هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

في غياب اهتمام الحكومة ... صناعة السيوف الدمشقية مهنة على طريق الزوال

اذهب الى الأسفل

في غياب اهتمام الحكومة ... صناعة السيوف الدمشقية  مهنة على طريق الزوال Empty في غياب اهتمام الحكومة ... صناعة السيوف الدمشقية مهنة على طريق الزوال

مُساهمة من طرف محمود زهرة الأربعاء مايو 18, 2011 10:33 pm

قرأت هذا الموضوع على سيريانيوز ونظرا للفائدة الكبيرة والافكار القيمة التي وجدتها وخصوصا في مثل هذه الظروف التي تمر بها البلاد قررت ان انقله لكم بتردد



سورية بلد الحرفيين والصناعات المتطورة ليست من تراثنا

توارث المهن اليدوية هو المتعارف عليه وخاصة عند الحديث عن حرف تتعلق بالتراث القديم، إلا أن الوضع لم يكن كذلك مع بسام أبو عسلي المنتمي على قرية حينة في جبل الشيخ، أحد المعروفين في كار صناعة السيوف الدمشقية، فهذه المهنة بالنسبة لبسام لم تكن تقليداً في عائلته، بل تعلمها وأبدع فيها إلى أن أصبح له مدرسته الخاصة في هذه الصناعة.


سيريانيوز زارت بسام أبو عسلي في محله المليء بالقطع الفنية المصنعة في ورشته الخاصة وتعرفت إلى بدايات احترافه لصناعة السيوف، وتاريخ هذه المهنة المهددة بالزوال...



صناعة السيوف فن تلاقى مع ميولي

وعن دخوله في عالم السيوف الدمشقية قال بسام أبو عسلي "أنا من طبقة متوسطة الدخل، وكنت أعمل صيفاً بالصياغة عند شخص علمني عن المهنة قبل أن يتوفى، وبعدها جذبتني المهنة للاستمرار فيها لأنها تحقق دخل جيد وفيها من الفن ما يتلاقى مع ميولي، ومنها انتقلت إلى حرفة السيوف حيث كانت البداية بزخرفة غمد ونصل السيف".

وأوضح أبو عسلي إن "عملت مع أخي في فترة عام 1975 تقريباً حين لم يكن يوجد أحد غيرنا يعمل بهذه المهنة وخاصة في باب توما، باستثناء اثنان أو ثلاثة أشخاص آخرين في سورية، وكان التعامل يقتصر على تاجر واحد فقط، إلا أن الطلب زاد وزاد عدد الزبائن من بائعي الشرقيات، ما دفعنا إلى البحث عن أشخاص يساعدوننا في العمل، فقمنا بتعليمهم الحرفة لزيادة الإنتاج تماشياً مع الطلب".



استفدت من المهنة وأفدتها

"عملت بالمهنة لأنني أحببتها وأبدعت بها، ونجحت بالمهنة واستفدت منها كما استفادت هي مني، فقد طورت كثيراً فيها وكان لي خط مميز اتبعته، حتى أصبحت اعتبر مدرسة في مهنة صناعة السيوف" هذا ما عبر عنه أبو عسلي عند الخوض في الأسباب التي دفعته إلى المضي في مهنة صناعة السيوف.

وأضاف بسام إن "السيف في وقتنا لم يعد له نفس الاستخدام في السابق، وأصبحت صناعته فنية بحتة، فأصبحنا نرسم السيف رسماً، وننقش عليه زخارف ورسوم إسلامية وشرقية وبعضها يحمل بيوت من الشعر، فعند بداية علمي في الحرفة كانت الزخرفة بالكلمات تقتصر على بيتين من الشعر هما (السيف عزة مجد أنت قابضها وعزة المجد لا تأتيك بالوهن، ففي السيوف دفاع العرب قاطبة وفي السيوف دفاع العرب والوطن) وعبارة (الجنة تحت ظلال السيوف)، إلا أننا عملنا على استخدام بيوت أخرى من الشعر بالتوازي مع استخدام نقوش جديدة لم تستخدم سابقاً".



السيف الدمشقي (الجوهر)

وحول تميز السيف الدمشقي ومكانته في التاريخ، قال أبو عسلي إن " السيف رمز للعز والأصالة والشرف في تاريخ العرب، ويعمد الناس لشراء السيوف لتزيين البيوت والافتخار بها، فالسيوف الشامية المسماة بالفولاذ الدمشقي والتي سماها الأجانب بالفرند أو الجوهر، انتقلت صناعته من دمشق إلى أصفهان بإيران وإلى العراق عند انتقال عاصمة الدولة الإسلامية ومن أشهر الصناع الدمشقيين الذي أغنى الحرفة كان أسد الله الشامي، حيث وجدت لقى تاريخية بعمر يزيد عن 700 عام مختومة بختم أسد الله الشامي موثق ومحفور يدوياً، فقد استمر صناع أسد الله الشامي باستخدام ختمه على السيوف لحوالي 300 عام بعد وفاته".

وبين أبو عسلي إن "أي قطعة فنية تاريخية لا تأتي قيمتها من كونها لا تصنع اليوم، بل من أن الوقت الذي بدأت تصنع به في التاريخ كانت الأدوات بسيطة والإعجاز جاء من قلة الحيلة، وعدم توافر أدوات تساعد الصانع على إتمام القطعة، سواء كانت سيفا أو بناء أو غيره ذلك، وكان الحرفي يمضي سنوات ربما لصنع القطعة وهو يعرف أن أحداً ما بانتظار هذه المنحوتة أو هذا السيف".



ونوه بسام أبو عسلي إلى أن "السيوف الدمشقية كان لها أثر جليل وواضح بالحروب الصليبية، فالسيف تطور بتطور القتال فالسيوف قبل الإسلام كانت مستقيمة، وتطور فن القتال تطور السلاح معه، حتى أخذ الشكل المقوس الهلالي، والسيف المقوس يفقد كثيراً من وزنه عندما يحمل، وحتى لو كان وزنه الفعلي أكثر من وزن السيف المستقيم، إلا أن السيف المقوس أسهل عند الاستخدام وعند سحبه من غمده وأثناء القتال على الفرس، ويوحي لحامله بأن وزنه أخف بسبب شكله المقوس".



ويشرح قاموس العلوم النظرية والتطبيقية كلمة الفولاذ الدمشقي كما يلي" إنه فولاذ كان يأتينا فيما مضى من الشرق تحت اسم دمشق لأنه استخدم في دمشق في سوريا منذ زمن سحيق لصنع أسلحة اشتهرت بمتانة وحدّة قطعها، إن النصل الدمشقي الأصيل يمكن أن يقطع بكل يسر قطعة من الشاش في الهواء كما يستطيع أيضاً أن يقطع عظاماً ومسامير الخ... من غير يتثّلم، إن نصل سيف من الفولاذ الدمشقي ينطوي إذا ثنيناه على شكل زاوية قائمة من غير أن ينكسر ثم يعود إلى حالته الأولى من الانتصاب لمرونته الفائقة".



السيف أقسامه وأطواله

وعند الحديث عن أقسام السيف والمواد المصنع منها، بين أبو عسلي إن " للسيف ثلاثة أقسام رئيسية هي المقبض والنصل والغمد، ويصنع النصل من المعدن كالحديد أو الحديد المسقي أو الفولاذ، وتتم معالجة النصل بعد تصنيعه بالشكل المراد (مستقيم أو منحني كثيرا أو منحني قليلا أو مقوس، عريض أو ضيق، طويل أو قصير)، وبعد تصنيعه كمعدن يصنع إما من الكروم وبالتالي يكون حديث أو يعتق ويسود ليكون تقليد للسيف التاريخي".



وتابع أبو عسلي إنه "يتم تصنيع المقبض الملائم للغمد، وقد يكون بداوي أو مقبض من أنواع أخرى يستخدم فيه الخشب أو المعدن أو العظم عند مقبض اليد، ومن الممكن أن يلف بنوع من أنواع الجلد كما كان يتم قديماً لف المقبض والغمد بالجلد السميك كي يتمكن الفارس من إمساكه دون أن يتأذى، بينما كان يصنع الغمد من جلد الحيوان السميك، أما حالياً نبدأ بتصنيعه من الخشب وبعدها نكسيه بالمواد المراد تصنيعه منها إما الحديد أو النحاس أو الفضة أو الذهب الخالص إذا كان لملك أو أمير، كما يتم زخرفة الغمد والنصل والاهتمام بها".



وحول وجود طول محدد للسيف، قال أبو عسلي إنه "طول السيف ليس محدداُ قد وجدت سيوف أطول من غيرها وذلك حسب الشخص المصنع وحسب الفارس الذي صنع السيف له، لكن بشكل عام يبلغ طول نصل السيف بحدود ثلاثة أشبار أي بدءاً من 75 سم وحتى 90 سم، ونعتمد في عملنا على طول الـ85 سم للنصل، وو15 سم للمقبض، فيكون طول السيف كاملاً متر تقريباً".

وعن وزن السيوف، أشار أبو عسلي إلى إن "كلما خف وزن السيف ونحف خصره كان أفضل، وخصر السيف هو (مكمش السيف) عند اليد اليسرى، فالغمد يمسك باليد اليسرى والمقبض باليمنى".



مواد التصنيع تحدد عمر القطعة

أما عن أسعار السيوف الدمشقية، قال بسام إن "أسعار السيف تتوقف حسب عدة مقاييس منها طريقة التصنيع سواء كان يدوي أو آلي، وغالباً ما صنعت السيوف التي ليس لها قيمة فنية وصنع منها أعداد كبيرة من مواد رخيصة وكان سعرها معقول تجارياً أي بحدود ألف ليرة سورية للسيف الواحد، وكانت مطلوبة لدولة بعينها هي السعودية من أجل العارضة، كما أن الناس كانواً يهدونها لبعض أو يأخذوها كذكرى وليست قطع فنية وليس لها ديمومة"، مشيراً إلى أنه "عند صناعة القطع أي قطعة سواء كانت سيف أو غيره دائماً ما أبحث عن ديمومة القطعة بحالتها الفنية أطول فترة ممكنة، ومن هنا يأتي أهمية المواد المستخدمة في التصنيع".

ولفت أبو عسلي إن "نصل جوهر تاريخي أصلي قديم إذا وجد بمواصفاته وبحالة جيدة ويحمل أختام وعبارات هامة منذ أكثر من 500 عام قد يتجاوز سعره 20 ألف دولار، ويبلغ سعر السيف المصنع من النحاس وفيه صنعة يدوية سعره 5 ألاف ليرة سورية وما فوق، أما السيف المصنع من الفضة فيقدر سعره حسب كمية الفضة المستخدمة بالسيف ويصل السعر إلى 60 ألف، فيما إذا رصع السيف بأحجار كريمة أو استعملت طريقة تنزيل الذهب أو الفضة على النصل يزداد سعر السيف"، منوهاً إلى أن "كل قطعة قيمتها من موادها ومن تصنعيها حسب النقوش المستخدمة، فهناك سيوف ثمنها مليون وأخرى 200 ألف و300 ألف، كما هناك سيوف بعشرة ألاف ليرة سورية".



نصنع السيف من ألفه إلى يائه

نستخدم كافة أنواع الأحجار الكريمة في تزيين السيوف، وكل ما زادت الزخرفة وقيمة المواد المستخدمة فيه تزاد الفترة اللازمة لتصنيعه"، حيث أفاد أبو عسلي بأنه وورشته يصنعون السيف في جميع مراحله من الألف إلى الياء.

وتابع أبو عسلي إن "تصنيع السيف المسعر بـ5 ألاف ليرة سورية يستغرق من يومين إلى 3 أيام، وليس من الضرورة أن يقوم بتصنيع السيف أكثر من شخص، فصناعة السيف فن والبدء به وإنهائه في حال شارك في صناعته أكثر من شخص قد يظهر فروقاً في تناسق القطعة وانسجامها مع بعضها، وبعض القطع التي تحمل الزخارف الفنية والنقوش والمرصعة بالأحجار الكريمة تستغرق شهوراً لإنجازها".

ونوه أبو عسلي إلى إن "حاولت أن لا أستعمل الآلة في هذه الصناعة، لأن استخدام الآلة سيحول العمل إلى طباعة القطعة وبالتالي تفقد القطعة قيمتها، فالعمل في المشغل يتم بالطريقة اليدوية بنسبة 90% ".



تنقل عاصمة الدولة العثمانية أضعف الحرف الدمشقية

وفي سؤالنا لأبو عسلي عن الفترات التاريخية التي أضعفت حرفة صناعة السيوف الدمشقية، بين إنه "لجأ العثمانيون إلى نقل الحرف اليدوية إلى المكان الذي تنتقل إليه عاصمة الدولة العثمانية، فعملوا على نقل صناع السيوف والألبسة والأحذية وسروج الخيل وغيرها من الصناعات، وبالتالي أصبحت الناس تنكر عملها في حرفة معينة خوفاً من نقلهم من مدينتهم، ما أدى لتوقف حرف كثيرة في دمشق لحين عودة الأمور وتمكن الناس من التوطن في مدنهم، ووقتها كانت الأسلحة تطورت إلى أشكال أخرى كالبندقيات، وبالتالي لم تعد الحرفة تحظى بذات المكانة السابقة".

وأردف أبو عسلي إن "صناعة السيوف والخناجر تحولت في الخمسين سنة الأخيرة إلى حرفة فنية ذات طابع تزييني للحفاظ على التراث والفلكلور، وكان الطلب على السيوف في السنوات الخمس الأخيرة يأتي من الدول العربية وأبرزها قطر، أما الآن لا يوجد طلب فالأزمة المالية دفعت الناس للاهتمام بالضروري فقط"، مشيراً إلى أن " المهنة على طريق الزوال".



نقابة ترعى الحرف بقيت أمنية

وأوضح أبو عسلي إنه "لم تعد صناعة السيوف تحظى بذات المكان والاحترام ما أدى لتراجعها، فلا يوجد رعاية للحرف اليدوية من قبل الحكومة ممثلة باتحاد الحرفيين، والمفروض أن توجد خطة لمساعدة الحرفيين للمحافظة على التراث وعدم ترك ورشهم حتى لا تندثر المهنة ".

وتابع بسام إن "لطالما تمنيت أن توجد نقابة لصانعي السيوف أو نقابة تجمع ثلاثة حرف وتشرف عليهم، لكن أمنيتي بقيت أمنية، و لا يتجاوز عدد الورشات والصانعين العاملين بهذه المهنة 25 ورشة، أما الآن من بقي يعمل لا يتجاوز 5 ورشات، ومن لم يترك المهنة سيترك في وقت لاحق".

وأكد أبو عسلي إن "عدم وجود رعاية من الدولة للحرفيين وقلة الإقبال على السوق، تدفع الكثير من الحرفيين إلى إغلاق ورشهم والتحول إلى أعمال أخرى كقيادة التاكسي، في حين تكون يدا هذا الحرفي تلف بالحرير لما تتقنه من فن، لكن لا حول له ولا قوة في سبيل تأمين العيش، فسورية تشتهر بأنها بلد الحرفيين ولم تكن يوماً بلد يعتمد على الصناعات المتطورة كصناعة السيارات والإلكترونيات، ولا بد من التأكيد علي هذه الحرف والاهتمام بها لننافس من خلالها".

avatar
محمود زهرة

في غياب اهتمام الحكومة ... صناعة السيوف الدمشقية  مهنة على طريق الزوال >
عدد المساهمات : 574
تاريخ التسجيل : 21/05/2009
العمر : 51

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

في غياب اهتمام الحكومة ... صناعة السيوف الدمشقية  مهنة على طريق الزوال Empty رد: في غياب اهتمام الحكومة ... صناعة السيوف الدمشقية مهنة على طريق الزوال

مُساهمة من طرف محمود زهرة الإثنين مايو 23, 2011 10:24 pm

الشعب السوري في طريقه للزوال وسيريا نيوز خائفة على صناعة السيوف
avatar
محمود زهرة

في غياب اهتمام الحكومة ... صناعة السيوف الدمشقية  مهنة على طريق الزوال >
عدد المساهمات : 574
تاريخ التسجيل : 21/05/2009
العمر : 51

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى