شـــــــرق المتـــــــوسط...... وعبد الرحمن منيف

في زمان ما... على هذه الآرض الغبراء الممتده الى ما لانهاية...من شواطئ المتوسط.. وحتى الصحراء البعيدة.. كانت أشياء كثيرة تحدث وكانت أشياء كثيرة تمر بصمت.. وألانسان على هذه الارض الغبراء كان يتحدى....يصارع الطبيعة والقسوة والظلم... كان ينتصر في بعض التحديات...ويسقط في التحديات ألآخرى.... ولكنه كان دائماً يستمر....
وفي ظل التحديات كانت دائماً السجون والتعذيب والآغتيال... حتى جاء وقت أصبح فيه ألانسان أرخص ألأاشياء... وأقلها اعتباراً....
هذه الرواية تحاول أن تكون صرخة في جو الصمت... تنبيهاً في الوقت الذي تبدو في الآفق غيوم سوداء كثيرة زاحفة...لعل شيئ يحدث قبل أن يدمر انسان هذه المنطقة ويصبح مشوهاً.. ولايمكن انقاذه...
ان هذه الرواية لاتعني أحداً.... وتعني كل الناس
...................
بعض الآقول على لسان بطل القصة أحببت ان انقل بعضها

لا يمكن للآنسان أن يكتب كل شيئ ..
فعذاب الكلمة اقسى من ان يتحملها أنسان بمفرده.......
لم نسمع بعد أن قائد انتصر بالكلمة...
السيف وحده هو الذي يحقق النصر.....
ما فائدة الكلمة... ما من احد سيقرأها
حتى لو قرأت..... فما هو تأثيرها....
لا تستغربوا اذا قلت لكم... ان اهم دافع لسقوطي... لنهايتي.. كما تبدو لجميع الناس .. ولي بالذات... أن اسافر الى الخارج.. خاصة الى جنيف..أن أقول كلمات للناس..كلمات لاتهدف الى التأثير العاطفي... انما الى فعل شيئ محدد..
الكلمة ليست السلاح....ضمائر الناس.. عقولهم واجبهم السلاح الحقيقي....
الآفكار أكثر من أن تحصى.. الآحاسيس في قلبي شلالات تولد العذاب....
أحس انني أتعذب.. أبحث عن شيئ ضائع.. قد لا اعرف ما أبحث عنه.. وهذا اصعب ما يواجهه الآنسان....وأشد ما يعذبه
البشر هناك ينتزعون من الآنسان كل شيئ..الدموع... الرغبة.. وحتى الذكريات...اما ألآفكار التي تعبر رأسه في الليل فإنهم يريدونها أن تتحول ألى كلمات... ألى اسماء...مقابل ذلك يمنحون الآنسان القرب والآلم... وحنيناً موجعاً للنهاية والموت...
أنه لم يضعف... لم يعترف.. ورغم كل شيئ الآنسان محكوم عليه بنهايته.....
الصمود.. الارادة.. كل كلمات المجد المتوردة المتوهجة تسقط في لحظة النهاية البائسة...
ماذا يجديني إني نظرت في وجوهم بتحدي ألابالسة وقوة العناد... لقد سقطت.. تراجعت السنوات الخمس.. الآيام والليالي لتذوب في الكلمات الذاوية التي كتبتها بيدي...

صرخت بيأس في وجوههم... أنتم تعرفون..تعرفون أحسن مني أن صمتي أنها من عذابكم....
سأفضحهم...سأقول للناس... كل الناس... أن البشر بالنسبة الى هؤلاء ألابالسة أرخص ألاشياء...أتفه ألآشياء...
من أجل الكلمة سافرت...ركبت البحر الصاخب في الشتاء الحزين.. لعلني من مكان بعيد أستطيع أن أقول الكلمات التي حلمت بها طوال خمس سنوات....
كتاب رائع وقرأته اكثر من مرة وفي كل مرة اكتشف به جمال أكتر
اتمنى أن ينال اعجابكم

من أروع الكتب التي قرأتها وعشت بخيالي
كل لحظات تفاصيلها

مع كل الحب

الحبس ينتهي.... أما الذل فلا ينتهي...

المخلوق الحي الذي كان ما اتحدث عنه قطعة معذبة

جسد يتلوى.. اما الآنسان ذو ألابتسامة الصغيرة والآرادة الجسورة...

فلم أقترب منه... وصرخت وأنا أحرق أخر ما كتبت..

تخاف أن تفض نفسك يا رجب... أن تبدو كدبابة فقط على الآجنحة....

ما أتعس ألآنسان عندما يداهمه العجز ويفقد القدرة كلياً على أن يقول تلك ألآشياء التي نامت معه وأقامت خلال سنين الكلمات الشديدة التوهج التي قالها الناس في السجن دون أن يفكر لحظة واحدة في الكتابة... كنت أشحن ذاكرتي بتلك الكلمات لعلها تنزلق يوماً على الورق وتقول أي رجل هذا....

الآن أشعر بالانطفاء الكامل.. هاجرت الكلمات وابتعدت عني أصبحت كالخرقة البالية بعد ان كانت في ذاكرتي قبل سنين كالاحلام المشتعلة....

هل يمكن أن ترمم ارادة انسان لم تعد تربطه بالحياة رابطة.. انا ذاك ألانسان لا لست أنساناً.. السجن في أيامه الآولى حاول أن يقتل جسدي ... لم اكن أتصور ان أحتمل كل مافعلوه ولكني أحتملت.. كانت ارادتي هي وحدها التي تتلقى الضربات.... تردها نظرات غاضبة وصمتاً... وظلت كذلك... لم أرهب... لو اتراجع رغم كل الاضطهاد..لأن أرادتي هي التي تتحمل وتقاوم..

طريقتنا في الكتابة وحدها ذات قيمة... ولم تتغير... كل شيئ عداها لاقيمة له..
خاصة ألانسان.. الآنسان في بلادنا ارخص ألاشياء... أعقاب السجائر أرخص منه....

الغوالي سحر وعماد وابو مجد ونزار...
انه كتاب تحفة بحق وحقيقة

من يقرأه مرة يعيده مرات

يحس صراع الارادة... وجع الذاكرة

يحس كيف ترمم ارادة الانسان

كيف يردم وهو على قيد الحياة

عندما قرأته من سنين الشباب هناك بالوطن

أحسست كم هو تعيس الانسان في شرقنا

كم هو تافه وقليلة قيمته كم ذكر الكاتب

لماذا نعتنق فكر اشتراكي ما وننادي به

اذا كنا نعرف نهاية المصير بيوم ما

وعندما نسافر ونبتعد
ماقيمة الفكرة اذا لم تكن في وطني

لصالح شعبه.... وفكرهم وحريتهم

غصات وغصات تخنقني وتبعدني عن الكتابة والتعبير الحر

كم اسعدتني بصماتكم وتذوقكم الراقي لهذا الكتاب

تحياتي للجميع

هلا بأبن العم الغالي محمد

والله اشتقنا لاطلاتك ياقمر

عسى المانع خير لغيبتك عنا

شكرأً لمرورك وتعليقك

وبالحقيقة المصايب لاتعد ولانحصى اذا دققنا بالواقع اكثر

اسعدني عبورك بهذا التعبير
وانتظرك دائماً ياعمري بكل الحب

سلام مني لصلخدي الغالية ولكل الاهل هناك