إلى السيد نصاب المحترم

اني أتخيل السيد النصاب يجيبك بمثل هذا :
أنا بخير اليوم وكل يوم , ربما أمر ببعض الايام التي اصاب فيها بالضجر والقهر , هي الايام التي لا أستطيع فيها أن ابرهن عن ذكائي الخارق ولا اقدر ان أنتزع فيها شيئاً من أحد , لطالما استهتروا بحقي وقتلوا طفولتي على ابواب تعنتهم , سلبوني ايماني وحاربوا كبريائي , داسوا على أكثر الاشياء التي أهواها ولا أعيش لسواها اغتالوا الحب في قلبي , ولعنوا كلماتي اذ طرقت ابوابهم , رجموني عندما اخطأت أول خطيئة في حياتي ولم يطرق العطف أنسجتهم , لم يرحموا استهتار الأطفال في نفسي , زرعوا الحقد بقلبي وسقوه بالكراهية , داسوا على رقبتي بحوافرهم الهمجية , شيوخهم وقديسيهم لم يكلفوا أنفسهم عناء الاطلاع في كتب الرب السماوية لايجاد فتوى ما لتحرير انسانيتي من وثنيتهم , أطلقوا عليي الرصاص , أصدروا الحكم بإبادتي , قادوني مكبلاً نحو المذبح , وهاأنذا الآن هارب من قوانينكم , قاطع طريق قوافلكم , أتنادونني بالضمير , أتشعرونني بالدين وتقرؤون على دروس الأخلاق والعبر والأنا الأعلى , وانتم الذين قتلتموني اذ كنت طفلاً يحبو , هذا قصاصي لكم ولكم في الحياة قصاص يا أولي الألباب , لولاكم ما كنت أنا , يا مصنع القتلة والمجرمين , جعلتم مني قاتلاً وترويدون قتلي بتهمة القتل , القاتل يقتل وصانع القاتل يقتل والقتيل ليس بريئاً من جريمة القاتل , هذا يوم الحساب فاستعدوا . قوموا من قبوركم , هاآنذا أنفخ في الصور , عودوا ... عودوا أنا النار التي اوقدتموها , أنا الزوايا المظلمة التي بينتموها , هناك يكون البكاء وصرير الاسنان .