أخر ســـــــــــــــــنة إغتراب.......
2 مشترك
:: كل شيء
صفحة 1 من اصل 1
أخر ســـــــــــــــــنة إغتراب.......
بدأت القصة منذ سنوات طوال حين ضربنا أخماسنا بأسداسنا فوجدنا ، بكل عبقرية، و عفة نفس و رضا ، وحمد وشـكر بأننا نحتاج لسنتين من الأغتراب لنسدد فيهما ديوننا ،و نرتب بيتنا الذي أمضينا سنوات في بنائه ليس لضخامته بالطبع " أنتم أعلم ".
المهم بأننا أتينا و دخلنا دائرة الأغتراب المفرغة . كنت في بداية مسلسل الغربة عندما أصادف شخصاً من أصحاب السنوات الطويلة أغتراباً ، أصاب بالدهشة و لكثرة ما نعته بالفاشل أو الطماع أو الهارب ............. و أتعجب أكثر عندما اصادف شاباً يقول لي أنا وُلدت هنا و مازلت هنا أي أن الأمر قد استغرق عقود!!!!!!!! يا ألهي كيف تحملوا ؟!!!
و دارت دورة الأيام و هأنا أحمل الرقم 13 وهو الرقم الدال على عدد سنوات غربتي الأسرية ، وهنا انجبت أطفالاً و أدخلتهم مدارس بعدما كنت أُجن حين يقولون لي : " بأي مدرسة ستضع أبنك ؟ " و الله يستر من التخرج الجامعي ووووو.
ولكن ما الذي تغير في قناعاتي التي بدأت فيها مشوار اغترابي حتى وصلت لهذه الحالة الصعبة في القرار و الأستمرار في السير ضمن دائرة مفرغة، بالتأكيد لم يتغير شيء بل لم تتغير الظروف التي دفعتني للغربة، كلا فأنا هنا أكذب قليلاً. فالبيت الذي كان اصبح أكبر و أجمل و زاد عدد الحاسدين من حوله ولكن ثمة عاقل لم يحسدني على بيتٍ رتبته للهواء كي يسكنه و دون أن يدفع إيجار. و كذبت حين لم أقل بأني ديوني أختفت بل على العكس أصبحت دائن .
و المصيبة الكبرى هي أني كل سنة أكذب و أقول " خلص هذه ستكون أخر سنة لي في الغربة " يا ألهي كم أنا كذاب!!
أقسم بالله العظيم بأني لم أكن أتقصد أي كذبة مما سبق بل هي الظروف و ضعف النفس. الظروف حيث أن الناس هناك في البلد يدفعونك للغربة من حيث لا تدري، ففي سنة من الثلاثة عشر التي لنقل أني ساعدت أخوتي المساكين و عشت بعض أحلامي : كالرحلات و المطاعم والسيارة دون هم البنزين اللعين ووووو وهكذا عدنا من حيث بدأنا لا شيء. وسنة راحت في الهواء حين نصب علي أحد الأصدقاء بحجة مشروع...... وسنة بالطبع لتجديد الأثاث الذي أهترء طوعاً من طول الغياب ، وسنة اخرى لبداية مشروع يدر علي بعض المدخول و بالطبع هذه السنة جرت سنوات لتمويل مشروع السنة الذي سبق و الغريب هنا بأن المشروع أخذ اكثر من اللازم بكثير من النقود رغم صغره و وبساطته و لكنه اللعين أتعبني كثيراً.بالطبع انا لم أبخل عليه لأنه ستكون بدايته نهاية غربتي. وكنت أقول لناس هناك أنها ستكون أخر سنة معولاً على المشروع و هكذا طالعني بالكذبه، سامحه الله.
ولكن مهلاً بالفعل هذه ستكون اخر سنة مهما حصل ولن أرضخ لظغوط بعض الزملاء في الأغتراب الذين لكثرة ما يقولون: " شو بدك تروح تعمل بالبلد؟!!"
أو ربما سأعود سنة واحدة بعد تلك السنة التي قلت عنها الأخيرة لكي أوفر ثمن سيارة ،لالا بل ربما سنتين فأنا محتاج لمبلغ يكون بمثابة مصروف و كي لا أمد يدي من جديد للناس. و معليش سامحوني بسنة كمان كي أوفر مبلغ لتعليم أولادي الذين صعُب عليهم متابعة الدراسة في البلد نظراً لفروقات المناهج و طرق التدريس.
و سنة أخرى لا أدري لماذا و لكن ربما ستكون لما يستجد من أمور. تنتابني أحياناً أعراض غريبة لمرض ما فأحس بالدوار والغثيان كلما عرفت أني حتى الأن غير قادر أو راغب في إتخاذ قرار
يجعلني أعيش أيامي بشكل حقيقي إما في الغربة أو في موطني. موطني الذي لم يساعدني في حل معضلتي هذه بل زادها سوءاً حين خيرني ما بين الاستقالة من وظيفتي بعد السنة الرابعة من ما يُسمى بالاستيداع. موطني الذي غذيته يوماً بما يسمى بالعملة الصعبة، فصعبَ علي الأمور.
و الأن وبدون سابق إنذار أحس بما هو أكثر خطراً فتجتاحني نوبات شعور وطني حاد فأشعر برغبة عارمة بسماع الأغاني الوطنية ترى لماذا ربما لأني قد أقرر بعد حيييييييين متى ستكون النة تلك التي أسميها السنة الأخيرة.
و لكن ماذا لو لم يهطل المطر كما يجب!، أو تعرض سوق العقار لضربة !، أو لم يعد شرطي المرور يأخذ المعلوم! – لأني بصراحة أفكر بأن يصبح أبني شرطي مرور - ، أو ماذا لو لم يعد عندنا فساد وظيفي في قطاعات الدولة ! أو أو أو يا ألهي يجب أن أفكر أكثر متى ستكون أخر سنة إغتراب. ياعمي خايف أتهور و أتسرع بالقرار.
وماذا لو عدت كما عاد صديقي فراس الذي أمضى سنوات و سنوات في الغربة يعمل بكل ما ملك من جهد ويطعم أسرته التي كانت برفقته، وسعى جاهداً ليعود بمبلغ يبدأ به حياة كريمة على أرض الوطن. ولكن فراس وبشبابه اليافع عاد بصندوق من الخشب، وعادت أسرته بلا معيل صرفت ما أدخره فراس و أعلنت الإفلاس . وهنا تطول الحكاية عن معاناة الزوجة التي لم تجد حتى الأن وظيفة وووووو . كلا كلا يجب أن أفكر أكثر. و لكني مللت الغربة وأشتهيت الاستقرار في الوطن.
طيب، بالله عليكم أنتم أعطوني رأيكم، و الله ما عدت عارف ما أفعل؟!!!
" (...)
المهم بأننا أتينا و دخلنا دائرة الأغتراب المفرغة . كنت في بداية مسلسل الغربة عندما أصادف شخصاً من أصحاب السنوات الطويلة أغتراباً ، أصاب بالدهشة و لكثرة ما نعته بالفاشل أو الطماع أو الهارب ............. و أتعجب أكثر عندما اصادف شاباً يقول لي أنا وُلدت هنا و مازلت هنا أي أن الأمر قد استغرق عقود!!!!!!!! يا ألهي كيف تحملوا ؟!!!
و دارت دورة الأيام و هأنا أحمل الرقم 13 وهو الرقم الدال على عدد سنوات غربتي الأسرية ، وهنا انجبت أطفالاً و أدخلتهم مدارس بعدما كنت أُجن حين يقولون لي : " بأي مدرسة ستضع أبنك ؟ " و الله يستر من التخرج الجامعي ووووو.
ولكن ما الذي تغير في قناعاتي التي بدأت فيها مشوار اغترابي حتى وصلت لهذه الحالة الصعبة في القرار و الأستمرار في السير ضمن دائرة مفرغة، بالتأكيد لم يتغير شيء بل لم تتغير الظروف التي دفعتني للغربة، كلا فأنا هنا أكذب قليلاً. فالبيت الذي كان اصبح أكبر و أجمل و زاد عدد الحاسدين من حوله ولكن ثمة عاقل لم يحسدني على بيتٍ رتبته للهواء كي يسكنه و دون أن يدفع إيجار. و كذبت حين لم أقل بأني ديوني أختفت بل على العكس أصبحت دائن .
و المصيبة الكبرى هي أني كل سنة أكذب و أقول " خلص هذه ستكون أخر سنة لي في الغربة " يا ألهي كم أنا كذاب!!
أقسم بالله العظيم بأني لم أكن أتقصد أي كذبة مما سبق بل هي الظروف و ضعف النفس. الظروف حيث أن الناس هناك في البلد يدفعونك للغربة من حيث لا تدري، ففي سنة من الثلاثة عشر التي لنقل أني ساعدت أخوتي المساكين و عشت بعض أحلامي : كالرحلات و المطاعم والسيارة دون هم البنزين اللعين ووووو وهكذا عدنا من حيث بدأنا لا شيء. وسنة راحت في الهواء حين نصب علي أحد الأصدقاء بحجة مشروع...... وسنة بالطبع لتجديد الأثاث الذي أهترء طوعاً من طول الغياب ، وسنة اخرى لبداية مشروع يدر علي بعض المدخول و بالطبع هذه السنة جرت سنوات لتمويل مشروع السنة الذي سبق و الغريب هنا بأن المشروع أخذ اكثر من اللازم بكثير من النقود رغم صغره و وبساطته و لكنه اللعين أتعبني كثيراً.بالطبع انا لم أبخل عليه لأنه ستكون بدايته نهاية غربتي. وكنت أقول لناس هناك أنها ستكون أخر سنة معولاً على المشروع و هكذا طالعني بالكذبه، سامحه الله.
ولكن مهلاً بالفعل هذه ستكون اخر سنة مهما حصل ولن أرضخ لظغوط بعض الزملاء في الأغتراب الذين لكثرة ما يقولون: " شو بدك تروح تعمل بالبلد؟!!"
أو ربما سأعود سنة واحدة بعد تلك السنة التي قلت عنها الأخيرة لكي أوفر ثمن سيارة ،لالا بل ربما سنتين فأنا محتاج لمبلغ يكون بمثابة مصروف و كي لا أمد يدي من جديد للناس. و معليش سامحوني بسنة كمان كي أوفر مبلغ لتعليم أولادي الذين صعُب عليهم متابعة الدراسة في البلد نظراً لفروقات المناهج و طرق التدريس.
و سنة أخرى لا أدري لماذا و لكن ربما ستكون لما يستجد من أمور. تنتابني أحياناً أعراض غريبة لمرض ما فأحس بالدوار والغثيان كلما عرفت أني حتى الأن غير قادر أو راغب في إتخاذ قرار
يجعلني أعيش أيامي بشكل حقيقي إما في الغربة أو في موطني. موطني الذي لم يساعدني في حل معضلتي هذه بل زادها سوءاً حين خيرني ما بين الاستقالة من وظيفتي بعد السنة الرابعة من ما يُسمى بالاستيداع. موطني الذي غذيته يوماً بما يسمى بالعملة الصعبة، فصعبَ علي الأمور.
و الأن وبدون سابق إنذار أحس بما هو أكثر خطراً فتجتاحني نوبات شعور وطني حاد فأشعر برغبة عارمة بسماع الأغاني الوطنية ترى لماذا ربما لأني قد أقرر بعد حيييييييين متى ستكون النة تلك التي أسميها السنة الأخيرة.
و لكن ماذا لو لم يهطل المطر كما يجب!، أو تعرض سوق العقار لضربة !، أو لم يعد شرطي المرور يأخذ المعلوم! – لأني بصراحة أفكر بأن يصبح أبني شرطي مرور - ، أو ماذا لو لم يعد عندنا فساد وظيفي في قطاعات الدولة ! أو أو أو يا ألهي يجب أن أفكر أكثر متى ستكون أخر سنة إغتراب. ياعمي خايف أتهور و أتسرع بالقرار.
وماذا لو عدت كما عاد صديقي فراس الذي أمضى سنوات و سنوات في الغربة يعمل بكل ما ملك من جهد ويطعم أسرته التي كانت برفقته، وسعى جاهداً ليعود بمبلغ يبدأ به حياة كريمة على أرض الوطن. ولكن فراس وبشبابه اليافع عاد بصندوق من الخشب، وعادت أسرته بلا معيل صرفت ما أدخره فراس و أعلنت الإفلاس . وهنا تطول الحكاية عن معاناة الزوجة التي لم تجد حتى الأن وظيفة وووووو . كلا كلا يجب أن أفكر أكثر. و لكني مللت الغربة وأشتهيت الاستقرار في الوطن.
طيب، بالله عليكم أنتم أعطوني رأيكم، و الله ما عدت عارف ما أفعل؟!!!
" (...)
فيصل خليفه- عضو مجلس ادارة
- عدد المساهمات : 247
تاريخ التسجيل : 08/05/2009
العمر : 57
رد: أخر ســـــــــــــــــنة إغتراب.......
الصديق فيصل
كل الود والإحترام لك ولصدق مشاعرك وجرأتك على أن تصف نفسك على صفحات عامة
أخي الكبير ربما (ماإلي بالقصر غير مبارح العصر)ولكنني قضيت عمري كله هناك كنت تفكر بأنه عليك أن تعمل عاما آخر من أجل البيت وتوسيعه وإنشاء مشروعك الصغير وتغيير العفش وكنت تعرف أنك إذا بقيت هذا العام سوف تفعل ما بقيت لأجله ولكن يا صديقي أن تبقى أربعين عام تفكر تفكر وتحلم وتريد أن تفعل ولا تستطيع فهل أنت في غربة؟؟؟وأنا في الوطن؟أم أنيي كنت أعيش غربة في الوطن وأنت تصنع من الغربة حجر أساس لوطن ربما لن يكون لك ولكنه سيكون لمن عملت من أجلهم
أوليس هذا هو الوطن أن نعمل في الوطن من أجل من سيعيش في هذا الوطن
وكيف إذا كان الذي سيعيش في هذا الوطن هو أعز الناس إلى قلبك
أحببت إيصال فكرتي وأظن أنها وصلت...
كل الود والإحترام لك ولصدق مشاعرك وجرأتك على أن تصف نفسك على صفحات عامة
أخي الكبير ربما (ماإلي بالقصر غير مبارح العصر)ولكنني قضيت عمري كله هناك كنت تفكر بأنه عليك أن تعمل عاما آخر من أجل البيت وتوسيعه وإنشاء مشروعك الصغير وتغيير العفش وكنت تعرف أنك إذا بقيت هذا العام سوف تفعل ما بقيت لأجله ولكن يا صديقي أن تبقى أربعين عام تفكر تفكر وتحلم وتريد أن تفعل ولا تستطيع فهل أنت في غربة؟؟؟وأنا في الوطن؟أم أنيي كنت أعيش غربة في الوطن وأنت تصنع من الغربة حجر أساس لوطن ربما لن يكون لك ولكنه سيكون لمن عملت من أجلهم
أوليس هذا هو الوطن أن نعمل في الوطن من أجل من سيعيش في هذا الوطن
وكيف إذا كان الذي سيعيش في هذا الوطن هو أعز الناس إلى قلبك
أحببت إيصال فكرتي وأظن أنها وصلت...
زياد جميل القاضي- عضو مجلس ادارة
-
عدد المساهمات : 441
تاريخ التسجيل : 09/05/2009
العمر : 53
الموقع : http://kalmelia.blogspot.com/2009/04/blog-post_23.html
رد: أخر ســـــــــــــــــنة إغتراب.......
أخي الكريم زياد:
عافك الله و رعاك أنا تجرأت و قلت ما بقلبي و لماذا أخاف أليس هذا صحيح ألستُ كاذباً؟
و مهما كانت مغريات الغربة يجب أن نخطط كيف ننهيها قبل أن تُنهينا .
أشكر مرورك الواعي
عافك الله و رعاك أنا تجرأت و قلت ما بقلبي و لماذا أخاف أليس هذا صحيح ألستُ كاذباً؟
و مهما كانت مغريات الغربة يجب أن نخطط كيف ننهيها قبل أن تُنهينا .
أشكر مرورك الواعي
فيصل خليفه- عضو مجلس ادارة
- عدد المساهمات : 247
تاريخ التسجيل : 08/05/2009
العمر : 57
:: كل شيء
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى