مواضيع مماثلة
حالة حصار ...........للشاعر محمود درويش
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حالة حصار ...........للشاعر محمود درويش
بعض من أخر قصيدة كتبها الشاعر الراحل محمود درويش و هي بعنوان حالة حصار
قال لي كاتبٌ ساخرٌ:
لو عرفتُ النهاية، منذ البدايةَ،
لم يَبْقَ لي عَمَلٌ في اللٌّغَةْ
قال لي قاتلٍ: لو تأمَّلْتَ وَجْهَ الضحيّةْ
وفكَّرتَ، كُنْتَ تذكَّرْتَ أُمَّك في غُرْفَةِ
الغازِ، كُنْتَ تحرَّرتَ من حكمة البندقيَّةْ
وغيَّرتَ رأيك: ما هكذا تُسْتَعادُ الهُويَّةْ
قال إلي قاتلٍ آخر: لو تَرَكْتَ الجنينَ ثلاثين يوماً،
إِذَاً لتغيَّرتِ الاحتمالاتُ:
قد ينتهي الاحتلالُ ولا يتذكَّرُ ذاك الرضيعُ زمانَ الحصار،
فيكبر طفلاً معافى،
ويدرُسُ في معهدٍ واحد مع إحدى بناتكَ
تارِيخَ آسيا القديمَ.
وقد يقعان معاً في شِباك الغرام.
وقد يُنْجبان اُبنةً (وتكونُ يهوديَّةً بالولادةِ.(
ماذا فَعَلْتَ إذاً ؟
صارت ابنتُكَ الآن أَرملةً،
والحفيدةُ صارت يتيمةْ ؟
فماذا فَعَلْتَ بأُسرتكَ الشاردةْ
وكيف أَصَبْتَ ثلاثَ حمائمَ بالطلقة الواحدةْ ؟
. . . . . .
قالت امرأة للسحابة: غطِّي حبيبي
فإنَّ ثيابي مُبَلَّلةٌ بدَمِهْ
إذا لم تَكُنْ مَطَراً يا حبيبي
فكُنْ شجراً
مُشْبَعاً بالخُصُوبةِ، كُنْ شَجَرا
وإنْ لم تَكُنْ شجراً يا حبيبي
فكُنْ حجراً
مُشْبعاً بالرُطُوبةِ، كُنْ حَجَرا
وإن لم تَكُنْ حجراً يا حبيبي
فكن قمراً
في منام الحبيبة، كُنْ قَمرا
هكذا قالت امرأةٌ
لابنها في جنازته
. . . .
أيَّها الساهرون ! أَلم تتعبوا
من مُرَاقبةِ الضوءِ في ملحنا
ومن وَهَج الوَرْدِ في جُرْحنا
أَلم تتعبوا أَيُّها الساهرون ؟
واقفون هنا. قاعدون هنا. دائمون هنا. خالدون هنا.
. . . .
ولنا هدف واحدٌ واحدٌ واحدٌ: أن نكون.
ومن بعده نحن مُخْتَلِفُونَ على كُلِّ شيء:
على صُورة العَلَم الوطنيّ (ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخترتَ يا شعبيَ الحيَّ رَمْزَ الحمار البسيط).
ومختلفون علي كلمات النشيد الجديد
(ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخترتَ أُغنيَّةً عن زواج الحمام).
ومختلفون علي واجبات النساء
(ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخْتَرْتَ سيّدةً لرئاسة أَجهزة الأمنِ).
مختلفون على النسبة المئوية، والعامّ والخاص،
مختلفون على كل شيء. لنا هدف واحد: أَن نكون ...
ومن بعده يجدُ الفَرْدُ مُتّسعاً لاختيار الهدفْ.
. . . . .
قَليلٌ من المُطْلَق الأزرقِ اللا نهائيِّ
يكفي
لتخفيف وَطْأَة هذا الزمانْ
وتنظيف حَمأةِ هذا المكان
على الروح أَن تترجَّلْ
وتمشي على قَدَمَيْها الحريريّتينِ
إلي جانبي، ويداً بيد، هكذا صاحِبَيْن
قديمين يقتسمانِ الرغيفَ القديم
وكأسَ النبيذِ القديم
مع أطيب الأمنيات
قال لي كاتبٌ ساخرٌ:
لو عرفتُ النهاية، منذ البدايةَ،
لم يَبْقَ لي عَمَلٌ في اللٌّغَةْ
قال لي قاتلٍ: لو تأمَّلْتَ وَجْهَ الضحيّةْ
وفكَّرتَ، كُنْتَ تذكَّرْتَ أُمَّك في غُرْفَةِ
الغازِ، كُنْتَ تحرَّرتَ من حكمة البندقيَّةْ
وغيَّرتَ رأيك: ما هكذا تُسْتَعادُ الهُويَّةْ
قال إلي قاتلٍ آخر: لو تَرَكْتَ الجنينَ ثلاثين يوماً،
إِذَاً لتغيَّرتِ الاحتمالاتُ:
قد ينتهي الاحتلالُ ولا يتذكَّرُ ذاك الرضيعُ زمانَ الحصار،
فيكبر طفلاً معافى،
ويدرُسُ في معهدٍ واحد مع إحدى بناتكَ
تارِيخَ آسيا القديمَ.
وقد يقعان معاً في شِباك الغرام.
وقد يُنْجبان اُبنةً (وتكونُ يهوديَّةً بالولادةِ.(
ماذا فَعَلْتَ إذاً ؟
صارت ابنتُكَ الآن أَرملةً،
والحفيدةُ صارت يتيمةْ ؟
فماذا فَعَلْتَ بأُسرتكَ الشاردةْ
وكيف أَصَبْتَ ثلاثَ حمائمَ بالطلقة الواحدةْ ؟
. . . . . .
قالت امرأة للسحابة: غطِّي حبيبي
فإنَّ ثيابي مُبَلَّلةٌ بدَمِهْ
إذا لم تَكُنْ مَطَراً يا حبيبي
فكُنْ شجراً
مُشْبَعاً بالخُصُوبةِ، كُنْ شَجَرا
وإنْ لم تَكُنْ شجراً يا حبيبي
فكُنْ حجراً
مُشْبعاً بالرُطُوبةِ، كُنْ حَجَرا
وإن لم تَكُنْ حجراً يا حبيبي
فكن قمراً
في منام الحبيبة، كُنْ قَمرا
هكذا قالت امرأةٌ
لابنها في جنازته
. . . .
أيَّها الساهرون ! أَلم تتعبوا
من مُرَاقبةِ الضوءِ في ملحنا
ومن وَهَج الوَرْدِ في جُرْحنا
أَلم تتعبوا أَيُّها الساهرون ؟
واقفون هنا. قاعدون هنا. دائمون هنا. خالدون هنا.
. . . .
ولنا هدف واحدٌ واحدٌ واحدٌ: أن نكون.
ومن بعده نحن مُخْتَلِفُونَ على كُلِّ شيء:
على صُورة العَلَم الوطنيّ (ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخترتَ يا شعبيَ الحيَّ رَمْزَ الحمار البسيط).
ومختلفون علي كلمات النشيد الجديد
(ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخترتَ أُغنيَّةً عن زواج الحمام).
ومختلفون علي واجبات النساء
(ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخْتَرْتَ سيّدةً لرئاسة أَجهزة الأمنِ).
مختلفون على النسبة المئوية، والعامّ والخاص،
مختلفون على كل شيء. لنا هدف واحد: أَن نكون ...
ومن بعده يجدُ الفَرْدُ مُتّسعاً لاختيار الهدفْ.
. . . . .
قَليلٌ من المُطْلَق الأزرقِ اللا نهائيِّ
يكفي
لتخفيف وَطْأَة هذا الزمانْ
وتنظيف حَمأةِ هذا المكان
على الروح أَن تترجَّلْ
وتمشي على قَدَمَيْها الحريريّتينِ
إلي جانبي، ويداً بيد، هكذا صاحِبَيْن
قديمين يقتسمانِ الرغيفَ القديم
وكأسَ النبيذِ القديم
مع أطيب الأمنيات
د: طارق نايف الحجار- حكيم المنتدى
- عدد المساهمات : 511
تاريخ التسجيل : 08/05/2009
رد: حالة حصار ...........للشاعر محمود درويش
الغالي أبو غيث.....
محمود درويش..
تفرد بالكلمة كتب فتفنن والقى فابدع وناقش فاقنع ..رجل ولد وعاش في زمن الرجال, رجال كانوا سندا له وكان سندا لهم... رجل آمن بان الكلمة سلاح لايضاهيه سلاح..
كان شاعرنا صاحب قلب كبير مليئ بحب الام وعشق الوطن مليئ بحب العمل حريص على المصداقية في الكلمة والفعل ..كانت كلمته سيف قاطع على اعدائه ..كان ثورة داخل ثورة ..ثورة كلمة وثورة سلاح ...
كان شاعرنا صاحب قلب كبير مليئ بحب الام وعشق الوطن مليئ بحب العمل حريص على المصداقية في الكلمة والفعل ..كانت كلمته سيف قاطع على اعدائه ..كان ثورة داخل ثورة ..ثورة كلمة وثورة سلاح ...
وإذا أسعفتني الذاكرة فأنا اتذكر كتاب صغير لونه أحمر للشاعر محمود درويش كان في بيتنا , كنت قد اشتريته أنت... وانا كنت في المرحلة الاعدادية ...وأتذكر حبك لهذا الشاعر الكبير.. وما زلت كذلك...
وعندي سؤال لك ما زلت تحتفظ بهذا الكتاب أم لا ؟
تقبل مروري..
مع فائق تقديري واحترامي..
أبو نــدى..
بشار نايف الحجار- عدد المساهمات : 171
تاريخ التسجيل : 21/05/2009
العمر : 58
الموقع : في الشرق
رد: حالة حصار ...........للشاعر محمود درويش
أخي بشار
شكراً لمرورك اللطيف .
بالطبع ما زلت أحتفظ بذلك الديوان للشاعر محموددرويش ..
و كتب كثر له و لأمثاله ...تلك الحقبةمن الزمن تمثل فترة الشباب التي عشناها مع شعر محمود درويش و أمثاله ...
كان شاعر القضية ...عندما كانت القضية ..قضية!!
كان شاعر الكلمة ..عندما كان للكلمات صدى يستجاب له؟؟
كان شاعر المقاومة ..عندما كان هدف المقاومة ...التحرير
كان شاعر الشباب ..عندما كان الشباب ذخر ..و قوة الأوطان
و ليس الشباب شتات ..متفرقة بعيده عن أوطانها !!!!!!!!!
ذهب محمود درويش...
بقيت الذكريات ...
أما ..القضية ...الكلمة ...المقاومة..و الشباب ذهبوا مع الريح ...بدون عودة ...في ظل من نتظلل بظلهم ..
مع أطيب الأمنيات
شكراً لمرورك اللطيف .
بالطبع ما زلت أحتفظ بذلك الديوان للشاعر محموددرويش ..
و كتب كثر له و لأمثاله ...تلك الحقبةمن الزمن تمثل فترة الشباب التي عشناها مع شعر محمود درويش و أمثاله ...
كان شاعر القضية ...عندما كانت القضية ..قضية!!
كان شاعر الكلمة ..عندما كان للكلمات صدى يستجاب له؟؟
كان شاعر المقاومة ..عندما كان هدف المقاومة ...التحرير
كان شاعر الشباب ..عندما كان الشباب ذخر ..و قوة الأوطان
و ليس الشباب شتات ..متفرقة بعيده عن أوطانها !!!!!!!!!
ذهب محمود درويش...
بقيت الذكريات ...
أما ..القضية ...الكلمة ...المقاومة..و الشباب ذهبوا مع الريح ...بدون عودة ...في ظل من نتظلل بظلهم ..
مع أطيب الأمنيات
د: طارق نايف الحجار- حكيم المنتدى
- عدد المساهمات : 511
تاريخ التسجيل : 08/05/2009
رد: حالة حصار ...........للشاعر محمود درويش
| |
|
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى