حرب الموحدين وجيوش المماليك
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حرب الموحدين وجيوش المماليك
أنقلها كما وردتني من مرسلها,قد يكون لدى البعض تعليقا ما أو تصحيحا أو اضافة أو استفاضة أو اسم مرجع موثوق يمكن الاستفادة منه أو...أو....أو ...فلا تبخلوا.
قصة باقية في الذاكره...أنقلها كي تبقى في الذاكرة.
بعد ان كسرت جيوش محمد علي بقيادة ابنه ابراهيم باشا الجيوش العثمانية و احتلال سورية تقرب المصريين من الشعب السوري بشكل كبير و توطد الامن لفترة وجيزة
ثم تعاظمت الاخطار على محمد علي فطلب من ابنه جمع المجندين من سورية و ما ان عمم الامر على الناس حتى نشبت المناوشاة في كل المناطق السورية و هاجر الكثيرين من سكان شمال سورية الى تركيا و العراق.
قرر اعيان الجبل ان ذاك1832 اخذ سريرة العقل و أرسلوا وفدا" الى الوالي شرح فيه ان موقف الجبل يختلف عن باقي المناطق لانهم مقيمون في صدر البادية و يحمون انفسهم بقوة ذراعهم بينما تقوم الحكومة بهذا في سائر انحاء سوريا و تكليف شبابهم بالخدمة العسكرية بعيدا" عن جبلهم سيجعل عربان البادية يسرحون و يمرحون و كان عدد المقاتلين الدروز في ذلك الوقت لا يتجاوز ١٦٠٠ مقاتل
ثم عرض الوفد دفع بدل نقدي عن المجنديين
عندها غضب الوالي و طرد الوفد بعد ان طلب منه تسليم المجنديين خلال عشرة ايام
..................
غادر الوفد دمشق مستاء" متوعدا"
و عند الوصول الى السويداء دعا الى اجتماع للأعيان تقرر فيه رفض تسليم السلاح او المجندين
فنقلوا الاهالي و عيالهم الى اللجاة الحصينة و اعلنوا مقاومة الحكومة المصرية.
و كان من زعماء الجبل انذاك الشيخ ابو علي قسام الحناوي، حسين درويش، محمود هزيمة هنيدي، قاسم القلعاني و ابو محمود عز الدين الحلبي
.................
-2-
بدأت الحرب عام ١٨٣٧ عندما هاجم بنو معروف بعض المواقع التي تخص شريف باشا و بحري بك ، فما كان من ابراهيم باشا الا ان وجه اليهم كتيبة من اربعمئة فارس من الهوارة الاشداء في القتال بقيادة علي آغا البصيلي و باعتقاده انها كافية لإخضاع الموحدين
فنزل البصيلي و متسلم حوران في قرية الثعلة الخالية من السكان و فاوض زعماء الجبل بهدوء بقصد خداعهم و لكن الله ارشدهم في كشف نواياه بالبطش بهم فأضمروا للبصيلي ما أضمر لهم
يا أبا اليقظان كم صيد نجا ...... خالي البال و صياد وقع
فأنقض نسور الموحدين على كتيبة الهوارة و قتلوا فرسانها عدا ثلاثين رجلا" فروا بأنفسهم و اخبروا شريف باشا بنكبتهم
فقرر ابراهيم باشا قمع الثورة بعنف ببدايتها فجهز لهم ثمانية ألاف جندي و خمسمائة فارس مجهزين بالمدافع بينما كان عدد المقاتلين من بني معروف في تلك المعركة لا يتجاوز ألف و اربعمئة مقاتل بأسلحة بسيطة
.....
تصدى الموحدين للجيش الغازي قرب قرية بصر الحرير و بعد مناوشة قصيرة تظاهر مقاتلو الجبل بالانسحاب الى داخل اللجاة تاركين اسلحتهم في الميدان فغنمها الجش و اقتفى اثرهم حتى دخل مجاهل اللجاة عندها انطلقت اصوات المجاوز و الخوات و زغردت النساء مهللة بالقتال فانقض بنو معروف على الجيش انقضاض النسر على الفريسة و اعملوا السلاح بالجنود حتى تناثرت جثثهم في كل مكان و بين القتلى قائد الجيش و أميرلاي و اربعة عشر ضابطا
حتى لم يبقى بها من يصدر الاوامر و عقب ذلك حدث عراك هائل ذهبت فيه الحملة بين قتيل و اسير و هارب و استولى المقاتلون الدروز على كم ضخم من الاسلحة ساعدهم فيما بعد على الاستمرار بالقتال
صفرة جرودي غربت ... قوطر يحث ركابها
يا محمد خبر دولتك... حنا خذينا طوابها
قال بودان قنصل فرنسا في دمشق : ان الذعر الذي كان يحدث بين صفوف الجنود ابراهيم باشا من شدة هجوم المعروفيين جعل اكثرهم يرمي سلاحه و يلوذ بالفرار
........................
ذهل ابراهيم باشا من الهزيمة و وبخه محمد علي و ارسل له رجل الحرب الاول عنده وزير الحربية حمد منيكلي فحضر على وجه السرعة ليثأر لاخيه قتيل الدروز و جهزوا اربعة عشر الف مقاتل ....
.......................
-3-
اربعة عشر ألف من المشاة و الخيالة بدأوا الزحف في شهر شباط على اللجاة من قرية تبنة و عندما تجاوزوا قرية جدل شرقا" بدأت طلائع الموحدين تظهر أمامهم كالذئاب الكاسرة تناوشهم القتال فتصطاد عددا" من الجنود ثم تختفي في اعماق اللجاة
تبعهم الجيش مستهينا" بهم نظرا" لضخامة العدد و العدة و تعقبهم حتى توسط اللجاة عندها تجمع المقاتلين الدروز و صمدوا بوجه الجيش ممطرينه بالنيران
تخلخلت مقدمة الجيش الا ان وجود شريف باشا و احمد منيكلي وزير الحربية و البصيلي ساعد في تنسيق الجيش مرة اخرى فحملوا على الدروز ثلاث حملات شرسة صمد لها المقاتلين الموحدين كاسرين رهجة العدد و التنظيم للجيش الغازي
فاعترى الجنود المصريين التعب عندها انطلق صوت المجاوز و صيحات النخوة العربية فإذا بالدروز يفاجؤون الجيش بهجوم معاكس اسطوري و عددهم لا يتجاوز الثمانمئة مقاتل سطروا صفحة بيضاء للمجد العربي
و انقضوا على الجيش بالسلاح الابيض و سط زخات الرصاص المصرية فصمد الجيش قترة" قصيرة ثم اخذ بالتراجع امام الضواري و انقلب التراجع الى هزيمة مريعة سقط اثناءها شريف باشا عن جواده مرعوبا" و كان بجواره البطل قاسم القلعاني الذي نظر اليه نظرة الذئب فما كان من البصيلي الا ان هرع اليه و نظر لقاسم القلعاني نظرة استعطاف فأنزل قاسم رحمه الله سيفه و عفا عنه فأنقذه و هربا يجران الخزي و الهزيمة
مخلفين اسلحتهم و مدافعهم و اميرلواء و اميرلاي و قائم مقام و سبع و عشرين ضابطا" و سبعة الاف قتيل و جريح منبين الجرحى وزير الحربية احمد منيكلي بثلاث رصاصات مات بسببها بعد عودته الى مصر
فقال البطل الشاعر الشيخ ابو علي قسام الحناوي:
أحمد باشا راح محمول نعشه .... وطيفور بك و مثله اوزار
.......
كصفعة قاسية اتت هذه الهزيمة النكراء على ابراهيم باشا بعد ان هلك نصف جيشه و خيرة ضباطه و كبار قادته و وزير الحربية ارسل يستنجد بأبيه محمد علي الذي ذهل للاخبار المريعة
فقرر ابادة الدروزعن بكرة ابيهم و ارسل بطلب اقوى فرقة بجيشه و هي اربعة الاف ألباني بقيادة حاكم كريت و ضم اليهم عشرين ألف جندي حشدهم أوائل نيسان ١٨٣٨ و تجمعوا مع كتائب ابراهيم باشا في قرية الصورة و استأجروا ١٥٠ بدويا" ليدلوهم على مسالك اللجاة
و قاد الجيش ابراهيم باشا بنفسه هذه المرة و قسم الجيش الى اربعة فيالق توزعت على محور الهيات و المسمية و تبنة و قراصة و بصر الحرير و نجران و ريمة لمحاصرة الدروز ....
....................
-4-
بعد اطباق الحصار بشكل كامل اندلعت الحرب من جديد و كانت المعارك أشد ضراوة من سابقاتها تكبد فيها جيش المماليك خسائر فادحة و من اشدها عنفا" معركة داما حين ادخل ابراهيم باشا الخيالة الاكراد الاقوياء الى ارض داما و عددهم ٨٠٠ و تبعهم مع العساكر النظامية و ما ان داس الاكراد ارض داما حتى اطبق عليهم بنو معروف و كسروهم كسرة هائلة" فر من نجا منهم على اقدامه يستنجدون بالجيش النظامي الذي حاول انقاذ من بقي منهم بالمدافع دون فائدة حتى نجا منهم ١٤ فقط فدب الرعب في قلوب الجنود النظاميين و قد سمعوا بما حل بالجيوش الاولى و ارعبتهم سطوة الدروز و بدأ الجنود بالفرار كلما لمحوا مقاتلا" درزيا من بعيد و تبعهم المعروفيون يهلكونهم بالبارود و السيوف و فر الجميع بمن فيهم ابراهيم باشا خارج اللجاة تاركا" خلفه الفان قتيل من الجنود و اكثر منهم من الجرحى...
ي هذه الاثناء استغل البدو عشيرة ولد علي بقيادة شيخهم ابن سمير و كعادتهم بالغدر و الجبن استغلوا انهماك الدروز بحربهم الطاحنة و هاجموا جنوب الجبل و نهبوا قرية و قتلوا عدة نساء و شيوخ و سرقوا ما اتى امامهم من متاع و ماشية و هربوا جنوبا" ...
وصل الخبر الى مقاتلي اللجاة فغلى الدم في عروقهم غضبا" و نظموا خطة رائعة قاموا ليلا" كاملا" بجمع الحطب و جعلوه صفا" كثيفا" و غطوه بالتراب و اضرموا فيه النار فتصاعد الدخان كثيفا" لبد الجو كله و كأنه الجحيم فاستيقظ الجيش المصري مرعوبا" من الدخان و اعتقد انها كمين من الدروز فأخذ بالتراجع و الاستعداد و حفر الخنادق ...
فيما ذهب اغلب المقاتلين الدروز ليتعقبوا البدو حتى منطقة صبحة في الاردن و من شدة غضبهم كادوا ان يفنوا العشيرة عن بكرة ابيها و استرجعوا ما نهب منهم و عادوا يحثون الخطى الى متاريسهم في اللجاة خلال ثلاثة ايام و ليلة .
......................
-5-
ازدادت المعارك ضراوة و ازداد رعب الجنود من الدروز عندهاافلست كل خطط وجيوش ابراهيم باشا انفجر غضبا" فقرر اتخاذ الخسة و الجبن طريقا" لنصر مزيف فأمر كبير أطبائه بصنع محلول يسمم به مياه الشرب فرفض ناظر الصحة الطبيب كلوب بك الامر و قال له هؤلاء قوم يستحقون التكريم لا التسميم و ما تخطط له عمل لا إنساني يشمل النساء و الاطفال
فأبعده ابراهيم باشا و استدعى اطباء" صنعوا له محلولا" سليمانيا"
ألقاء في المياه و الوديان و ألقى بها جثثا" لجنوده..
و أعلم الدروز بشكل غير مباشر, ثم اخذ يردم البرك هنا و هناك حتى اشتد العطش على الدروز المحاصرين في اللجاة و رغم هذا رفضوا الاستسلام بل فاجئوا المماليك بأن اشتدت قوتهم و ضراوتهم و صمدوايحاربون بعنف لمدة شهرين
دارت المعارك حول أحواض المياه لأن الشيوخ و الاطفال بدأت تموت عطشا" ثم التف بعض كتائب الجيش حول احراش قنوات و استولوا على ثمانية ألاف رأس من الغنم بعد ان قاومهم حماتها و كانوا لا يتجاوزون العشرين ليوم كامل ثم استشهدوا جميعا"
و تتالت المعارك الطاحنة و بنو معروف يسطرون صفحات المجد فيها بقلة عددهم و عطشهم و جوعهم و استشهاد اطفالهم عطشا" و يرفضون الخضوع
و قرب قرية جرين حصلت معركة رهيبة دامت ثمانية ساعات حول خزانات المياه الاربعة و كان المماليك فد ردموا ثلاثة منها حتى تمكن الدروز من حمل بعض المياه لاطفالهم و نسائهم و كانت المعركة الاخيرة قرب نبع براق حيث استقتل فيها الروز بعد ان بقي من مقاتليهم اقل من ستمئة محارب و استطاعوا ابادة ألفان من الالبان الاشداء المدججين بالاسلحة و المؤنة و جرحوااكثر من ثلاثة ألاف و استشهد منهم ثلاثمئة حتى وصلوا الى النبع و حملوا ماء" كفاهم ليرحلوا من اللجاة حتى وادي التيم بعد ان انقطع الماء عنهم تماما" ففضلوا الرحيل لوادي التيم على الاستسلام... ليستعيدوا عافيتهم و يؤمنوا على نسائهم و أطفاهم ثم يعودون لتطهير الجبل من المصريين المماليك .
........................
-6-
رحل في البداية شبلي آغا العريان مع مئتي مقاتل من الدروز و قبلهم رحل بعض النساء و الاطفال مع قليل من الرجال الى نيحا في لبنان فتوجهت بعض كتائب الجيش لقطع الطريق عليهم
وصل الخبر الى العريان فحث الخطى مع مقاتليه و التحق به بعض من دروز حاصبيا و اشتبكوا مع الجيش عند اطراف الجبل و الشوف و كانت كتائب الجيش تتجاوز الثمانمئة و الدروز بقيادة العريان حوالي الثلاثمئة و ما ان حل المساء حتى كان الدروز قد فتكوا بأكثر من ٣٠٠ جندي ففر باقي الجيش نحو البقاع و بدأ البقاعيون باصطيادهم .
وصل الخبر لوالي دمشق و قرر عدم خسارة جند اكثر مما خسر فأرسل ألف جندي و لكنه أرفقهم بمئة مدفع بعد ان تأكد ان المواجهة القريبة وجها" لوجه مع بني معروف معناها ابادة لجنوده
وصلت الفرقة اطراف جبل لبنان فهاجمها الدروز و اجبروها على الهرب لتعتصم بقلعة راشيا و حالوا بين فرقةالمدافع و القلعة فلجأوا الى موقع مرتفع لكن الدروز هاجموهم ليلا" و قتلوا اكثرهم و اسروا البقية و استولوا على المدافع و الاسلحة فانقطع الامل عند الجنود المعتصمين في القلعة فحاولوا الهروب ذات ليلة نحو البقاع الا ان الدروز تبعوهم الى هناك و أبادوهم كلهم و استولوا على الاسلحة
استشاط ابراهيم باشا غضبا" و أخذ يلعن دروز سوريا و يصفهم بالذئاب الجائعة فأمر امير المسيحيين في لبنان بشير الشهابي بقيادة اربعةالاف مقاتل من المسيحيين و ضمهم لجيش المماليك و القضاء على كل موحد في وادي التيم
علم دروز لبنان بمؤازرة بشير الشهابي لابراهيم باشا فخف منهم ألف محارب بقيادة حسن جنبلاط و ناصر الدين عماد و تحصنوا في غابة بجانب عيحا مقابل الجيش و بدأت المناوشات دون نتيجة واضحة عندها دس ابراهيم باشا خبرا" للدروز مفاده ان قافلة اسلحة قادمة للجيش عن
طريق وادي بكا فهب ثلاثمئة من الدروز لقطع الطريق عليهم و اذا بهم محاصرون من جهتين بين جيش مصطفى باشا من جهة بكا و ابراهيم باشا من الخلف و بدأ الاشتباك بضراوة عندها هب من بقي في عيحا لنجدة رفاقهم و جرت معركة هائلة في مكان وعر منبسط لا مكان للاحتماء فيه من الرصاص و بعد ٤ ساعات من القتال استشهد ناصر الدين عماد و ٢٠٠ من رجاله و نفذت الذخيرة من الدروز فأخذوا يرشقون الحجارة و يستعملون السيوف عندها رأى الشيخ حسن جنبلاط ان لا فائدة من القتال و قد خسر ١٣٠ من رجاله فانسحب الى قرية شبعا قرب جبل الشيخ و تحصنوا عند دروز جبل الشيخ فهاجمهم المماليك من ثلاثة جهات الموارنة من الغرب و قد سحقهمالدروز و النابلسيين من الجنوب و تغلب عليهم الدروز و ابراهيم باشا من جهة الشمال مع القوات الرئيسية والذين تمكنوا من محاصرة الدروز فأعلن الشيخ حسن البيطار الصلح و ضغط الجند المنهكين على ابراهيم باشا للقبول بالصلح فوافق بشرط دية يدفعها الموحدون و هي اربعمئة بندقية فرفض الشرط دروز العريان و لبنان و الاقليم و التحقوا بالثوار في اللجاة الذين افقدوا جنوب سوريا كله الامان بسبب غاراتهم الضارية و القاتلة على ثكنات الجيش
فاسقط في يد ابراهيم باشا الذي عجز بحيله و جيوشه عن كسر الدروز فأوفد الشيخ حسن البيطار ليعقد الصلح مع دروز اللجاة و تم الصلح بشروط الدروز و سلموا ٢٠٠٠ بندقية من غنائمهم مقابل اعفاء الدروز من التجنيد و الضرائب و السخرة و المحافظة على اسلحتهم و تعهد الجيش بعدم المس بمناطقهم و تعهد الحكومة المصرية بعدم التدخل بشؤونهم الداخلية
..........................
انتهت ثورة الموحدين بالنصر و ألف الشيخ أبو علي الحناوي ما يلي
من بعد ذا ابراهيم جرد علينا .... يبغى الحرايب عسكرا" جرار
دخل اللجا زحفا" بجيش عرمرم...و نحنا قلايل و العدو كثار
صحنا كما تهدر سباع الكواسر.... القوم بالبلطات و البتار
وبرج الغضب جانا ابراهيم باشا..... بالارنؤوط و الترك و البلغار
ذبحنا الوزير و كل ضباط عسكرو .... و ثلثين جيشه راح قصف عمار
ستين كون نقابلو و ما نهابو .... و نكسر جيوشه بقوة المختار
اخذنا المدافع و الجباخان و الزخر.... و الذبح لا يحصى له مقدار
و كم بطل منا خلاوي اذا لكد... على الجمع يدعى للجيوش دمار
يفعل بهم ما يفعل الذيب بالغنم ... يضرب باليماني الصارم البتار
هذي قلعتنا و هذي لجاتنا .... تربة عدانا من دخلها حار
ترى جدنا النعمان خليفة سما لخم .... ومنذر و هاني سادة أخيار
سلمان و المقداد ايضا" جدودنا.... ابو ذر و رفاعة كذا عمار
***************************************
بلغت فداحة الجيش المصري من الخسائر ما يفوق العشرة ألاف قتيل و اكثر منها جرحى و اكثر من مئتا ضابط و قائد و وزير الحربية و كانت هذه الخسائر هي سبب ضعف حكم المماليك امام الاوروبيين و انسحابه من سورية
و استشهد من الدروز حوالي الخمسمئة شهيد من اعيانهم :
ابراهيم الاطرش و ابراهيم و فندي و خزاعي عامر و حسين و يوسف عزام و عساف ابو عساف و ناصر الدين ابوفخر و غيرهم رحمهم الله
***************************************
هي حرب البقاء لا الهجوم ..هي حرب صون الارض و العرض ..هي قتال الموحد غريزة" بين عشق الكبرياء و الاستهانة بالموت .. انها حروب الليل و النهار و المفاجأة و الغدر ..فكيف ينام الدرزي على فراش وثير و كيف يسكن الى الظلام و يأنس و كيف يطيق فراق حبيبته التاريخية البندقية ذات الفتيل او صاحبه الوفي السيف الصقيل
فما هي الا صيحة و يكون اثاثه و زوجته و ولده على ظهر دابته يؤمنهم و تكون المعمعة.. و ينشأ الطفل على صوت البارود و هو يرضع الدم مع حليب امه
هي حروب رجال يستقطروا لوليدهم و زوجاتهم الصخر و يستنبتون الوعر
بحر الدماء خلفهم و بدوي جائع غادر بجانبهم و جيوش جرارة امامهم و الكل ينوي ذبحهم و هم لا يريدون سوى الكرامة و الكبرياء ..... فكيف لا ينتصرون ؟
قصة باقية في الذاكره...أنقلها كي تبقى في الذاكرة.
بعد ان كسرت جيوش محمد علي بقيادة ابنه ابراهيم باشا الجيوش العثمانية و احتلال سورية تقرب المصريين من الشعب السوري بشكل كبير و توطد الامن لفترة وجيزة
ثم تعاظمت الاخطار على محمد علي فطلب من ابنه جمع المجندين من سورية و ما ان عمم الامر على الناس حتى نشبت المناوشاة في كل المناطق السورية و هاجر الكثيرين من سكان شمال سورية الى تركيا و العراق.
قرر اعيان الجبل ان ذاك1832 اخذ سريرة العقل و أرسلوا وفدا" الى الوالي شرح فيه ان موقف الجبل يختلف عن باقي المناطق لانهم مقيمون في صدر البادية و يحمون انفسهم بقوة ذراعهم بينما تقوم الحكومة بهذا في سائر انحاء سوريا و تكليف شبابهم بالخدمة العسكرية بعيدا" عن جبلهم سيجعل عربان البادية يسرحون و يمرحون و كان عدد المقاتلين الدروز في ذلك الوقت لا يتجاوز ١٦٠٠ مقاتل
ثم عرض الوفد دفع بدل نقدي عن المجنديين
عندها غضب الوالي و طرد الوفد بعد ان طلب منه تسليم المجنديين خلال عشرة ايام
..................
غادر الوفد دمشق مستاء" متوعدا"
و عند الوصول الى السويداء دعا الى اجتماع للأعيان تقرر فيه رفض تسليم السلاح او المجندين
فنقلوا الاهالي و عيالهم الى اللجاة الحصينة و اعلنوا مقاومة الحكومة المصرية.
و كان من زعماء الجبل انذاك الشيخ ابو علي قسام الحناوي، حسين درويش، محمود هزيمة هنيدي، قاسم القلعاني و ابو محمود عز الدين الحلبي
.................
-2-
بدأت الحرب عام ١٨٣٧ عندما هاجم بنو معروف بعض المواقع التي تخص شريف باشا و بحري بك ، فما كان من ابراهيم باشا الا ان وجه اليهم كتيبة من اربعمئة فارس من الهوارة الاشداء في القتال بقيادة علي آغا البصيلي و باعتقاده انها كافية لإخضاع الموحدين
فنزل البصيلي و متسلم حوران في قرية الثعلة الخالية من السكان و فاوض زعماء الجبل بهدوء بقصد خداعهم و لكن الله ارشدهم في كشف نواياه بالبطش بهم فأضمروا للبصيلي ما أضمر لهم
يا أبا اليقظان كم صيد نجا ...... خالي البال و صياد وقع
فأنقض نسور الموحدين على كتيبة الهوارة و قتلوا فرسانها عدا ثلاثين رجلا" فروا بأنفسهم و اخبروا شريف باشا بنكبتهم
فقرر ابراهيم باشا قمع الثورة بعنف ببدايتها فجهز لهم ثمانية ألاف جندي و خمسمائة فارس مجهزين بالمدافع بينما كان عدد المقاتلين من بني معروف في تلك المعركة لا يتجاوز ألف و اربعمئة مقاتل بأسلحة بسيطة
.....
تصدى الموحدين للجيش الغازي قرب قرية بصر الحرير و بعد مناوشة قصيرة تظاهر مقاتلو الجبل بالانسحاب الى داخل اللجاة تاركين اسلحتهم في الميدان فغنمها الجش و اقتفى اثرهم حتى دخل مجاهل اللجاة عندها انطلقت اصوات المجاوز و الخوات و زغردت النساء مهللة بالقتال فانقض بنو معروف على الجيش انقضاض النسر على الفريسة و اعملوا السلاح بالجنود حتى تناثرت جثثهم في كل مكان و بين القتلى قائد الجيش و أميرلاي و اربعة عشر ضابطا
حتى لم يبقى بها من يصدر الاوامر و عقب ذلك حدث عراك هائل ذهبت فيه الحملة بين قتيل و اسير و هارب و استولى المقاتلون الدروز على كم ضخم من الاسلحة ساعدهم فيما بعد على الاستمرار بالقتال
صفرة جرودي غربت ... قوطر يحث ركابها
يا محمد خبر دولتك... حنا خذينا طوابها
قال بودان قنصل فرنسا في دمشق : ان الذعر الذي كان يحدث بين صفوف الجنود ابراهيم باشا من شدة هجوم المعروفيين جعل اكثرهم يرمي سلاحه و يلوذ بالفرار
........................
ذهل ابراهيم باشا من الهزيمة و وبخه محمد علي و ارسل له رجل الحرب الاول عنده وزير الحربية حمد منيكلي فحضر على وجه السرعة ليثأر لاخيه قتيل الدروز و جهزوا اربعة عشر الف مقاتل ....
.......................
-3-
اربعة عشر ألف من المشاة و الخيالة بدأوا الزحف في شهر شباط على اللجاة من قرية تبنة و عندما تجاوزوا قرية جدل شرقا" بدأت طلائع الموحدين تظهر أمامهم كالذئاب الكاسرة تناوشهم القتال فتصطاد عددا" من الجنود ثم تختفي في اعماق اللجاة
تبعهم الجيش مستهينا" بهم نظرا" لضخامة العدد و العدة و تعقبهم حتى توسط اللجاة عندها تجمع المقاتلين الدروز و صمدوا بوجه الجيش ممطرينه بالنيران
تخلخلت مقدمة الجيش الا ان وجود شريف باشا و احمد منيكلي وزير الحربية و البصيلي ساعد في تنسيق الجيش مرة اخرى فحملوا على الدروز ثلاث حملات شرسة صمد لها المقاتلين الموحدين كاسرين رهجة العدد و التنظيم للجيش الغازي
فاعترى الجنود المصريين التعب عندها انطلق صوت المجاوز و صيحات النخوة العربية فإذا بالدروز يفاجؤون الجيش بهجوم معاكس اسطوري و عددهم لا يتجاوز الثمانمئة مقاتل سطروا صفحة بيضاء للمجد العربي
و انقضوا على الجيش بالسلاح الابيض و سط زخات الرصاص المصرية فصمد الجيش قترة" قصيرة ثم اخذ بالتراجع امام الضواري و انقلب التراجع الى هزيمة مريعة سقط اثناءها شريف باشا عن جواده مرعوبا" و كان بجواره البطل قاسم القلعاني الذي نظر اليه نظرة الذئب فما كان من البصيلي الا ان هرع اليه و نظر لقاسم القلعاني نظرة استعطاف فأنزل قاسم رحمه الله سيفه و عفا عنه فأنقذه و هربا يجران الخزي و الهزيمة
مخلفين اسلحتهم و مدافعهم و اميرلواء و اميرلاي و قائم مقام و سبع و عشرين ضابطا" و سبعة الاف قتيل و جريح منبين الجرحى وزير الحربية احمد منيكلي بثلاث رصاصات مات بسببها بعد عودته الى مصر
فقال البطل الشاعر الشيخ ابو علي قسام الحناوي:
أحمد باشا راح محمول نعشه .... وطيفور بك و مثله اوزار
.......
كصفعة قاسية اتت هذه الهزيمة النكراء على ابراهيم باشا بعد ان هلك نصف جيشه و خيرة ضباطه و كبار قادته و وزير الحربية ارسل يستنجد بأبيه محمد علي الذي ذهل للاخبار المريعة
فقرر ابادة الدروزعن بكرة ابيهم و ارسل بطلب اقوى فرقة بجيشه و هي اربعة الاف ألباني بقيادة حاكم كريت و ضم اليهم عشرين ألف جندي حشدهم أوائل نيسان ١٨٣٨ و تجمعوا مع كتائب ابراهيم باشا في قرية الصورة و استأجروا ١٥٠ بدويا" ليدلوهم على مسالك اللجاة
و قاد الجيش ابراهيم باشا بنفسه هذه المرة و قسم الجيش الى اربعة فيالق توزعت على محور الهيات و المسمية و تبنة و قراصة و بصر الحرير و نجران و ريمة لمحاصرة الدروز ....
....................
-4-
بعد اطباق الحصار بشكل كامل اندلعت الحرب من جديد و كانت المعارك أشد ضراوة من سابقاتها تكبد فيها جيش المماليك خسائر فادحة و من اشدها عنفا" معركة داما حين ادخل ابراهيم باشا الخيالة الاكراد الاقوياء الى ارض داما و عددهم ٨٠٠ و تبعهم مع العساكر النظامية و ما ان داس الاكراد ارض داما حتى اطبق عليهم بنو معروف و كسروهم كسرة هائلة" فر من نجا منهم على اقدامه يستنجدون بالجيش النظامي الذي حاول انقاذ من بقي منهم بالمدافع دون فائدة حتى نجا منهم ١٤ فقط فدب الرعب في قلوب الجنود النظاميين و قد سمعوا بما حل بالجيوش الاولى و ارعبتهم سطوة الدروز و بدأ الجنود بالفرار كلما لمحوا مقاتلا" درزيا من بعيد و تبعهم المعروفيون يهلكونهم بالبارود و السيوف و فر الجميع بمن فيهم ابراهيم باشا خارج اللجاة تاركا" خلفه الفان قتيل من الجنود و اكثر منهم من الجرحى...
ي هذه الاثناء استغل البدو عشيرة ولد علي بقيادة شيخهم ابن سمير و كعادتهم بالغدر و الجبن استغلوا انهماك الدروز بحربهم الطاحنة و هاجموا جنوب الجبل و نهبوا قرية و قتلوا عدة نساء و شيوخ و سرقوا ما اتى امامهم من متاع و ماشية و هربوا جنوبا" ...
وصل الخبر الى مقاتلي اللجاة فغلى الدم في عروقهم غضبا" و نظموا خطة رائعة قاموا ليلا" كاملا" بجمع الحطب و جعلوه صفا" كثيفا" و غطوه بالتراب و اضرموا فيه النار فتصاعد الدخان كثيفا" لبد الجو كله و كأنه الجحيم فاستيقظ الجيش المصري مرعوبا" من الدخان و اعتقد انها كمين من الدروز فأخذ بالتراجع و الاستعداد و حفر الخنادق ...
فيما ذهب اغلب المقاتلين الدروز ليتعقبوا البدو حتى منطقة صبحة في الاردن و من شدة غضبهم كادوا ان يفنوا العشيرة عن بكرة ابيها و استرجعوا ما نهب منهم و عادوا يحثون الخطى الى متاريسهم في اللجاة خلال ثلاثة ايام و ليلة .
......................
-5-
ازدادت المعارك ضراوة و ازداد رعب الجنود من الدروز عندهاافلست كل خطط وجيوش ابراهيم باشا انفجر غضبا" فقرر اتخاذ الخسة و الجبن طريقا" لنصر مزيف فأمر كبير أطبائه بصنع محلول يسمم به مياه الشرب فرفض ناظر الصحة الطبيب كلوب بك الامر و قال له هؤلاء قوم يستحقون التكريم لا التسميم و ما تخطط له عمل لا إنساني يشمل النساء و الاطفال
فأبعده ابراهيم باشا و استدعى اطباء" صنعوا له محلولا" سليمانيا"
ألقاء في المياه و الوديان و ألقى بها جثثا" لجنوده..
و أعلم الدروز بشكل غير مباشر, ثم اخذ يردم البرك هنا و هناك حتى اشتد العطش على الدروز المحاصرين في اللجاة و رغم هذا رفضوا الاستسلام بل فاجئوا المماليك بأن اشتدت قوتهم و ضراوتهم و صمدوايحاربون بعنف لمدة شهرين
دارت المعارك حول أحواض المياه لأن الشيوخ و الاطفال بدأت تموت عطشا" ثم التف بعض كتائب الجيش حول احراش قنوات و استولوا على ثمانية ألاف رأس من الغنم بعد ان قاومهم حماتها و كانوا لا يتجاوزون العشرين ليوم كامل ثم استشهدوا جميعا"
و تتالت المعارك الطاحنة و بنو معروف يسطرون صفحات المجد فيها بقلة عددهم و عطشهم و جوعهم و استشهاد اطفالهم عطشا" و يرفضون الخضوع
و قرب قرية جرين حصلت معركة رهيبة دامت ثمانية ساعات حول خزانات المياه الاربعة و كان المماليك فد ردموا ثلاثة منها حتى تمكن الدروز من حمل بعض المياه لاطفالهم و نسائهم و كانت المعركة الاخيرة قرب نبع براق حيث استقتل فيها الروز بعد ان بقي من مقاتليهم اقل من ستمئة محارب و استطاعوا ابادة ألفان من الالبان الاشداء المدججين بالاسلحة و المؤنة و جرحوااكثر من ثلاثة ألاف و استشهد منهم ثلاثمئة حتى وصلوا الى النبع و حملوا ماء" كفاهم ليرحلوا من اللجاة حتى وادي التيم بعد ان انقطع الماء عنهم تماما" ففضلوا الرحيل لوادي التيم على الاستسلام... ليستعيدوا عافيتهم و يؤمنوا على نسائهم و أطفاهم ثم يعودون لتطهير الجبل من المصريين المماليك .
........................
-6-
رحل في البداية شبلي آغا العريان مع مئتي مقاتل من الدروز و قبلهم رحل بعض النساء و الاطفال مع قليل من الرجال الى نيحا في لبنان فتوجهت بعض كتائب الجيش لقطع الطريق عليهم
وصل الخبر الى العريان فحث الخطى مع مقاتليه و التحق به بعض من دروز حاصبيا و اشتبكوا مع الجيش عند اطراف الجبل و الشوف و كانت كتائب الجيش تتجاوز الثمانمئة و الدروز بقيادة العريان حوالي الثلاثمئة و ما ان حل المساء حتى كان الدروز قد فتكوا بأكثر من ٣٠٠ جندي ففر باقي الجيش نحو البقاع و بدأ البقاعيون باصطيادهم .
وصل الخبر لوالي دمشق و قرر عدم خسارة جند اكثر مما خسر فأرسل ألف جندي و لكنه أرفقهم بمئة مدفع بعد ان تأكد ان المواجهة القريبة وجها" لوجه مع بني معروف معناها ابادة لجنوده
وصلت الفرقة اطراف جبل لبنان فهاجمها الدروز و اجبروها على الهرب لتعتصم بقلعة راشيا و حالوا بين فرقةالمدافع و القلعة فلجأوا الى موقع مرتفع لكن الدروز هاجموهم ليلا" و قتلوا اكثرهم و اسروا البقية و استولوا على المدافع و الاسلحة فانقطع الامل عند الجنود المعتصمين في القلعة فحاولوا الهروب ذات ليلة نحو البقاع الا ان الدروز تبعوهم الى هناك و أبادوهم كلهم و استولوا على الاسلحة
استشاط ابراهيم باشا غضبا" و أخذ يلعن دروز سوريا و يصفهم بالذئاب الجائعة فأمر امير المسيحيين في لبنان بشير الشهابي بقيادة اربعةالاف مقاتل من المسيحيين و ضمهم لجيش المماليك و القضاء على كل موحد في وادي التيم
علم دروز لبنان بمؤازرة بشير الشهابي لابراهيم باشا فخف منهم ألف محارب بقيادة حسن جنبلاط و ناصر الدين عماد و تحصنوا في غابة بجانب عيحا مقابل الجيش و بدأت المناوشات دون نتيجة واضحة عندها دس ابراهيم باشا خبرا" للدروز مفاده ان قافلة اسلحة قادمة للجيش عن
طريق وادي بكا فهب ثلاثمئة من الدروز لقطع الطريق عليهم و اذا بهم محاصرون من جهتين بين جيش مصطفى باشا من جهة بكا و ابراهيم باشا من الخلف و بدأ الاشتباك بضراوة عندها هب من بقي في عيحا لنجدة رفاقهم و جرت معركة هائلة في مكان وعر منبسط لا مكان للاحتماء فيه من الرصاص و بعد ٤ ساعات من القتال استشهد ناصر الدين عماد و ٢٠٠ من رجاله و نفذت الذخيرة من الدروز فأخذوا يرشقون الحجارة و يستعملون السيوف عندها رأى الشيخ حسن جنبلاط ان لا فائدة من القتال و قد خسر ١٣٠ من رجاله فانسحب الى قرية شبعا قرب جبل الشيخ و تحصنوا عند دروز جبل الشيخ فهاجمهم المماليك من ثلاثة جهات الموارنة من الغرب و قد سحقهمالدروز و النابلسيين من الجنوب و تغلب عليهم الدروز و ابراهيم باشا من جهة الشمال مع القوات الرئيسية والذين تمكنوا من محاصرة الدروز فأعلن الشيخ حسن البيطار الصلح و ضغط الجند المنهكين على ابراهيم باشا للقبول بالصلح فوافق بشرط دية يدفعها الموحدون و هي اربعمئة بندقية فرفض الشرط دروز العريان و لبنان و الاقليم و التحقوا بالثوار في اللجاة الذين افقدوا جنوب سوريا كله الامان بسبب غاراتهم الضارية و القاتلة على ثكنات الجيش
فاسقط في يد ابراهيم باشا الذي عجز بحيله و جيوشه عن كسر الدروز فأوفد الشيخ حسن البيطار ليعقد الصلح مع دروز اللجاة و تم الصلح بشروط الدروز و سلموا ٢٠٠٠ بندقية من غنائمهم مقابل اعفاء الدروز من التجنيد و الضرائب و السخرة و المحافظة على اسلحتهم و تعهد الجيش بعدم المس بمناطقهم و تعهد الحكومة المصرية بعدم التدخل بشؤونهم الداخلية
..........................
انتهت ثورة الموحدين بالنصر و ألف الشيخ أبو علي الحناوي ما يلي
من بعد ذا ابراهيم جرد علينا .... يبغى الحرايب عسكرا" جرار
دخل اللجا زحفا" بجيش عرمرم...و نحنا قلايل و العدو كثار
صحنا كما تهدر سباع الكواسر.... القوم بالبلطات و البتار
وبرج الغضب جانا ابراهيم باشا..... بالارنؤوط و الترك و البلغار
ذبحنا الوزير و كل ضباط عسكرو .... و ثلثين جيشه راح قصف عمار
ستين كون نقابلو و ما نهابو .... و نكسر جيوشه بقوة المختار
اخذنا المدافع و الجباخان و الزخر.... و الذبح لا يحصى له مقدار
و كم بطل منا خلاوي اذا لكد... على الجمع يدعى للجيوش دمار
يفعل بهم ما يفعل الذيب بالغنم ... يضرب باليماني الصارم البتار
هذي قلعتنا و هذي لجاتنا .... تربة عدانا من دخلها حار
ترى جدنا النعمان خليفة سما لخم .... ومنذر و هاني سادة أخيار
سلمان و المقداد ايضا" جدودنا.... ابو ذر و رفاعة كذا عمار
***************************************
بلغت فداحة الجيش المصري من الخسائر ما يفوق العشرة ألاف قتيل و اكثر منها جرحى و اكثر من مئتا ضابط و قائد و وزير الحربية و كانت هذه الخسائر هي سبب ضعف حكم المماليك امام الاوروبيين و انسحابه من سورية
و استشهد من الدروز حوالي الخمسمئة شهيد من اعيانهم :
ابراهيم الاطرش و ابراهيم و فندي و خزاعي عامر و حسين و يوسف عزام و عساف ابو عساف و ناصر الدين ابوفخر و غيرهم رحمهم الله
***************************************
هي حرب البقاء لا الهجوم ..هي حرب صون الارض و العرض ..هي قتال الموحد غريزة" بين عشق الكبرياء و الاستهانة بالموت .. انها حروب الليل و النهار و المفاجأة و الغدر ..فكيف ينام الدرزي على فراش وثير و كيف يسكن الى الظلام و يأنس و كيف يطيق فراق حبيبته التاريخية البندقية ذات الفتيل او صاحبه الوفي السيف الصقيل
فما هي الا صيحة و يكون اثاثه و زوجته و ولده على ظهر دابته يؤمنهم و تكون المعمعة.. و ينشأ الطفل على صوت البارود و هو يرضع الدم مع حليب امه
هي حروب رجال يستقطروا لوليدهم و زوجاتهم الصخر و يستنبتون الوعر
بحر الدماء خلفهم و بدوي جائع غادر بجانبهم و جيوش جرارة امامهم و الكل ينوي ذبحهم و هم لا يريدون سوى الكرامة و الكبرياء ..... فكيف لا ينتصرون ؟
ابو مجد- عضو مجلس ادارة
- عدد المساهمات : 884
تاريخ التسجيل : 25/01/2010
العمر : 67
الموقع : الكويت
رد: حرب الموحدين وجيوش المماليك
جزاك الله خيرا ً أخي أبي مجد على نقل هذه الصفحة المنيرة من تاريخ الموحدين فتاريخهم ينطق عن فضائلهم ومكارمهم في
القديم والحاضر ... هذه الهزيمة النكراء الذي مني بها جيش ابراهيم باشا كلفت الموحدين ثمنا ً كبيرا ً يدفع للآن ...
فمن ضمن المبررات التي بررها ابراهيم باشا لأبيه عن الهزيمة التي أصابت جنده بأن قال لأبيه : يا أبت ماكانت حربنا مع بشر
مثلنا إنما هم عبارة عن أنصاف بشر نصفهم العلوي بشري أما السفلي فهم عبارة عن وحوش ضارية ولها أذيال طويلة ومعكوفة
؟؟؟؟ وللأسف تجد أن بعض أبناء قرى النيل مازالوا وللآن يعتقدون بأن الذي هزم حملة ابراهيم باشا هم وحوش ضارية لها أذناب
معقوفة وبقاياهم مازالوا في السويداء ولبنان والأردن وفلسطين واسمهم الدروز !!!!!
وكان لي صديق يدرس في إحدى الجامعات المصرية وهو من الأخوة الموحدين ولديه خادمة تقوم على رعاية شؤونه فسألته قائلة
: يا فلان سمعت من صديقك بأن درزي فهل هذا صحيح ؟؟؟؟
فأجابها بنعم فقالت ولكنني سمعت بأن لكم ذيولا طويلة ومعقوفة فهل هذا صحيح ؟؟؟
فأجابها بفطنته *** ياخبر هو انا ما ورتكيش ذيلي ***
فصاحت الخادمة وفتحت الباب وهي تركض وتولول قائلة *** يالهوي يا لهوي *** وهو يركض وراءها قائلا ** بهزر معاكي ارجعي طب على الأقل تعالي وخذي بقية حسابك ***؟؟؟
أكرر لك شكري على هذه القصة فهذا ليس غريبا أبدا على بني معروف وسلالتهم العريقة النقية من سلمان وأبي ذر رضوان الله عليهم أجمعين
ملاحظة :: كاتب هذه المقالة يتمتع بركاكة شديدة في الإملاء والقواعد ليتك تقوم أخي أبو مجد بتعديلها حتى لو كانت منقولة
محبتي واحترامي
القديم والحاضر ... هذه الهزيمة النكراء الذي مني بها جيش ابراهيم باشا كلفت الموحدين ثمنا ً كبيرا ً يدفع للآن ...
فمن ضمن المبررات التي بررها ابراهيم باشا لأبيه عن الهزيمة التي أصابت جنده بأن قال لأبيه : يا أبت ماكانت حربنا مع بشر
مثلنا إنما هم عبارة عن أنصاف بشر نصفهم العلوي بشري أما السفلي فهم عبارة عن وحوش ضارية ولها أذيال طويلة ومعكوفة
؟؟؟؟ وللأسف تجد أن بعض أبناء قرى النيل مازالوا وللآن يعتقدون بأن الذي هزم حملة ابراهيم باشا هم وحوش ضارية لها أذناب
معقوفة وبقاياهم مازالوا في السويداء ولبنان والأردن وفلسطين واسمهم الدروز !!!!!
وكان لي صديق يدرس في إحدى الجامعات المصرية وهو من الأخوة الموحدين ولديه خادمة تقوم على رعاية شؤونه فسألته قائلة
: يا فلان سمعت من صديقك بأن درزي فهل هذا صحيح ؟؟؟؟
فأجابها بنعم فقالت ولكنني سمعت بأن لكم ذيولا طويلة ومعقوفة فهل هذا صحيح ؟؟؟
فأجابها بفطنته *** ياخبر هو انا ما ورتكيش ذيلي ***
فصاحت الخادمة وفتحت الباب وهي تركض وتولول قائلة *** يالهوي يا لهوي *** وهو يركض وراءها قائلا ** بهزر معاكي ارجعي طب على الأقل تعالي وخذي بقية حسابك ***؟؟؟
أكرر لك شكري على هذه القصة فهذا ليس غريبا أبدا على بني معروف وسلالتهم العريقة النقية من سلمان وأبي ذر رضوان الله عليهم أجمعين
ملاحظة :: كاتب هذه المقالة يتمتع بركاكة شديدة في الإملاء والقواعد ليتك تقوم أخي أبو مجد بتعديلها حتى لو كانت منقولة
محبتي واحترامي
ESSAM MAHMOUD- تميز وتقدير
-
عدد المساهمات : 1861
تاريخ التسجيل : 07/07/2009
العمر : 69
الموقع : الإمارات
رد: حرب الموحدين وجيوش المماليك
أخي ابو مجد0000
ألف شكر لنقل هذه المقالة الرائعة عن تاريخ الموحدين الشريف المميز بشهامتهم وفروسيتهم وقوتهم000
شيئ بيرفع الرأس كل هذا المجد والقوة والبطولة وليعلم كل عدو لنا من نحن في ساحة الوغى000
تحياتي لكم000
ألف شكر لنقل هذه المقالة الرائعة عن تاريخ الموحدين الشريف المميز بشهامتهم وفروسيتهم وقوتهم000
شيئ بيرفع الرأس كل هذا المجد والقوة والبطولة وليعلم كل عدو لنا من نحن في ساحة الوغى000
تحياتي لكم000
ميسون شهبا- عضو مجلس ادارة
- عدد المساهمات : 648
تاريخ التسجيل : 26/05/2009
رد: حرب الموحدين وجيوش المماليك
حيك خيو أبو مجد لنقل هذه المقالة الرائعة الثمينة
التي تحي النخوة بنفوسنا من جديد لما فيها من مواقف شرف وعز وبطولة
هذا هو بني معروف وتاريخه الكبير
ويلي يقرب علينا يا ويله ويله
شكراً أخي
التي تحي النخوة بنفوسنا من جديد لما فيها من مواقف شرف وعز وبطولة
هذا هو بني معروف وتاريخه الكبير
ويلي يقرب علينا يا ويله ويله
شكراً أخي
غسان- عدد المساهمات : 272
تاريخ التسجيل : 14/07/2010
العمر : 68
الموقع : كل قلوب الناس جنسيتي
رد: حرب الموحدين وجيوش المماليك
ESSAM MAHMOUD كتب:جزاك الله خيرا ً أخي أبي مجد على نقل هذه الصفحة المنيرة من تاريخ الموحدين فتاريخهم ينطق عن فضائلهم ومكارمهم في
القديم والحاضر ... هذه الهزيمة النكراء الذي مني بها جيش ابراهيم باشا كلفت الموحدين ثمنا ً كبيرا ً يدفع للآن ...
فمن ضمن المبررات التي بررها ابراهيم باشا لأبيه عن الهزيمة التي أصابت جنده بأن قال لأبيه : يا أبت ماكانت حربنا مع بشر
مثلنا إنما هم عبارة عن أنصاف بشر نصفهم العلوي بشري أما السفلي فهم عبارة عن وحوش ضارية ولها أذيال طويلة ومعكوفة
؟؟؟؟ وللأسف تجد أن بعض أبناء قرى النيل مازالوا وللآن يعتقدون بأن الذي هزم حملة ابراهيم باشا هم وحوش ضارية لها أذناب
معقوفة وبقاياهم مازالوا في السويداء ولبنان والأردن وفلسطين واسمهم الدروز !!!!!
وكان لي صديق يدرس في إحدى الجامعات المصرية وهو من الأخوة الموحدين ولديه خادمة تقوم على رعاية شؤونه فسألته قائلة
: يا فلان سمعت من صديقك بأن درزي فهل هذا صحيح ؟؟؟؟
فأجابها بنعم فقالت ولكنني سمعت بأن لكم ذيولا طويلة ومعقوفة فهل هذا صحيح ؟؟؟
فأجابها بفطنته *** ياخبر هو انا ما ورتكيش ذيلي ***
فصاحت الخادمة وفتحت الباب وهي تركض وتولول قائلة *** يالهوي يا لهوي *** وهو يركض وراءها قائلا ** بهزر معاكي ارجعي طب على الأقل تعالي وخذي بقية حسابك ***؟؟؟
أكرر لك شكري على هذه القصة فهذا ليس غريبا أبدا على بني معروف وسلالتهم العريقة النقية من سلمان وأبي ذر رضوان الله عليهم أجمعين
ملاحظة :: كاتب هذه المقالة يتمتع بركاكة شديدة في الإملاء والقواعد ليتك تقوم أخي أبو مجد بتعديلها حتى لو كانت منقولة
محبتي واحترامي
اخي وصديقي الصدوق ..الدكتور عصام .. لا عدمتك
لك كل الشكر والتقدير على هذه المشاركة الجميلة ..فهي تستحق ان تكون موضوع بحد ذاته
واضافات قيمة تكرمت بها علينا لتزيد معرفتنا بهذا التاريخ المشرف لهذه الطائفة العريقة ... بلا زغرة بباقي الطوائف
ايضاً لكي لاننحاز فلكل منهم بطولاتم ومواقفهم المشرفة ....
اما بخصوص قصة الذيل ههههههههههههههههه خايلت كيف لو كان فعلاً لنا ذيول ... وعم نمشي ونتمختر كل واحد شايف حالو بذيله
اما بخصوص التعديل اللغوي ... اعتذر منك لسببين ..الاول .. عدم القدرة على تعديل الموضوع لانه لايحق الدخول اليه إلا عن طريق مشرف القسم
ثانياً .. انا مقصر باللغة ..ونحن عم نرعى بحصيدك دكتور بتمون اذا استطعت التعديل
يروق لي مرورك العذب دكتور ...لك حبي اكيد انت عارف ... من القلب الى القلب
ابو مجد- عضو مجلس ادارة
- عدد المساهمات : 884
تاريخ التسجيل : 25/01/2010
العمر : 67
الموقع : الكويت
رد: حرب الموحدين وجيوش المماليك
ميسون شهبا كتب:أخي ابو مجد0000
ألف شكر لنقل هذه المقالة الرائعة عن تاريخ الموحدين الشريف المميز بشهامتهم وفروسيتهم وقوتهم000
شيئ بيرفع الرأس كل هذا المجد والقوة والبطولة وليعلم كل عدو لنا من نحن في ساحة الوغى000
تحياتي لكم000
الاخت ميسون ... نعم هذا تاريخ اجدادنا الذي نعتز به ونرفع رؤوسنا فخراً
لما قدموه من بطولات وملاحم مازال يذكرها التاريخ
لقد ورثونا اثمن كنز بالوجود ... ورثونا الكرامة .. والشجاعة .. والمروءة .. وحب الوطن
اسعدني مرورك غاليتي .. لك مني كل الود والاحترام
ابو مجد- عضو مجلس ادارة
- عدد المساهمات : 884
تاريخ التسجيل : 25/01/2010
العمر : 67
الموقع : الكويت
رد: حرب الموحدين وجيوش المماليك
غسان كتب:حيك خيو أبو مجد لنقل هذه المقالة الرائعة الثمينة
التي تحي النخوة بنفوسنا من جديد لما فيها من مواقف شرف وعز وبطولة
هذا هو بني معروف وتاريخه الكبير
ويلي يقرب علينا يا ويله ويله
شكراً أخي
الله يحيي نباك اخي غسان ...
هذه مواقف العزة والكرامة التي ورثناها عنهم ... اطلب من الله العلي القدير
ان يقدرنا على صون هذه المبادء .. والسير في نفس الطريق طرق العزة والكرامة
كما احيي فيك هذه النخوة العربية الصادقة
شكراً على مرورك ... نورت يا الغالي .
ابو مجد- عضو مجلس ادارة
- عدد المساهمات : 884
تاريخ التسجيل : 25/01/2010
العمر : 67
الموقع : الكويت
رد: حرب الموحدين وجيوش المماليك
كم هو جميل أن نعود لهذا التاريخ المشرف للموحدين من بني معروف في جبل العرب ألآشم
ونقرأه بكل تفاصيله وبطولاته ومعاركه وكل فعل عظيم ضد الاعداء مهما كا نوعهم ومن حاول الاستخفاف بنا
قصة رائعة وتبعث الفخر بالقلب لهذا التسلسل البطولي الذي قام به الاجداد
الف شكر لك أخي الغالي مروان لما اتحفتنا به من نقل جميل
مع كل الحب
ونقرأه بكل تفاصيله وبطولاته ومعاركه وكل فعل عظيم ضد الاعداء مهما كا نوعهم ومن حاول الاستخفاف بنا
قصة رائعة وتبعث الفخر بالقلب لهذا التسلسل البطولي الذي قام به الاجداد
الف شكر لك أخي الغالي مروان لما اتحفتنا به من نقل جميل
مع كل الحب
رد: حرب الموحدين وجيوش المماليك
تسلمي يا ست ام شادي ...
وشكراً على هذا التعليق ... يا ابنة الاجواد .. ايتها الصلخدية الحرة
ما اجمله تاريخ اجدادنا .. وكم نعتز به ... لقد ورثونا .. الشجاعة .. والكرم .. والنخوة
رحم الله هذا السلف الصالح ... وعسى الله ان يقدرنا على الاستمرار والسير
بهذا الخط الذي رسموه لنا ... شكراً لمرورك الجميل اخت خلود
ومحبتي لك من القلب الى القلب
وشكراً على هذا التعليق ... يا ابنة الاجواد .. ايتها الصلخدية الحرة
ما اجمله تاريخ اجدادنا .. وكم نعتز به ... لقد ورثونا .. الشجاعة .. والكرم .. والنخوة
رحم الله هذا السلف الصالح ... وعسى الله ان يقدرنا على الاستمرار والسير
بهذا الخط الذي رسموه لنا ... شكراً لمرورك الجميل اخت خلود
ومحبتي لك من القلب الى القلب
ابو مجد- عضو مجلس ادارة
- عدد المساهمات : 884
تاريخ التسجيل : 25/01/2010
العمر : 67
الموقع : الكويت
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى