مواضيع مماثلة
صاحب الصمت الارجواني
+3
زياد جميل القاضي
لمـــى
رامي جميل القاضي
7 مشترك
:: غربة الروح
صفحة 1 من اصل 1
صاحب الصمت الارجواني
هكذا زلزل صاحب الصمت الأرجواني أرضهم
حين زحف بعباراته صوب آخر حصون الملح
(( للإرادة مرتعٌ .. والعنف يستنطق الحنين ))
والكون في اتساعه لا يجاري رحابة القاع
حوافرهم تنحت عرائساً من الصوّان
زبدة القتل ولفائف التبغ ومنابع الغثيان
وفسائل الياسمين النامية في الجلد
لا أستعير من الهواء تنفسي
ولا استطالات الأفق تغفو في مضاجعي
إنها أيامي الضاربة في عنقي الفسيح
والفحم المحترق في حنجرتي
غائرةٌ فضائاتي ورحبةٌ أوسمة الصمت على صدري
هي ذي رائحة الأمل المستشرق على الأحداق
تنضح آبار الغربة وتستشفّ الرحيل
كيف يتراجع الجامح في غياهب النسيان
وأي صوتٍ تجترّه رقابهم
تستفزني قطرات السخط الساقطة على النعال
والقصص المنبعثة من أفواه الحشائش وأرغفة الخبز
للصمت صدىً .. وللجذور انغماس في فلسفة الوحل
كيف أستبيح القصاص
والملائكية أن تغفو في مضاجع اللصوص
وأصحاب الخناجر المخترقة صدر الأنوثة وأزهار الجبل
عوّدتهم أن أقاوم ملامحي
وهي تنمو ببطء على جدرانهم الرطبة
قصصت مخالبهم
شرّعت قوانين الغيم والمرمر والأحزان
أخذت بثأر الأضاحي على مذابحهم
وأمتدّيت خلف مواسم الهذيان
هكذا مررت عبرهم
هكذا زحفت كالموج الهارب من الربّان
بفتات الخبز وفلاسفة الإغريق
بسلاسلٍ تُقيّد أصوات المكان
عنابركم تكتظ بالرماد
حناجركم مزرعة للشيح والصهيل ولضيق الوقت
أفواهكم منابرٌ للصمت
موائد القحط والسوس يطرق أنسجتي
تدهسني عربات الأمس
تعربد من البعيد إلى الوريد
تفوح أكاذيبكم من تحت الإبط
تنحر القرابين .. وتقتلع الياسمين
أستميحكم الأقداح والصوامع
عنصرية النمل تنبش قراكم
كيف أخلصكم ولست نبياً
كيف أعاملكم وما زلت صبياً
وكيف أجابه الخطية بالخطايا
جسدي حقل محروث
وايامي تمتطي وجع الخراف
تكبر أكاذيبكم
تتمزقون داخل جلد البطون
دعوني أراجع دعواتي لكم
من مرفأ الهلع ....
أخاطب الطين في آذانكم
والندبات والجروح
يامواسماً تمتطي عتبة الوقت
مرادي الأ أوافيكم رقة الوصايا
يتبع .........
أ ل ك س ن د ر
[b]
حين زحف بعباراته صوب آخر حصون الملح
(( للإرادة مرتعٌ .. والعنف يستنطق الحنين ))
والكون في اتساعه لا يجاري رحابة القاع
حوافرهم تنحت عرائساً من الصوّان
زبدة القتل ولفائف التبغ ومنابع الغثيان
وفسائل الياسمين النامية في الجلد
لا أستعير من الهواء تنفسي
ولا استطالات الأفق تغفو في مضاجعي
إنها أيامي الضاربة في عنقي الفسيح
والفحم المحترق في حنجرتي
غائرةٌ فضائاتي ورحبةٌ أوسمة الصمت على صدري
هي ذي رائحة الأمل المستشرق على الأحداق
تنضح آبار الغربة وتستشفّ الرحيل
كيف يتراجع الجامح في غياهب النسيان
وأي صوتٍ تجترّه رقابهم
تستفزني قطرات السخط الساقطة على النعال
والقصص المنبعثة من أفواه الحشائش وأرغفة الخبز
للصمت صدىً .. وللجذور انغماس في فلسفة الوحل
كيف أستبيح القصاص
والملائكية أن تغفو في مضاجع اللصوص
وأصحاب الخناجر المخترقة صدر الأنوثة وأزهار الجبل
عوّدتهم أن أقاوم ملامحي
وهي تنمو ببطء على جدرانهم الرطبة
قصصت مخالبهم
شرّعت قوانين الغيم والمرمر والأحزان
أخذت بثأر الأضاحي على مذابحهم
وأمتدّيت خلف مواسم الهذيان
هكذا مررت عبرهم
هكذا زحفت كالموج الهارب من الربّان
بفتات الخبز وفلاسفة الإغريق
بسلاسلٍ تُقيّد أصوات المكان
عنابركم تكتظ بالرماد
حناجركم مزرعة للشيح والصهيل ولضيق الوقت
أفواهكم منابرٌ للصمت
موائد القحط والسوس يطرق أنسجتي
تدهسني عربات الأمس
تعربد من البعيد إلى الوريد
تفوح أكاذيبكم من تحت الإبط
تنحر القرابين .. وتقتلع الياسمين
أستميحكم الأقداح والصوامع
عنصرية النمل تنبش قراكم
كيف أخلصكم ولست نبياً
كيف أعاملكم وما زلت صبياً
وكيف أجابه الخطية بالخطايا
جسدي حقل محروث
وايامي تمتطي وجع الخراف
تكبر أكاذيبكم
تتمزقون داخل جلد البطون
دعوني أراجع دعواتي لكم
من مرفأ الهلع ....
أخاطب الطين في آذانكم
والندبات والجروح
يامواسماً تمتطي عتبة الوقت
مرادي الأ أوافيكم رقة الوصايا
يتبع .........
أ ل ك س ن د ر
[b]
رامي جميل القاضي- عدد المساهمات : 131
تاريخ التسجيل : 25/05/2009
العمر : 43
الموقع : جرمانا
رد: صاحب الصمت الارجواني
نحن لسنا من طين
نحن خوف حزين
لا تعاتبنا على السنين
أفواهنا مغلقة
وعيوننا ملتقى جمرات الحنين
لا تعبث بقلوبنا
ولا تضع الأصابع في الجراح
أرحل لا ينقصنا الأنين
نحن خوف حزين
لا تعاتبنا على السنين
أفواهنا مغلقة
وعيوننا ملتقى جمرات الحنين
لا تعبث بقلوبنا
ولا تضع الأصابع في الجراح
أرحل لا ينقصنا الأنين
زياد جميل القاضي- عضو مجلس ادارة
-
عدد المساهمات : 441
تاريخ التسجيل : 09/05/2009
العمر : 53
الموقع : http://kalmelia.blogspot.com/2009/04/blog-post_23.html
رد: صاحب الصمت الارجواني
كيف أخلصكم ولست نبياً
كيف أعاملكم وما زلت صبياً
وكيف أجابه الخطية بالخطايا
جسدي حقل محروث
وايامي تمتطي وجع الخراف
تكبر أكاذيبكم
تتمزقون داخل جلد البطون
دعوني أراجع دعواتي لكم
من مرفأ الهلع ....
أخاطب الطين في آذانكم
والندبات والجروح
يامواسماً تمتطي عتبة الوقت
مرادي الأ أوافيكم رقة الوصايا
عبارات تطلب المستحيل
نعبر عن معاناة أليمة
أنين روح.. ووجع قلب
أماني تبوح.... تنهدات عمر
مأ اروعه بوحك هنا أيها الغالي
دائماً تعطي صورة واضحة بكل ماترسمه أحرفك المبدعة
تحياتي وحبي لك وياهلا
كيف أعاملكم وما زلت صبياً
وكيف أجابه الخطية بالخطايا
جسدي حقل محروث
وايامي تمتطي وجع الخراف
تكبر أكاذيبكم
تتمزقون داخل جلد البطون
دعوني أراجع دعواتي لكم
من مرفأ الهلع ....
أخاطب الطين في آذانكم
والندبات والجروح
يامواسماً تمتطي عتبة الوقت
مرادي الأ أوافيكم رقة الوصايا
عبارات تطلب المستحيل
نعبر عن معاناة أليمة
أنين روح.. ووجع قلب
أماني تبوح.... تنهدات عمر
مأ اروعه بوحك هنا أيها الغالي
دائماً تعطي صورة واضحة بكل ماترسمه أحرفك المبدعة
تحياتي وحبي لك وياهلا
رد: صاحب الصمت الارجواني
زياد لمى خلود أشكر عبق المرور المزهر بالورد الغافي على ضفاف ساقيتي الصغيرة
رامي جميل القاضي- عدد المساهمات : 131
تاريخ التسجيل : 25/05/2009
العمر : 43
الموقع : جرمانا
رد: صاحب الصمت الارجواني
تابع ......
فكيف تجرؤون على مخاطبة الظلال
وأنتم في ليل طويل
أليس الحري بكم انتظار الشمس
طوبى لمن لا تغيب شمسهم
طوبى لمن تمتد ظلالهم مستقيمة بلا منعطفات
أنا قرص الشمس فاستنيروا
أنا عبارة حب لا حدود لها
هكذا زرعت بذور الكلمات الأخيرة في صدوركم
هكذا انغمست في طين الزمن المتغلغل بورد السواقي
وقررت مغفرة آخر سبعين خطيئة أخطأتموها بحقي
رميت بعضاً من أوراقي وأحرقت الأخرى
علني أبدأ من جديد
وأدور في الطرقات الخلفية والحواري المظلمة
باحثاً عن نوركم الشمعي الخافت
بين رسائلي الذائبة وطناً وملحاً وظلال
أعطيتكم الخبز فطلبتم الخمر
أعطيتكم السلام فأشعلتم الحرب
قيدتكم ورميتكم حيث البكاء وصرير الأسنان فسألتموني الرحمة
أخرجتكم من السجن فقتلتموني
أسست مملكتي ووهبتكم النور
فعزلتموني عن العرش
ومازلتم تتناحرون
وتحت أقدامكم عاهرات وراقصات
تنادون بهن بالعدل والرحمة
قتلتم طفولتي على أبواب تعنتكم
حاربتم إيماني
ولعنتم كلماتي إذ طرقت أبوابكم
دستم على الرقاب بحوافركم
أصدرتم الحكم بابادتي , قدتموني مكبلاً نحو المذبح
هارب أنا من قوانينكم , قاطع طريق قوافلكم
أنا الزوايا المظلمة , أنا حجر أساس الهيكل
يا وطن تراب السكر
أذوب بين حناياك
وأتغلغل في سواقي العسل والتوت والعنبر
أضرب طول السنديان بعرض السماء
أستوطن فيك جبال الكبرياء
يا وطن ظلال الشوح وملامح الشرق
من يكسر عذرية المدافع فيك
من يردع نمو العشب والقهر وشعر النساء
أخاطبك بلغة العصافير ولغة الخبز
وبعضي يندم إذ يخاطب سوسنة ذابلة من رعاياك
يا وطن الغيم والصمت والأنبياء
أوصيك بولادة التعساء
من هنا مرت أحزاني ذات يوم
هنا أقسمت يمين الطفولة
وعاهدت أنوثتك على أن أبقى طفل الشقاء
يتبع ......
فكيف تجرؤون على مخاطبة الظلال
وأنتم في ليل طويل
أليس الحري بكم انتظار الشمس
طوبى لمن لا تغيب شمسهم
طوبى لمن تمتد ظلالهم مستقيمة بلا منعطفات
أنا قرص الشمس فاستنيروا
أنا عبارة حب لا حدود لها
هكذا زرعت بذور الكلمات الأخيرة في صدوركم
هكذا انغمست في طين الزمن المتغلغل بورد السواقي
وقررت مغفرة آخر سبعين خطيئة أخطأتموها بحقي
رميت بعضاً من أوراقي وأحرقت الأخرى
علني أبدأ من جديد
وأدور في الطرقات الخلفية والحواري المظلمة
باحثاً عن نوركم الشمعي الخافت
بين رسائلي الذائبة وطناً وملحاً وظلال
أعطيتكم الخبز فطلبتم الخمر
أعطيتكم السلام فأشعلتم الحرب
قيدتكم ورميتكم حيث البكاء وصرير الأسنان فسألتموني الرحمة
أخرجتكم من السجن فقتلتموني
أسست مملكتي ووهبتكم النور
فعزلتموني عن العرش
ومازلتم تتناحرون
وتحت أقدامكم عاهرات وراقصات
تنادون بهن بالعدل والرحمة
قتلتم طفولتي على أبواب تعنتكم
حاربتم إيماني
ولعنتم كلماتي إذ طرقت أبوابكم
دستم على الرقاب بحوافركم
أصدرتم الحكم بابادتي , قدتموني مكبلاً نحو المذبح
هارب أنا من قوانينكم , قاطع طريق قوافلكم
أنا الزوايا المظلمة , أنا حجر أساس الهيكل
يا وطن تراب السكر
أذوب بين حناياك
وأتغلغل في سواقي العسل والتوت والعنبر
أضرب طول السنديان بعرض السماء
أستوطن فيك جبال الكبرياء
يا وطن ظلال الشوح وملامح الشرق
من يكسر عذرية المدافع فيك
من يردع نمو العشب والقهر وشعر النساء
أخاطبك بلغة العصافير ولغة الخبز
وبعضي يندم إذ يخاطب سوسنة ذابلة من رعاياك
يا وطن الغيم والصمت والأنبياء
أوصيك بولادة التعساء
من هنا مرت أحزاني ذات يوم
هنا أقسمت يمين الطفولة
وعاهدت أنوثتك على أن أبقى طفل الشقاء
يتبع ......
رامي جميل القاضي- عدد المساهمات : 131
تاريخ التسجيل : 25/05/2009
العمر : 43
الموقع : جرمانا
رد: صاحب الصمت الارجواني
في السطر الأخير من وصيتي
ذبحت آخر الصلوات
رقدت في مضجعي وعربدت مع دمي
أطفأت سيجارتي في الجلد
وضاجعت الموت
سرقت آخر النظرات من ثقب الباب
كحلت عيوني بالرماد
وغفوت في صمت طويل
تلوت تعويذة الأمل
ورسمت طلاسم العهد الجديد
يقطر الدم من قلبي
يعانق قطرات القهوة وأعقاب السجائر
هكذا انتحرت منذ بضع سنوات
وهكذا الآن أحيا لأروي قصة اغتيالي
بإحدى يداي ....
هاتان اللتان لوّحت بهما
لقوافلٍ غادرت أرض أشعياء
آه على ودعٍ
وضرب في الرمل يخدش الحياء
سأعتذر ... نيابة عن أحفادي
واستوطن صهوة العزلة في كنف الظلام
سأمسح بالملح والزيت جسدي
قد يسقط خشوعي
وتنحبس صلواتي
لكني سأكتب الفصل الأخير
من ديوان التعساء
أناجي آلهة الغدر فيكم
واعتذر عن البقاء
لن أتيمم بتراب الأشقياء
ألا أيها المارقون
يا تيجان الفخر الآثم
مريض آخر رجلٍ فيكم
يبحث عن سقوط الشجعان
وأبحث أنا ...
عن رقة أنثى في وغى القلب
لا آبهٍ بقفير الجهل والجوع ..
وددت لو أنبت في صحراء عزلتكم
وددت لو أتراجع بأمنياتي
خلف جبهة العراء
سأذهب في دمي
لا تنحني ...
صنعت من الجوع رداءً
وغسلت ضعفي بكبريائي
يتبع
ذبحت آخر الصلوات
رقدت في مضجعي وعربدت مع دمي
أطفأت سيجارتي في الجلد
وضاجعت الموت
سرقت آخر النظرات من ثقب الباب
كحلت عيوني بالرماد
وغفوت في صمت طويل
تلوت تعويذة الأمل
ورسمت طلاسم العهد الجديد
يقطر الدم من قلبي
يعانق قطرات القهوة وأعقاب السجائر
هكذا انتحرت منذ بضع سنوات
وهكذا الآن أحيا لأروي قصة اغتيالي
بإحدى يداي ....
هاتان اللتان لوّحت بهما
لقوافلٍ غادرت أرض أشعياء
آه على ودعٍ
وضرب في الرمل يخدش الحياء
سأعتذر ... نيابة عن أحفادي
واستوطن صهوة العزلة في كنف الظلام
سأمسح بالملح والزيت جسدي
قد يسقط خشوعي
وتنحبس صلواتي
لكني سأكتب الفصل الأخير
من ديوان التعساء
أناجي آلهة الغدر فيكم
واعتذر عن البقاء
لن أتيمم بتراب الأشقياء
ألا أيها المارقون
يا تيجان الفخر الآثم
مريض آخر رجلٍ فيكم
يبحث عن سقوط الشجعان
وأبحث أنا ...
عن رقة أنثى في وغى القلب
لا آبهٍ بقفير الجهل والجوع ..
وددت لو أنبت في صحراء عزلتكم
وددت لو أتراجع بأمنياتي
خلف جبهة العراء
سأذهب في دمي
لا تنحني ...
صنعت من الجوع رداءً
وغسلت ضعفي بكبريائي
يتبع
رامي جميل القاضي- عدد المساهمات : 131
تاريخ التسجيل : 25/05/2009
العمر : 43
الموقع : جرمانا
رد: صاحب الصمت الارجواني
بالزنبق امتلأ الهواءُ،
كأنّ موسيقى ستصدحُ.
كلُّ شيء يصطفي معنى،
ويرسلُ فائض المعنى إليَّ.
أنا المعافى الآن،
سيِّدُ فُرصتي في الحب.
لا أنسى ولا أتذكّر الماضي،
لأني الآن أولدُ،
هكذا من كلّ شيء..
هذا الكلام يليق ببوحك ايها المعنى
لك مودتي
كأنّ موسيقى ستصدحُ.
كلُّ شيء يصطفي معنى،
ويرسلُ فائض المعنى إليَّ.
أنا المعافى الآن،
سيِّدُ فُرصتي في الحب.
لا أنسى ولا أتذكّر الماضي،
لأني الآن أولدُ،
هكذا من كلّ شيء..
هذا الكلام يليق ببوحك ايها المعنى
لك مودتي
هيلين- عدد المساهمات : 759
تاريخ التسجيل : 15/06/2009
الموقع : فنزويلا
رد: صاحب الصمت الارجواني
شكرا هيلين ..
رامي جميل القاضي- عدد المساهمات : 131
تاريخ التسجيل : 25/05/2009
العمر : 43
الموقع : جرمانا
رد: صاحب الصمت الارجواني
(صاحب الصمت الأرجواني ) كاملة مع بعض التعديلات بالرغم من أنها لم ولن تنتهي فهناك المزيد ينبع يوماً بعد يوم ...
زلزل أرضهم
حين زحف بعباراته
صوب آخر حصون الملح
(( للإرادة مرتعٌ .. والعنف يستنطق الحنين ))
والكون في اتساعه لا يجاري رحابة القاع
حوافرهم تنحت عرائساً من الصوّان
زبدة القتل ولفائف التبغ ومنابع الغثيان
وفسائل الياسمين النامية على الجلد
لا أستعير من الهواء تنفسي
ولا استطالات الأفق تغفو في مضاجعي
إنها أيامي الضاربة في عنقي الفسيح
والفحم المحترق في حنجرتي
غائرةٌ فضائاتي ورحبةٌ أوسمة الصمت على صدري
هي ذي رائحة الأمل المستشرق على الأحداق
تنضح آبار الغربة وتستشفّ الرحيل
كيف يتراجع الجامح في غياهب النسيان
وأي صوتٍ تجترّه رقابهم
تستفزني قطرات السخط الساقطة على النعال
والقصص المنبعثة من أفواه الحشائش وأرغفة الخبز
للصمت صدىً .. وللجذور انغماس في فلسفة الوحل
كيف أستبيح القصاص
والملائكية تغفو في مضاجع اللصوص
وأصحاب الخناجر المخترقة صدر الأنوثة وأزهار الجبل
عوّدتهم أن أقاوم ملامحي
وهي تنمو ببطء على جدرانهم الرطبة
قصصت مخالبهم
شرّعت قوانين الغيم والمرمر والأحزان
أخذت بثأر الأضاحي على مذابحهم
وأمتدّيت خلف مواسم الهذيان
هكذا مررت عبرهم
هكذا زحفت كالموج الهارب من الربّان
بفتات الخبز وفلاسفة الإغريق
بسلاسلٍ تُقيّد أصوات المكان
عنابركم تكتظ بالرماد
حناجركم مزرعة للشيح والصهيل ولضيق الوقت
أفواهكم منابرٌ للصمت
موائد القحط والسوس تطرق أنسجتي
تدهسني عربات الأمس
تعربد من البعيد إلى الوريد
تفوح أكاذيبكم من تحت الإبط
تنحر القرابين .. وتقتلع الياسمين
أستميحكم الأقداح وبراميل الخمر
عنصرية النمل تنبش قراكم
كيف أخلصكم ولست نبياً
كيف أعاملكم وما زلت صبياً
وكيف أجابه الخطية بالخطايا
جسدي حقل محروث
وأيامي تمتطي وجع الخراف
تكبر أكاذيبكم
تتمزقون داخل جلد البطون
دعوني أراجع دعواتي لكم
من مرفأ الهلع ....
أخاطب الطين في آذانكم
والندبات والجروح
يا مواسماً تمتطي عتبة الوقت
مرادي ألا أوافيكم رقة الوصايا
كيف تجرؤون على مخاطبة الظلال
وأنتم في ليل طويل
أليس الحري بكم انتظار الشمس
طوبى لمن لا تغيب شمسهم
طوبى لمن تمتد ظلالهم مستقيمة بلا منعطفات
أنا قرص الشمس فاستنيروا
أنا عبارة حب لا حدود لها
هكذا زرعت بذور الكلمات الأخيرة في صدوركم
هكذا انغمست في طين الزمن المتغلغل بورد السواقي
وقررت مغفرة آخر سبعين خطيئة أخطأتموها بحقي
رميت بعضاً من أوراقي وأحرقت الأخرى
علني أبدأ من جديد
وأدور في الطرقات الخلفية والحواري المظلمة
باحثاً عن نوركم الشمعي الخافت
بين رسائلي الذائبة وطناً وملحاً وظلال
أعطيتكم الخبز فطلبتم الخمر
أعطيتكم السلام فأشعلتم الحرب
قيدتكم ورميتكم حيث البكاء وصرير الأسنان
فسألتموني الرحمة
أخرجتكم من السجن فقتلتموني
أسست مملكتي ووهبتكم النور
فعزلتموني عن العرش
ومازلتم تتناحرون
وتحت أقدامكم عاهرات وراقصات
تنادون بهن بالعدل والرحمة
قتلتم طفولتي على أبواب تعنتكم
حاربتم إيماني
ولعنتم كلماتي إذ طرقت أبوابكم
دستم بحوافركم على الرقاب
أصدرتم الحكم بابادتي
قدتموني مكبلاً نحو المذبح
هارب أنا من قوانينكم
قاطع طريق قوافلكم
أنا الزوايا المظلمة
أنا حجر أساس الهيكل
يا وطن تراب السكر
أذوب بين حناياك
وأتغلغل في سواقي العسل والتوت والعنبر
أضرب طول السنديان بعرض السماء
أستوطن فيك جبال الكبرياء
يا وطن ظلال الشوح وملامح الشرق
من يكسر عذرية المدافع فيك
من يردع نمو العشب والقهر وشعر النساء
أخاطبك بلغة العصافير ولغة الخبز
وبعضي يندم إذ يخاطب سوسنة ذابلة من رعاياك
يا وطن الغيم والصمت والأنبياء
أوصيك بولادة التعساء
من هنا مرت أحزاني ذات يوم
هنا أقسمت يمين الطفولة
وعاهدت أنوثتك على أن أبقى طفل الشقاء
في السطر الأخير من وصيتي
ذبحت آخر الصلوات
رقدت في مضجعي وعربدت مع دمي
أطفأت سيجارتي في الجلد
وضاجعت الموت
سرقت آخر النظرات من ثقب الباب
كحلت عيوني بالرماد
وغفوت في صمت طويل
تلوت تعويذة الأمل
ورسمت طلاسم العهد الجديد
يقطر الدم من قلبي
يعانق قطرات القهوة وأعقاب السجائر
هكذا انتحرت منذ بضع سنوات
وهكذا الآن أحيا لأروي قصة اغتيالي
بإحدى يداي ....
هاتان اللتان لوّحت بهما
لقوافلٍ غادرت أرض أشعياء
آه على ودعٍ
وضرب في الرمل يخدش الحياء
سأعتذر ... نيابة عن أحفادي
واستوطن صهوة العزلة في كنف الظلام
سأمسح بالملح والزيت جسدي
قد يسقط خشوعي
وتنحبس صلواتي
لكني سأكتب الفصل الأخير
من ديوان التعساء
أناجي آلهة الغدر فيكم
واعتذر .....
لن أتيمم بتراب الأشقياء
ألا أيها المارقون
يا تيجان الفخر الآثم
مريض آخر رجلٍ فيكم
يبحث عن سقوط الشجعان
وأبحث أنا ...
عن رقة أنثى في وغى قلبي
لا آبهٍ بقفير الجهل والجوع ..
وددت لو أنبت في صحراء عزلتكم
وددت لو أتراجع بأمنياتي
خلف جبهة العراء
سأذهب في دمي
لا تنحني ...
اصنع من الجوع رداءاً
كفاك لهاثاً خلف كسرة الخبز تلك
هي شظية من آلاف الشظايا
طلقة موت رحيم ..
وكسرة من رغيف مبلل بلعاب المساكين
صراخ الشعوب لن يثنيك
رغيف الخبز وقنابلكم سواء
اغتالوني بطلقة جوع وجرعة من الطحين
وعذراً لأنني مت جائعاً
لا سلطان لي عليكم
وجعي يتناثر كالغبار
وجيشي رجال من القش
ينغرسون في صمت الحقول
أنا ... وإمبراطورية الياسمين
غائبون في المواقد
وصوف الشتاء ورياح الأربعين
غائبون في انحناء المساكين
مائلون على عتبة الدهر وخائفون
من منا سيشهد الغروب ...
ويستنشق آمال البؤساء
أورثتموني القشة وقتلتم البعير
حذفتم أحرف العطف من كتب التاريخ
وقتلتم المسيح ....
تستوطن المحبة تلافيف دماغي
تغذي أوردتي وتربي أولادي
بعض الصمت يوصلني إليك
وصمت البعض يضنيني
وماذا بعدك ...
كي أستلذ بطعم الشفاه
كي يتقدس صباحي بين ذراعيك
فدعيني أذوب
كالسكر في كوب الحليب
وأشربيني
دعيني أبدأ معك تاريخاً ما
لا يقدر يوماً أن ينساني ..
يا سجادة الصلاة
يا عبثيتي الطاحنة في جسدي
أستاء إن رحلت
أعترف بعدم أهليتي
وتزداد رعونتي
سطحية أنت
مرهونة بصمت نهديك
ولا أمانع ...
إن أبحرت يوماً آخر بقربك
يا مسجونة في عيوني
أسرفت كثيراً في الصلاة على رحيلك
واستنفذت مخزون الكلمات
أفرغت صوامعي
ورقصت مع النسمات
بلاط الأرصفة ووحل الطرق الخاوية
اعتقلوني بتهمة الهذيان
وممارسة الجنس خلف القضبان
تورطت بالتلاعب بحسابات زمني
وأفرطت في التعاطي باسمك
يتبع .........
زلزل أرضهم
حين زحف بعباراته
صوب آخر حصون الملح
(( للإرادة مرتعٌ .. والعنف يستنطق الحنين ))
والكون في اتساعه لا يجاري رحابة القاع
حوافرهم تنحت عرائساً من الصوّان
زبدة القتل ولفائف التبغ ومنابع الغثيان
وفسائل الياسمين النامية على الجلد
لا أستعير من الهواء تنفسي
ولا استطالات الأفق تغفو في مضاجعي
إنها أيامي الضاربة في عنقي الفسيح
والفحم المحترق في حنجرتي
غائرةٌ فضائاتي ورحبةٌ أوسمة الصمت على صدري
هي ذي رائحة الأمل المستشرق على الأحداق
تنضح آبار الغربة وتستشفّ الرحيل
كيف يتراجع الجامح في غياهب النسيان
وأي صوتٍ تجترّه رقابهم
تستفزني قطرات السخط الساقطة على النعال
والقصص المنبعثة من أفواه الحشائش وأرغفة الخبز
للصمت صدىً .. وللجذور انغماس في فلسفة الوحل
كيف أستبيح القصاص
والملائكية تغفو في مضاجع اللصوص
وأصحاب الخناجر المخترقة صدر الأنوثة وأزهار الجبل
عوّدتهم أن أقاوم ملامحي
وهي تنمو ببطء على جدرانهم الرطبة
قصصت مخالبهم
شرّعت قوانين الغيم والمرمر والأحزان
أخذت بثأر الأضاحي على مذابحهم
وأمتدّيت خلف مواسم الهذيان
هكذا مررت عبرهم
هكذا زحفت كالموج الهارب من الربّان
بفتات الخبز وفلاسفة الإغريق
بسلاسلٍ تُقيّد أصوات المكان
عنابركم تكتظ بالرماد
حناجركم مزرعة للشيح والصهيل ولضيق الوقت
أفواهكم منابرٌ للصمت
موائد القحط والسوس تطرق أنسجتي
تدهسني عربات الأمس
تعربد من البعيد إلى الوريد
تفوح أكاذيبكم من تحت الإبط
تنحر القرابين .. وتقتلع الياسمين
أستميحكم الأقداح وبراميل الخمر
عنصرية النمل تنبش قراكم
كيف أخلصكم ولست نبياً
كيف أعاملكم وما زلت صبياً
وكيف أجابه الخطية بالخطايا
جسدي حقل محروث
وأيامي تمتطي وجع الخراف
تكبر أكاذيبكم
تتمزقون داخل جلد البطون
دعوني أراجع دعواتي لكم
من مرفأ الهلع ....
أخاطب الطين في آذانكم
والندبات والجروح
يا مواسماً تمتطي عتبة الوقت
مرادي ألا أوافيكم رقة الوصايا
كيف تجرؤون على مخاطبة الظلال
وأنتم في ليل طويل
أليس الحري بكم انتظار الشمس
طوبى لمن لا تغيب شمسهم
طوبى لمن تمتد ظلالهم مستقيمة بلا منعطفات
أنا قرص الشمس فاستنيروا
أنا عبارة حب لا حدود لها
هكذا زرعت بذور الكلمات الأخيرة في صدوركم
هكذا انغمست في طين الزمن المتغلغل بورد السواقي
وقررت مغفرة آخر سبعين خطيئة أخطأتموها بحقي
رميت بعضاً من أوراقي وأحرقت الأخرى
علني أبدأ من جديد
وأدور في الطرقات الخلفية والحواري المظلمة
باحثاً عن نوركم الشمعي الخافت
بين رسائلي الذائبة وطناً وملحاً وظلال
أعطيتكم الخبز فطلبتم الخمر
أعطيتكم السلام فأشعلتم الحرب
قيدتكم ورميتكم حيث البكاء وصرير الأسنان
فسألتموني الرحمة
أخرجتكم من السجن فقتلتموني
أسست مملكتي ووهبتكم النور
فعزلتموني عن العرش
ومازلتم تتناحرون
وتحت أقدامكم عاهرات وراقصات
تنادون بهن بالعدل والرحمة
قتلتم طفولتي على أبواب تعنتكم
حاربتم إيماني
ولعنتم كلماتي إذ طرقت أبوابكم
دستم بحوافركم على الرقاب
أصدرتم الحكم بابادتي
قدتموني مكبلاً نحو المذبح
هارب أنا من قوانينكم
قاطع طريق قوافلكم
أنا الزوايا المظلمة
أنا حجر أساس الهيكل
يا وطن تراب السكر
أذوب بين حناياك
وأتغلغل في سواقي العسل والتوت والعنبر
أضرب طول السنديان بعرض السماء
أستوطن فيك جبال الكبرياء
يا وطن ظلال الشوح وملامح الشرق
من يكسر عذرية المدافع فيك
من يردع نمو العشب والقهر وشعر النساء
أخاطبك بلغة العصافير ولغة الخبز
وبعضي يندم إذ يخاطب سوسنة ذابلة من رعاياك
يا وطن الغيم والصمت والأنبياء
أوصيك بولادة التعساء
من هنا مرت أحزاني ذات يوم
هنا أقسمت يمين الطفولة
وعاهدت أنوثتك على أن أبقى طفل الشقاء
في السطر الأخير من وصيتي
ذبحت آخر الصلوات
رقدت في مضجعي وعربدت مع دمي
أطفأت سيجارتي في الجلد
وضاجعت الموت
سرقت آخر النظرات من ثقب الباب
كحلت عيوني بالرماد
وغفوت في صمت طويل
تلوت تعويذة الأمل
ورسمت طلاسم العهد الجديد
يقطر الدم من قلبي
يعانق قطرات القهوة وأعقاب السجائر
هكذا انتحرت منذ بضع سنوات
وهكذا الآن أحيا لأروي قصة اغتيالي
بإحدى يداي ....
هاتان اللتان لوّحت بهما
لقوافلٍ غادرت أرض أشعياء
آه على ودعٍ
وضرب في الرمل يخدش الحياء
سأعتذر ... نيابة عن أحفادي
واستوطن صهوة العزلة في كنف الظلام
سأمسح بالملح والزيت جسدي
قد يسقط خشوعي
وتنحبس صلواتي
لكني سأكتب الفصل الأخير
من ديوان التعساء
أناجي آلهة الغدر فيكم
واعتذر .....
لن أتيمم بتراب الأشقياء
ألا أيها المارقون
يا تيجان الفخر الآثم
مريض آخر رجلٍ فيكم
يبحث عن سقوط الشجعان
وأبحث أنا ...
عن رقة أنثى في وغى قلبي
لا آبهٍ بقفير الجهل والجوع ..
وددت لو أنبت في صحراء عزلتكم
وددت لو أتراجع بأمنياتي
خلف جبهة العراء
سأذهب في دمي
لا تنحني ...
اصنع من الجوع رداءاً
كفاك لهاثاً خلف كسرة الخبز تلك
هي شظية من آلاف الشظايا
طلقة موت رحيم ..
وكسرة من رغيف مبلل بلعاب المساكين
صراخ الشعوب لن يثنيك
رغيف الخبز وقنابلكم سواء
اغتالوني بطلقة جوع وجرعة من الطحين
وعذراً لأنني مت جائعاً
لا سلطان لي عليكم
وجعي يتناثر كالغبار
وجيشي رجال من القش
ينغرسون في صمت الحقول
أنا ... وإمبراطورية الياسمين
غائبون في المواقد
وصوف الشتاء ورياح الأربعين
غائبون في انحناء المساكين
مائلون على عتبة الدهر وخائفون
من منا سيشهد الغروب ...
ويستنشق آمال البؤساء
أورثتموني القشة وقتلتم البعير
حذفتم أحرف العطف من كتب التاريخ
وقتلتم المسيح ....
تستوطن المحبة تلافيف دماغي
تغذي أوردتي وتربي أولادي
بعض الصمت يوصلني إليك
وصمت البعض يضنيني
وماذا بعدك ...
كي أستلذ بطعم الشفاه
كي يتقدس صباحي بين ذراعيك
فدعيني أذوب
كالسكر في كوب الحليب
وأشربيني
دعيني أبدأ معك تاريخاً ما
لا يقدر يوماً أن ينساني ..
يا سجادة الصلاة
يا عبثيتي الطاحنة في جسدي
أستاء إن رحلت
أعترف بعدم أهليتي
وتزداد رعونتي
سطحية أنت
مرهونة بصمت نهديك
ولا أمانع ...
إن أبحرت يوماً آخر بقربك
يا مسجونة في عيوني
أسرفت كثيراً في الصلاة على رحيلك
واستنفذت مخزون الكلمات
أفرغت صوامعي
ورقصت مع النسمات
بلاط الأرصفة ووحل الطرق الخاوية
اعتقلوني بتهمة الهذيان
وممارسة الجنس خلف القضبان
تورطت بالتلاعب بحسابات زمني
وأفرطت في التعاطي باسمك
يتبع .........
رامي جميل القاضي- عدد المساهمات : 131
تاريخ التسجيل : 25/05/2009
العمر : 43
الموقع : جرمانا
رد: صاحب الصمت الارجواني
كاملة مع التعديلات
زلزل أرضهم
حين زحف بعباراته
صوب آخر حصون الملح
(( للإرادة مرتعٌ .. والعنف يستنطق الحنين ))
والكون في اتساعه لا يجاري رحابة القاع
حوافرهم تنحت عرائساً من الصوّان
زبدة القتل ولفائف التبغ ومنابع الغثيان
وفسائل الياسمين النامية على الجلد
لا أستعير من الهواء تنفسي
ولا استطالات الأفق تغفو في مضاجعي
إنها أيامي الضاربة في عنقي الفسيح
والفحم المحترق في حنجرتي
غائرةٌ فضائاتي ورحبةٌ أوسمة الصمت على صدري
هي ذي رائحة الأمل المستشرق على الأحداق
تنضح آبار الغربة وتستشفّ الرحيل
كيف يتراجع الجامح في غياهب النسيان
وأي صوتٍ تجترّه رقابهم
تستفزني قطرات السخط الساقطة على النعال
والقصص المنبعثة من أفواه الحشائش وأرغفة الخبز
للصمت صدىً .. وللجذور انغماس في فلسفة الوحل
كيف أستبيح القصاص
والملائكية تغفو في مضاجع اللصوص
وأصحاب الخناجر المخترقة صدر الأنوثة وأزهار الجبل
عوّدتهم أن أقاوم ملامحي
وهي تنمو ببطءٍ على جدرانهم الرطبة
قصصت مخالبهم
شرّعت قوانين الغيم والمرمر والأحزان
أخذت بثأر الأضاحي على مذابحهم
وأمتدّيت خلف مواسم الهذيان
هكذا مررت عبرهم
هكذا زحفت كالموج الهارب من الربّان
بفتات الخبز وفلاسفة الإغريق
بسلاسلٍ تُقيّد أصوات المكان
عنابركم تكتظ بالرماد
حناجركم مزرعة للشيح والصهيل ولضيق الوقت
أفواهكم منابرٌ للصمت
موائد القحط والسوس تطرق أنسجتي
تدهسني عربات الأمس
تعربد من البعيد إلى الوريد
تفوح أكاذيبكم من تحت الإبط
تنحر القرابين .. وتقتلع الياسمين
أستميحكم الأقداح وبراميل الخمر
عنصرية النمل تنبش قراكم
كيف أخلصكم ولست نبياً
كيف أعلمكم وما زلت صبياً
وكيف أجابه الخطية بالخطايا
جسدي حقل محروث
وأيامي تمتطي وجع الخراف
تكبر بلواكم
تتمزقون داخل جلد البطون
دعوني أراجع دعواتي لكم
من مرفأ الهلع ....
أخاطب الطين في آذانكم
والندبات والجروح
يا مواسماً تمتطي عتبة الوقت
مرادي ألا أوافيكم رقة الوصايا
كيف تجرؤون على مخاطبة الظلال
وأنتم في ليلٍ طويل
أليس الحريّ بكم انتظار الشمس
طوبى لمن لا تغيب شمسهم
طوبى لمن تمتد ظلالهم مستقيمة بلا منعطفات
أنا قرص الشمس فاستنيروا
أنا عبارة حب لا حدود لها
هكذا زرعت بذور الكلمات الأخيرة في صدوركم
هكذا انغمست في طين الزمن المتغلغل بورد السواقي
وقررت مغفرة آخر سبعين خطيئة أخطأتموها بحقي
رميت بعضاً من أوراقي وأحرقت الأخرى
علّني أبدأ من جديد
درت في الطرقات الخلفية والحواري المظلمة
باحثاً عن نوركم الشمعي الخافت
بين رسائلي الذائبة وطناً وملحاً وظلال
أعطيتكم الخبز فطلبتم الخمر
أعطيتكم السلام فأشعلتم الحرب
قيدتكم ورميتكم حيث البكاء وصرير الأسنان
فسألتموني الرحمة
أخرجتكم من السجن فقتلتموني
أسست مملكتي ووهبتكم النور
فعزلتموني عن العرش
ومازلتم تتناحرون
وتحت أقدامكم عاهرات وراقصات
تنادون بهن بالعدل والرحمة
قتلتم طفولتي على أبواب تعنتكم
حاربتم إيماني
ولعنتم كلماتي إذ طرقت أبوابكم
دستم بحوافركم على الرقاب
وأصدرتم حكم الابادة
قدتموني مكبلاً نحو المذبح
هارب أنا من قوانينكم
قاطع طريق قوافلكم
أنا الزوايا المظلمة
أنا حجر أساس الهيكل
يا وطن تراب السكر
أذوب بين حناياك
وأتغلغل في سواقي العسل والتوت والعنبر
أضرب طول السنديان بعرض السماء
أستوطن فيك جبال الكبرياء
يا وطن ظلال الشوح وملامح الشرق
من يكسر عذرية المدافع فيك
من يردع نمو العشب والقهر وشعر النساء
أخاطبك بلغة العصافير ولغة الخبز
وبعضي يندم إذ يخاطب سوسنةً ذابلةً من رعاياك
يا وطن الغيم والصمت والأنبياء
أوصيك بولادة التعساء
من هنا مرت أحزاني ذات يوم
هنا أقسمت يمين الطفولة
وعاهدت أنوثتك على أن أبقى طفل الشقاء
في السطر الأخير من وصيتي
ذبحت آخر الصلوات
رقدت في مضجعي وعربدت مع دمي
أطفأت سيجارتي في الجلد
وضاجعت الموت
سرقت آخر النظرات من ثقب الباب
كحلت عيوني بالرماد
وغفوت في صمت طويل
تلوت تعويذة الأمل
ورسمت طلاسم العهد الجديد
يقطر الدم من قلبي
يعانق قطرات القهوة وأعقاب السجائر
هكذا انتحرت وعقيدتي .
وهكذا الآن أحيا لأروي قصة اغتيالي
بإحدى يداي ....
هاتان اللتان لوّحت بهما
لقوافلٍ غادرت أرض أشعياء
آه على ودعٍ
وضرب في الرمل يخدش الحياء
سأعتذر ... نيابة عن أحفادي
واستوطن صهوة العزلة في كنف الظلام
سأمسح بالملح والزيت جسدي
قد يسقط خشوعي
وتنحبس صلواتي
لكني سأكتب الفصل الأخير
من ديوان التعساء
أناجي آلهة الغدر فيكم
واعتذر .....
لن أتيمم بتراب الأشقياء
ألا أيها المارقون
يا تيجان الفخر الآثم
مريض آخر رجلٍ فيكم
يبحث عن سقوط الشجعان
وأبحث أنا ...
عن رقة أنثى في الوغى
لا آبهٍ بقفير الجهل والجوع ..
وددت لو أنبت في صحراء عزلتكم
وددت لو أتراجع بأمنياتي
خلف جبهة العراء
سأذهب في دمي
لا تنحني ...
اصنع من الجوع رداءاً
كفاك لهاثاً خلف كسرة الخبز تلك
هي شظية من آلاف الشظايا
طلقة موت رحيم ..
وكسرة من رغيف مبلل بلعاب المساكين
صراخ الشعوب لن يثنيك
رغيف الخبز وقنابلكم سواء
اغتالوني بطلقة جوع وجرعة من الطحين
وعذراً لأنني مت جائعاً
لا سلطان لي عليكم
وجعي يتناثر كالغبار
وجيشي رجال من القش
ينغرسون في صمت الحقول
أنا ... وإمبراطورية الياسمين
غائبون في المواقد
وصوف الشتاء ورياح الأربعين
غائبون في انحناء المساكين
مائلون على عتبة الدهر وخائفون
من منا سيشهد الغروب ...
ويستنشق آمال البؤساء
أورثتموني القشة وقتلتم البعير
حذفتم أحرف العطف من كتب التاريخ
وقتلتم المسيح ....
تستوطن المحبة تلافيف دماغي
تغذي أوردتي وتربي أولادي
بعض الصمت يوصلني إليك
وصمت البعض يضنيني
وماذا بعدك ...
كي أستلذ بطعم الشفاه
كي يتقدس صباحي بين ذراعيك
فدعيني أذوب
كالسكر في كوب الحليب
وأشربيني
دعيني أبدأ معك تاريخاً ما
يا سجادة الصلاة
يا عبثيتي الطاحنة في جسدي
أعترف بعدم أهليتي
وتزداد رعونتي
سطحية أنت
مرهونة بصمت نهديك
ولا أمانع ...
إن أبحرت يوماً آخر بقربك
يا مسجونة في عيوني
أسرفت كثيراً في الصلاة على رحيلك
استنفذت مخزون الكلمات
أفرغت صوامعي ورقصت مع النسمات
بلاط الأرصفة ووحل الطرق الخاوية
اعتقلوني بتهمة الهذيان
وممارسة الجنس خلف القضبان
تورطت في التلاعب فيك
وأفرطت في التعاطي فيكِ
ويسألونني عن الحد الذي وصلت فيه
وأنا أتنبأ بردود أفعالي
وكيف استطاع الجوع
أن يخلع رداء الحب الداخلي
ويغتصبه آلاف المرات
ويزرع جسدك بالحشيش والأفيون
لا تحزني يا أم صلواتي
سأمتطي سخريتي من جديد
وأعاند ما تتفوه به من كفرٌ وعهر
سأحرث الأرض بعود السنديان
سأقامر بمياه الوديان
بالهذيان .....
سأهدر خمر الأقبية القديمة
وأقلب صولجان السلطان .
تفترش الأعذار قلبي
تقتحم كل زاوية ...
تقتحم .. كل عاهرة
وتزيّن يداي بخاتم سليمان
يا أم صلواتي ..
يداي ترتفعان وصدري ملطخ بالزيت
رداءي رثّ ... وملامحي تختبئ كالجرذان
حقلي مزروع بالغرباء
والشمس تحرق خصالي
تنحني سنواتنا وتخبر قصة إذلال العصافير
عصيدة الصمت وعواء القيوط
ملهمتان لمن يسطّر الأساطير
يشهق آخرنا على قارعة الطريق الجنوبية
يتعفر بالتراب ويموج تحت النعال
أخبريني عن نفسك
وكيف أصبحت أنا جاهلاً فيك
رغم أيام القحط التي عشتها فيك
أخبريني عن قصص الجدة العجوز ..
وعن أغمار الحنطة وسلال التين
وكيف صار رغيف الخبز ملهمي والتنور
أخبريني ودعيني أنحني
لربما أكتب تاريخ الشرق واعتذر نيابةً عن المساكين
كيف دفعت بأرجلنا للأعلى وغمست رؤوسنا في الطين
يا أزيز الرصاص في قلوبنا
أفتينا فيك وفتوانا تشرع قص أعناقنا
والشاهدة على لحدك
سطرين من تاريخ المطر
ونحرص أبداً ...
ألا نرفع عباءتك فتظهر سيقان الفضيحة
كلمتا فخرٍ ورواية أبا زيد والمنتظر
تراخت جدائلنا
وانتشرت بقع الحبر في أجسادنا
استوطنوا الكتب
وارتدوا عباءات البطولة
مزقوا أجسادنا... مزقوا أجدادنا
نبتت ملامح الشرق في وجوههم
ومات الشرق فينا ...
يروّعني صمتك يا أم قلبي
وتُذرف أخطائي في الأروقة الضحلة
تغرق خطواتي في الطين
وتثقب صدري حبات البرد
شرق وغرب .. وصهيل خيلٍ تحت وجع السماء
أخبريني عن أسلافنا وعن مشق السنديان
اصفعيني بالحقيقة ..
والطمي وجهي بأخبار الذل والخبز والعقاقير
ونامي على مضض
فنحن غافلون ....
مذ مات صلاح الدين .. ونحن على مضض
سقط قلبي .. وصرتِ ثكلى القلب والولد
أخبريني يا أم قلبي
وامسحي بالزيت بنادقنا الجوفاء
املئي مخازننا بالذخيرة والطحين
ودعيني أتوهم المطر ...
ذات صباح
تغلغلت في تاريخي رائحة الخشب
وفاحت أفكاره
جلس وأيامه على العتبات
تحت ثلوج الخماسينية ..عشب وفتات خبز ودماء
يده على رأسه وحبات البرد تسقط من عينيه
العشب بنبض من تحت قدميه
ويهمس الريح في عباءته
سر وطريقك مر المذاق
دعني ورائحتك وحيدين
اشطب مقدمتي
واشطب خاتمتي ..
سنين من المخاض
لن يولد التاريخ هذه المرة
مشطوب الرأس .. أو ممحي السطور
سيولد خالياً من شهوة الخبز والنساء
سترفرف عباءة الربيع
وأغطية الرأس المقلّمة بالأبيض والأسود
كتبنا أورامنا على الورق وسنبدأ صفحة بيضاء
أصدقاؤنا ماتوا في الحرب
ونحن الباقون ... مشوهون
نبتت عكازاتنا في الأرض وانحنت عقائدنا
هجرتنا ظلالنا وبقينا قابعين
نجتث علامات الاستفهام ونقرأ الفناجين
نرمي أوجاعنا خلف الظهر
ونختلس النظر على الفرح إذا ما تعرى ونغتصبه
متهمة عيوننا باستراق النظر
وأيادينا ملطخة بدم القضية
متهمة بالدخول مابين جلدنا وثيابنا
وممارسة الجنس والعنصرية
ونحن باقون
فاذكرينا يا بيت لحم
قصائدنا خلعت ثيابها
وغفت خارج منازلنا
صمتي يتجرأ عليّ
وقوافلي تسير على معصمي
ترتجل الأحاسيس وتتوارى بعد حين
زلزل أرضهم
حين زحف بعباراته
صوب آخر حصون الملح
(( للإرادة مرتعٌ .. والعنف يستنطق الحنين ))
والكون في اتساعه لا يجاري رحابة القاع
حوافرهم تنحت عرائساً من الصوّان
زبدة القتل ولفائف التبغ ومنابع الغثيان
وفسائل الياسمين النامية على الجلد
لا أستعير من الهواء تنفسي
ولا استطالات الأفق تغفو في مضاجعي
إنها أيامي الضاربة في عنقي الفسيح
والفحم المحترق في حنجرتي
غائرةٌ فضائاتي ورحبةٌ أوسمة الصمت على صدري
هي ذي رائحة الأمل المستشرق على الأحداق
تنضح آبار الغربة وتستشفّ الرحيل
كيف يتراجع الجامح في غياهب النسيان
وأي صوتٍ تجترّه رقابهم
تستفزني قطرات السخط الساقطة على النعال
والقصص المنبعثة من أفواه الحشائش وأرغفة الخبز
للصمت صدىً .. وللجذور انغماس في فلسفة الوحل
كيف أستبيح القصاص
والملائكية تغفو في مضاجع اللصوص
وأصحاب الخناجر المخترقة صدر الأنوثة وأزهار الجبل
عوّدتهم أن أقاوم ملامحي
وهي تنمو ببطءٍ على جدرانهم الرطبة
قصصت مخالبهم
شرّعت قوانين الغيم والمرمر والأحزان
أخذت بثأر الأضاحي على مذابحهم
وأمتدّيت خلف مواسم الهذيان
هكذا مررت عبرهم
هكذا زحفت كالموج الهارب من الربّان
بفتات الخبز وفلاسفة الإغريق
بسلاسلٍ تُقيّد أصوات المكان
عنابركم تكتظ بالرماد
حناجركم مزرعة للشيح والصهيل ولضيق الوقت
أفواهكم منابرٌ للصمت
موائد القحط والسوس تطرق أنسجتي
تدهسني عربات الأمس
تعربد من البعيد إلى الوريد
تفوح أكاذيبكم من تحت الإبط
تنحر القرابين .. وتقتلع الياسمين
أستميحكم الأقداح وبراميل الخمر
عنصرية النمل تنبش قراكم
كيف أخلصكم ولست نبياً
كيف أعلمكم وما زلت صبياً
وكيف أجابه الخطية بالخطايا
جسدي حقل محروث
وأيامي تمتطي وجع الخراف
تكبر بلواكم
تتمزقون داخل جلد البطون
دعوني أراجع دعواتي لكم
من مرفأ الهلع ....
أخاطب الطين في آذانكم
والندبات والجروح
يا مواسماً تمتطي عتبة الوقت
مرادي ألا أوافيكم رقة الوصايا
كيف تجرؤون على مخاطبة الظلال
وأنتم في ليلٍ طويل
أليس الحريّ بكم انتظار الشمس
طوبى لمن لا تغيب شمسهم
طوبى لمن تمتد ظلالهم مستقيمة بلا منعطفات
أنا قرص الشمس فاستنيروا
أنا عبارة حب لا حدود لها
هكذا زرعت بذور الكلمات الأخيرة في صدوركم
هكذا انغمست في طين الزمن المتغلغل بورد السواقي
وقررت مغفرة آخر سبعين خطيئة أخطأتموها بحقي
رميت بعضاً من أوراقي وأحرقت الأخرى
علّني أبدأ من جديد
درت في الطرقات الخلفية والحواري المظلمة
باحثاً عن نوركم الشمعي الخافت
بين رسائلي الذائبة وطناً وملحاً وظلال
أعطيتكم الخبز فطلبتم الخمر
أعطيتكم السلام فأشعلتم الحرب
قيدتكم ورميتكم حيث البكاء وصرير الأسنان
فسألتموني الرحمة
أخرجتكم من السجن فقتلتموني
أسست مملكتي ووهبتكم النور
فعزلتموني عن العرش
ومازلتم تتناحرون
وتحت أقدامكم عاهرات وراقصات
تنادون بهن بالعدل والرحمة
قتلتم طفولتي على أبواب تعنتكم
حاربتم إيماني
ولعنتم كلماتي إذ طرقت أبوابكم
دستم بحوافركم على الرقاب
وأصدرتم حكم الابادة
قدتموني مكبلاً نحو المذبح
هارب أنا من قوانينكم
قاطع طريق قوافلكم
أنا الزوايا المظلمة
أنا حجر أساس الهيكل
يا وطن تراب السكر
أذوب بين حناياك
وأتغلغل في سواقي العسل والتوت والعنبر
أضرب طول السنديان بعرض السماء
أستوطن فيك جبال الكبرياء
يا وطن ظلال الشوح وملامح الشرق
من يكسر عذرية المدافع فيك
من يردع نمو العشب والقهر وشعر النساء
أخاطبك بلغة العصافير ولغة الخبز
وبعضي يندم إذ يخاطب سوسنةً ذابلةً من رعاياك
يا وطن الغيم والصمت والأنبياء
أوصيك بولادة التعساء
من هنا مرت أحزاني ذات يوم
هنا أقسمت يمين الطفولة
وعاهدت أنوثتك على أن أبقى طفل الشقاء
في السطر الأخير من وصيتي
ذبحت آخر الصلوات
رقدت في مضجعي وعربدت مع دمي
أطفأت سيجارتي في الجلد
وضاجعت الموت
سرقت آخر النظرات من ثقب الباب
كحلت عيوني بالرماد
وغفوت في صمت طويل
تلوت تعويذة الأمل
ورسمت طلاسم العهد الجديد
يقطر الدم من قلبي
يعانق قطرات القهوة وأعقاب السجائر
هكذا انتحرت وعقيدتي .
وهكذا الآن أحيا لأروي قصة اغتيالي
بإحدى يداي ....
هاتان اللتان لوّحت بهما
لقوافلٍ غادرت أرض أشعياء
آه على ودعٍ
وضرب في الرمل يخدش الحياء
سأعتذر ... نيابة عن أحفادي
واستوطن صهوة العزلة في كنف الظلام
سأمسح بالملح والزيت جسدي
قد يسقط خشوعي
وتنحبس صلواتي
لكني سأكتب الفصل الأخير
من ديوان التعساء
أناجي آلهة الغدر فيكم
واعتذر .....
لن أتيمم بتراب الأشقياء
ألا أيها المارقون
يا تيجان الفخر الآثم
مريض آخر رجلٍ فيكم
يبحث عن سقوط الشجعان
وأبحث أنا ...
عن رقة أنثى في الوغى
لا آبهٍ بقفير الجهل والجوع ..
وددت لو أنبت في صحراء عزلتكم
وددت لو أتراجع بأمنياتي
خلف جبهة العراء
سأذهب في دمي
لا تنحني ...
اصنع من الجوع رداءاً
كفاك لهاثاً خلف كسرة الخبز تلك
هي شظية من آلاف الشظايا
طلقة موت رحيم ..
وكسرة من رغيف مبلل بلعاب المساكين
صراخ الشعوب لن يثنيك
رغيف الخبز وقنابلكم سواء
اغتالوني بطلقة جوع وجرعة من الطحين
وعذراً لأنني مت جائعاً
لا سلطان لي عليكم
وجعي يتناثر كالغبار
وجيشي رجال من القش
ينغرسون في صمت الحقول
أنا ... وإمبراطورية الياسمين
غائبون في المواقد
وصوف الشتاء ورياح الأربعين
غائبون في انحناء المساكين
مائلون على عتبة الدهر وخائفون
من منا سيشهد الغروب ...
ويستنشق آمال البؤساء
أورثتموني القشة وقتلتم البعير
حذفتم أحرف العطف من كتب التاريخ
وقتلتم المسيح ....
تستوطن المحبة تلافيف دماغي
تغذي أوردتي وتربي أولادي
بعض الصمت يوصلني إليك
وصمت البعض يضنيني
وماذا بعدك ...
كي أستلذ بطعم الشفاه
كي يتقدس صباحي بين ذراعيك
فدعيني أذوب
كالسكر في كوب الحليب
وأشربيني
دعيني أبدأ معك تاريخاً ما
يا سجادة الصلاة
يا عبثيتي الطاحنة في جسدي
أعترف بعدم أهليتي
وتزداد رعونتي
سطحية أنت
مرهونة بصمت نهديك
ولا أمانع ...
إن أبحرت يوماً آخر بقربك
يا مسجونة في عيوني
أسرفت كثيراً في الصلاة على رحيلك
استنفذت مخزون الكلمات
أفرغت صوامعي ورقصت مع النسمات
بلاط الأرصفة ووحل الطرق الخاوية
اعتقلوني بتهمة الهذيان
وممارسة الجنس خلف القضبان
تورطت في التلاعب فيك
وأفرطت في التعاطي فيكِ
ويسألونني عن الحد الذي وصلت فيه
وأنا أتنبأ بردود أفعالي
وكيف استطاع الجوع
أن يخلع رداء الحب الداخلي
ويغتصبه آلاف المرات
ويزرع جسدك بالحشيش والأفيون
لا تحزني يا أم صلواتي
سأمتطي سخريتي من جديد
وأعاند ما تتفوه به من كفرٌ وعهر
سأحرث الأرض بعود السنديان
سأقامر بمياه الوديان
بالهذيان .....
سأهدر خمر الأقبية القديمة
وأقلب صولجان السلطان .
تفترش الأعذار قلبي
تقتحم كل زاوية ...
تقتحم .. كل عاهرة
وتزيّن يداي بخاتم سليمان
يا أم صلواتي ..
يداي ترتفعان وصدري ملطخ بالزيت
رداءي رثّ ... وملامحي تختبئ كالجرذان
حقلي مزروع بالغرباء
والشمس تحرق خصالي
تنحني سنواتنا وتخبر قصة إذلال العصافير
عصيدة الصمت وعواء القيوط
ملهمتان لمن يسطّر الأساطير
يشهق آخرنا على قارعة الطريق الجنوبية
يتعفر بالتراب ويموج تحت النعال
أخبريني عن نفسك
وكيف أصبحت أنا جاهلاً فيك
رغم أيام القحط التي عشتها فيك
أخبريني عن قصص الجدة العجوز ..
وعن أغمار الحنطة وسلال التين
وكيف صار رغيف الخبز ملهمي والتنور
أخبريني ودعيني أنحني
لربما أكتب تاريخ الشرق واعتذر نيابةً عن المساكين
كيف دفعت بأرجلنا للأعلى وغمست رؤوسنا في الطين
يا أزيز الرصاص في قلوبنا
أفتينا فيك وفتوانا تشرع قص أعناقنا
والشاهدة على لحدك
سطرين من تاريخ المطر
ونحرص أبداً ...
ألا نرفع عباءتك فتظهر سيقان الفضيحة
كلمتا فخرٍ ورواية أبا زيد والمنتظر
تراخت جدائلنا
وانتشرت بقع الحبر في أجسادنا
استوطنوا الكتب
وارتدوا عباءات البطولة
مزقوا أجسادنا... مزقوا أجدادنا
نبتت ملامح الشرق في وجوههم
ومات الشرق فينا ...
يروّعني صمتك يا أم قلبي
وتُذرف أخطائي في الأروقة الضحلة
تغرق خطواتي في الطين
وتثقب صدري حبات البرد
شرق وغرب .. وصهيل خيلٍ تحت وجع السماء
أخبريني عن أسلافنا وعن مشق السنديان
اصفعيني بالحقيقة ..
والطمي وجهي بأخبار الذل والخبز والعقاقير
ونامي على مضض
فنحن غافلون ....
مذ مات صلاح الدين .. ونحن على مضض
سقط قلبي .. وصرتِ ثكلى القلب والولد
أخبريني يا أم قلبي
وامسحي بالزيت بنادقنا الجوفاء
املئي مخازننا بالذخيرة والطحين
ودعيني أتوهم المطر ...
ذات صباح
تغلغلت في تاريخي رائحة الخشب
وفاحت أفكاره
جلس وأيامه على العتبات
تحت ثلوج الخماسينية ..عشب وفتات خبز ودماء
يده على رأسه وحبات البرد تسقط من عينيه
العشب بنبض من تحت قدميه
ويهمس الريح في عباءته
سر وطريقك مر المذاق
دعني ورائحتك وحيدين
اشطب مقدمتي
واشطب خاتمتي ..
سنين من المخاض
لن يولد التاريخ هذه المرة
مشطوب الرأس .. أو ممحي السطور
سيولد خالياً من شهوة الخبز والنساء
سترفرف عباءة الربيع
وأغطية الرأس المقلّمة بالأبيض والأسود
كتبنا أورامنا على الورق وسنبدأ صفحة بيضاء
أصدقاؤنا ماتوا في الحرب
ونحن الباقون ... مشوهون
نبتت عكازاتنا في الأرض وانحنت عقائدنا
هجرتنا ظلالنا وبقينا قابعين
نجتث علامات الاستفهام ونقرأ الفناجين
نرمي أوجاعنا خلف الظهر
ونختلس النظر على الفرح إذا ما تعرى ونغتصبه
متهمة عيوننا باستراق النظر
وأيادينا ملطخة بدم القضية
متهمة بالدخول مابين جلدنا وثيابنا
وممارسة الجنس والعنصرية
ونحن باقون
فاذكرينا يا بيت لحم
قصائدنا خلعت ثيابها
وغفت خارج منازلنا
صمتي يتجرأ عليّ
وقوافلي تسير على معصمي
ترتجل الأحاسيس وتتوارى بعد حين
رامي جميل القاضي- عدد المساهمات : 131
تاريخ التسجيل : 25/05/2009
العمر : 43
الموقع : جرمانا
رد: صاحب الصمت الارجواني
أشو هالمعلقة الحلوي رااامي
يسلموا
ويسلم قلمك وقلبك
يسلموا
ويسلم قلمك وقلبك
نزار شجاع- عضو مجلس ادارة
- عدد المساهمات : 552
تاريخ التسجيل : 02/02/2010
العمر : 57
الموقع : سوريا السويداء
رد: صاحب الصمت الارجواني
شكرا أخ نزار
بشكر وجودك
بشكر وجودك
رامي جميل القاضي- عدد المساهمات : 131
تاريخ التسجيل : 25/05/2009
العمر : 43
الموقع : جرمانا
رد: صاحب الصمت الارجواني
الآبن الغالي رامي
أهلا بطلتك بعد الغيبة الطويلة
يعني حق هيك تحرمن ابداعات قلمك الذهبي وقلبك العاشق الشفاف
اشتقنا لك واين انت
هل هذا الغياب بسبب غرقك بالعسل ام ماذا
؟؟؟؟؟؟؟؟
كم نتمنى عودتك الينا
والله واشتقنا كتير ايها ألآبن الغالي
تحياتي لك من اعماق القلب وننتظر تواجدك الدائم ياقمور
أهلا بطلتك بعد الغيبة الطويلة
يعني حق هيك تحرمن ابداعات قلمك الذهبي وقلبك العاشق الشفاف
اشتقنا لك واين انت
هل هذا الغياب بسبب غرقك بالعسل ام ماذا
؟؟؟؟؟؟؟؟
كم نتمنى عودتك الينا
والله واشتقنا كتير ايها ألآبن الغالي
تحياتي لك من اعماق القلب وننتظر تواجدك الدائم ياقمور
رد: صاحب الصمت الارجواني
إنها ملحمة تحكي قصة الضياع والخيانة والتخاذل في حق شعب كتبت عليه المعاناة على مدى عصور وعصور
وأصبحنا لا نملك في حقه سوى الوقوف على الأطلال وندب الحظوظ والشذب والإستنكار والوقوف على باب الأمم المتحدة للإستجداء
لهفي على هكذا أمة
أيقضت يا إبني العزيز جراحات لها في القلب عمق
تحياتي واحترامي لقلمك الجريء
ESSAM MAHMOUD- تميز وتقدير
-
عدد المساهمات : 1861
تاريخ التسجيل : 07/07/2009
العمر : 69
الموقع : الإمارات
رد: صاحب الصمت الارجواني
انشالله تكون عجبتكن
ونشالله تكون خاتمة اغتصاب حقوقنا
شكرا لالكن
ونشالله تكون خاتمة اغتصاب حقوقنا
شكرا لالكن
رامي جميل القاضي- عدد المساهمات : 131
تاريخ التسجيل : 25/05/2009
العمر : 43
الموقع : جرمانا
:: غربة الروح
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى