هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الكاتبة أحــــــلام مســتغـــانــــمي @@@

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

الكاتبة أحــــــلام مســتغـــانــــمي @@@ Empty الكاتبة أحــــــلام مســتغـــانــــمي @@@

مُساهمة من طرف سيدرا الأحد مايو 24, 2009 9:31 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]





ولدت في ( 13 أبريل 1953 ) كاتبة جزائرية.

من مواليد تونس ،ترجع أصولها إلى مدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري حيث ولد أبوها محمد الشريف حيث كان والدها مشاركا في الثورة الجزائرية،ّ عرف السجون الفرنسية, بسبب مشاركته في مظاهرات 8 ماي 1945 . وبعد أن أطلق سراحه سنة 1947 كان قد فقد عمله بالبلدية, ومع ذلك فإنه يعتبر محظوظاً إذ لم يلق حتفه مع من مات آنذاك ( 45 ألف شهيد سقطوا خلال تلك المظاهرات) وأصبح ملاحقًا من قبل الشرطة الفرنسية, بسبب نشاطه السياسي بعد حلّ حزب الشعب الجزائري. الذي أدّى إلى ولادة حزب جبهة التحرير الوطني FLN .

عملت في الإذاعة الوطنية مما خلق لها شهرة كشاعرة، إنتقلت إلى فرنسا في سبعينات القرن الماضي ، حيث تزوجت من صحفي لبناني، وفي الثمانينات نالت شهادة الدكتوراة من جامعة السوربون. تقطن حاليا في بيروت. وهي حائزة على جائزة نجيب محفوظ للعام 1998 عن روايتها ذاكرة الجسد.

مؤلفاتها

* على مرفأ الأيام عام 1973.
* كتابة في لحظة عري عام 1976.
* ذاكرة الجسد عام 1993.
* فوضى الحواس 1997.
* عابر سرير 2003.


عدل سابقا من قبل سيدرا في الأحد مايو 24, 2009 10:41 pm عدل 1 مرات
سيدرا
سيدرا
عضو مجلس ادارة
عضو مجلس ادارة

الكاتبة أحــــــلام مســتغـــانــــمي @@@ 1_1241969632

عدد المساهمات : 287
تاريخ التسجيل : 06/05/2009
العمر : 43
الموقع : هنا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الكاتبة أحــــــلام مســتغـــانــــمي @@@ Empty رد: الكاتبة أحــــــلام مســتغـــانــــمي @@@

مُساهمة من طرف سيدرا الأحد مايو 24, 2009 9:34 pm



تـحــــــــــــدّي


لأني رفضت الدروب القصيرة

وأعلنت رغم الجميع التحدّي

وأنّي سأمضي

لأعماق بحر بدون قرار

لعلني يوماً

أحطّم عاجية الشهريار

أحرّر من قبضتيه الجواري

لعلّي يا موطني رغم قهرك

أعود بلؤلؤة من بحاري

...

لأنّي صرخت أريد الحياة

لأنّي وقفت أمام الغزاة

قراصنة البحر ثارت عليّ

تحاصر كل سبيل إليّ

تمزق كلّ شراع لدي

...

لأنّي جهلت دروب النفاق

وأهملت عند إبتداء الطريق

سبيل التجارة بإسم القيم

وكنت أناشد أعلى القمم

يحاصرني كلّ يوم قزم

لأغدو شراعاً بدون هويّة

...

لأنّ الكواليس تغتال صوتي

وأنّي أنادي بدون صدى

لأنّي...

ولكنني رغم كلّ إغترابي

سأبقى على مهرة من عذابي

وأزرع في العمر ضوء الشباب

وعند بداية كلّ إحتراق

أموت أنا ويظلّ الحريق
سيدرا
سيدرا
عضو مجلس ادارة
عضو مجلس ادارة

الكاتبة أحــــــلام مســتغـــانــــمي @@@ 1_1241969632

عدد المساهمات : 287
تاريخ التسجيل : 06/05/2009
العمر : 43
الموقع : هنا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الكاتبة أحــــــلام مســتغـــانــــمي @@@ Empty رد: الكاتبة أحــــــلام مســتغـــانــــمي @@@

مُساهمة من طرف سيدرا الأحد مايو 24, 2009 9:38 pm

مـــــــــــذكراتــــــــــــ




المذكّرة الأولى:

...

قال لي يوماً صديق

"قد تأكّدت أخيراً دون رَيبةْ

أن ما من شاعر يولد إلا

يوم مأساة غرام.. بعد خيبةْ"

وتوقفت أمام القول حيرى

أصحيحاً صار عمري اليوم عام؟

***

المذكّرة الثانية:

...

اليوم في حقيبتي مجموعة البريد

رسائل أزهو بها

بلونها، بخطّها، بنوعها الفريد

فواحد بنيّة المراسلة

وواحد يهوى هنا المغازلة

وثالث يحتال كي يراني

لأنّه من همستي أصبح لا ينام!!

***

المذكّرة الثالثة:

...

وساءلني "القمر الأحمر"

تراه يعود

وردّدت الطير عند الغروب

بأنّ هزار الربوع اختفى

***

المذكّرة الرابعة:

...

الريح والثلوج والأمطار

تعرّت الأشجار

واختفت الطيور والأطغال

لكنني سآتي يا حبيبتي

فحبك معطفي الوحيد

***

المذكّرة الخامسة:

...

قُتلت مرتين

هناك في المغاره

لأنني رفضت أن أموت كلّ يوم

في عشّ عنكبوت

***

المذكّرة السادسة:

...

"الكل أقسم أن ينام"

يا أنت يا مدن المدافن قد سئت من النيام

فأنا أجوب بحيرتي كالطيف حي الميّتين

وإلى متى

سأظلّ أبحث في انتظار

وجه يطل من النيام
سيدرا
سيدرا
عضو مجلس ادارة
عضو مجلس ادارة

الكاتبة أحــــــلام مســتغـــانــــمي @@@ 1_1241969632

عدد المساهمات : 287
تاريخ التسجيل : 06/05/2009
العمر : 43
الموقع : هنا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الكاتبة أحــــــلام مســتغـــانــــمي @@@ Empty رد: الكاتبة أحــــــلام مســتغـــانــــمي @@@

مُساهمة من طرف سيدرا الأحد مايو 24, 2009 9:43 pm

ســـفينتـــــــيــ



ما زلت يا رفيقتي

أصارع المياه

منهوكة سفينتي

لكنها

بقوة الإله

ستقطع البحار

وتهزم المؤامرة

أشرعتي ممزقة

ليس لها جناح

تسخر منها العاصفة

تهزّها الرياح

لأنّها أشرعة

نشيدها جراح

لأنّها حديثة

لا تعرف الكفاح

...

بحارتي

على السطوح الباهتة

يصارعون قوة الدوار

ويقطعون أبحراً

ليس لها قرار

ويبحثون

في الدروب المقفرة عن جوهرة

يضمها محار

يسائلون أنجماً

بعيدة المدار

عن لؤلؤة

أضاعها بحّار

تهزّ كفّ بحرنا

تغيّر الأقدار!!
سيدرا
سيدرا
عضو مجلس ادارة
عضو مجلس ادارة

الكاتبة أحــــــلام مســتغـــانــــمي @@@ 1_1241969632

عدد المساهمات : 287
تاريخ التسجيل : 06/05/2009
العمر : 43
الموقع : هنا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الكاتبة أحــــــلام مســتغـــانــــمي @@@ Empty رد: الكاتبة أحــــــلام مســتغـــانــــمي @@@

مُساهمة من طرف خلود هايل حمزة الإثنين مايو 25, 2009 1:42 am

هذه الكاتبه العظيمه.....عندما تكتب ....ترسم احاسيس...تجسد واقع...تقدم قضيه...

كل ما اعدت قراءة كتبها الكتاب...كلما اكتشفت أشياء جديده...ورائعه...

وللقراء الاعزاء....أحببت أن انقل...بعض من البعض....مما سطرته مشاعر هذه الكاتبه الانسانه
..........................................

ـــ في حياة كل انسان خيبه ...وهزيمة ما...وربما سببا في انتصار أخر

ـــ نحن نكتب لنستعيد ماأضعناه....وما سرق منا خلسه.

ـــ نحن نكتب باللغه التي نحس بها....اللغه التي نتحدث بها لانفسنا...وليست تلك التي نتحدث بها لللاخرين.

ـــ اللعربيه.....هي لغة قلبي....ولا يمكن الا أن أكتب بها.

ـــ المهم في كل ما نكتبه....هو ما نكتبه لاغير....فوحدها الكتابه هي

الادب ...وهي التي ستبقى ....أما اللذين كتبنا عنهم ...فهم حادثة سير...أناس

توقفنا أمامهم ذات يوم لسبب أو لاخر.....ثم واصلنا الطريق.....معهم أو بدونهم.

ـــ نحن نكتب أيضا......لنصنع أضرحه لاحلامنا ...........لا غير.

ـــ لن يأخد احدا منا الكتابه.. ان ما في أعماقنا هو لنا....ولن تطاله يد أحد.

ـــ أنا انتمي لمجتمع لم يدخل الكهرباء بعد الى دهاليز نفسه.

ـــ يقظي الانسان سنواته الاولى في تعلم النطق.. وتقظي .الامه

العربيه...والانظمه فيها...بقية عمره في تعليمه الصمت.

ـــ أحسد المأذن ....وأحسد الاطفال الرضع....لانهم يملكون وحدهم حق الصراخ والقدره عليه....قبل أن تروض الحياة حبالهم الصوتيه .....وتعلمهم الصمت
..................................................


اختيار رائع وموفق لهذه الكاتبة العظيمة التي بعثرتنا مع فوضى حواسها

وهذا بعض من كتاباتها

مع كل الحب ولي اكثر من عودة
خلود هايل حمزة
خلود هايل حمزة
عضو مجلس ادارة
عضو مجلس ادارة

الكاتبة أحــــــلام مســتغـــانــــمي @@@ M5
عدد المساهمات : 2366
تاريخ التسجيل : 19/05/2009
العمر : 68
الموقع : فنزويلا

http://www.postpoems.com/members/kholod

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الكاتبة أحــــــلام مســتغـــانــــمي @@@ Empty رد: الكاتبة أحــــــلام مســتغـــانــــمي @@@

مُساهمة من طرف خلود هايل حمزة الإثنين يونيو 01, 2009 6:11 am

هذه مقاطع من
ذاكرة الجسد لأحلام مستغانمي
ـــ نغادر الوطن، محملين بحقائب نحشر فيها ما في خزائننا من عمر. ما في أدراجنا من أوراق.. .. دمعة على وطن قد لا نعود إليه. نحمل الوطن أثاثاً لغربتنا، ننسى عندما يضعها الوطن عند بابه، عندما يغلق قلبه في وجهنا، دون أن يلقي نظرة على حقائبنا، دون أن يستوقفه دمعنا.. ننسى أن نسأله من سيؤثثه بعدنا. وعندما نعود إليه.. نعود بحقائب الحنين.. وحفنة أحلام فقط.
.
ــــ لتشفى من حالة عشقية يلزمك رفاة حب , لا تمثالاً لحبيب نواصل تلميعه بعد الفراق .. أنتَ من يتأمل جثة حب في طور التعفن , لا تحتفظ بحب ميت في براد الذاكرة ..!!

ـــ ها هو الوطن الذي استبدلته بأمي يوماً. كنت أعتقد أنه وحده قادر على شفائي من عقدة الطفولة، من يتمي ومن ذلي. اليوم.. بعد كل هذا العمر، وبعد أكثر من صدمة وأكثر من جرح، أدري أن هناك يتم الأوطان أيضاً. هناك مذلة الأوطان، ظلمها وقسوتها، هناك جبروتها وأنانيتها. هناك أوطان لا أمومة لها.. أوطان شبيهة بالآباء


اما في وصفها للعوده للوطن الحبيب.....كتبت. تقول...
ـــ ساعتان فقط...ليعود القلب عمرا للوراء.
ـــ تشرع مضيفه باب الطائره.... ولا تنتبه الى انها تشرع معه القلب على مصراعيه....فمن يوقف نزيف الذاكره الان.
ـــ من يقدر على اغلاق شباك الحنين....من سيقف في وجه الرياح المضاده...ليرفع الخمار عن وجه هذه المدينه.
ـــ أتعرفني.....أتعرفني وهي التي تتأمل جواز سفري بأمعان ....وتنسى أن تتأملني.
ـــ وحدها الذاكره أصبحت أثقل حملا...ولكن من سيحاسبنا على ذاكره نحملها بمفردنا
ـــ ها انا اسكن ذاكرتي....وأنا اسكن هذا البيت...فكيف ينام من يتوسد ذاكرته.
ـــ نحن ننتمي لاوطان....لا تلبس ذاكرتها الا في المناسبات....بين نشرة أخبار وأخرى....وسرعان ما تخلعها عندما تطفأ الاضواء وينسحب المصورون.
ـــ ان الذاكره ايضا في حاجه الى ان توقظها أحيانا.
ـــ لا ينبغي العبث بالماضي....ان اية محاوله لتجميله...ليست سوى محاوله لتشويهه
ـــ ما يخيفني...ليس الا يعرفني الناس هناك....بل لا اعرف أنا تلك المدينه...تلك الازقه...ذلك البيت الذي لم يعد بيتي منذ عشرات السنين.
ـــ ان اصعب شئ على الاطلاق...هو مواجهة الذاكره بواقع مناقض لها.
ـــ أخاف ان اواجه ذاكرتي وحيده.

ـــ يجب أن نحتفظ بذكرياتنا في قالبها الاول ....وصورتها الاولى...ولا نبحث لها عن مواجهه أصطداميه مع الواقع....يتحطم بعدها كل شيئ داخلنا ...كواجهة زجاجيه ...المهم انقاذ الذاكره.
.....................................................

ـــ أكره الجلوس على القمم التي يسهل السقوط منها....وأكره خاصة...أن يحولني مجرد كرسي أجلس عليه ....الى شخص أخر لا يشبهني..
ـــ لا يمكن ان نتصالح مع كل الاشخاص الذين يسكنوننا...وانه لا بد ان نضحي بأحدهم ....ليعيش الاخر...وأمام هذا الاختيار فقط نكتشف طينتنا الاولى...لاننا ننحاز تلقائيا الى ما نعتقد انه الاهم ...وأنه نحن لا غير.

ـــ أننا في النهايه....لا نرسم ما نسكنه.....وانما ما يسكننا.
ـــ هناك أشياء شبيه بالسعاده....لا ننتبه لوجودها الا بعد ما نفتقدها...
.

مع تحياتي لكم
خلود هايل حمزة
خلود هايل حمزة
عضو مجلس ادارة
عضو مجلس ادارة

الكاتبة أحــــــلام مســتغـــانــــمي @@@ M5
عدد المساهمات : 2366
تاريخ التسجيل : 19/05/2009
العمر : 68
الموقع : فنزويلا

http://www.postpoems.com/members/kholod

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الكاتبة أحــــــلام مســتغـــانــــمي @@@ Empty رد: الكاتبة أحــــــلام مســتغـــانــــمي @@@

مُساهمة من طرف خلود هايل حمزة الجمعة سبتمبر 04, 2009 10:53 pm

[size=16]أحلام مستغانمي كاتبة ,,كان والدها "محمد الشريف" من هواة الأدب الفرنسي.
مسقط رأسه "قسنطينة" مع إدماج عنصر الوطنيّة وتاريخ الجزائر في كلّ حوار يخوضه. وذلك بفصاحة فرنسيّة وخطابة نادرة.
وأمّا عن الجدّة فاطمة الزهراء, فقد كانت أكثر ما تخشاه, هو فقدان آخر أبنائها بعد أن ثكلت كل إخوته, أثناء مظاهرات 1945 في مدينة قالمة.

هذه المأساة, لم تكن مصيراً لأسرة المستغانمي فقط. بل لكلّ الجزائر من خلال ملايين العائلات التي وجدت نفسها ممزّقة تحت وطأة الدمار الذي خلّفه الإستعمار.
بعد أشهر قليلة, يتوّجه محمد الشريف مع أمّه وزوجته وأحزانه إلى تونس كما لو أنّ روحه سحبت منه. فقد ودّع مدينة قسنطينة أرض آبائه وأجداده.

كانت تونس فيما مضى مقرًّا لبعض الرِفاق الأمير عبد القادر والمقراني بعد نفيهما. ويجد محمد الشريف نفسه محاطاً بجوٍّ ساخن لا يخلو من النضال, والجهاد في حزبي MTLD و PPA بطريقة تختلف عن نضاله السابق ولكن لا تقلّ أهميّة عن الذين يخوضون المعارك.

في هذه الظروف التي كانت تحمل مخاض الثورة, وإرهاصاتها الأولى تولد أحلام في تونس.

ولكي تعيش أسرته, يضطر الوالد للعمل كمدرّس للّغة الفرنسيّة. لأنّه لا يملك تأهيلاً غير تلك اللّغة, لذلك, سوف يبذل الأب كلّ ما بوسعه بعد ذلك, لتتعلَّم ابنته اللغة العربيّة التي مُنع هو من تعلمها. وبالإضافة إلى عمله, ناضل محمد الشريف في حزب الدستور التونسي (منزل تميم) محافظًا بذلك على نشاطه النضالي المغاربيّ ضد الإستعمار.

وعندما اندلعت الثورة الجزائريّة في أوّل نوفمبر 1954 شارك أبناء إخوته عزّ الدين وبديعة اللذان كانا يقيمان تحت كنفه منذ قتل والدهما, شاركا في مظاهرات طلاّبيّة تضامنًا مع المجاهدين قبل أن يلتحقا فيما بعد سنة 1955 بالأوراس الجزائريّة. وتصبح بديعة الحاصلة لتوّها على الباكالوريا, من أولى الفتيات الجزائريات اللاتي استبدلن بالجامعة الرشّاش, وانخرطن في الكفاح المسلَّح
بعد الإستقلال, عاد جميع أفراد الأسرة إلى الوطن. واستقرّ الأب في العاصمة حيث كان يشغل منصب مستشار تقنيّ لدى رئاسة الجمهوريّة, ثم مديراً في وزارة الفلاحة, وأوّل مسؤول عن إدارة وتوزيع الأملاك الشاغرة, والمزارع والأراضي الفلاحيّة التي تركها المعمّرون الفرنسيون بعد مغادرتهم الجزائر. إضافة إلى نشاطه الدائم في اتحاد العمال الجزائريّين, الذي كان أحد ممثليه أثناء حرب التحرير.

غير أن حماسه لبناء الجزائر المستقلّة لتوّها, جعله يتطوّع في كل مشروع يساعد في الإسراع في إعمارها. وهكذا إضافة إلى المهمّات التي كان يقوم بها داخليًّا لتفقّد أوضاع الفلاّحين, تطوَّع لإعداد برنامج إذاعي (باللّغة الفرنسيّة) لشرح خطة التسيير الذاتي الفلاحي. ثمّ ساهم في حملة محو الأميّة التي دعا إليها الرئيس أحمد بن بلّة بإشرافه على إعداد كتب لهذه الغاية.

وهكذا نشأت ابنته الكبرى في محيط عائلي يلعب الأب فيه دورًا أساسيًّا. وكانت مقرّبة كثيرًا من أبيها وخالها عزّ الدين الضابط في جيش التحرير الذي كان كأخيها الأكبر. عبر هاتين الشخصيتين, عاشت كلّ المؤثّرات التي تطرأ على الساحة السياسيّة. و التي كشفت لها عن بعد أعمق, للجرح الجزائري (التصحيح الثوري للعقيد هواري بومدين, ومحاولة الانقلاب للعقيد الطاهر زبيري), عاشت الأزمة الجزائرية يومًّا بيوم من خلال مشاركة أبيها في حياته العمليّة, وحواراته الدائمة معها.

لم تكن أحلام غريبة عن ماضي الجزائر, ولا عن الحاضر الذي يعيشه الوطن. مما جعل كلّ مؤلفاتها تحمل شيئًا عن والدها, وإن لم يأتِ ذكره صراحة. فقد ترك بصماته عليها إلى الأبد. بدءًا من اختياره العربيّة لغة لها. لتثأر له بها. فحال إستقلال الجزائر ستكون أحلام مع أوّل فوج للبنات يتابع تعليمه في مدرسة الثعالبيّة, أولى مدرسة معرّبة للبنات في العاصمة. وتنتقل منها إلى ثانوية عائشة أم المؤمنين. لتتخرّج سنة 1971 من كليّة الآداب في الجزائر ضمن أوّل دفعة معرّبة تتخرّج بعد الإستقلال من جامعات الجزائر.

لكن قبل ذلك, سنة 1967, وإثر إنقلاب بومدين واعتقال الرئيس أحمد بن بلّة. يقع الأب مريضًا نتيجة للخلافات "القبليّة" والانقلابات السياسيّة التي أصبح فيها رفاق الأمس ألدّ الأعداء.

هذه الأزمة النفسيّة, أو الانهيار العصبيّ الذي أصابه, جعله يفقد صوابه في بعض الأحيان. خاصة بعد تعرّضه لمحاولة اغتيال, مما أدّى إلى الإقامة من حين لآخر في مصحّ عقليّ تابع للجيش الوطني الشعبيّ.

كانت أحلام آنذاك في سن المراهقة, طالبة في ثانوية عائشة بالعاصمة. وبما أنّها كانت أكبر إخواتها الأربعة, كان عليها هي أن تزور والدها في المستشفى المذكور, والواقع في حيّ باب الواد, ثلاث مرّات على الأقلّ كلّ أسبوع. كان مرض أبيها مرض الجزائر. هكذا كانت تراه وتعيشه.

قبل أن تبلغ أحلام الثامنة عشرة عاماً. وأثناء إعدادها لشهادة الباكلوريا, كان عليها ان تعمل لتساهم في إعالة إخوتها وعائلة تركها الوالد دون مورد. ولذا خلال ثلاث سنوات كانت أحلام تعدّ وتقدّم برنامجًا يوميًا في الإذاعة الجزائريّة يبثّ في ساعة متأخرّة من المساء تحت عنوان "همسات". وقد لاقت تلك "الوشوشات" الشعريّة نجاحًا كبيرًا تجاوز الحدود الجزائرية الى دول المغرب العربي. وساهمت في ميلاد إسم أحلام مستغانمي الشعريّ, الذي وجد له سندًا في صوتها الأذاعيّ المميّز وفي مقالات وقصائد كانت تنشرها أحلام في الصحافة الجزائرية. وديوان أوّل أصدرته سنة 1971 في الجزائر تحت عنوان "على مرفأ الأيام".
وذهبت لتقيم في باريس حيث تزوّجت من صحفي لبناني ممن يكنّون ودًّا كبيرًا للجزائريين. وابتعدت عن الحياة الثقافية لبضع سنوات كي تكرِّس حياتها لأسرتها. قبل أن تعود في بداية الثمانينات لتتعاطى مع الأدب العربيّ من جديد. أوّلاً بتحضير شهادة دكتوراه في جامعة السوربون. ثمّ مشاركتها في الكتابة في مجلّة "الحوار" التي كان يصدرها زوجها من باريس, ومجلة "التضامن" التي كانت تصدر من لندن.
أثناء ذلك وجد الأب نفسه في مواجهة المرض والشيخوخة والوحدة. وراح يتواصل معها بالكتابة إليها في كلّ مناسبة وطنية عن ذاكرته النضاليّة وذلك الزمن الجميل الذي عاشه مع الرفاق في قسنطينة.

ثمّ ذات يوم توّقفت تلك الرسائل الطويلة المكتوبة دائمًا بخط أنيق وتعابير منتقاة. كان ذلك الأب الذي لا يفوّت مناسبة, مشغولاً بانتقاء تاريخ موته, كما لو كان يختار عنوانًا لقصائده.

في ليلة أوّل نوفمبر 1992, التاريخ المصادف لاندلاع الثورة الجزائريّة, كان محمد الشريف يوارى التراب في مقبرة العلياء, غير بعيد عن قبور رفاقه. كما لو كان يعود إلى الجزائر مع شهدائها. بتوقيت الرصاصة الأولى. فقد كان أحد ضحاياها وشهدائها الأحياء. وكان جثمانه يغادر مصادفة المستشفى العسكري على وقع النشيد الوطنيّ الذي كان يعزف لرفع العلم بمناسبة أوّل نوفمبر
ذلك الرجل الذي أدهش مرة إحدى الصحافيّات عندما سألته عن سيرته النضاليّة, فأجابها مستخفًّا بعمر قضاه بين المعتقلات والمصحّات والمنافي, قائلاً: "إن كنت جئت إلى العالم فقط لأنجب أحلام. فهذا يكفيني فخرًا. إنّها أهمّ إنجازاتي. أريد أن يقال إنني "أبو أحلام" أن أنسب إليها.. كما تنسب هي لي".

كان يدري وهو الشاعر, أنّ الكلمة هي الأبقى. وهي الأرفع. ولذا حمَّل ابنته إرثًا نضاليًا لا نجاة منه. بحكم الظروف التاريخيّة لميلاد قلمها, الذي جاء منغمسًا في القضايا الوطنيّة والقوميّة التي نذرت لها أحلام أدبها. وفاءًا لقارىء لن يقرأها يومًا.. ولم تكتب أحلام سواه. عساها بأدبها تردّ عنه بعض ما ألحق الوطن من أذى بأحلامه.

[/size]
خلود هايل حمزة
خلود هايل حمزة
عضو مجلس ادارة
عضو مجلس ادارة

الكاتبة أحــــــلام مســتغـــانــــمي @@@ M5
عدد المساهمات : 2366
تاريخ التسجيل : 19/05/2009
العمر : 68
الموقع : فنزويلا

http://www.postpoems.com/members/kholod

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الكاتبة أحــــــلام مســتغـــانــــمي @@@ Empty رد: الكاتبة أحــــــلام مســتغـــانــــمي @@@

مُساهمة من طرف سالي السبت سبتمبر 05, 2009 7:21 am

اشكرك كل الشكر صديقتي سيدرا على طرح موضوع يضم فيه اهم الكاتبات العربيات وهي احلام مستغانمي
فمن يقرأ لها يتشوق ان ينثر شذى كلاماتها الرائعه وعبير اسلوبها فهي كاتبه بكل ما تاتي الكلمه من معناني برقتها بصفاء كلماتها
تقبلي مروري وشكرا على المعلومات الهامه التي ستتحف الكثير
تحياتي لكي
سالي
سالي
عضو مجلس ادارة
عضو مجلس ادارة

الكاتبة أحــــــلام مســتغـــانــــمي @@@ Avra7-2
عدد المساهمات : 616
تاريخ التسجيل : 06/05/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى