(هي حكاية...حكايتنا )

عماد أبو لطيف كتب:

(هي حكاية... حكايتنا )

نعم.. هي حكاية... حكايتنا

حكاية صورة تشققت.. شمس استحالت إلى طين.

حقيبة خاوية.. و أحلام عصافير مهاجرة.. ألوان تناثرت بلا عبق و لا ذكريات عتيقة..!

جداول جفت و أجساد كوّمها الحصار عند فوهة الوقت.. لا الحزن يرحل و لا الوقت يرتاح...!!

نعم.. هي حكاية... حكايتنا

حكاية دم تلظّى بجمر الأمنيات و أقحوان غاب عن الفصول.

مشى وحيدا تركله الأزقة بفولاذها العسير.. يحمل آماله الثقيلة قاصدا مطارح النشيد العصيّة على البوح.. نشر مقلتيه على طول المدى الصاخب بالازدحام.. خوفه الراهن من غدر الكآبة.. و تفاصيل الأساطير المكللة برائحة الأفواه و الرصاص...!

نعم.. هي حكاية... حكايتنا

طاف في تجاويف الخرائط.. يبحث عن مقهى و عن حمام زاجل يأخذ لون عينيه إلى أقرب فجر أو ظل حبيبة تفهم لغة النغم...

ظل يمشي في تفاصيل المكان.. محاولا لملمة طقس أو على الأقل لحظة إنسان...!

سألوه عن اسمه مليون مرة.. فابتسم

سألوه عن كل الديانات القديمة و الجديدة.. فابتسم

سألوه عن وطن بعيد.. بعيد فابتسم

نعم.. هي حكاية... حكايتنا

عاد يمارس ملحه و في الخافق وجع القصائد و الصور...

لم يعد يحتمل هذا الرماد الجاثم فوق الجفون القانية.. و لا حتى علقمه المقيم في خطوط اليد..!

أخرج من قلبه سيمفونية عشق يساورها الظمأ..

أبعدوه عن أوتاره...فاستنجد بالغيم

نعم..هي حكاية... حكايتنا

في الوجه مكان.. في الأفق مكان.. و في كل مكان كان يكتمل زمن...

و تحت أحذية المكان لفّ اسمه...و حلمه و عشق في تلا فيف الأنين.. ثم راح في غير اتجاه..

و في لحظة همس..سمعت كل الأماكن صوتا يغني..

للحصاد...للحبيبة...للنجوم في ليل واعدته و لم تأت حتى اليوم..

ظل يغني و يغني..حتى الدموع..

نعم.. هي حكاية... حكايتنا

ترك كل الرمال و الشجر.. ترك أناشيد المطر.. غاب كالثلج بعد صقيع..

و ظللنا نسمع صوتا يغني للأطفال و لوطن خبأه بين ضلوعه قبل أن يسرقوه في ليلة حيض..!

لم يعد يأتي... و لم تعد هي تأتي أبدا..

لكن أغنية على مقام النهاوند.. ما تزال تدندن لحن السفر

نعم.. هي حكاية... حكايتنا