سلطان باشا الأطرش(أخو سميا)

سلطان باشا الأطرش
(1888-1982)

زعيم شعبي، وقائد الثورة السورية الكبرى عام 1925 على الاستعمار الفرنسي، ولد في القْرَيّا بمحافظة السويداء، وتمرّس على يد والده المجاهد الشيخ ذوقان الأطرش بالفروسية والرماية وفنون القتال. وقد تعلّم مبادئ القراءة والكتابة على يد بعض المعلمين. ثم تابع دراسته بالمطالعة الشخصية. وكانت أول معركة شارك فيها مع والده في مواجهة الاحتلال العثماني سنة 1910م في قرية الكَفر، وقد أبدى فيها شجاعة ملحوظة.

أعدم العثمانيون والده وعدداً من زعماء الجبل مع من أُعدم من الأحرار سنة 1911، وتركت هذه الحادثة أثراً عميقاً في نفسه، وبحصافة الزعيم جعل الثأر الشخصي ثأراً وطنياً من الاستعمار كله.

لبّى نداء الثورة العربية الكبرى، مع مجموعة من المجاهدين استظلت بالعلم العربي وسيطرت على قلعة بصرى الشام سنة 1918. كما قاد معركة تلال المانع على مشارف دمشق في وجه المحتلين العثمانيين والألمان. ودخل إلى دمشق في 29 أيلول 1918 ورفع العلم العربي على دار البلدية فيها، وكان ذلك العلم الذي نسجه أهل بيته، أول علم عربي يرفرف في سماء دمشق، بعد الحكم العثماني الذي دام نحو أربعمئة عام.

كانت علاقة سلطان بالملك فيصل الأول وطيدة، كما كانت كذلك مع والده الشريف حسين، وغيرهما من القادة والزعماء العرب.

هبّ سلطان مع فرسانه لنجدة يوسف العظمة في معركة ميسلون، ولكن المعركة كانت قد حسمت سريعاً فقال عندئذ: «خسارة معركة لا تعني الاستسلام للمحتلين»، ولذلك أرسل رسولاً خاصاً (الشهيد حمد البربور) إلى الملك فيصل ليقنعه بالمجيء إلى جبل العرب ومتابعة المقاومة، لكن الملك فيصل رأى أن الفرصة قد فاتت بعد أن صعد إلى ظهر الطراد البريطاني في طريقه إلى منفاه.

نشب بين سلطان والفرنسيين نزاع دائم. فلم يترك مناسبة إلا أعرب فيها عن سخطه على وجودهم في سورية، وكانت أول ثورة له عليهم عندما ألقوا القبض على أدهم خنجر الذي اتهم بمعاونة المجاهد الشهيد أحمد مريود، في محاولة اغتيال الجنرال غورو على طريق القنيطرة، وكان أدهم خنجر قد وصل إلى القريّا مستجيراً، فخرج سلطان ورجاله مطالبين بإطلاق سراح ضيفهم، ولما لم يستجب الفرنسيون لطلبه تصدى لهم بالسلاح، وكانت معركة تل الحديد مع المصفحات الفرنسية التي ولّت الأدبار بعد إعطاب اثنتين منها وقتل سدنتهما، فكانت هذه الثورة التي دامت تسعة أشهر رفضاً للاستعمار وتأكيداً لتقاليد العرب الأصيلة في حماية الدخيل وإجارة المستجير، فحكم عليه الفرنسيون بالإعدام، وهدموا بيته في القريّا قصفاً بالطائرات. ولمّا عجز الفرنسيون عن القبض عليه فاوضوه خشية انتشار العصيان، فأصدروا عفواً عنه وعن رفاقه، ولم ينزل سلطان عن أي مطلب من مطالبه، وهي الجلاء التام عن الوطن والاستقلال الناجز، ولم يحدّ من نشاطه في تمتين العلاقات مع الوطنيين داخل البلاد.

قاد سلطان الأطرش عام 1925، الثورة السورية الكبرى، التي شارك فيها خيرة مجاهدي الوطن وحظيت بإجماع وطني منقطع النظير، وخاض أشرف المعارك وكانت معركة الكفر أولى معارك الثورة (23 تموز 1925)، فكانت معركة سريعة أبيدت فيها الحملة الفرنسية على بكرة أبيها، ولم ينج منها إلا نفر قليل حمل أخبار الهزيمة إلى قيادتهم في السويداء. وقد أصدر سلطان الأطرش بيان الثورة التاريخي الذي توّجه بشعار «الدين لله والوطن للجميع» ونادى فيه العرب بقوله: «إلى السلاح إلى السلاح أيها العرب السوريون»، وطالب فيه بوحدة البلاد وتعيين حكومة شعبية تجري انتخابات مجلس تأسيسي لوضع قانون أساسي يقوم على مبدأ سيادة الأمة المطلقة والقانون والعدل والحرية والمساواة، ولاقت هذه الدعوة استجابة عارمة في البلاد، اختير بعدها سلطان قائداً عاماً لجيوش الثورة الوطنية. وفي آب 1925 جنّد المستعمرون الفرنسيون وحدات عدة مسلحة بأحدث الأسلحة آنذاك من طائرات ودبابات ومدافع ثقيلة ورشاشات لقمع الثورة فتصدى الثوار لهذه الحملة وجرت معركة المزرعة قرب مدينة السويداء (2 و3 آب) واستطاع الثوار فيها إبادة الحملة إلا القليل من أفرادها، وفرّ قائدها الجنرال ميشو، وكانت معركة المزرعة أعظم معركة في معارك الاستقلال وقد انتشرت أنباء الثورة وانتصاراتها في جميع أنحاء سورية، كما وصلت أنباؤها إلى أوروبا، وعمت المقاومة أرجاء سورية وانتشرت في البقاع المتاخمة في لبنان وكانت معارك المجدل وسحيتا وراشيا، وكانت معركة راشيا أشهرها، إذ تسلق الثوار قلعتها الحصينة واستولوا عليها وأحرقوها. ثم توالت المعارك فكانت وقعة المسيفرة والسويداء ورساس وعرى وأم الرمّان وغيرها، مما جعل الفرنسيين يشددون الحصار على الثوار، فاضطر الثوار إلى النزوح إلى الأزرق في إمارة شرقي الأردن، ثم نزح سلطان ورجاله إلى وادي السرحان والنبك في الحجاز على أمل العودة إلى الوطن في وقت قريب.

استعان سلطان بملوك الدول العربية آنذاك لمتابعة الكفاح، فبعث رسله إلى الملك عبد العزيز آل سعود والملك فيصل الأول ورئيس وزراء مصر وإلى فلسطين إيماناً منه بوحدة الكفاح العربي ووحدة الهدف، ولكن اتفاق الحلفاء الأوربيين، وضعف المقاومة العربية أدّيا إلى وقف القتال. وظل سلطان ورفاقه المجاهدون أوفياء لمبادئهم، يحدوهم إيمانهم الراسخ بوحدة سورية والوحدة العربية ووجوب استقلال الوطن استقلالاً تاماً. ولم تنقطع الصلات بالحركة الوطنية في سورية طوال مدة نفيه حتى عاد هو ورفاقه إلى الوطن بعد إبرام المعاهدة السورية الفرنسية عام 1936، فأصدرت فرنسا عفواً شاملاً عن كل المجاهدين، واستقبل سلطان ورفاقه بدمشق في 18 أيار سنة 1937 باحتفالات شعبية عارمة، ومُنح أرفع الأوسمة وقد رحب بقيام الوحدة بين سورية ومصر سنة 1958، والتقى الرئيس جمال عبد الناصر، ووقف دائماً إلى جانب الثورة الفلسطينية وكان يردد القول: «ما أخذ بالسيف، بالسيف يؤخذ».

كان سلطان رقيق القلب عطوفاً، وكان رب أسرة غيوراً ومحباً لأبنائه، وكان فلاحاً مجدّاً يحب أرضه، كما أنه كان رجلاً مؤمناً ورعاً، ومحافظاً على التقاليد والعادات العربية الأصيلة، وكان منفتحاً على روح العصر، فاهتم بتشجيع العلم ونشره، فأرسل أبناءه وبناته إلى الجامعات، داخل القطر وخارجه، وبنى غير مدرسة في قريته من أمواله الخاصة ومن التبرعات التي كانت تصل إليه، وعرف عنه الزهد في مغريات الدنيا والترفع عنها.

توفي في مسقط رأسه، ونعاه رئيس الجمهورية العربية السورية الرئيس الراحل حافظ الأسد، وكانت جنازته يوماً مشهوداً إذ حُمل نعشه في طائرة حلقت فوق مواقع المعارك الخالدة التي قادها، ودفن في القريّا، وأقيم حول قبره صرح تذكاري.

منصور الأطرش
الموسوعة العربية

[center] ودخل إلى دمشق في 29 أيلول 1918 ورفع العلم العربي على دار البلدية فيها، وكان ذلك العلم الذي نسجه أهل بيته، أول علم عربي يرفرف في سماء دمشق، بعد الحكم العثماني الذي دام نحو أربعمئة عام.


انه فخر كبير ان يرفع العلم العربي السوري

لاول مرة بعد حرمان 400 سنه

وبالمناسبة اليكم قصيدة عمر الفرا في

اخو سميا


قصيدة اخو سميا بصوت عمر الفرا

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]



حملوها من هنا

لنا عودة

مشكور للمساهمة والمرور
أخ محمد
طبعاً نحن لا ننسى الكثيرين من المجاهدين أمثال سلطان الأطرش
وسف نذكرهم ومن يعرف يساعدني

سلطان يزأر من عرين القريا... لبو الندا يا مرويين المراهيف

هذا الموضوع منقول
لقاء مع سلطان باشا


أجرته مجلة الحوادث اللبنانيه :
الجبل هو البطل ، وانا جزء من هذا الجبل ، انا ما بأمن بالحكي ، بدنا رجال تعمل كالموحدون لا يتحملون الضيم ، ولهذا كانت السلطه تداريهم ، حاربنا فرنسا بسبب رجل من جبل عامل ، وعندما ظهرت ملامح الإنتصار إنضم إلينا السوريون .

الذي قطف رؤوس جيش الجنرال ميتشو في ثورة الجبل ضد فرنسا ، لا يحتاج الى تأشيرة ، ولا لبروتوكول ، ولا لأية مقدمات . فقط ننوي الذهاب إليه ، ويستقبلك بإثنين باب مفتوح وقلب مفتوح .
وسلطان باشا منتشر في لبنان كما في سوريا سواء بسواء ، صورته في كل بيت موحد ، من وطي المصيطبه في الساحل ، الى أعالي نيحا في الشوف ، وأخباره هي متعة مجالس الشتاء حين تدور على الضيوف والزوار المته ونربيشها المشترك .
وعندما كان الباشا نزيل مستشفى الجامعه الأميركيه منذ حوالي العامين صار المستشفى بيتاً موحداً ، فكل موحد جاء هناك للإستفسار .

الأن .. كيف الطريق الى السلطان ؟
.. من مدينة السويداء الى بلده القريه رافقني في السياره مثقف من شباب المنطقه حدثته طيلة 15 كيلو متراً ، وحدثني فأشعرني بموجه من الدفئ الثوري تجتاح النفوس الجديده .
في وسط البلده وعلى الطريق العام ترجلنا معاص من السياره ، وبكثير من اللطف والكياسه أشار بيده قائلاً :
(( من هنا وفي هذا الطريق الفرعي على بعد 200 متر تقريباً يمكنك أن تسأل عن دار سلطان باشا )) .


