(الشريط الشائك)

" الشريط الشائك "
... الجو غائم جزئيا.. ضباب ثقيل بعيد يقترب رويداً رويداً من مقلة المشهد. نقطٌ سودٌ و رايات احتلال. الشريط الشائك يقف محنطاً أمام امتداد الحلم. غيوم بيضاء تتنقل بحرية و بدون جواز سفر من بلد الى آخر. الأرض الشاسعة الحزينة تنشر بيوتها البعيدة خلف شريط شائك يحجز خلفه كل القلوب و الشفاه.
أيادٍ تلوّح من وراء المسافة و عيون ترمق الأمل...!
.. وقفت " أم سعيد " هناك .. تنتظر سماع صوت الأحبة ، و بعد أن أعلنت مكبّرات الصوت النشيد الوطني انتصبت الأجساد و الأعلام و هي تتنفس هواء البقاء رغم هدير مركبات العدو التي صارت تروح و تجيء دون استئذان .
كللت العمائم البيضاء وجه المشهد البعيد و بقيت دمعتين على خدّي "أم سعيد " التي ما تزال تنتظر دورها لتبثّ حنينها الى الأهل و التراب ... و ما هي الا لحظات حتى بلّل مطر رقيق جباه الناس بخير السماء و انبعثت من الأرض رائحة تاريخ يمر من هناك كل عام ليأخذ حكايات الصمود من جيل الى جيل .
مسحت " أم سعيد " دموعها بسنين عمرها الطويلة حين دخل الى أذنيها من بعيد صوت ابنها : " كيفك يا أمي الغالية ..كيف صحتك .. و كيف البنات ؟ "
رقصت أغصان الزيتون في قلب " أم سعيد " و لوّن التوت حجارة المكان و رغم الشريط الشائك هدرت موسيقا الوطن و اخترقت كل الحدود " يا الجولان يا اللي ما تهون علينا " و بقي الشريط الشائك صامتا .. وحيدا تعبر من خلاله كل الأشواق و تحيات الحب و الأمل .
و " أم سعيد " ما برحت تبعث بأنفاسها كل أغاني الحرية و المواسم .
اقتربت بكل حنينها و أشواقها أكثر فأكثر حتى صارت قريبة من ذلك الشبح المعدني المحنط المقيت ، نشرت بسمة حزن و بسمة حب و نور .
أيقظت العصافير من حقل ألغام قريب .. و راح سعيد يركض نحوها مخلّفاً وراءه كل الممنوعات..
أنفاس هنا... أنفاس هناك و الأرض هي الأرض و العيون هي العيون ..
دمٌ على أكفّ الأحرار .. صور وطن و نشوة نصر في القلوب الراعفة و ذاكرة ملأت تلافيف الزمان القابع في العيون و القلوب.
و فجأة من هناك .. من أرض العدو يحطّم لغمٌ زجاج ذكريات الأم الشفاف و يبعث بجسدها شظايا تلونت بدم طاهر ..
سقطت تلك العجوز بما تبقّى من دم يبلل تراباً غالياًٍ ..
و بقي الشريط الشائك أخرسا .. بليداً .. يحجز خلفه كل القلوب و الشفاه.

عماد أبو لطيف
الكويت/17/4/2001

الاخ عماد...
أبدعت بقلمك الذهبي الذي يقطر شوقاً وحنيناً ليرسم بحبره أجمل الكلمات وأعمق المعاني... فالحنين الى الوطن لوحة نرسمها بأيدينا من أول لحظة نفارق فيها ترابه
...... أما الرجوع إليه فهي مثل عودة الروح الى الجسد
ودمت سالماً..
مع تقديري واحترامي ..
أبــو نــدى...

من طرف **هيلين** الإثنين يوليو 05, 2010 12:50 pm

تحياتي

هذه القصة أثارت في ذاكرتي
هذه الاغنية

للفنان الجميل والاصيل

سميح شقير
[size=21]ما طول العصفور
رفرف ع شِّباكي وغَرَدْ عصفور
عصفور بعيونو حكي والغيم تشريني
يمكن غَرَدْ
يمكن عجوعو كان أو يمكن
حامل خبر منصوبها وما كان يحكيني
ما طول العصفور تا قللو
منَّين جايي بها المسا
وعليي مين دللو
لو حطّ عنوانو معي بأيا شجر ساكن
لكنت رحتلّو تا قللو تعال نبقى صحاب
بلكي معك ابعث خبر لأهلي ورا لحدود
لأمي ال عبالا تشوفني عندا قبل ما تموت
والوعد مش عندي
والأرض تعبانة
من خطوة المحتل
وشو بكزّ ع سناني
ولساني

أخرس لساني

وللوطن البقاء

من طرف **نزار شجاع** الإثنين يوليو 05, 2010 5:09 pm

هل هي الشهيدة غالية فرحات
أم ترمز إلى كل الشهداء
أم الشهيدة هي حلمنا الأبهى وعدونا هو دودنا الناخر في أخشاب سفينتنا
ماذا فعلت بنا حين رميت بيننا قصتك
كقنبلة فجرت كل الأحاسيس
شكراً لك أيها المبدع

من طرف **سحر الشرق** الإثنين يوليو 05, 2010 6:50 pm

أخي الكريم
كم سلك شائك يسكن فينا ؟؟؟؟؟؟
وكم شهيدة وشهيد سقطوا ويسقطوا كل يوم ؟؟؟؟؟؟؟
كعادتك تضع الملح على الجرح فتلهبه

أبدعت

هذه القصة..... حكاية كل أم سعيد... وقفت خلف الاسلاك الشائكة.... لتروي قصة شعب ووطن

لتروي قصة بطولة تنازع بين الموت والحياة... لشعب الجولان الشقيق....

الذي لم يرضى الهوية..... الا عربية سورية..... حرة ماترضى الهوان......

في كل مناسبة يعيشها شعب الجولان مع اهله في وطنه السوري الحبيب خلف ألآسلاك

او يعيشها ابناءه مما يتعلمون في سوريا ويقفوا هذه الوقفات خلف الحدود ليكونوا مع اسرهم بعيد الآم....

بأي مناسبة وطنية يحتفلون معهم بها ويتمنون لو يحطموا هذا الحاجز ويرتمون بأحضان حنانهم

كم يقاوم هذا الشعب..... كم يتحمل ويناظل.. ويكتب تاريخه بدمائه

أخي الغالي عماد.... ليس غريب عن قلمك المسرحي الشعبي الوطني تصوير هذه المأسة التي يعيشها شعب الجولان الشقيق

كان الله في عونهم ويارب يكون يوم استقلالهم قريب

تحياتي لك ومنور المنتدى بطلتك

إلى كل من مر من هنا00

إلى كل حر أبّي لا يرضى الهزيمة00

إلى كل الذين غنوا بحناجرهم00

إليكم صديقاتي و أصدقائي الأحبة00

البحر لكم00 الورد لكم00 أغاني الحرية لكم00

الوطن الكبير لكم00

و أنا بكم أشمخ عاليا كعلم يرفرف فوق هضبة الجولان0

سوري

من طرف **لمـــى** الثلاثاء يوليو 06, 2010 10:06 pm

يقال أن الحرف يجرح بحده السيف,لكنك يا سيد عماد قد فتحت كل الجروح التي خيطت بالذاكرة,ليس ذاك الشريط الشائك ما نعاني,فيا ليته كان الأصعب,وأي شريط نعد ونحصي,وقد راق للبعض أن نغرق بدمائنا,وتحت تلك الطاولة المستديرة,ساعات وأقلام من ماس وذهب,فدعواتي لقوم كان وما زال آلامهم سعادة,لبعض مقامري الأرقام والأحرف.

تستطيع اعتبارها صرخة جنوب لبنان

دمت سيد عماد وسلمت على ما كتبت.

شكرا يا لمى

أيتها النشيطة الحرة

و لك كل التقدير

فالدم تاريخ يلون عروق البشر

من طرف **ESSAM MAHMOUD** الأربعاء يوليو 07, 2010 5:25 am

اختلط الحزن بالفرح بالتمرد بالنكوص بالخزي بمشاعر عديدة كلها تتسابق على بوتقة آلامنا ولا سبيل لمنعها فستخرج واحدة تلو الأخرى ولكن أيها أولا ً ؟؟؟
هو الضمير الذي غفا على قارعة الأمانة
فلا ردت الأمانة لأهلها ولا استيقظ الضمير من غفوته
هل نحن خير أمة أخرجت للناس ؟؟؟
تقبل مروري المترنح على البلية المضحكة ليس شرها فقط وإنما كلها

احترامي لقلمك وفكرك

من طرف **ميسون شهبا** الأربعاء يوليو 07, 2010 6:55 pm

انها ياسيدي قصة شعب مازال يدفع الروح والعمر من أجل حريته00000

شعب عانى0000 ويعاني الآلم والحنين0000 من وراء هذا الآسلاك0000

عدو بلا رحمة0000 بلا قلب0000 بلا انسانية000

وشعب لايعرف غير المقاومة0000 والآرادة الصلبة الحرة000

هذا هو قلمك المبدع ياسيدي لا يرسم الا صور المعاناة الحقة0000

من طرف **بشار عريج** الجمعة يوليو 09, 2010 12:28 pm

الكاتب الجميل عماد بو لطيف:
مبدع دائماً في كتاباتك
إن رومانسية الأقوياء هي اصطياد الألم بالدم والرصاص والحديد
من قلوب الأبرياء
وصنعه نبيذاً لجنودهم وأرغفة في ليالي سمرهم فوق طاولات أكتاف المعذبين....

......
.
.
يا الجولان وياللي ما تهون علينا
سميح شقير الجميل الذي سحرنا بأغانيه الثورية منذ كنا في الإعدادية
ولكم استمعتُ إليه في مدرجات الجامعة
سميح شقير محّت اسطواناته بعضها لكثرة ما استمعت إليها

سميح شقير الذي لم يأخذ حقه من الاهتمام والضوء والإعلام
سميح شقير الذي يعز علينا هذه الأيام أن لا يسمع هذا الجيل إلأبورصة إلا بوسو الواوا

الأحبة الدائمون

أخي الكبير عصام
أختي ميسون شهبا
أخي العزيز بشار

نعم هي البلوى أو الهوان00
لكننا هنا أو هناك ما زلنا نقاوم بأسناننا

كل ما مررت بذكر الجولان تملكتني غصة ممشوحة باخجل من نفسي و ربما
يمتد هذا الخجل و هذه الغصة الى كل من تسري في عروقه محبة الوطن

من منا ينسى صوت ينادي كيفك يا ربيعة ... كيفك يا امي .... سلميلي على اخوتي ........
من منا لا يرتعد قلبه غيضا على بني صهيون عندما يشاهد انتفاضة اهلنا بالثمانينات و قد تقدمها شيوخ و نساء و لم يقم هذا الكيان اي اعتبار لمشاعر العالم بضربهم و اهانتهم ...

من منا لا يعتريه الشوق لمعانقة اهله في الجولان بلا اي حواجز او اي شوائب و اشواك قائمة ...
من منا لا يتامل بان الجولان عائد لا يحق له التنفس بوطنية حرة ابية

و مصير الحواجز الى زوال طالما انها قامت بالتدليس

مع فائق محبتي و احترامي لشخصك الكريم اخي عماد و الشكر الكبيرة لنصك المتلاحم المفعم بروح الشرف و الوطنية

أخي ابراهيم العريضي..
للدم أغنية توجع..
و للعين دمعة تجرح..
و لنا...
ما لنا من عوسج.
شكرا لحسك العالي.

(الشريط الشائك)

(الشريط الشائك)

رد: (الشريط الشائك)

رد: (الشريط الشائك)

رد: (الشريط الشائك)

رد: (الشريط الشائك)

رد: (الشريط الشائك)

رد: (الشريط الشائك)

رد: (الشريط الشائك)

رد: (الشريط الشائك)

رد: (الشريط الشائك)

رد: (الشريط الشائك)

رد: (الشريط الشائك)

رد: (الشريط الشائك)

رد: (الشريط الشائك)

رد: (الشريط الشائك)