إنسان بلا أوراق

فنجان القهوة واعقاب لفافات تبغي كرسي عتيق وطاولة صغيرةالهاتف الجوال يصدح عيناي اليه مسمرةلم يسعفني التفكير الاسم غير موجود رقم بلا عنوان .بلا عنوان حياتي بلا عنوان سنين مرت بلا عنوان ذكريات الامس واليوم بلا عنوان كله بلا عنوان.من انا وماذا فعلت للغد وكيف شعرت عندما كنت دائما وحيدا هل يمكن لغد ان يغير كل شيء ويصبح للماضي عنوان توقف الانين من جوالي ترى من يكون ليس مهم هاقد ذهب لا مشكلة .فتحت النافذة وكلي امل بتنقية هواء الغرفة ولكن يبدو ان الطريق وهواءه بحاجة الى التنقية فدخل دخان اسود عبق برائحة الوقود الى غرفتي كي يتحلل بملابسي ويتعشق برأسي وينخر عباب انفي .هذه رائحة دمشق اليوم كنت اذكر رائحة المطر على تراب دمشق واوراق الشجر كانت دمشق تغطيها اوراق الشجر قطعوها لبرد الشتاء واشعال الصيف قطعوها لاعدام دمشق المتسلل قرروا ان يكونوا من قتلة دمشق . سقطت مدينة التاريخ واكتسح الاسمنت المغبر كل المسامات وبدل ان كانت دمشق تفترش الاخضر تغيرت الموضة وبات اللون المفضل لون اسمنت مغبر .ازقة وحواري بدل الاشجار صارت اعمدة كهرباء بدل الاوراق صارت اسلاك الهاتف والكهرباء بدل حجارة الطريق صارت ارصفة سوداء والنهر الدمشقي العظيم صار متلون بالسواد وتفوح منه رائحه الكره والحقد الاسود رائحة الانسان البغيض الذي يمد يده للخراب وللدمار .كنت اذكر ابي يأخذنا الى الربوة يوم الجمعة لنجلس على ضفة بردى ونلعب بماء بردى ونسبح بماء بردىكان يضع البطيخة في الماء كي تبرد كي نتناولها بعد الغداء غداء لذيذ وحولنا الاشجار والثمار كنا عائلة فرحة تحب الرحلات.اليوم اكره الاكل في الطبيعة والخروج في رحلة فكل شيء اصبح مصطنع وله طعم غير الامس اللحم المشوي غير طعمه والرائحة والماء السلسبيل البارد اصبح اسود فاحم والاخضر اسمنتي مغبرومن فوق دمشق على قاسيون تصعد لترى جمال دمشق هناك اشجار وهناك سروة وجوزة من بعيد تستغيث لماذا انا هنا وحيدة لماذا كل من حولي اسود اين رفاقي الخضر مللت الانتظار متى يأتي دوري واحرق في النار من سيكون البطل الصنديد الذي سيكمل مشوار الانسان وينهي اواخر البقع الخضراء اصبحت وحيدة هنا دون عنوان بناء عالي سرق الشمس مني اصبحت ابرد في غمرة الصيف اوراقي قذرة من الدخان اغصاني علاقات لخطوط الهاتف وجذعي جدار نحت للاطفال دامية انا وباكية شكرا لك بني انسان مخرب الجمال وقاطع الاشجار ومكبر الاعمار.جبان وحقير وقاتل وأناني كبير أنا الارض ارضي والتراب ملكي سأحوله الى عمران واسمنت غرانيتي اسود انا انسان

من طرف **سيدرا** الإثنين مايو 18, 2009 2:32 pm

شكرا صديقنا زياد

هذا هو الإنسان يفني كل شيئ وأي شيئ مقابل أنه إنسان ظنا منه أن له

كل شيئ.ويستطيع أن يفعل ما يشاءفكما قلت الأرض أرضه والتراب ترابه

نسي أنه بيوم سوف يعود إلى المكان الذي تدنسّه يديه,نسي أنّه لن يأخذ

من حياته سوى ما اقترفت يديه,نسي أنه سيفنى كما يفني ما حوله ويحوله

إلى لا شيئ,

ترك المساحات الشاسعة وبحث عن الأشجار ليقطعها ويبني مكانها منزلا لا

لا بل قصرا أحيانا,رمى نفاياته في الأنهار والبحار وجعل من شواطئها

مكبا لقمامته,فهذا بلده وهذه أرضه,زرع بعضا من الورود ليزين درب

بيته وقطع عشرات الشجرات والشجيرات ليبني هذا البيت أو ذاك,

هذا هو الإنسان وهذا المكان له,

ربما تنجح معادلة بسيطة في هذا السياق

الإنسان =الحياة -الطبيعة

وقيل دائما به أنّه عدُو للبيئة والطبيعة

لا بل هو عدُو لنفسه وأبنائه وأحفاده

شكرا لك على هذه المشاعر وليترك الإنسان أقل شيئ بالطبيعة ذلك

العصفور الصغير الذي يصطاده ليأكله

هذا هو الإنسان وهذه أرضه وهذه الطيور روحها ملكه.

يرفع

إنسان بلا أوراق

إنسان بلا أوراق

رد: إنسان بلا أوراق

رد: إنسان بلا أوراق