( القبر )

غازي: (ينزل من سيارته و هو يتكلم بالموبايل أمام بيت أخيه محمود) لا..لا..لا تبيع حتى يرتفع السعر قليلا. حسناً، اتصل بي إذا جد أي جديد..مع السلامة. "ينادي" محمود..اقترب قليلا أريدك.
محمود: (يضع هوز الماء من يده حيث يروي الشجرة و يقترب من أخيه بابتسامته المعهودة) أهلا أخي
غازي تفضل.
غازي: لا..شكرا، فقط أريد أن أفهم ما تلك الحفرة التي تحفرها هناك بين أرضك و أرضي؟
محمود: نعم..إنه قبر لي أجهّزه للحظة الحق يا ابن أمي و أبي و طالما أنه ليس في حرم أرضك، فأين
المشكلة إذاً، لماذا أنت متجهّم؟
غازي: المشكلة أن قبرك هذا على حد أرضي بالضبط..و أريدك أن تحفره في أي مكان آخر داخل أرضك.
محمود: هو في أرضي يا أخي، و أردته أن يكون جانبيا كي لا يأخذ حيّزا لشجرة.
غازي: "بعصبية"افهم ما أقوله لك و إلا ستندم و اعتبر هذا تهديداً فأنا لا وقت لدي أضيعه في السخافات.
محمود: اتق الله يا أخي الحبيب فكلنا للموت أخيرا و أنا قد جهزت كفني و قبري لآخرتي و اتخذت قراري.
غازي: حسنا..أنت أصلا لا تفهم الكلام الطيب..(يتصل بالموبايل) ألو..المحامي صلاح؟ أريدك أن تباشر
بدعوى قضائية ضد أخي محمود بشأن حفرة حفرها في أرضي و بسرعة. أوكي؟..مع السلامة.
(يركب سيارته و ينطلق مسرعا)
محمود: لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم..إنا لله و إنا إليه راجعون.
(يرن موبايل غازي و هو يقود السيارة) ألو..أهلا صلاح..ها؟
المحامي: مبروك يا سيد غازي لقد كسبنا القضية و معنا أمر ردم للحفرة قانوني و مباشر.
و لكن ماذا بشأن الأتعاب، لقد كلفني الأمر كثيرا حتى كسبنا القضية!!
غازي: حسناً..حسناً..سأراك غدا و أدفع لك. أعوذ بالله منكم أنتم المحامون كم أنتم طماعون!
(يتفاجأ بشاحنة قادمة و يُسمع صوت انقلاب سيارته)
(يرن الهاتف في منزل محمود) ألو..نعم أنا محمود أخو غازي..من المتكلم لطفاً؟
المحامي: أنا صلاح المحامي، لقد وعدني أخوك غازي أن يمر عليّ منذ أسبوع و أتصل به و جهازه مقفل.
محمود: غازي يا سيدي توفاه الله في حادث سيارة منذ أسبوع.
المحامي: إنا لله و إنا إليه راجعون..رحمه الله و ألهمكم الصبر و السلوان..أين دفنتموه؟ أريد أن أقرأ
الفاتحة على قبره و أترحّم على روحه.
محمود: لقد دفنته يا سيدي في القبر الذي كان موضوع الدعوى.