إجتزت ثلثي المئتي متر ولم أسأل أحداً لأني لم أصادف أحداً . هذا أولاً ، وثانياً لأني تبينت منزل الباشا قائماً في وسط ساحة مزفته فهو باشا المنازل وحوله تتمحور منازل الأخرين .
باب مفتوح المصراعين على رأس درج من الحجر الأسود ، وفي داخله ثلاثة رجال بينهم من تؤكد ملامحه أنه سلطان الأطرش نفسه .

ألقيت تحيتي : السلام عليكم .

أجابني إثنان منهم :
- وعليكم السلام .


فسألت بصفة التأكيد :
هنا منزل سلطان باشا ؟

فأشار أحدهم قائلاً :
- بل هوذا سعادة الباشا .

فتقدمت مسلماً عليهم بالدور فساقب ( صادف ) دور الباشا في الأخير ولكنني لم أنتبه إلى هذا الخطاء البروتوكولي ، إلا فيما بعد ، ولكن ما هَم ؟ فالرجل لا يؤمن بالبروتوكول ولم تظهر عليه أية بوادر تشير الى أنني أخطات .

دعاني الرجل الشديد المهابه الى الجلوس بجانبه على مقعد حجري يلف المضافه لفاص كاملاً وتفرش عليه البسط العربيه ، وفي وسط المضافه ينتصب حجر إستقرت فوقه طاسه نحاسيه عرفت عندما عطشت أنها الإناء الذي يستقي منه زوار المضافه .

- مسيكم بالخير تفضلوا لفوق .
وتلك عباره تردد مرتين أو ثلاثاً تكريماً للضيف .
مسيكم بالخير . ( رددت على المره الأولى ودخلت في صلب الموضوع فوراً تحاشياً لوقوعي في عجز برتوكولولي من الرد على عبارات جديده لا أكون على علم بها ) .

انا يا سعادة الباشا يشرفني أن أزور داركم من بيروت بصفتي صحفياً .

- يا إبني حكينا كثير بالصحف . ما خلينا زاويه غير ما حكينا فيها وطرقنا أكثر المواضيع ، وكما يقول عنتره : هل عادر الشعراء من متردم ؟ أي هل يمكن أن يوجد هناك كلام لم نقله ؟

دعنا نحاول يا باشا .. فكل ظرف وله كلامه .

- انا ما بامن بالحكي .

ولمحت في قسمات وجهه ميلاً الى ال " لا حكي " . عندئذ تذكرت مدخلاً الى قلب الرجل يكفي لإستدراجه الى الكلام فقلت : عندما كنت حدثاً قمت ورفاق لي في المدرسه بتمثيل مسرحيه من تأليف المرحوم سعيد تقي الدين عنوانها " نخب العدو " وفي أحد مشاهد هذه المسرحيه يقول الدكتور نجيب أحد أبطال المسرحيه للمتصارعين داخل البلده الواحده : " من يدري أن لا يكون بين من قتلتم كاتباً كجبران وقائداً كغسان وبطلاً كسلطان " وهذا يعني يا سعادة الباشا أنك بعُرف الإنسان في هذا المجتمع إسم يحتل مركزاً مرموقاً في قائمة الأبطال ، وإحجامك عند الكلام تنكر للتاريخ وتعطيل للمعرفه .

تنحنح الباشا وإعتدل في جلسته على مقعد المضافه وقال :
- نحن ما تعودنا أن نزعل الضيف ، سل ما تريد .

في هذه اللحظات يدخل شاب أشقر وسيم عرفت فيما بعد ، انه شاعر البلاط والناطق شبه الرسمي بلسان الباشا .

كم عمرك يا سعادة الباشا ؟
- 85 سنه .

يعني إنت من مواليد 1889 .
- ما عادت تفرق . المهم إن عمري 85 .

كم لك من الأولاد ؟
- 3 أولاد : منصور وناصر وطلال .

بما يشتغلون ؟
- منصور اليوم متقاعد ومقيم في الشام ، وقد تسلم مناصب حكوميه عاليه . مرة كان رئيس مجلس الشعب ، واخرى كان وزيراً ، ويعلق على منصور بقوله : هذا رجل كثير الكارات قليل البارات . و ... ناصر في المانيا طبيب .

وطلال ؟
- مزارع عندي .

هل لك بنات ؟
- خمس بنات .

أسماؤهن ؟
... ويسكت الباشا ليستدرك شاعر البلاط الأشقر :
- بلاها . شو بدنا بأسماء البنات ؟
وعض شفته السفلى .

فإذن يا شيخ أبو منصور ..
شاعر البلاط : بل قل أبو طلال . فطلال هو البكر وليس منصوراً .


هذه واحده من أصول البروتوكول كمشناها عند الباشا . ثم إن البنات لا يجب أن يردد ذكرهن .
ربما تكون هذه المعرفه قد ساعدتني على محاورة الباشا الى حد بعيد .

سنة 1914 كان عمرك 25 سنه ؟
- تقريباً ...

لا شك أنك تعرف الكثير عن مواقف فرنسا الإستعماريه في ذلك الحين على الأرض السوريه . وكذلك تركيا .
- تركيا .. لم تقدر ان تفعل شيئاً في جبل الموحدون ، ولما نشيت حرب 1914 كانت البلاد في مجاعه وكانت منطقتنا تستقبل الناس من جميع المناطق .

طيب ، ألم يكن للدوله التركيه وجود في هذه المنطقه ؟
- عندما تحرك جمال باشا وعلق المشانق لرجال العرب المطالبيين يالإستقلال معتبراً إياهم أعداء تركيا ، قام العرب على الحكومه التركيه ، وكان الجيش التركي لا يقل عن 300 الف جندي ممتدين من المدينه المنوره وحتى جبل المانع .

والذين شنقتهم تركيا هل كانوا فعلاً مطالبين بالإستقلال أم كانت غايتهم إبدال تركيا بفرنسا ؟
- نسبة لشهداء لبنان كان عندهم فكرة إبدال تركيا بفرنسا وبعض اللبنانيين لغاية اليوم بعدهم بحبوا فرنسا . والباقون كانوا يطالبون بالوحده العربيه .

وكيف كانت مطالبة الشهداء بالوحده العربيه ؟
- لم أجتمع معهم لأعرف التفاصيل ، ولكني أعرف أنهم طالبوا بالوحده ، والتراك لا يريدون ذلك . وطيلة 400 سنه لم يحاول الأتراك فتح مدرسه ، مجرد مدرسه واحده .

وفي أي سنه بداء الباشا نضاله ضد الأتراك ؟
- عندما شنقت تركيا والدي وكان إسمه ذوقان الأطرش .

وهل كان أبوك مناضلاً ؟
- طبعاً وكل مناضل الأتراك إنتقموا منه .صحيح إن الجبل كان تابعاً لتركيا ولكنها كانت عاجزه عن أن تفعل فيه شيئاً كبقية المناطق .

ليش ؟
- لأن الموحدون لا يتحملون الضيم ، ولذلك كانت السلطه تداريهم ، ولا تأخذ منهم الضرائب إلا قليلاً يدفعونها بملء خاطرهم ويعتبرونها بمثابة زكاة . وإستدرك .. يا إبني مهما كانت الدوله لا بد ان يحترمها الإنسان ، طول عمرو الجبل في مأمن من طغيان السلطه التركيه ولكن ... في بعض المرات كان يظهر طغيان الدوله عنيفاً ذلك عندما يشعرون أن هنالك نقطة ضعف في وحدة الموحدون فيحاولون إختراقهم من خلالها للوصول الى تغيير بعض العادات والتقاليد العشائريه . وللعشائر عادات وتقاليد .

طالما إهتممنا بالتقاليد العشائريه !

وقاطعني بحراره وراح مستفيضاً في شرح هذه التقاليد .
- بين العشائر يوجد عادات موروثه ومتفق عليها .
مثلاً ؟

- لو قلنا قبيله عربيه تقيم في منطقه معينه وقام واحد من أفرادها وقتل مواطناً وهرب لاجئاً الى قبيله ثانيه ، فالشهامه العربيه تقضي بحماية هذا القتيل .
وربما كان القاتل محترف قتل لشر متأصل في نفسه ؟
- مهما كانت نفسية القاتل ، فالعرف العشائري لا يقدر أن يكون ملزماً بهذه النظريه ، فالشرع هنا يكون للتسامح وليس للمحاسبه القانونيه ، ويصبح لزاماً على هذه القبيله حمايته ، وفي نفس الوقت يصار في الصالحه ودفع المؤدى .

ربما كانت جريمة هذا اللاجيء من نوع اخر ؟
- إذا كانت جريمه اخلاقيه فلها حل أخر .

والقتل يا سعادة الباشا ألم تحرمه الكتب السماويه ؟ من هنا أن
القتل بكل أشكاله هو جريمه أخلاقيه .
- إذا كان دفاعاً عن العرض فهو فضيله . على كل حال فالتقليد العشائري لا يرتكز على تشريع قانوني ولذلك فالدوله لا تعترف بهذا التقليد وهي تعمل لمحوه وإزالته .
أما حكومة تركيا كما سبق وقلت لك فقد كانت تحاول إختراق هذا الجدار من نقاط التفكك حتى لمحت لها أثراً في البنيه الموحده الجبليه .
وفي عام 1910 كانت بداية المشاكل معهم إذ خيل لهم أن الجبل يعتدي ، فكانت تهاجم الجبل منتقمه لتحقق بعض أمنياتها وتظهر للناس " مراجلها " لنها كانت تعتبر أن إنتصارها على الموحدون يرفع من معنوياتها ويعيد إليها إعتبارها المهلهل .

وعن أهم الأحدلث من 1910 حتى 1920 ؟
- حاولت تركيا في غضون 1914 - 1918 أن تجمع من عندنا مؤناً للجيش ، فإمتنعنا بعناد عن تقديم أي شيء ، لأنه كان عندنا مهاجرون من نابلس وطولكرم والمناطق اللبنانيه ما لا يقل عن 50 ألفاً ، ولهذا السبب إمتنعنا عن تقديم المؤن ، ولهذا السبب أيضاً كبرت المعركه بيننا وبينهم وحدثت المعركه الكبرى في دير علي عند جبل المانع عندما إستنفروا كل قواهم من المدينه المنوره وأستولينا على 21 مدفعاً وعدد من الأسرى سلمناهم للإنكليز الذين دخلوا البلاد عن طريق درعا وجرت هذه المعركه عام 1918 بعد هذه المعركه إنسحبوا من كل سوريا نهائياً .

وعن حكومة فيصل ؟
- أيوه .. في حينها دخل فيصل الأول البلاد بناء على وعد قطعته له الحكومه البريطانيه بمنح الوحده العربيه الشامله ، ولكن يا إبني الغنكليز كذابون ما قدروا على الوفاء بوعدين متناقضين لأنهم كانوا في الحين نفسه قد وعدوا اليهود بفلسطين ، وتحقيق الوحده العربيه بخربط وعد اليهود . ومن هنا نشب الخلاف بينهم وبين فيصل .

وقوات فيصل هل إشتبكت بقوات الإنكليز ؟
-حصل الإشتباك بين فيصل والفرنسيين في ميسلون مع الشهيد يوسف العظمه وكانت مطاليبه أن لا يدخل الفرنسيون البلاد بالقوه ولكنه قتل فوراً وكان يوسف وزيراً للدفاع .

وموقف الموحدون من هذه الموقعه ؟
- الموحدون عرب وليس إنكليز - كانوا بجانب فيصل .

وعن مؤتمر دمشق ؟
- عقد المؤتمر عام 1919 حسب الإتفاق بين فيصل والحلفاء وتوجوا الملك فيصل ملكاً على كل سوريا أملاً منهم بالحصول على تنفيذ الوعد ولكن الإنكليز والفرنسيين عند تنفيذ المعاهده سايكس بيكو كانوا متفقين على تقسيم البلاد السوريه ، وفرزوا فلسطين على أساس أنها حصه لأسرائيل .

من منكم إشترك في المؤتمر ؟
- نسيب الأطرش وعبد الغفار الأطرش ومن السوريين كذلك أعرف فارس الخوري وهاشم الأتاسي .

وفيصل هل تسلم ملكية سويه ؟
- نعم من 1918 لغاية 1920 ولكن لما دخل الفرنسيون إنسحب الى العراق وإكتفى بملكية العراق بالإنفاق مع الإنكليز .

وهل كان لموحدون الجبل دور بارز في حرب فلسطين 1948 ؟
- راح من عندنا محاربين .

ما حاولت أن تضع للجبل إستقلالاً ؟
- الجبل إستقل على أيام فرنسا ، ولكن إستقلال إداري مالي بالإتفاق مع الفرنسيين وتشكلت حكومة برئاسة سليم الأطرش وبقيت من 1918 لغاية 1921 وفي سنة 1922 صارت الحركه بيننا وبين الفرنسيين .

لماذا ؟
- بسبب الدخيل أدهم خنجر .

من هو ؟
- رجل من جبل عامل إتهمه الفرنسيون بقتل الجنرال غورو ومعاونه فجاءنا دخيلاً ، وبحكم التقليد العشائري حميناه فجاءت السلطه الفرنسيه لكي تنتزعه منا ، نحن رفضنا وهم تشبثوا " علقت " وإمتدت نيرانها في كل الجبل حتى في سنة 1925 تجسدت الى مستوى حرب .

وهل ساعدتكم باقي الفئات السوريه ؟
- مبدئياً كنا وحدنا ولكن بعد معركة ميشو قرب السويداء على طريق الشام الغربي ظهرت ملامح الإنتصار إذ قتلنا منهم 13 ألف قتيل وإستولينا على أسلحتهم . في ذلك الحين إنضم إلينا السوريين وإتسع نطاق الثوره حتى 1937 وإعترف الفرنسيون بإستقلال سوريه .

يجب أن أفهم أن أكثر السوريين لم ينضموا إلى الثوره إلا بعد ان لمسوا ملامح نجاحها ؟
- بالضبط . ووحدهم ما بيقدروا يعملو شي لولا جبل الموحدون .

ويجب أن أفهم أيضاً أن السبب الأساسي للثوره هو الدخيل أدهم خنجر وبالتالي التمسك بالأعراف العشائريه ؟
- نعم ولكن بعد ثورة 1937 صرنا كلنا متفقين مع سوريا ولم نطلب أن نكون وحدنا لأن الجبل وحده لا يكفي ، ولا يستطيع أن يتحمل نفقات الحكومه وأعباء الحكم ، فأصبح محافظه تابعه لسوريا ولقب اليوم بجبل العرب .

وعن العهود الإستقلاليه ؟
- شكري القوتلي كان مليح . كان عنده أشياء مقبوله وأشياء غير مقبوله ، ما شي الحال .

وحسني الزعيم ؟
- حسني ما طول . قتله سامي الحناوي !

ومشاكلكم مع أديب الشيشكلي ؟
- أديب كان الباديء . وبالنتيجه إنتهى أديب .

وعن الوحده بين مصر وسوريا ؟
- ما تمت الوحده لسبب مهم ، هو أن المفاهيم الوافده إلينا من مصر إصطدمت مع المفاهيم النابعه من سوريا لهذا السبب حصلت المفارقات في الإداره ، وما كان ينطبق على مصر ، لا ينطبق على سوريا .

ومع حكم البعث ؟
- صارت الأمور أفضل .

هل لحقكم نظام التأميم ؟
- ما عندنا شيء يتأمم .

والمطرب فريد الأطرش ؟
- أبوه إبن عمي .

هل تحبه ؟
- أحبه كقريب وليس كمغن .

ولكنه مطرب كبير .
- الوقت ليس وقتاً غنائياً ، بدنا رجال تعمل .

هل تحب أسمهان ؟
- لا ! لأنها كانت تغني ومن تغني من حريمنا لا نحبها ، لأننا نعتبرها شذت عن الطريق القويم ، مليح اللي قتلوها .

ألا تستمع الى الراديو والتلفزيون ؟
- أسمع الأخبار والقصائد الحماسيه .

ولمعت في حدقتيه ومضات ذكرى قاسيه .
- يا إيني الموحدون حاربوا الفرنسيين بالعصي والحجاره . وكانوا مؤمنين بأنهم قادرين يكسروا فرنسا بهالسلاح ، كان الموحد يهجم بلحمو الحي على الحديد الفرنسي ويدمروه .

وعن شكيب وهاب ؟
- شكيب رجل طيب كان من المجاهدين ولم تفته معركه .

وما الذي جاء به الى هنا ؟
- كان مطارداً من الفرنسيين لأنه كان معيناً في حكومة فيصل ، بعكس الروايه التي تقول بأنه لوحق بسبب مقتل فؤاد جنبلاط . شكيب لم يقتل فؤاد ، ولكن فرقه أخرى من المجاهدين قتلته لإعتقادها بأنه فرنسي .

وفؤاد علامه ؟
- كان مخالفاً لفكرة الفرنسيين فقاوموه وهو في مغاره فأصيب ، وإعتقلوه ولكنهم طببوه ، وبعد ما طاب حاكموه .

وهل تطبقون النظام العشائري حالياً ؟
- كيف لا ؟ حتى الدوله ترى في كثير من الأحيان بأن النظام العشائري أفضل من نظامها .

ما رأيك بالأحزاب ؟
- لحد الأن الأحزاب لم تفعل شيئاً وهناك حزب لا يجوز أن نذكر
إسمه " تخربط " بالمده الأخيره ولم يعد له أثر .


طيب يا سعادة الباشا أنتم مذهب متفرع من الإسلام ، لماذا تتزوجون بإمرأه واحده بعكس المسلمين ؟
قال باسماً هني عندهم مروه أكثر منا .


هكذا قابلت سلطان باشا الأطرش ، وهكذا ودعته .. زعيماً عشائرياً لا يعرف الخبث ، ولا يداري ، ويؤمن بأن سياسة القلب المفتوح ، هي سياسة كسب ود الناس .
لم يشاء سلطان باشا أن يتحدث عن مأثره الشخصيه في المعارك ، بل إكتفى قائلاً :


- الجبل هو البطل ، وانا جزء من هذا الجبل ..

يا الله حي النشاما مشكوررررررررررررررررررررررررين
وإلى المزيد بقية الأخوة

شكراً أخ مأمون
شكراً أخت خلود
هذا ليس رمز لنا فقط بل للعالم

أنا أطمع بتعليق من الدكتور (عصام ) على الموضوع

ما نقل هنا معلوم لمن هم بمستوى المعرفة الحقيقية للتاريخ
لكن ما هو مؤسف حقا بان التاريخ حرّفَ و زّوِّرَ و لم ينصف هذا الرجل الاسطورة

في كل بقاع العالم على مدى التواريخ و العصور قائد الثورة هو من يصبح بيده نظام الحكم الا ان هذا الرجل ترجل عن هذا المنصب فاتحا اذرعه للاجيال الواعدة لشباب الوطن لبناء المستقبلو كانه يقول مهمتي الصعبة هنا انتهت و لتحافظوا على هذا المجد .........

و نحن مسؤولون و اهل لنعيش بوطن كبير مثل سوريا الحبيبة بماضيها و مستقبلها لاننا رضعنا حب الوطن يوم ولدنا بكل فخر و شرف تربينا على حب الوطن
و بعض السنوات القريبة التي خلت اظهرت تلاحم الشعب السوري بالوطن و عشقها له و نذرها روحها دفاعا عن ترابه الغالي
و املنا كبير و لن يطول الامل باسترجاع الجولان و الاحتفال قيادة و شعبا بكامل ارض الوطن بكل سوريا  

كلام جميل أخ أبراهيم شكرأ لزيارتك