مواضيع مماثلة
قصة قصيرة\ سقوط القناع للكاتبة زكية خيرهم
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
قصة قصيرة سقوط القناع للكاتبة زكية خيرهم
الأخوة الأعزاء
تحية و بعد
لمن لا يعرف الكاتبة المغربية زكية خيرهم أقدم لهم بعض المعلومات عن هذه الكاتبة المتميزة و اللامعة في مجال كتابة الرواية العربية و القصص...و وقوفها جانب قضايا المرأة العربية و دفاعها الذي لا يكل عن حقوقها ..كتاباتها جميلة و موضع أهتمام و سوف أتطرق للكثير منها أذا أعجبكم ذلك ..أرجو أبداء الرأي ...مشكورين
زكية خيرهم
مغربية الأصل نرويجية الجنسية
* بكالوريوس مزدوج فرنسي عربي
* حصلت على ماجستير أدب إنجليزي بجامعة" سان فرنسيس كالدج"
بإنديانا بوليس
* دراسة مكثفة في ( الحضارة الفرنسية) بجامعة السربون
* عملت أستاذة اللغة الفرنسية والخط العربي في مدرسة إسلامية
(أرتيهاجن) أسلو
*عملت في المركز الثقافي العراقي بأوسلو
* نائبة رئيسة :منظمة المرأة العربية في النرويج
*عملت مستشارة للمركز الثقافي النرويجي(NORICOM) للترجمة
*لها مشاركة مع مجموعة كتاب من مختلف الجنسيات في إصدار
كتاب للأطفال
"صدر لها مجموعة قصص للأطفال بعنوان " كما تزرع تحصد*
*صدرت لها رواية بعنوان "نهاية سري الخطير" 2003
* أقامت معارض للخط العربي في كل من العواصم تونس، باريس
ونيويورك.
* ترجمت بعض الشرائط الوثائقية من الإنجليزية إلى العربية لشركة
(الكاتيلAlkatel ). وبصدد إنهاء مجموعة قصص قصيرة
و أنقل لكم أحدى قصصها القصيرة
قصة قصيرة / سقوط القناع
زكية خيرهم
18/02/2009
قراءات: 290
كنت أراها تسبح في فضاء البهجة تهمس لزرقة السماء، مشغولة في انبهار لصفائها. تنظر لخيوط الشمس المترامية على البحار كيف تحضن برفق السهول الممتدة وأشجار الصنوبر والورود. كل شيء كان يشع حياة وشروقا. الفراشات ترقص على الفرح بين الزهور والمروج، والطيور تغني اشراقة الشمس والحياة. الحياة بأسرها كانت متناغمة، حتى النسيم والرياح والهواء تغني على إيقاع المطر الذي يشدو في شرفة تحت السحاب. أتأملها من ذلك المدى البعيد، أراها بهجة تزهو بحلمي المنتظر وقلبي خلفها إلى أن اختفت في اختناق الضباب.
ركضت في وحدتي أجري والهث في فزع بين جنبات الحنين، وفي طريق ارتحالي على وجع السنين المعتقة بالهموم، مضيت وحيدة على صراط الصمت القاتل وحيرة تأسر استنطاقي وفي لساني كلمات تعجز عن الحراك.
انفجر الصمت فجأة ودوى سكون رهيب، أسر روحي فغابت كلماتي وفاض السكوت. تغير كل شيء حتى زرقة السماء انقلبت بلون الرماد. الشمس تراجعت والنسيم والهواء والرياح توقفت عن الغناء. اختفت أضواء النجوم وأنا في صمتي مازلت أسير، رغم ضياع خطواتي في سكون تلك الشوارع وهدوء الأرصفة حتى زجاج النوافذ توحي باللامبالاة.
غاب كل شيء، وتوقف الزمن ، كما اندثر فراغ على ألقي المستحيل. أتعكز مستأنسة في فراغ أحلام مقطوعة، جريحة أبكي الجفا على زمني الأعشى. كيف استطاعت أن تمزق أسمال فرحتي. وبعدها تدير بثرثرتها المعتادة إلى جدول آخر، لتحط فيه ألمها واعتصارها على السنين التي ولت وتركتها مع الكوابيس والوحوش الضارية في ليلها ونهارها. حياتها العطشى إلى الشمس تجري، ولهاثها فحيح يحرق كل شيء. عجيب أمري، كانت كما المخدر تحملني عاليا في السماء مع أوهامي، أطير في السماء أبني وأشيد لوحدي، حيث الإخلاص والأمل يكبران. وحيث بريق النجوم. أهو عمى البصيرة...؟ هوت بخنجرها المسموم على ظهري، وهوت دموع كدم القلب على خدي وخارت ركبتاي على الأرض وابتسامة حسرة على صدق مغلف بكذبة ولم تترك لي إلا ظلاما وخوفا ووحدة.
كيف استطاعت أن تقتحم حياتي وتستمع لهدير موجي، وتسحب من تحتي جدوه فرحي. كيف تمطرني بعطر الكلمات ومن ورائي تحرق كل الأشياء وتترك رمادا على كفي. وحتى الآن مازالت تأتي ولا أعرف من أي باب تدخل، ثم تلقي ابتسامة ببراعة ساحر وتدكّ بعدها طيف مرحي، وتغادر على وجومي وحيرتي. وتأتي ثم تأتي بلا كلل تطير في جنونها الأحمق كالبرق، وقبل أن أرمش بعيني أجدها من يميني وشمالي تحيطني من كل الجهات. تمطرني بالكلمات وتكرار زيف المفردات، حفظتها غصبا من تكرار الإنصات، احتسيتها رغم مذاق القذف والغدر، وأنا أهدي في سباتي دافنة رأسي بين يدي. كفى مستنقع الأحرف التي تخدش الروح وتفتك بالوجود.
بعدها شعرت بالإغماء، أتساقط كما الندى على نهاية العالم وفي سقوطي أتعود من الشيطان ومن حاسد الشمس والنمل، أتعود من ظلم وبهتان وشقاء الإنسان، ومازال لساني يتلو دعائي إلى أن اشتدت عاصفة الصمت من أعالي تلك الجبال. كسر البرق شموخ النخيل وأجساد الأشياء تهاوت من حولي وروحي في رعشة تستمع لأنين صمتي ووحدة كتماني.
تراكمت بداخلي كلماتي، تأوهت ونزفت كما قلمي، ورغم ذلك مازلت أبحث في كل مكان. في صحوتي وفي منامي وخيالي. مازلت بلا كلل أتأمل تلك السماء وعلى امتداد زرقتها ارتقب تلك السعادة التي ولّت.
ستأتي رغم اهتزاز الأرض وارتعاش نسيم الليل. نعم، ستأتي من بين جنبات كل تلك الكلمات القاتلة والمصطفة بتهذيب وعبث في صياغ الحكايات. أراها قادمة رغم المسافات التي تقزمت ورغم ألم الذكريات ورغم بهتان سم دس في عسل. ورغم قرع الطبول على إيقاع القول والقال ستأتي السعادة ممتطية على صهوة ذلك الصدى الآتي من السماء.
مع أطيب الأمنيات
تحية و بعد
لمن لا يعرف الكاتبة المغربية زكية خيرهم أقدم لهم بعض المعلومات عن هذه الكاتبة المتميزة و اللامعة في مجال كتابة الرواية العربية و القصص...و وقوفها جانب قضايا المرأة العربية و دفاعها الذي لا يكل عن حقوقها ..كتاباتها جميلة و موضع أهتمام و سوف أتطرق للكثير منها أذا أعجبكم ذلك ..أرجو أبداء الرأي ...مشكورين
زكية خيرهم
مغربية الأصل نرويجية الجنسية
* بكالوريوس مزدوج فرنسي عربي
* حصلت على ماجستير أدب إنجليزي بجامعة" سان فرنسيس كالدج"
بإنديانا بوليس
* دراسة مكثفة في ( الحضارة الفرنسية) بجامعة السربون
* عملت أستاذة اللغة الفرنسية والخط العربي في مدرسة إسلامية
(أرتيهاجن) أسلو
*عملت في المركز الثقافي العراقي بأوسلو
* نائبة رئيسة :منظمة المرأة العربية في النرويج
*عملت مستشارة للمركز الثقافي النرويجي(NORICOM) للترجمة
*لها مشاركة مع مجموعة كتاب من مختلف الجنسيات في إصدار
كتاب للأطفال
"صدر لها مجموعة قصص للأطفال بعنوان " كما تزرع تحصد*
*صدرت لها رواية بعنوان "نهاية سري الخطير" 2003
* أقامت معارض للخط العربي في كل من العواصم تونس، باريس
ونيويورك.
* ترجمت بعض الشرائط الوثائقية من الإنجليزية إلى العربية لشركة
(الكاتيلAlkatel ). وبصدد إنهاء مجموعة قصص قصيرة
و أنقل لكم أحدى قصصها القصيرة
قصة قصيرة / سقوط القناع
زكية خيرهم
18/02/2009
قراءات: 290
كنت أراها تسبح في فضاء البهجة تهمس لزرقة السماء، مشغولة في انبهار لصفائها. تنظر لخيوط الشمس المترامية على البحار كيف تحضن برفق السهول الممتدة وأشجار الصنوبر والورود. كل شيء كان يشع حياة وشروقا. الفراشات ترقص على الفرح بين الزهور والمروج، والطيور تغني اشراقة الشمس والحياة. الحياة بأسرها كانت متناغمة، حتى النسيم والرياح والهواء تغني على إيقاع المطر الذي يشدو في شرفة تحت السحاب. أتأملها من ذلك المدى البعيد، أراها بهجة تزهو بحلمي المنتظر وقلبي خلفها إلى أن اختفت في اختناق الضباب.
ركضت في وحدتي أجري والهث في فزع بين جنبات الحنين، وفي طريق ارتحالي على وجع السنين المعتقة بالهموم، مضيت وحيدة على صراط الصمت القاتل وحيرة تأسر استنطاقي وفي لساني كلمات تعجز عن الحراك.
انفجر الصمت فجأة ودوى سكون رهيب، أسر روحي فغابت كلماتي وفاض السكوت. تغير كل شيء حتى زرقة السماء انقلبت بلون الرماد. الشمس تراجعت والنسيم والهواء والرياح توقفت عن الغناء. اختفت أضواء النجوم وأنا في صمتي مازلت أسير، رغم ضياع خطواتي في سكون تلك الشوارع وهدوء الأرصفة حتى زجاج النوافذ توحي باللامبالاة.
غاب كل شيء، وتوقف الزمن ، كما اندثر فراغ على ألقي المستحيل. أتعكز مستأنسة في فراغ أحلام مقطوعة، جريحة أبكي الجفا على زمني الأعشى. كيف استطاعت أن تمزق أسمال فرحتي. وبعدها تدير بثرثرتها المعتادة إلى جدول آخر، لتحط فيه ألمها واعتصارها على السنين التي ولت وتركتها مع الكوابيس والوحوش الضارية في ليلها ونهارها. حياتها العطشى إلى الشمس تجري، ولهاثها فحيح يحرق كل شيء. عجيب أمري، كانت كما المخدر تحملني عاليا في السماء مع أوهامي، أطير في السماء أبني وأشيد لوحدي، حيث الإخلاص والأمل يكبران. وحيث بريق النجوم. أهو عمى البصيرة...؟ هوت بخنجرها المسموم على ظهري، وهوت دموع كدم القلب على خدي وخارت ركبتاي على الأرض وابتسامة حسرة على صدق مغلف بكذبة ولم تترك لي إلا ظلاما وخوفا ووحدة.
كيف استطاعت أن تقتحم حياتي وتستمع لهدير موجي، وتسحب من تحتي جدوه فرحي. كيف تمطرني بعطر الكلمات ومن ورائي تحرق كل الأشياء وتترك رمادا على كفي. وحتى الآن مازالت تأتي ولا أعرف من أي باب تدخل، ثم تلقي ابتسامة ببراعة ساحر وتدكّ بعدها طيف مرحي، وتغادر على وجومي وحيرتي. وتأتي ثم تأتي بلا كلل تطير في جنونها الأحمق كالبرق، وقبل أن أرمش بعيني أجدها من يميني وشمالي تحيطني من كل الجهات. تمطرني بالكلمات وتكرار زيف المفردات، حفظتها غصبا من تكرار الإنصات، احتسيتها رغم مذاق القذف والغدر، وأنا أهدي في سباتي دافنة رأسي بين يدي. كفى مستنقع الأحرف التي تخدش الروح وتفتك بالوجود.
بعدها شعرت بالإغماء، أتساقط كما الندى على نهاية العالم وفي سقوطي أتعود من الشيطان ومن حاسد الشمس والنمل، أتعود من ظلم وبهتان وشقاء الإنسان، ومازال لساني يتلو دعائي إلى أن اشتدت عاصفة الصمت من أعالي تلك الجبال. كسر البرق شموخ النخيل وأجساد الأشياء تهاوت من حولي وروحي في رعشة تستمع لأنين صمتي ووحدة كتماني.
تراكمت بداخلي كلماتي، تأوهت ونزفت كما قلمي، ورغم ذلك مازلت أبحث في كل مكان. في صحوتي وفي منامي وخيالي. مازلت بلا كلل أتأمل تلك السماء وعلى امتداد زرقتها ارتقب تلك السعادة التي ولّت.
ستأتي رغم اهتزاز الأرض وارتعاش نسيم الليل. نعم، ستأتي من بين جنبات كل تلك الكلمات القاتلة والمصطفة بتهذيب وعبث في صياغ الحكايات. أراها قادمة رغم المسافات التي تقزمت ورغم ألم الذكريات ورغم بهتان سم دس في عسل. ورغم قرع الطبول على إيقاع القول والقال ستأتي السعادة ممتطية على صهوة ذلك الصدى الآتي من السماء.
مع أطيب الأمنيات
د: طارق نايف الحجار- حكيم المنتدى
- عدد المساهمات : 511
تاريخ التسجيل : 08/05/2009
بشار نايف الحجار- عدد المساهمات : 171
تاريخ التسجيل : 21/05/2009
العمر : 58
الموقع : في الشرق
مواضيع مماثلة
» (( بعض من بعضي )) للكاتبة خلود هايل حمزة
» التوأم السيامي قصة قصيرة وحقيقية
» كلمـــــــــــــ قصيرة ــــــات @@@
» التوأم السيامي قصة قصيرة وحقيقية
» كلمـــــــــــــ قصيرة ــــــات @@@
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى