّلم لكنْ بغير لسان...

لا يحب الشعر الكلاسيكيّ ...

والمسرحيّات المبتذلة ....

وهاملت الذي شاهد من قتل أباه

بسكب الرصاص في قلبه...!

ظهر في شاشة اليمين لينفي الخبر

كانت الصورة واضحة إلا من فوهة مسدس صغير

في الزاوية اليسرى

لم ينتبه إليها أحد

*****

اليمين المثقوب لقلة الترميم

يرشح بالألم والقلق والتفاؤم

حيث المطر يهطل بغزارة

والشمس تشرق من جديد

لكنّ الأهل ينحازون إلى لون

في قوس قزح

فكيف إذاً يتشّكل البياض...؟؟!


أخي بدوي المهجر لمّاح وصدّاح
ووصلت الرسالة جيداً شكراً لفطنتك
أتمنى أن يفهمها محبو قنوات الدنيا لا الآخرة

أن نعيش على نورالسراج ..
بنفوس نيرة ...وقلوب مضيئة.. وبصيرة مشعة..
خير من أن ينيروا بيوتنا بأقوى المصابيح الكهربية ...
ونفوسنا مظلمة...وقلوبنا معتمة....وبصيرتنا مفقودة ...
اعطني سراج الحرية ..وخذوا كل مصابيح العالم المستعْبِدة
أخي بشار ..جمعتني الصدفة ببائع ورود في السويداء ..
سألته عن جده الأستاذ الشاعر....
قال توفي رحمه الله ...
وأشعاره وكتاباته ..؟؟
قال لست أدري ..كان جدي يحب ذلك ...!!
وفهمكم كفاية ...

رائعة قصديتك ...
بكلماتها ..وصورها ..ومعانيها ..ومدلولها..
لا فُضَّ فوك ..أخي بشار ...

اخي العزيز بدوي المهجر :
اود رداً على ما ورد في سياق القصة التاريخية الرائعة التي سردتها لنا أن اصحح خطأ تاريخي كبير ورد فيها.
أن عباس ابوعاصي هو جدي ( أنا وائل نجيب حمد عباس ابوعاصي) و هو تزوج ثلاث نساء , الاولى زينة ابو فخر الثانية زهر فخر الدين و الزوجة الثالثة هي خولة أبو عاصي.
حدثت القصة التي سردتها بتفاصيلها فترة وجود جدتي خولة ابو عاصي و هي ام حمد خولة التي قامت بالتقفير على الزاد.
لم يكن لجدي عباس زوجة اسمها شما حيدر.
للتصحيح فقط و للأمانة التاريخية.