( ضحك.. و يشبهه البكاء )

أم شادي..
لله درك..في هذا الزمن المقلوب..
تحياتي

أبا المجد..
أيها المضرج بالأغنيات و الأمل..
ما زلنا يا صديقي نبحث عن المدن التي تتسع لقهرنا..
و تقاسمنا الأحلام..
ما زالت همومنا تقبع تحت أظافرنا..
ما زال الرقص بين الشهداء يروي البنفسج..
و إله رخامي معلق بقمر الحكايا..
هذا الغضب المذبوح .. و هذه المقصلة..!
و روعة الحرية..
أنيق هذا الدم..
مالح هذا لجرح..
مشردون في الذاكرة و الحنطة..
لا التين يوحدنا و لا الزيتون..!
أيتام نبحث عن صهيل ليل العيون..
نحب...و نُرجم..
لا تزني بأصابعنا..و لا الأهداب مشلولة..!
هذا الفضاء لي..البحر لي..العصافير و أشياء أخرى لي..
أحلامي لي..صباحاتي لي..الناي لي..و هذه الصلوات لي..
أنا المتراكم في حنجرة القهر..صوتي لي..
و قمرين و نصف ليلة لي..
أنا المنتصر في بهجة الياسمين و غمرة القمح..
لا الطين يفتت جلدي و يعشقني الصفصاف..
شاخت جبالي العالية..و ما زلت طفلا يداعب الفراشات..
لا تتساقط نجومي ..لا تبهت ألوان قزحي..
فأنا ما زلت في فصولي أرتب هدايا عيدي..
أرسم موت الذئاب في غابات مملكتي..و أصادق النمور المرقطة..
دمي و دموعي اليوم تعبر الضباب و تهجر المسافات..
أسعدتني كلماتك المزخرفة بألوان قزح..
شكرا و أهلا بك.