حاخام وقربان

حاخام وقربان

بغفلة عن حارس
المدخل
ترك فادي المأوى كعادته خلسة, دون ان يخبر رفاقه , , آمنا ان يشبع
رغبته
التجول في المكتبة القريبة ,
فهو مهتم بالمطالعة, تستهويه وتغريه رائحة الحبر
والمجلات
والكتب. ومقابلة صديقه الرجل الغامض
(نيس). يشاركه التجول , واحيانا يشتري له بعض الحلوى , او الطعام او يقدم له هدية
فادي لا يعرف والديه, ربي في الدير منذ
نعومة اظفاره
ولا زال محبوبا من رفاقه والمشرفين من
مربيات وراهبات ورهبان , يتصف بالرقة والتهذيب
يتمتع بالذكاء الخارق . يهوى
المطالعة والغناء والموسيقى, يشارك في التراتيل والصلاة
كان فادي محط انظار ذلك الصديق الذي عرف
كيف
يروضه ويجعله تابعا له , حتى اصبح طوع
بنانه .
طالت العلاقة سنوات اكمل
فادي الثانية عشر من عمره , صادقا لايكذب , له ميول دينيه للكنيسة , خجول مرهف
الاحساس .يتدرب ويتلقى التعليم ليكون قسيسا اهلا لكرامة افضل , مملوء
من الروح القدس والحكمة.
اقنعه ( نيس ) بمشاركته الطعام في شقته
القريبة حيث رافقه باستحياء لانها المرة الاولى يبتعد عن الدير
حين دخل فادي المنزل , شعر
بذكائه وقوة فراسته, انه وقع في المصيدة , لاحظ انه مركز ديني فيه من الرسوم
والتعاويذ , ونجمة داود والشمعدان اليهودي, ذي الفروع السبعة. كما
لاحظ وجود مطارق, وسكاكين وعصي, وحبال واشرطة. عرف انه في قبضة
حاخام, واستعاد في ذاكرته ما طالعه في كتاب(( عقيدة الملك )) و (( سر الدم المكتوم
تذكر فادي الوساوس والضنون
التي عالجها وهو يقابل هذا الرجل الودود , وكيف اصبح يثق به بعد
ان
لام نفسه كيف يتركها ترمي صديقه بالشبهة
والريب.

ها هو الان امام واقع مرير ونهاية محتومة
لان يصبح قربان الفصح.
تسلح فادي برباطة الجأش , وصمم على تمثيل
الغباء ,وطالب بسرعة جلب الطعام لانه جائع وقال ياليت تسمح لي بجلب بعض الخضار
لاصنع سلطة مسبحة الراهب فهي لذيذة , وغادر مسرعا من الباب قبل

الجواب
الشاعر اللبناني
ابو شوقي

كثيراً ما تأخذنا ثقتنا العمياء الى مصير أسود يسوقنا اليه من وهبناهم حبنا وثقتنا

حتى المحبة أو الثقة يجب ان تكون لها حدود وبوعي تام

رائع أن الشاب كان ذكي وتصرف بحكمة وهدوء

تحياتي لك اخي الكريم وشكرأً لهذه القصة المفيدة

حاخام وقربان

حاخام وقربان

رد: حاخام وقربان