مواضيع مماثلة
محمود درويش يرثي ممدوح عدوان
+3
ميسون شهبا
ESSAM MAHMOUD
هيلين
7 مشترك
:: كل شيء
صفحة 1 من اصل 1
محمود درويش يرثي ممدوح عدوان
كما لو نودي بشاعر أن انهض
على أربعة أحرف يقوم اسمُك واسمي، لا على خمسة. لأن حرف الميم الثاني قطعة غيار قد نحتاج اليها أثناء السير على الطرق الوعرة.
في عامٍ واحد وُلدنا، مع فارق طفيف في الساعات وفي الجهات. وُلدنا لنتدرّب على اللعب البريء بالكلمات. ولم نكترث للموت الذي تَدقّه النساء الجميلات، كحبة جوز، بكعوب أحذيتهن العالية.
عالياً، عالياً كان كُل شيء... عالياً كالأزرق على جبال الساحل السوري، وكما يتسلق العشب الانتهازي أسوار السلطان، تسلقنا أقواس قُزحٍ، لنكتب بألوانها أسماء ما نحب من الأشياء الصغيرة والكبيرة:
يداً تحلب ثدي الغزالة،
مجداً لزارعي الخسّ في الأحواض، شغف الإسكافي بلمس قدم الأميرة، ومصائد أخرى لجمهور مطرود من المسرح.
لم ننكسر بدويٍ هائل كما يحدث في التراجيديات الكبرى، بل كأشعة شمس على صخور مدَببة لم يُسفك عليها دم من قبل، لكنها أخذت لون النبيذ الفاسد، ولم نصرخ، هناك، لأن لا أحد، هناك، ليسمع: أو يشهد.
دلتني عليك تلك الضوضاء التي أحدثتها نملة بين الخليج والمحيط، حين نجت من المذلة، واعتلت مئذنة لتؤذن في الناس بالأمل، ودلتك عليّ سخرية مماثلة!
ولما التقينا عرفتك من سُعالك، إذ سبق لي أن حفظته من ايقاع شعرك الأول، يُفزع القطط النائمة في أزقة دمشق العتيقة، ويبعثر رائحة الياسمين.
لم يكن لنا ماضٍ ذهبي على أهبة العودة، كما يدّعي رواد المقهى الخائفون من القبض على قرون الحاضر الهائج كالكبش، ولا غد أكيد، خلفنا، كما يدعي رواد الشعر الخالي من الملح، المتخم بفراغ المطلق.
لم نبحث إلا عن الحاضر.
ولكننا، من فرط ما أُهنّا، بشرنا بالقيامة بصوت مرتفع، أثار علينا غضب الملائكة المنذورين لصيانة اللغة الصافية من غبار الأرض، والباحثين عن الشعر الصافي في جناح بعوضة.
ودُعينا، في غرف التشريح معقمة الهواء والكلام، الى بتر المفردات كثيرة الاستعمال. وسرعان سرعان ما علاها الصدأ من قلة الاستعمال، وفي أولها: الحياة... ومشتقاتها.
لكننا آثرنا أن نخاصم الملائكة.
ممدوح، لا أطيق سماع اسمك الآن، لأنه يذكرني بما ينقصني من رغبةٍ في الضحك معك على عورة بردى المكشوفة كأسرارنا القومية. ولأنه يُذكرني بمدى حاجتي الى استراحة من الركض آناء النوم، بحثاً عن حلم مسروق، أراه واضحاً وأحاور السارق. ويذكرني اسمك بما أنا فيه من طقطقة كأني حبّة بلوط في موقد الفقير ليلة العيد.
لهذا، اكتب اسمك ولا ألفظه، ففي الكتابة يتموج اسمك على ماء الحضور. وفي الكلام أسمع وحش الغياب يطاردني من حرف الى حرف، ليفترس الشلو الأخير من قلبي الجائع الى هجائك المادح.
ممدوح! ماذا فعلت بك وبنا؟ فلم نعد نحزن من تساقط شعرك المبلل بالزيت، فإنك تستعيده الآن من عشب الأرض. ولكن، في أية ريح أخفيت عنا سعالك، فلم يعد في غيابك متسع لغياب آخر.
لا لأن حروف اسمك هي حروف اسمي، لا أتبين من منا هو الغائب، بل لأن الحياة التي آلفت بين ثعلبين ماكرين لم تمنحنا الوقت الكافي لنقول لها كم أحببناها، وكم أحببنا فجورها وتقواها... فتركت ثعلباً منا بلا صاحب.
لا جلجامش ولا انكيدو. ولا الخلود هو المبتغى ولا قوة الثور. فنحن الخفيفان الهشان، كواقعنا هذا، لم نطلب أكثر من وقت اضافي لنلعب بالكلمات لعباً غير بريء، هذه المرة، أو لنورث ما لم نقله بعد من لم يقل بعد. ولنجعل من الشعر مزاحاً مستحباً مع العدم. لكن حرف الميم الثاني في اسمك واسمي ظلَّ قطعة غيار لا تنفع.
ممدوح! هذا هو وقت الزفاف الفاحش بين الرعد والصحراء، شرق الشمال، لإنجاب الكمأ اعجازي التكوين. صف لي ولادة الكمأة أصف لك عجزي عن وصف القصيدة، فانظر شرق الشمال!
هي حسرة التعريف، أنين الرمل على الشاطئ حيث يرفع القمر، بأصابعه الفضية، سروال البحر وقت الجزر، ويرش علينا قصيدة حب، إباحية التصوف.
فاغضض من صوتك، لا من بصرك، وانظر. فمنذ ولادة اللغز الكوني، والشعر مختبئ في أشد المواقع انكشافاً. ويظهر جلياً جلياً في اللامرئي من سماء مسقوفة بكفاءة الغيب.
كل الأزهار شريفة حيث تترك لحالها، ما عدا القرنفلات الحمر التي يضعها الجنرالات، ما بين وسامٍ ونجمة، على بزة سوداء أو كحلية... لخداع أرامل الشهداء.
وكل اليمامات نظيفة، حتى لو بالت على شرفاتنا والوسائد، ما عدا اليمامات التي يدربها الغزاة والطغاة معاً، وعلى حدة، على الطيران الرسمي في أعياد ميلادهم، وفي مناسبات وطنية أقل أهمية.
الآن، لا أتذكر شيئاً منك. فالذكرى تلي الحرب والموت والزلزال. وأنت، ما زلت معي تكتب هذه المرثية، على هذه الورقة البيضاء، في هذا الليل البارد... أو نكتبها معاً لشاعر محبط. فلعلها لا تعجبه فيتوقف عن اغتيال نفسه، الى أن يقوم غيرنا بكتابة مرثية أفضل، لا تعجبه هي أيضاً، فينتظر غيرها ويحيا أكثر.
كما لو نُودي بشاعرٍ أن انهض من هذا الألم.
وأنسى الآن، لتبقى معي، أكثر من غلسٍ لم يدركنا ولم ندركه قبل أن تُفرغ آخر كرم عنبٍ مقطر في كأسك التي لا تخلو أبداً إلا لتنكسر، أيها العاصر الماهر!
ليس هذا مجازاً، بل هو أسلوب ليلٍ لا يصلح إلا ضيفاً، وأنت المضيف الباذخ. وإن افتأت عليك، كصديقٍ حامض القلب، عاملته بالحسنى وأرقت عليه حليب الفجر.
لكني لا أنسى ضحكتك التي تشبه شجرة زنزلخت مبحوحة الأغصان، عاليةً وعريضة، لا تاريخ لها منذ صار التاريخ قهقهة عابثة. ومنذ عادت الجرار الى حفظ الصدى، كالزيت، خوفاً عليه من آثار الشمس الجانبية.
كم حيَّرني فيك انشقاق طاقاتك الإبداعية عن مسار التخصص، كعازفٍ يحتار في أية آلة موسيقية يتلألأ. لم أقل لك ان واحداً منك يكفي لتكون عشيرة نحل تمنح العسل السوري مذاق المتعة الحارق. بحثت عن الفريد في الكثير، من دون أن تعلم أن الفريد هو أنت. وأنت أمامك بين يديك. ألا ترى اليك، أم وجدت نفسك أصفى في تعددها، يا صديقي المفرط في التشظي ككوكبٍ يتكون.
فصصت الثوم للقصيدة لتحمي شرايينها من التصلب. فالشعر، كالجسد، في حاجة هو أيضاً الى عناية طبية، والى فصادٍ كلما أُصيب الدم بالتلوث. آه، من التلوث الذي جعل الإيقاع نشازاً، واستبدل حفيف الشجر بموسيقى الحجر، واعتبر الحياة عبئاً على الاستعارة!
لكن هذا لم يهمك. لأن الحياة لا تُوهب لتعرف أو تعرض للنقاش، بل لتُعاش... وتعاش بكاملها، وتُلتهم كقطعة حلوى إلهية، أو شفتين ناضجتي الكرز. وقد عشتها كما شئت أنت، لا كما هي شاءت. أحببتها فأحبتك. وشاكست ما يجعلها أحد أسماء الموت، في عصر القتل المعولم الذي يمنح القتلى قسطاً من الحياة لا لشيء... الا لينجبوا قتلى.
يا ابن الحياة الحر، أيها المدافع عن جمال الوردة العفوي، وحرية العشاق في العناق على مرأى من كهان الطهارة اللوطيين! من بعدك سيسخر ممن يتقنون تسمية الآلهة، ولا يقوون على تسمية الضحايا؟ يأنفون من الانتباه الى دم مسفوك على طريق المعراج، ويسرفون في التحديق الى غيمة عابرة في سماء طروادة، لأن الدم قد يلطخ نقاء الحداثة المتخيلة، ولأن الغيم سرمدي الدلالات. لعلهم على حق، ما دامت هزائمنا تستدعي تطوير النقد الى هذا الحد!
لكن هذا أيضاً لا يهمك، أيها المتعالي على التعالي، أيها العالي من فرط ما انحنيت بانضباط جنديٍ أمام سنبلة، ونظرت، حزيناً غاضباً، الى أحذية الفقراء المثقوبة، فانحزت الى طريقها الممتلئ بغبار الشرف. الشرف؟ يسألك المترجم: ما معنى هذه الكلمة؟ فلم أجدها في الطبعات الجديدة من المعاجم.
ممدوح، يا صديقي، لماذا كما يفعل الطرخون خانك وخاننا قلبك؟ لماذا لم تعلم كم نحبك؟ لماذا تمضي وتتركني ناقصاً؟ لماذا... لماذا؟
على أربعة أحرف يقوم اسمُك واسمي، لا على خمسة. لأن حرف الميم الثاني قطعة غيار قد نحتاج اليها أثناء السير على الطرق الوعرة.
في عامٍ واحد وُلدنا، مع فارق طفيف في الساعات وفي الجهات. وُلدنا لنتدرّب على اللعب البريء بالكلمات. ولم نكترث للموت الذي تَدقّه النساء الجميلات، كحبة جوز، بكعوب أحذيتهن العالية.
عالياً، عالياً كان كُل شيء... عالياً كالأزرق على جبال الساحل السوري، وكما يتسلق العشب الانتهازي أسوار السلطان، تسلقنا أقواس قُزحٍ، لنكتب بألوانها أسماء ما نحب من الأشياء الصغيرة والكبيرة:
يداً تحلب ثدي الغزالة،
مجداً لزارعي الخسّ في الأحواض، شغف الإسكافي بلمس قدم الأميرة، ومصائد أخرى لجمهور مطرود من المسرح.
لم ننكسر بدويٍ هائل كما يحدث في التراجيديات الكبرى، بل كأشعة شمس على صخور مدَببة لم يُسفك عليها دم من قبل، لكنها أخذت لون النبيذ الفاسد، ولم نصرخ، هناك، لأن لا أحد، هناك، ليسمع: أو يشهد.
دلتني عليك تلك الضوضاء التي أحدثتها نملة بين الخليج والمحيط، حين نجت من المذلة، واعتلت مئذنة لتؤذن في الناس بالأمل، ودلتك عليّ سخرية مماثلة!
ولما التقينا عرفتك من سُعالك، إذ سبق لي أن حفظته من ايقاع شعرك الأول، يُفزع القطط النائمة في أزقة دمشق العتيقة، ويبعثر رائحة الياسمين.
لم يكن لنا ماضٍ ذهبي على أهبة العودة، كما يدّعي رواد المقهى الخائفون من القبض على قرون الحاضر الهائج كالكبش، ولا غد أكيد، خلفنا، كما يدعي رواد الشعر الخالي من الملح، المتخم بفراغ المطلق.
لم نبحث إلا عن الحاضر.
ولكننا، من فرط ما أُهنّا، بشرنا بالقيامة بصوت مرتفع، أثار علينا غضب الملائكة المنذورين لصيانة اللغة الصافية من غبار الأرض، والباحثين عن الشعر الصافي في جناح بعوضة.
ودُعينا، في غرف التشريح معقمة الهواء والكلام، الى بتر المفردات كثيرة الاستعمال. وسرعان سرعان ما علاها الصدأ من قلة الاستعمال، وفي أولها: الحياة... ومشتقاتها.
لكننا آثرنا أن نخاصم الملائكة.
ممدوح، لا أطيق سماع اسمك الآن، لأنه يذكرني بما ينقصني من رغبةٍ في الضحك معك على عورة بردى المكشوفة كأسرارنا القومية. ولأنه يُذكرني بمدى حاجتي الى استراحة من الركض آناء النوم، بحثاً عن حلم مسروق، أراه واضحاً وأحاور السارق. ويذكرني اسمك بما أنا فيه من طقطقة كأني حبّة بلوط في موقد الفقير ليلة العيد.
لهذا، اكتب اسمك ولا ألفظه، ففي الكتابة يتموج اسمك على ماء الحضور. وفي الكلام أسمع وحش الغياب يطاردني من حرف الى حرف، ليفترس الشلو الأخير من قلبي الجائع الى هجائك المادح.
ممدوح! ماذا فعلت بك وبنا؟ فلم نعد نحزن من تساقط شعرك المبلل بالزيت، فإنك تستعيده الآن من عشب الأرض. ولكن، في أية ريح أخفيت عنا سعالك، فلم يعد في غيابك متسع لغياب آخر.
لا لأن حروف اسمك هي حروف اسمي، لا أتبين من منا هو الغائب، بل لأن الحياة التي آلفت بين ثعلبين ماكرين لم تمنحنا الوقت الكافي لنقول لها كم أحببناها، وكم أحببنا فجورها وتقواها... فتركت ثعلباً منا بلا صاحب.
لا جلجامش ولا انكيدو. ولا الخلود هو المبتغى ولا قوة الثور. فنحن الخفيفان الهشان، كواقعنا هذا، لم نطلب أكثر من وقت اضافي لنلعب بالكلمات لعباً غير بريء، هذه المرة، أو لنورث ما لم نقله بعد من لم يقل بعد. ولنجعل من الشعر مزاحاً مستحباً مع العدم. لكن حرف الميم الثاني في اسمك واسمي ظلَّ قطعة غيار لا تنفع.
ممدوح! هذا هو وقت الزفاف الفاحش بين الرعد والصحراء، شرق الشمال، لإنجاب الكمأ اعجازي التكوين. صف لي ولادة الكمأة أصف لك عجزي عن وصف القصيدة، فانظر شرق الشمال!
هي حسرة التعريف، أنين الرمل على الشاطئ حيث يرفع القمر، بأصابعه الفضية، سروال البحر وقت الجزر، ويرش علينا قصيدة حب، إباحية التصوف.
فاغضض من صوتك، لا من بصرك، وانظر. فمنذ ولادة اللغز الكوني، والشعر مختبئ في أشد المواقع انكشافاً. ويظهر جلياً جلياً في اللامرئي من سماء مسقوفة بكفاءة الغيب.
كل الأزهار شريفة حيث تترك لحالها، ما عدا القرنفلات الحمر التي يضعها الجنرالات، ما بين وسامٍ ونجمة، على بزة سوداء أو كحلية... لخداع أرامل الشهداء.
وكل اليمامات نظيفة، حتى لو بالت على شرفاتنا والوسائد، ما عدا اليمامات التي يدربها الغزاة والطغاة معاً، وعلى حدة، على الطيران الرسمي في أعياد ميلادهم، وفي مناسبات وطنية أقل أهمية.
الآن، لا أتذكر شيئاً منك. فالذكرى تلي الحرب والموت والزلزال. وأنت، ما زلت معي تكتب هذه المرثية، على هذه الورقة البيضاء، في هذا الليل البارد... أو نكتبها معاً لشاعر محبط. فلعلها لا تعجبه فيتوقف عن اغتيال نفسه، الى أن يقوم غيرنا بكتابة مرثية أفضل، لا تعجبه هي أيضاً، فينتظر غيرها ويحيا أكثر.
كما لو نُودي بشاعرٍ أن انهض من هذا الألم.
وأنسى الآن، لتبقى معي، أكثر من غلسٍ لم يدركنا ولم ندركه قبل أن تُفرغ آخر كرم عنبٍ مقطر في كأسك التي لا تخلو أبداً إلا لتنكسر، أيها العاصر الماهر!
ليس هذا مجازاً، بل هو أسلوب ليلٍ لا يصلح إلا ضيفاً، وأنت المضيف الباذخ. وإن افتأت عليك، كصديقٍ حامض القلب، عاملته بالحسنى وأرقت عليه حليب الفجر.
لكني لا أنسى ضحكتك التي تشبه شجرة زنزلخت مبحوحة الأغصان، عاليةً وعريضة، لا تاريخ لها منذ صار التاريخ قهقهة عابثة. ومنذ عادت الجرار الى حفظ الصدى، كالزيت، خوفاً عليه من آثار الشمس الجانبية.
كم حيَّرني فيك انشقاق طاقاتك الإبداعية عن مسار التخصص، كعازفٍ يحتار في أية آلة موسيقية يتلألأ. لم أقل لك ان واحداً منك يكفي لتكون عشيرة نحل تمنح العسل السوري مذاق المتعة الحارق. بحثت عن الفريد في الكثير، من دون أن تعلم أن الفريد هو أنت. وأنت أمامك بين يديك. ألا ترى اليك، أم وجدت نفسك أصفى في تعددها، يا صديقي المفرط في التشظي ككوكبٍ يتكون.
فصصت الثوم للقصيدة لتحمي شرايينها من التصلب. فالشعر، كالجسد، في حاجة هو أيضاً الى عناية طبية، والى فصادٍ كلما أُصيب الدم بالتلوث. آه، من التلوث الذي جعل الإيقاع نشازاً، واستبدل حفيف الشجر بموسيقى الحجر، واعتبر الحياة عبئاً على الاستعارة!
لكن هذا لم يهمك. لأن الحياة لا تُوهب لتعرف أو تعرض للنقاش، بل لتُعاش... وتعاش بكاملها، وتُلتهم كقطعة حلوى إلهية، أو شفتين ناضجتي الكرز. وقد عشتها كما شئت أنت، لا كما هي شاءت. أحببتها فأحبتك. وشاكست ما يجعلها أحد أسماء الموت، في عصر القتل المعولم الذي يمنح القتلى قسطاً من الحياة لا لشيء... الا لينجبوا قتلى.
يا ابن الحياة الحر، أيها المدافع عن جمال الوردة العفوي، وحرية العشاق في العناق على مرأى من كهان الطهارة اللوطيين! من بعدك سيسخر ممن يتقنون تسمية الآلهة، ولا يقوون على تسمية الضحايا؟ يأنفون من الانتباه الى دم مسفوك على طريق المعراج، ويسرفون في التحديق الى غيمة عابرة في سماء طروادة، لأن الدم قد يلطخ نقاء الحداثة المتخيلة، ولأن الغيم سرمدي الدلالات. لعلهم على حق، ما دامت هزائمنا تستدعي تطوير النقد الى هذا الحد!
لكن هذا أيضاً لا يهمك، أيها المتعالي على التعالي، أيها العالي من فرط ما انحنيت بانضباط جنديٍ أمام سنبلة، ونظرت، حزيناً غاضباً، الى أحذية الفقراء المثقوبة، فانحزت الى طريقها الممتلئ بغبار الشرف. الشرف؟ يسألك المترجم: ما معنى هذه الكلمة؟ فلم أجدها في الطبعات الجديدة من المعاجم.
ممدوح، يا صديقي، لماذا كما يفعل الطرخون خانك وخاننا قلبك؟ لماذا لم تعلم كم نحبك؟ لماذا تمضي وتتركني ناقصاً؟ لماذا... لماذا؟
هيلين- عدد المساهمات : 759
تاريخ التسجيل : 15/06/2009
الموقع : فنزويلا
رد: محمود درويش يرثي ممدوح عدوان
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
من هو ممدوح عدوان
وُلِدَ في قرية قيرون (مصياف) عام 1941، من أبوين هما صبري ووضحة.
طفولته
عاش في بيئة ريفية (قيرون )، فكانت تنشئته ريفية الطابع، أما المرحلة الأولى من الطفولة فقد أمضاها في بلدة (مصياف).
يقول عدوان عن هذه المرحلة : «حين تعيش في هذا الجو وتكبَر فيه، ومهما بلغت درجة رفضك له أو لبعض ما فيه، ستكتشف لاحقاً أن التاريخ (تاريخ صدر الإسلام وبدايات الخلافة الأموية) كان يعيش معك، أو أنك كنت تعيش فيه. إن التاريخ لا يعود هنا معلومات في كتب، بل هو حياة. التاريخ حي وموجود».
العلم
«وعلى المستوى الشخصي فقد رأيت من هم أكبر مني وهم "يتعالمون" وكان المقصود بهذه الكلمة التباري بالعلم. وكان العلم يتضمن "ثقافة" خاصة من هذا التاريخ الحي، مضافاً إليها الشعر المحفوظ من الجاهلية، أو من التراث إجمالاً. وكان فيه بشكل خاص "تعجيزات" إعرابية ولغوية يلتقطها هذا أو ذاك من كتب الشروح والتفاسير. وفي كل بيت من بيوت هؤلاء، كان هناك كتاب حول اللغة والقواعد والإعراب، والكتاب للشرتوني.
والتعجيزات الأخرى كانت في تحدّي الطرف الآخر أن "يثلّث" بيتاً من العتابا. كانت تحديات من هذا النوع تستغرق السهرة كلها. وفي أغلب الأحيان لا يقال شيء إلا غناءً. وكثيراً ما يكون التحدي موجهاً إلى الموجودين كلهم، مما يجبرك على أن تحرك ذهنك في الموضوع».
«أضيف مسألة شخصية أخرى هي أنني كنت أتقن القراءة السليمة. ومنذ الصف الأول الابتدائي كان يشار إليّ في مصياف: هذا الولد الذي يعرف قراءة الجريدة. وإذا أضفنا الصوت الجهوري واللفظ السليم فإن تميزاً خاصاً تعلق بي. وكان يتجلى في دعوتي من قِبَل من هم أكبر سناً، ومعظمهم لا يتقن القراءة السليمة، لكي أقرأ عليهم بصوت مرتفع كتباً يعطونني إياها. وكانت في معظمها من التاريخ والتراث والقواعد. ثم أضيف إليها في ما بعد كتب السير الشعبية.
وبعد أن كبرت، اكتشفت أن ذاكرتي ما تزال تحتفظ بالكثير من تلك الآيات والأحاديث والمعلومات والأشعار والشواهد والقصص».
«بالإضافة إلى الفقر الذي كان يلف الريف كله، كانت هناك مسألتان تستوقفان الولد "الذي يعرف كيف يقرأ الجريدة"، الأولى هي الظلم الفظيع اللاحق بالمرأة، ولهذا أيضاً جانبه الديني. والمسألة الثانية هي التميز الاجتماعي (الذي ينجم عنه تميز اقتصادي يؤدي إلى تميز في فرص التعليم والوظائف) لرجال الدين وأبنائهم.
ولكن مع شيوع الجانب الديني في الريف إلا أن التعصب أو التزمت لم يكن يغلف الحياة. بل كان هناك تعامل ميسور مع الدين. ولعل حضور التاريخ في الحياة اليومية قد أدى إلى شيء من رفع الكلفة مع الرموز الدينية.
كذلك فالضحك (والكلام) بصوت مرتفع كان سمة من سمات تلك الحياة. وهي سمة لازمتني حتى اليوم».
نسبه
«يكفي أن أشير إلى أن اسم عدوان في كنيتي جاء من سيرة شعبية كانت متداولة واسمها "حكاية الأمير نمر العدوان ومحبوبته وضحة ست النسوان".
فعدوان هم اسم جدي (والد والدي) وليس اسم عشيرة. ولدي عم اسمه نمر (وبالتالي فهو نمر العدوان). كما أن أمي (وهي قريبة أعمامي قبل الزواج) اسمها وضحة. وزوجة أحد أعمامي، وهي من قريباتنا أيضاً اسمها هي الأخرى وضحة (تبين لي فيما بعد أن العدوان عشيرة كبيرة في فلسطين وشمالي الأردن وجنوب سورية. ولعل الأمير نمر العدوان منها. ولكن أنا لست منها مع الأسف).
العوام هم أبناء عامة الناس، الذين أهلهم ليسوا مشايخ. وأنا من العوام ولا أعرف كيف أن جدي عدوان قد استطاع أن يعلّم أبي (صبري) حتى أخذ الابتدائية (السرتفيكا). لقد كان عدوان من وجهاء ذلك المجتمع القروي الصغير والفقير (دون مرتبة دينية أو ملكيات زراعية كبيرة، وهذا نادر). وبهذه الشهادة توظف أبي بعد الاستقلال في الإنتاج الزراعي. وقد أعطته الوظيفة امتياز ابن الحكومة، وامتياز الدخل الثابت المضمون. وبسبب الوظيفة كان ينتقل – ضمن المنطقة ذاتها – إلى بلدات وقرى متعددة. وكنت معه لأنني الأكبر (الثاني في الترتيب بعد الأخت الكبرى). ثم وجد أنه من الأفضل أن يستأجر غرفة في مصياف – مركز المنطقة – كي تسكن الأسرة الصغيرة فيها، بينما يذهب هو إلى وظيفته في القرى المجاورة ويعود إلى البيت. وكان هذا يعني أن أدخل المدرسة في مصياف».
المدرسة
كان حزب البعث قد فتح عدداً من المدارس في الأرياف لتدريس أبناء الفلاحين مجاناً، أو بأقساط رمزية. ويدرّس فيها متطوعون – بأكلهم أحياناً – من طَلَبة الجامعة الحزبيين. وفي مصياف كانت إعدادية أبي ذر الغفاري. وكان يدرس فيها أبناء القرى المجاورة ممن انقطعوا عن التعليم بسبب الوضع المادي ثم استأنفوه بعد إتاحة هذه الفرصة. ولذلك كان معظم الطلاب كباراً في السن بالنسبة للمرحلة التعليمية النظامية. وقد تعلمت المرحلة الإعدادية في هذه المدرسة، وأنهيت دراستي فيها وأنا من أصغر الطلاب سناً.
بداياته الشعرية
«مرة أخرى فرض الشعر نفسه. فالأساتذة البعثيون المتطوعون كانوا يشتعلون حماساً. وكانوا يجعلوننا نخرج في مظاهرات سياسية (ضد أديب الشيشكلي أو في ذكرى سلخ اللواء أو ذكرى تقسيم فلسطين) لا نعيها تماماً. ولكنهم كانوا يلقون علينا قصائد حماسية تكون في أغلبها من نظمهم هم.
ممدوح عدوان في إحدى محاضراته
بالنسبة لي في هذه المرحلة، ومع أنني تعلقت منذ صغري بقصيدة أحمد شوقي (سلام من صبا بردى أرق)، وخصوصاً أنه لم يسهر أهلي عند أحد، ولم يسهر أحد عندنا، إلا وطلب مني أن أقرأ القصيدة أمام الآخرين. وكنت أقف فوراً وأطلِق عقيرتي بها. إذن، في المرحلة الدراسية اكتشفت أن الشعر يمكن أن يكون مادة سياسية. ومع تأليبنا ضد الظلم والاضطهاد والإقطاعيين والزعماء (الذين كان معظمهم مشايخ) توجه اهتمامي إلى أنني يجب أن أكتب شعراً للتنديد بالظلم الاجتماعي. وكنت من الشعراء الشبان القلائل الذين لم يبدؤوا بكتابة الغزل، بل الهجاء الاجتماعي للرجال الذين يضطهدون النساء، ولرجال الدين الذين يستغلون الدين مالياً، ثم سياسياً ليصبحوا نواباً أو زعماء يدعمون النواب. ولكن أول قصيدة نشرتها كانت تسخر من زعيم سابق.
وفيما بعد اكتشفت أن الحماس وحده غير كافٍ، والتحدي لا يكفي. والوظيفة الجديدة التي تحول الشعر إلى سلاح لا تكفي. إذا شئت أن تستخدم هذا السلاح يجب أن تتقنه وتبرع في استخدامه.
ولذا لم تعد قراءاتي النهِمَة لكي أتسلى أو لكي أحفظ ما سألقيه باستعراضية، بل صرت أنتبه إلى كيف تُكْتَب القصيدة».
متابعة الدراسة
«بعد الإعدادية، لم تكن هناك ثانوية في مصياف، فأكملت المرحلة الثانوية في حماة وبعد الثانوية انقطعت عن الدراسة لكي أعمل معلماً وكيلاً، بعد أن سجلت في الجامعة في كلية الآداب – قسم اللغة الإنكليزية التي تخرّجت منها حاملاً دبلوماً في اللغة الإنكليزية.
ممدوح عدوان في الجامعة
حتى ذلك الحين كنت متفوقاً في اللغة الإنكليزية والرياضيات (حتى اليوم مازلت أساعد أولادي في الرياضيات حتى يتجاوزوا المرحلة الإعدادية).
وبعد أن منعني أبي من الالتحاق ببعثة لدراسة التمثيل في مصر أيام الوحدة، درّست سنة واحدة في إحدى القرى. وكانت قراءاتي كلها في الشعر المهجري.
في الجامعة كان يسيطر علي الإحساس بالتقصير والغياب. كنت غائباً عما يجري في دنيا الثقافة والشعر. كنت غائباً عن العصر كله».
واستمر ذلك، إلى أن وقعت يده على مجلتي «الآداب» و«شعر» حيث اطلع عدوان على النزاعات المتعلقة بالحداثة والكلاسيكية. وتعلم على يد علي كنعان الذي كان زميله في صف واحد، وحدة التفعيلة بدلاً من وحدة البيت.
قصته مع التمثيل
يروي ممدوح عدوان عن رغبته في تعلم التمثيل، فيقول: «وقد أكلت "قتلة مرتّبة" من أبي بعد الثانوية لأنني كنت أريد أن أدرس التمثيل. بينما عقدة المنطقة كلها توجه الأولاد "النابغين" لأن يكونوا محامين أو أطباء (دكاترة)».
ومع هذا فإن ممدوح عدوان يذكر أن التمثيل كان أول نشاط مارسه في حياته، خارج نشاط المدرسة. وأنه منذ عام 1958 قام بدراسة التمثيل بالمراسلة. وفي أعوام 59–60 كان يقدم مسرحياته في مصياف، في أعياد الوحدة. وكان يكتب نصوصاً مسرحية ويقدمها بنفسه.
ممدوح عدوان في رحلة إلى تدمر
تجربته في المدينة
كان على ممدوح عدوان أن ينزل إلى المدينة لإتمام الدراسة الجامعية، وهي دمشق العاصمة. وعبر عن تجربته هذه في روايته «أعدائي». ومن جهة أخرى فهو يقول: «الغربة التي اعتاد الشعراء أن يكتبوا عنها (مثل غربة حجازي في "مدينة بلا قلب") لم أكن أحس بها بهذا المعنى. كنت أشعر أنني على هامش المدينة بسبب الوضع الاقتصادي. وليس لأن "هذا الزحام لا أحد". بل هو أحد. وأريد أن أندمج فيه وأن أتعايش معه، وأن أنال اعترافه. وكنت أرى أن المدينة ترفضني لأنني متخلف. والحل هو أن أتقدم. ولم يكن أمامي إلا الثقافة».
أول قصيدة له تنشرها "الآداب
"في فترة الحرمان والفقر والغربة وسط المدينة نشرت مجلة «الآداب» أول قصيدة له بعنوان «لقيطان» وكانت مهداة إلى علي كنعان، رفيق المعاناة والبؤس. ويذكر عدوان أن «محي الدين صبحي كتب عنها في العدد التالي يقول أنها تمس شغاف القلب، رغم أنه مسح بها الأرض دفاعاً عن دمشق التي اعتقد أنني أهجوها، وهو يجب أن يدافع عنها بوصفه دمشقياً».
رأيه في دمشق
يقول ممدوح عدوان: «بالنسبة للأيام الحالية فلا أشعر أن هناك ما تغير في دمشق إلا أنها صارت أكثر ازدحاماً وأقل خضرة وشتاء. وهذا الازدحام وسط الغابات الإسمنتية يشعرك أن الألفة قد اضمحلت. على أيامنا كانت دمشق خضراء كبيرة وجميلة».
زواجه
تزوج فيما بعد من حبيبته إلهام التي أنجب منها ولديه: زياد، ويحمل شهادة الدكتوراه في المسرح من بريطانيا، ومروان المتخصص في مجال المعلوماتية.
نجاحه
أول نجاح له كان في عام 1969 حين ألقى شعراً في بغداد، ، حينها لم يفشل، واستطاع التواصل مع الجمهور فاختبر ما هو النجاح.
أما أول عمل مسرحي كتبه فقد كان عملاً مسرحياً شعرياً باسم «المخاض» عام 1965.
أما ديوانه الشعري الأول فكان «الظل الأخضر» عام 1967.
وتمت ترجمة العديد من أعماله الشعرية إلى لغات أخرى.
ويعتبر ممدوح عدوان أول من كتب المونودراما في سورية، وأول نص كتبه من هذا النوع كان بعنوان «حال الدنيا» وتبعه بـ «القيامة» ثم «الزبال». وذلك في النصف الثاني من الثمانينات. وهي نصوص يعالج فيها الكاتب جملة من القضايا الاجتماعية الراهنة، مثل الفقر والفساد. وكان الممثل زيناتي قدسية قد قام تباعاً بإخراج وتمثيل هذه النصوص الثلاثة.
كما كتب عدداً من النصوص التلفزيونية الأخرى منها: «الزير سالم» وهي دراما تاريخية، و«دائرة النار» وهي دراما اجتماعية، و«جريمة في الذاكرة» و«المتنبي» و«ليل العبيد» و«الخدامة».
عمل ممدوح عدوان أيضاً في الصحافة الأدبية والتلفزيونية كما كتب كثيراً من المقالات في الدوريات السورية والعربية، كما قام بعمل جبار في حقل الترجمة.
وباختصار تنوعت تجربة ممدوح عدوان الإبداعية بين الشعر والمسرح والتلفزيون والرواية والمقالة والترجمة. فلديه ما يزيد على 80 مؤلفاً منها: 17 مجموعة شعرية، 36 مسرحية، 16 مسلسلاً وروايتان، إضافة إلى ترجمات هائلة عن اللغات العالمية.
ونال عدداً من الجوائز الثقافية والأدبية تقديراً لعطاءاته الكبيرة للثقافة العربية.
صراعه مع المرض ووفاته
كتب عمر شبانة (الأردن/الإمارات): «دخل الشاعر في صراع مرير ودام وتراجيدي مع الموت، من جهة القلب أولاً، ثم من جانب السرطان الملعون، وظل في مواجهته يتحدى بصلابة وقوة، وبجهود مكثفة ومتنوعة، وبقهقهة تسخر من العدم، فقد عرف كيف يحول مأساته الشخصية إبداعاً خالداً يدفع عنه شبح الفناء. يدفعه بالشعر وبالرواية وبالترجمة وسواها، ويتمنى لو كانت لديه أدوات أخرى للتعبير عما لديه. "هناك مناطق لا يعبر عنها الشعر، ولابد من وسائل أخرى. أتمنى لو كنت أستطيع أن أرقص وأغني وأعزف" كان ممدوح يقول. وحين كان يُسْأل عن مرضه كان يقول: "أنا لا أشعر أنني مريض، شعرت فقط في الشهرين الأولين ببعض التعب، ومن ثم استأنفت نشاطي، خلال العلاج شعرت بفقدان ذاكرة جزئي، ولكنني خلال الفترة التي تلت أصدرت كتابين هما "حيونة الإنسان والآخر" و"الجنون مرة أخرى"، والذي يعتبر جزءاً ثانياً لكتابي "دفاعاً عن الجنون"».
ممدوح عدوان مع الطبيعة
وأخيراً رقص ممدوح عدوان رقصته الأخيرة مع الموت محلقاً إلى عوالم الما وراء، وانطفأت شعلة ألهبت والتهبت في 20/12/2004 عن عمر ناهز الثالثة والستين. وكتبت السفير عن ذلك: «شيّعت سورية جثمان الكاتب السوري ممدوح عدوان بمشاركة رسمية لافتة، وبوجود كثيف للأدباء والفنانين وسط اهتمام شعبي، رافق الموكب الذي انطلق من مشفى الأسد الجامعي بدمشق في اتجاه مسقط رأسه في قرية دير ماما بمحافظة حماة حيث ووري الثرى. وشارك في التشييع من الجانب الرسمي وزير الإعلام مهدي دخل الله ووزير الثقافة محمود السيد وعدد من معاوني الوزراء ومديري المؤسسات الإعلامية وعدد من أعضاء مجلس الشعب وأساتذة جامعة دمشق».
كل الشكر لك أختي هيلين على نقلك لمرثية محمود درويش رحمه الله مما حفزني على أن أنقل سيرة ممدوح عدوان رحمه الله إلى التعقيب على الموضوع
محبتي واحترامي
__________________
ESSAM MAHMOUD- تميز وتقدير
-
عدد المساهمات : 1861
تاريخ التسجيل : 07/07/2009
العمر : 69
الموقع : الإمارات
رد: محمود درويش يرثي ممدوح عدوان
جميل ومهم ما كتب هنا0000
ألشكر لكما اخوتي عصام وهيلين000
رائع ومفيد ما نقلتوه لنا ,أتحفتونا به0000
الموضوع كامل ومهم وافادنا الكثير000
000شكراً لكما احبتي
ألشكر لكما اخوتي عصام وهيلين000
رائع ومفيد ما نقلتوه لنا ,أتحفتونا به0000
الموضوع كامل ومهم وافادنا الكثير000
000شكراً لكما احبتي
ميسون شهبا- عضو مجلس ادارة
- عدد المساهمات : 648
تاريخ التسجيل : 26/05/2009
رد: محمود درويش يرثي ممدوح عدوان
إثنان من وجع و ذكرى..
من دروب اللغز و حكايات البنفسج..
مسيجان بالرحيل و الياقوت و تنهدات الرجوع..
طائران طافا سماوات الغبار ليصدحا بآه و نغم ..
إثنان زرعا فوق القمر ليلا و نجوما و تخوما و رؤى..
يلجان القمح و الصقيع بكل مناجل الصيف..
نثرا في وجه الغدر ثورة ياسمين..و عواصف..
محمود زغرودة فلسطين في عرس الشهداء..
ممدوح غضب الكلام في حنجرة ثائر يغار على الصبح من بندقية..
أنتما يا لغة الروح المتمردة على صهوات الريح..
أنتما يا وجع القبيلة لحظة وخز و هزيع..
يا ثآليل النيازك ساعة اغتصاب الشهب نار الخيلاء..!
ترثيان الغياب ..و نرثيكما بدمع خاسر أمضى من القهر و ولوج الجرح في الخاصرة.
اتركا أبواب السماء فاغرة..فاليوم تؤم وفود الشهداء وجه الله على نغم الجنائز..
يا شقائق النعمان لوّحي للعريسين بحناء الصهيل..
و اكتبي على جدار الكون كانا هنا يحبان الحياة..بلون الهندباء.
هيلين..سلمت أناملك و لك الورد في سلال الغمر و أقحوان الكلمات.
من دروب اللغز و حكايات البنفسج..
مسيجان بالرحيل و الياقوت و تنهدات الرجوع..
طائران طافا سماوات الغبار ليصدحا بآه و نغم ..
إثنان زرعا فوق القمر ليلا و نجوما و تخوما و رؤى..
يلجان القمح و الصقيع بكل مناجل الصيف..
نثرا في وجه الغدر ثورة ياسمين..و عواصف..
محمود زغرودة فلسطين في عرس الشهداء..
ممدوح غضب الكلام في حنجرة ثائر يغار على الصبح من بندقية..
أنتما يا لغة الروح المتمردة على صهوات الريح..
أنتما يا وجع القبيلة لحظة وخز و هزيع..
يا ثآليل النيازك ساعة اغتصاب الشهب نار الخيلاء..!
ترثيان الغياب ..و نرثيكما بدمع خاسر أمضى من القهر و ولوج الجرح في الخاصرة.
اتركا أبواب السماء فاغرة..فاليوم تؤم وفود الشهداء وجه الله على نغم الجنائز..
يا شقائق النعمان لوّحي للعريسين بحناء الصهيل..
و اكتبي على جدار الكون كانا هنا يحبان الحياة..بلون الهندباء.
هيلين..سلمت أناملك و لك الورد في سلال الغمر و أقحوان الكلمات.
عماد أبو لطيف-
عدد المساهمات : 457
تاريخ التسجيل : 11/05/2009
العمر : 60
الموقع : بلاد الرمل و النار
رد: محمود درويش يرثي ممدوح عدوان
الآخوة الغوالي
هيلين... عصام..... عماد....
ألف شكر لكم على اغناء الموضوع بأجمل المعلوما الحقيقية
التي جعلتنا نتعرف من خلالها على السيد ممدوح اكثر واكثر
ونعرف بدايته وسية حياته وكتاباته وحتى قصة مرضه وموته
وما ماقاله به درويش هو الآجمل والارقى
رحمه الله واسكنه فسيح جناته
فعلأً اتحفتونا بهذه الكتابات والف شكر لكم جميع
مع كل الحب والتقدير
هيلين... عصام..... عماد....
ألف شكر لكم على اغناء الموضوع بأجمل المعلوما الحقيقية
التي جعلتنا نتعرف من خلالها على السيد ممدوح اكثر واكثر
ونعرف بدايته وسية حياته وكتاباته وحتى قصة مرضه وموته
وما ماقاله به درويش هو الآجمل والارقى
رحمه الله واسكنه فسيح جناته
فعلأً اتحفتونا بهذه الكتابات والف شكر لكم جميع
مع كل الحب والتقدير
رد: محمود درويش يرثي ممدوح عدوان
حقيقة كم نحن بحاجة الى مثل هذه المواضيع
الاخت هيلين ..... تتألق وتختار المواضيع المفيدة كعادتها
د. عصام ..... يتحفنا بأضافته المعلومات الهامة على الموضوع
الاخ عماد ..... ينثر الورود ويزين بها الموضوع
ليكملوا معاً مادة غنية تستحق القرأة .... شكراً لكم احبتي على هذا المجهود
الاخت هيلين ..... تتألق وتختار المواضيع المفيدة كعادتها
د. عصام ..... يتحفنا بأضافته المعلومات الهامة على الموضوع
الاخ عماد ..... ينثر الورود ويزين بها الموضوع
ليكملوا معاً مادة غنية تستحق القرأة .... شكراً لكم احبتي على هذا المجهود
ابو مجد- عضو مجلس ادارة
- عدد المساهمات : 884
تاريخ التسجيل : 25/01/2010
العمر : 67
الموقع : الكويت
رد: محمود درويش يرثي ممدوح عدوان
لاننا جميعا من وطن الجمال والمعاني الخالدة
سطرنا معا
احرفا تترك بصمة الق
للغائبيين ممدوح ومحمود المبدعيين
المجد دوما للوطن
ولكم بنفسج القلب
ومودتي
هيلين- عدد المساهمات : 759
تاريخ التسجيل : 15/06/2009
الموقع : فنزويلا
رد: محمود درويش يرثي ممدوح عدوان
الأخت هيلين:
هنا..أعدتيني إليّ..
في هذا الوجع..
و في هذا الهزيع..!
لك بنفسج و ياسمين.
هنا..أعدتيني إليّ..
في هذا الوجع..
و في هذا الهزيع..!
لك بنفسج و ياسمين.
ناجي العلي- عدد المساهمات : 103
تاريخ التسجيل : 14/04/2011
العمر : 64
الموقع : ما تسمى مجازا بلاد العرب
رد: محمود درويش يرثي ممدوح عدوان
ناجي العلي
لاسمك ثقل كبير
وتاريخ من الهم والانكسارات
لكنك زرعت قمحا
فانتظر غلالك
المهم الان ان نكون مع الوطن اينما
كنا
الرحمة للشهداء
والخلود للوطن
وحده الباقي
هيلين- عدد المساهمات : 759
تاريخ التسجيل : 15/06/2009
الموقع : فنزويلا
رد: محمود درويش يرثي ممدوح عدوان
نعم هو الوطن الغافي على تلال السنديان و شموخ السرو
هو الوطن الحالم بالصقور و الأضاليا و فصول الفرح
وطننا الجريح اليوم ..و نحن البعيدون عن حجارته
سيقف صارخا..
حماة الديار عليكم سلام....أبت أن تذل النفوس الكرام
و يا حيييييييييف
هو الوطن الحالم بالصقور و الأضاليا و فصول الفرح
وطننا الجريح اليوم ..و نحن البعيدون عن حجارته
سيقف صارخا..
حماة الديار عليكم سلام....أبت أن تذل النفوس الكرام
و يا حيييييييييف
ناجي العلي- عدد المساهمات : 103
تاريخ التسجيل : 14/04/2011
العمر : 64
الموقع : ما تسمى مجازا بلاد العرب
رد: محمود درويش يرثي ممدوح عدوان
ممدوح عدوان
دفاعاً عن الجنون "
تقودنا عقلانية حمقاء سميناها نحن ذات جهل " عقلانية " ولكن ما هي إلى انعكاس لوح الضعف والخنوع التي تسكننا ..
نرمي أحلامنا على قارعة الطريق ونقول هكذا تقتضي العقلانية ...
نرغم أنفسنا على العيش في أبعد ما يكون عن الحياة لنكون أقرب ما يكون إلى العقلانية ...
هو الإنسان العربي هكذا يصر على إقحام نفسه في دوامات لا تقدم له سوى الدوار ..
ولكن لربما كنا بحاجة لبعض من ذاك الدوار علّ الموازين تعتدل فتعود العقول لنصابها ونعود لقيمنا ..
ممدوح عدوان في " دفاعاً عن الجنون " قرر ان يرمي تلك العقلانية الواهية المصطنعة وأن يجمع بين صفحاته مقالات – على قوله لا يجمع بينها سوى أنه كاتبها – يتحدث فيها عن كل تفاصيل الحياة ولكن بنظرة أبعد ما يكون عن تخلف الإنسانية وانحداراها الفكري...
لربما كان هذا الكتاب أشبه برحلة إلى " الإنسانية الإنسانية "
تطرق فيها عدوان للشعر ، للفن ، للخيبات العربية وتلك النظرات السطحية ...
شدني فعلاً هذا الكتاب وأحببت أن أشارككم ببعض جمالياته ...
دفاعاً عن الجنون "
تقودنا عقلانية حمقاء سميناها نحن ذات جهل " عقلانية " ولكن ما هي إلى انعكاس لوح الضعف والخنوع التي تسكننا ..
نرمي أحلامنا على قارعة الطريق ونقول هكذا تقتضي العقلانية ...
نرغم أنفسنا على العيش في أبعد ما يكون عن الحياة لنكون أقرب ما يكون إلى العقلانية ...
هو الإنسان العربي هكذا يصر على إقحام نفسه في دوامات لا تقدم له سوى الدوار ..
ولكن لربما كنا بحاجة لبعض من ذاك الدوار علّ الموازين تعتدل فتعود العقول لنصابها ونعود لقيمنا ..
ممدوح عدوان في " دفاعاً عن الجنون " قرر ان يرمي تلك العقلانية الواهية المصطنعة وأن يجمع بين صفحاته مقالات – على قوله لا يجمع بينها سوى أنه كاتبها – يتحدث فيها عن كل تفاصيل الحياة ولكن بنظرة أبعد ما يكون عن تخلف الإنسانية وانحداراها الفكري...
لربما كان هذا الكتاب أشبه برحلة إلى " الإنسانية الإنسانية "
تطرق فيها عدوان للشعر ، للفن ، للخيبات العربية وتلك النظرات السطحية ...
شدني فعلاً هذا الكتاب وأحببت أن أشارككم ببعض جمالياته ...
نحن أمة خالية من المجانين الحقيقين وهذا أكبر عيوبنا
كل منا يريد أن يظهر قوياً وعاقلاً وحكيماً ومتفهماً يدخل الجميع في حالةمن البلادة والافتعال وانعدام الحس تحت تلك الأقنعة فيتحول الجميع إلى نسخ متشابهة مكرورة ومملة ..
نحن في حاجة إلى الجرأة على الجنون والجرأة على الإعتراف بالجنون صار علينا أن نكف على اعتبار الجنون عيباً واعتبار الجنون عاهة إجتماعية ..
خير ما تكتبه هو ذلك الذي تكتبه وكأن أحداً لن يقرأك ذاك الذي تكتبه باطمئنان وكأنك تعترف .. كأنك تتعرى .. كأنك تضع نفسك المحملة على طاولة وتشرحها وأنت مقفل على وحدتك الباب ونوافذ البيت بلا خجل .. بلاخوف .. بلا حساب لأحد .....
هناك خشية دائماً من أن تتحول إلى جزء بين مجموعة الأجزاء إلى جندي في العرض الكبير فالمشترك في العرض غير قادر على رؤية العرض ككل ..
عليك أن تبتعد قليلاً لئلا يجرفك التيار على أن لا تبتعد إلى الحد الذي يفقدك البعدالقدرة على الرؤية أيضاً أي أنك ستحاول أن تبقى في العرض وأن تبتعد عنه كأنك تريد أن تراقب غضبك في المرآة .
إن غضبك المفتعل يتلاشى مع المراقبة الواعية وعليك أن تصفو بحيث يصبح الغضب منبثقاً عن وعي يصبح غضباً واعياً يمكن مشاهدته في المرآة وهذه معجزة الفن ..
يشاغب الشعر على الخيانة والمؤامرة والقتل أو يشاغب على التفاهة والسطحية والشعوذة ..
والشعر إن لم يقل (لا) بشكل صارخ وصاخب وجارح فإنه لا يقبل أنيقول ( نعم ) حتى يقطع رأسه ..
تغير العالم ليس عملاً آنياً ومؤقتاً وقد لا يكون ممكناً الآن ..
والشعر ليس طفلاً يحلم أحلاماً مستحيلة بل هو حلم البشرية بإمكاناتها الفعلية وهذا يعني أن الشعر لا يطمح إلى تغير العالم الآن فهو لا يخطط للقيام بانقلاب عسكري ...
في زحمة الحياة ، في التسابق المحموم نحو الغنيمة أو النجاة في خضم البحث عن منتجع صحي للحياة .
هناك من يستوقفك ليقول لك إنك قد نسيت شيء ما حين غادرت مسرعاً .
شيء كالسبحة أو القداحة أو حمالة المفاتيح ، الشعر يناولك هذا الشيء الذي نسيته أوتناسيه أوتعودت إهماله الشعر يناولك نفسك ..
يبارك الكثيرون قمع الشعر ويمارسونه فالشعر ألد الأعداء لأنه أوضحهم عداء والشعر أسهل الأعداء لأنه لا يسيل دماً ولا يضرب سياطاً .
هم الذين يضربون بالسوط ويسيلون الدماء ويضغطون على الزناد ..
لكن الشعر أصعب الأعداء مراساً يضطهد الشعر ويسجن وينفى ويعدم .. ولا يموت
ويتعرض الشعر للغواية والمنحة والمكافأة والتصفيق والإستحسان ولا يقبل ويحقق غرضه ولا يرضى ..
لهذا كان الشعر ..
لهذا كان لا بد من قتل الشعر ..
كثيرون لا يرودون لنا العلاج ..
يفضلون لنا أن نستخدم المهدئات ...
المسألة باختصار أن الناس قد تعودوك وظلوا يتعودونك حتى صرت تتعود نفسك ..
هذه هي المسالةالقاتلة في الفن
انت تعرف ما يتوقعه الناس منك وهم قد أطروك وارتاحوا ولكن الخيبات التي توقعهم فيه مشجعة ..
حين يأتون لسماع شعرك وقد تهيأو ا لسماعالفضائح السياسية التي يرودونك أن تقولها ثم تفاجئهم بان تتحدث عن الأطفال والريح والحب والجسد ... عندها يخيبون ..
وعندها يقولون لك لم نتوقع منك ذلك ويجب أن تحس بالسرور وتقول لهم ( وهذا أنا ايضاً )
حين يكون هناك صمت وتجاهل يكمل القاتل جريمته حتى النهاية ، نهاية الشعب الضحية ، وحين يتنبه العالم ويسمع يكون كل شيء قد انتهى وأصبح الشعب المقتول جزء من الماضي والتاريخ ..
كان هذا شيء من جنون ممدوح عدوان وشيء من رقيه الفكري وانتماءه الوطني والفني ...
رحم الله ممدوح عدوان ..
ميّ الخالدي
21 / 4 / 2010
رحم الله ممدوح عدوان ..
ميّ الخالدي
21 / 4 / 2010
هيلين- عدد المساهمات : 759
تاريخ التسجيل : 15/06/2009
الموقع : فنزويلا
رد: محمود درويش يرثي ممدوح عدوان
جنون العبقرية هو عبقرية الجنون..!و قلة هم الذين يستأنسون نكهة هذا الطعم السلس للتمرد على المألوف المقيت و الانقياد لنخبة العقل العاقل و التبرؤ من لوثة مفهوم الجنون على أنه وصمة تلطخ صاحبهابأقذع الأوصاف ليصبح شاذا و محطا للسخرية والاستهزاء، لكن لطالمااستخدم عظماء الكتّاب و المسرحيون شخصيات الجنون ليوصلوا أجزل أفكارهم من خلال تلك الشخوص.و هنا تكمن العبقرية في الفن بأشكاله جميعهاو يتميز عالمنا بمبدعين تركوا العنان للجنون ليأخذنا إلى أحلامنا المختبئة فينالنصرخ وحدنا في غرف مقفلة علينا و على أحلامناخوفا منا عليناأو من العقلاء المتربصين بناو الحارسين لقبحنا المتبلدفي جلودنا و عيوننا و قاماتنا المزيفة التي شكّلها تخلفناعبر حياة ركيكة و متكررة و بلهاء لا تفرز سوى التقليد و التبجح و الادعاء و نحن أحوج من نكون لتلك المساحة من الجنون لنحلق بحرية في عالم الإبداع غير آبهين إلا بسعادة قلوبنا المغلقةو التحرر من عبودية الأفكار المعلبة التي هي وجبة يومية ندعي بأنها شهية للحفاظ على كاريزما العقلانية التي استبعدت كل شيء عدا شخصياتنا المقهورة و المقموعة من تلقاء نفسها لاستمرائها ذاك الألم الذي يعتاش على خوفهاو تقلصهاو رفضها للفرار من قفص العادات و التقاليد و بذلك يبقى الجنون مرفوضا رفضا باتاإلا إذا تسلل عنوة و في خلوة ليرسم لوحة نتلذذ بالنظر إليها"بخوث" بالغ و خلسة..!
و ها هو الراحل الجميل عدوان يدافع عن جنوننابعقله المجنون و إبداعه الأكثر رحابة للجنون.
هيلين..ما أجمل هذا الجنون هنا
و ها هو الراحل الجميل عدوان يدافع عن جنوننابعقله المجنون و إبداعه الأكثر رحابة للجنون.
هيلين..ما أجمل هذا الجنون هنا
ناجي العلي- عدد المساهمات : 103
تاريخ التسجيل : 14/04/2011
العمر : 64
الموقع : ما تسمى مجازا بلاد العرب
:: كل شيء
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى