اطلالة ذاكرة

بصحبة الأصدقاء كنت في زاويتنا المعتادة من النادي الذي أعتدنا الجلوس فيه حول

طاولة زينتها إطلالة جميلة .

وضع النادل عليها الماء وعلبة المحارم طلبنا الشاي والقهوة والنرجيلة نشرب وندخن

ونضحك ونهمس .

وفجأة وقعت عيناي عليها فتاة اعتلتها هيبة ووقار تجلس وحيدة أمامنا تعلقت

نظراتي بها حاولت أن أغيب نظري إلى الجهة الأخرى فلم استطع ... هذه الفتاة

اعرفها .. اعرفها جيدا ...... ملامحها ليست بغريبة عني ... أين اعرفها لا ادري

تعانقت نظراتنا .... ابتسمت لها فردت الابتسامة عندها تأكدت بأنني اعرفها

أخذت ابحث في صمت عميق جبت الطرقات ومنعرجاتها حاولت إضاءة بعض من الماضي على وجوه

اعرفها غادرتني منذ زمن بعيد فلم أجدها

قلبت دفاتري القديمة بين الأدراج والرفوف وتصفحت تلك الأوراق التي تآكلت أطرافها

فلم اعثر عليها .. ذهبت إلى طفولتي ومرحلة اللهو والمرح والولدنة إلى تلك أبواب

المدارس انتظرها إلى تلك النوافذ التي أخذت أوقات طويلة وأنا أقف تحتها لأرى وجهها

يطل منيرا لأحصل على ابتسامة قبل نومي احلم بها على وسادتي

تسارعت دقات قلبي وسيلان غزير من العرق على كامل جسدي .................

وضع احد أصدقائي يده على كتفي برفق كأنه يقوضني من سبات عميق

ما بك ؟ هل تشعر بألم ؟

انتفضت فزعاً وقلت لا .......لاشيء

أخذت ورقة منديل من علبة المحارم ومسحت عرقي المنسكب وشربت كأس ماء كان إمامي


ونهضت بهدوء أمامهم تحت أنظارهم المملوءة دهشة وتعجباً اتجهت نحوها بخطوات مثقلة لابد

أن اعرف من هي وأين تعرفت عليها وعندما اقتربت منها تراجعت .......... أنها هي

هي تلك الممثلة التي شدتني إليها في إحدى مسلسلاتها تلك الشبيهة لغرام الشباب الباكر

عندها شعرت بالراحة والسكينة وواصلت جلستي شارد مع أحلامي

كريستي
شكرا على كلماتك الجميلة
أسعدني مرورك