المرأة تبحث عن معنى

( التشيؤ ) :
نقصد بالتشيؤ التحول إلى شيء يحتل حيز من الفراغ أو في أحسن الحالات هو تحول حياة المرأة الشخصية إلى حياة نامية أي حياة من أجل البقاء فقط ، خلو من المعنى .. و الهدف ، ذلك المعنى الذي يعطي للحياة في العادة طعم و رائحة ، و تبدأ رحلة المرأة إلى التشيؤ منذ اللحظة الأولى التي تبدأ فيها بتلقي التعبيرات اللفظية و غير اللفظية التي تسهم في تشيؤها ، و من أمثلة التعبيرات اللفظية قولهم ( اهتمي بمظهرك فأنت في وجه الزبون ) و الزبون هو الرجل ، ووجود الزبون يقتضي وجود السلعة ، و السلعة هنا هي المرأة ، و طالما أن السلع في العادة هي أشياء فالمرأة شيء كغيرها من الأشياء .. و كقولهم ( تملك فلان على فلانة ) و التملك لا يكون إلا للأشياء.
أما التعبيرات غير اللفظية فتتمثل جليا في السعي المحموم للأشخاص المحيطين بالرجل في بحثهم عن السلعة التي تنطبق عليها شروطه ، و عادة ما لا تتضمن هذه الشروط الجوانب المعرفية و العقلية لدى المرأة ، و إنما تتمحور حول الجوانب الجسدية ، و حالما توجد السلعة التي تنطبق عليها قائمة الشروط الذكورية يبدأ التفاوض على اقتنائها بين عائلة الزوج و عائلة الزوجة .
و تسهم المرأة بدور كبير في تشيؤها من خلال محاولتها التطابق مع الشروط الجسدية التي يحددها الرجل ، و ذلك بالاهتمام المفرط بمظهرها و إهمال الجانب العقلي الذي يميزها عن الآخرين مغتربة بذلك عن ذاتها الحقيقية .


( تلاشي الذات المثالية للمرأة ) :
هل للمرأة ذات مثالية مستقلة عن ذات الرجل في مجتمعنا ؟
تتعلم المرأة في مجتمعنا منذ نعومة أظفارها أن حياتها المستقبلية لابد مقترنة مع حياة شخص آخر ( الزوج ) و هي تعرف أيضا أن هذا الزوج مدعوما بخلفية ثقافية و اجتماعية تبرر له احتوائها و ابتلاع ظلها ، و من هنا تبدأ المرأة ببناء صورة مثالية لزوج المستقبل في ذهنها في مقابل تلاشي صورة الذات المثالية الخاصة بها ، و بعد أن يحدث الزواج تبدأ بالاعتقاد بأن نجاحات زوجها هي نجاحات خاصة بها و قد أدرك الرجل تلك النتيجة التي توصلت إليها المرأة فبدأ بتدعيمها منطلقا من أنانيته المفرطة ببعض العبارات كقولهم ( وراء كل رجل عظيم امرأة ) من وجهة نظري أن هذه العبارة ليست إلا من باب ذر الرماد في العيون أو هي مسكنات لبعض الثورات التي تعتري المرأة عندما تدرك فجأة أنها لم تحقق شيئا لنفسها و أن النجاحات التي يحققها زوجها ما هي إلا نجاحات خاصة به ، و لعل هذا يفسر الاضطرابات التي تحدث للمرأة وخاصة بعد أن يكبر الأبناء و تشعر بأن أنشطتها قد قلت بشكل كبير .
الوصول إلى الوجه الحقيقي :
أما وقد نزعنا بعض الأقنعة التي اضطرك الآخرون لارتدائها فهل أنت قادرة على النظر في المرآة لتري كم ابتعدت عن ذاتك الحقيقية ؟
إنها رحلة الاغتراب .. أخذتك بعيدا عن ذاتك المتميزة دون وعي منك .. فهل أنت قادرة الآن على رفع شراع قاربك الصغير مبحرة في اتجاه ذاتك الحقيقية .. لتضمك بشوق يعادل شوقك لأن تكوني أنت كما تريدين .. لا كما يريدك الآخرون ..

منقول بتصرف
عن مقالة للـ د صالح الخلف

أخي معن سبق وأن مررت على مقالة الأستاذ نزار فليحان هذه....

هذا زمن البيع فمن أراد ان يبع فله قراره
ولكن تبقى المرأة مركز الثقل

لك مودتي

اعتقد انها مسألة تربية .. فالمرأة التي تتربى على أنها ظلع قاصر.. ومصيرها الى بيت زوجها.. فلن تستطيع ان تبني شخصيتها ولن تنافس الرجل في النجاح
شكرا لمرورك اخي الكريم

الحياة مجموعة من المتناقضات...
وللحديث تتمة..
شكرا خلود للمرور الجميل والاضافة المفيدة..