هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مواضيع مماثلة

روح الانسان(الجزء الأخير)

اذهب الى الأسفل

روح الانسان(الجزء الأخير) Empty روح الانسان(الجزء الأخير)

مُساهمة من طرف لمـــى الأربعاء مارس 24, 2010 10:56 pm

الطرق الثلاث

لقد خلصنا أن الديانات تؤمن في غالبيتها أن هناك ثلاثة مسالك للروح بعد الممات. وهذه المسالك الثلاثة تشرحها علوم الفيدا، وهي الطريق العلوي والطريق المتوسط والطريق السفلي. وتشرح العلوم الفيدية أن الروح الفردية تتوحد بالروح الكونية إذا كانت النفس قد خلصت من كل الانطباعات وكل الخطايا فهي تعود وتستقر في الروح وتذهب معها إلى مقام الله في جنة الفرح الأبدي، هذا التوحيد بالله هو خلف الطرق الثلاثة. أما إذا تخطت النفس مرحلة التنوير، عندما أدرك العقل الذات الداخلية، ولم تتابع طريق الخلاص الكامل والتحرر الكامل، في هذه الحالة تسلك الروح الطريق العلوي، فترحل الروح معها النفس وانطباعاتها إلى إحدى السموات السبع. في السموات تتجسد الروح بإحدى الكائنات النورانية، وتنعم بحياة كلها الفرح والغبطة. أما إذا لم تصل النفس إلى حالة التنور، فتسلك الطريق المتوسط، في هذا المستوى يعطيها الله الفرصة للتحرر، تبقى في دوامة الولادة والحياة والمموت، فتبقى في هذه الدنيا تجاهد وتكافح من أجل الخلاص. علينا أن نلاحظ أن مفردات الكلمات: المتدنية والدنيا والدنيئة، هي كلمات مشتقة من ذات المصدر وتعني المستوى المتدني من الوجود. أي المستوى المتدني عن مستوى السموات. في الطريق الوسط تتابع النفس ما لم تكمله في حياتها السابقة، وتتجسد لتعلب الدور الذي تستحقه. إن موقع الروح في التجسد الثاني لا يكون بشكل عشوائي بل هو طبقاً للنظام الإلهي الدقيق والذي لا يمكن للإنسان أن يفهمه بدقة، ولا يمكننا سوى أن نرضى بما ينعم علينا الله، وعلينا أن نردد دوما: "وحسبي الله ونعم الوكيل". أما إذا ارتكب الإنسان أخطاءً كثيرة وكبيرة، فيتدنى مستوى النفس والروح عن المستوى الذي يسمح لها بالتجسد في جسدٍ في هذه الدنيا، وتنزل الروح إلى الأسفل وتتجسد بإحدى كائنات الظلمة، وتعيش في الجحيم. تصف الديانات مستوى العذاب الأبدي بجهنم التي نارها لا تنطفئ.

الخلاص الفردي

إن غاية الإنسان أن يصل بالروح إلى التحرر التام، ويكون التحرر بخلاص النفس من كل انطباع، وتخلص النفس عندما يتوقف العقل عن التأثر بما يقوم به. ويتوقف العقل عن التأثر بأعمال الإنسان عندما يدرك أنه هو ليس المرجعية النهائية في الإنسان، فيترك مهمة القيادة ويتخلى عن الرغبات الدنيئة التي لا تنسجم مع غاية الله في الوجود، والتي تحمّله الأعباء والأخطاء، ويستسلم العقل للنفس والروح المقيمة في الجسم والتي بتسلمها القيادة تقود الروح الجسم للعمل بانسجام تام مع جميع قوانين الطبيعة، قوانين الله، وبالتالي لا تقوم بأي شيء مخالف لمشيئة الله، ولا تقوم بأي أخطاء.

مع تفتح العقل على المستوى غير المحدود للوجود، والتوقف عن القيام بالأخطاء، يشعر العقل بالاكتمال، وعندما يصل العقل إلى حالة الاكتمال يعكس ذلك على النفس، فتزول منها الانطباعات، وتتوقف عن إرسال الرغبات على العقل، فيتساوى العقل في نظرته للحياة، ويعيش الإنسان حياة خالية من الشهوة والرغبة والتعلق، حياة كلها تقوى وتنور وغبطة.

إن كل هذا التحول لا يتطلب الكثير من الجهد، بل قد يحدث في لحظة من الصحوة، ولكن علينا أولاً أن نبدأ في توجيه العقل للبحث عن الذات. وعلينا أن نستمر في تمرين العقل على اكتساب العادة في التفكير بالله كلما كان العقل خارج نطاق العمل. وإذا ما حل الأجل وكان العقل منغمساً في التفكير بالله، وتكون رغبة الإنسان الأخيرة في الله فقط، يخلص بشكل تام من دوامة العذاب المادي. لقد ورد في العلم الفيدي هذا المبدأ عندما قال السيد كريشنا لأرجونا "إذا كان شخصاً من أكثر المجرمين شراسة وفي لحظة الوفاة، إذا كان عقله وقلبه مأخوذاً بي بشكل تام، كوني إله الكل، سوف يأتي حتماً إلى مقامي في جنة الخلود". وورد ما يشبه هذا القول في الإنجيل المقدس، عندما كان المسيح مصلوباً وعندما طلب منه لص اليمين أن يذكره في ملكوته السماوي، أجابه السيد المسيح: "سوف تكون معي اليوم في الفردوس". إن أهمية الرغبة الأخيرة في الحياة هي في تحديد مسار الروح بعد الموت. وهكذا يكون الاستشهاد في سبيل الله، ومع تثبيت فكر المستشهد في لحظة الاستشهاد على الله فقط، ينال جنة الخلود.

بالرغم من وجود مبدأ الفعل وردة الفعل ومبدأ الثواب والعقاب، إلا أن النظام الإلهي يسمح للإنسان أن يخرج من تأثير هذا المبدأ إذا استطاع أن يخرج من نطاق الخطيئة. عندما يتفتح عقل الإنسان على حقل الطاقة الإلهية غير المحدودة الكامنة في داخل الروح الفردية، تحل عليه التوبة والتقوى وتزول عنه الخطيئة ويبدأ رحلته في طريق النور إلى الخلاص النفسي والتحرر الروحي والتوحيد بالله. هذه هي الرحمة والمحبة الإلهية.



لمـــى
لمـــى
بســمة المنتـــديات
بســمة المنتـــديات

عدد المساهمات : 1107
تاريخ التسجيل : 25/05/2009
العمر : 43
الموقع : الســـعودية اليوم وغدا لا أدري أين

http://www.watan-mahgar.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى