هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجاحظ (موضوع مهم)

4 مشترك

اذهب الى الأسفل

الجاحظ (موضوع مهم) Empty الجاحظ (موضوع مهم)

مُساهمة من طرف د: طارق نايف الحجار السبت ديسمبر 05, 2009 3:42 am

الجاحظ


775 - 868 م‏

159 - 255 هـ‏

الجاحظ .. روسو .. غوركي .. جميعهم تشابهوا في طفولة شقية مُتعبه،ويفاعة لا تقل شقاءً وتعباً، كانوا مرشحين لأن يكونوا - حسب معطيات الواقع حولهم - شاذين أو فاشلين في الحياة، ولكنهم تمردوا على وحل الواقع فصاروا أبرز أعلامالإنسانية ،كلٌّ في زمانه أولاً ثم في ذاكرة الإنسانية ثانياً .‏

وفيما يخصُّ الجاحظ لا نعرف بين أدباء العربية من مزج بين التجربةالحياتية والتجربة الإبداعية، مثل ما فعل، إذ آمن أن لا قيمة للإبداع دون المعاناةالحياتية، وطبّق هذا الإيمان عملياً فكان يكتري دكاكين الوراقين ويبيت فيها ليلاً،وقد ثابر على ذلك طوال حياته حتى انتهى أحد الشهداء الأفذاذ لعطش المعرفة الذي لايرتوي .‏

إنالكتب لم تحجب الجاحظ عن الناس بجميع فئاتهم، فكان يُخالط ويسأل، يأخذ ما لا يعرفهويُصّحح ما قد يكون عند بعضهم من أخطاء لا يقبلها العقل، إنه لا يقبل المسموع منتجارب الآخرين كما هو، بل يعمد إلى التجربة بنفسه _ إذا أمكن ذلك .. حدث أن قال لهأحدهم إن نوعاً من العشب يقتل الأفعى برائحته إذا ألقيته عليها فاستحضر الجاحظ ذلكالعشب ، وألقاه على الأفعى وتبين له أن ما سمعه كان كذباً .‏

لميكن هناك خطّة واضحة في تعليم الجاحظ وتربيته لكنه مشى إلى خلوده من خلال جهاد مريرفي سبيل لقمة العيش وفي سبيل الكلمة الإبداعية يرتزق من بيع السمك والخبز في النهارويكتري دكاكين الوراقين ليقرأ ليلاً .‏

تحريرالعقل :‏

كماالتقى الجاحظ بـ ( روسو ) و " غوركي " من حيث اليتم والتشرد ومزاولة كل أنواع العملحتى يعيش مُذ كان طفلاً .. التقى كذلك الأفذاذ الذين مجدوا العقل في تاريخ البشرية ... وفي تراثنا العربي التقى الجاحظ مع ابن سينا ( 980 - 1037 م ) في نقطة هي(احترام العقل ) وجاء ذلك عندهما انطلاقاً من ( احترام الحياة ) .. اختلفا بعد ذلكفي أن الجاحظ حاول أن يطبّب العقل و يحرّره فكان بذلك أول مَن دعا إلى اقتحام ( بابالإيمان ) بالعقل والفكر الحر، انطلاقاً من إيمانه بقيمة العقل والتجربة في تصحيحما يصل إلينا ... بينما حاول تلميذه ابن سينا الاهتمام بمعالجة أمراض الجسم .‏

ولانبتعدُ عن الحق إذا قُلنا إن الجاحظ من رواد الشك وإعمال العقل في تراثنا العربيالإسلامي، وفتح بذلك الباب لمن جاء بعده من أمثال الفارابي وابن سينا والمتنبيوالمعري ..وغيرهم ...‏

والعقل عند الجاحظ هو " وكيل الله عند الإنسان " وقد سَمّي بهذاالاسم ( العقل ) لأنه يلزم الإنسان و يعصمه عن أن يمضي في سبيل الجهل والخطأ والمضرةكما يفعل البعير ..‏

تحريرالأسلوب :‏

لميقف الجاحظ عند الدعوة لتحرير العقل، بل دعا من خلال ما كتب لتحرير الأسلوب منالجمود والصنعة السائدين قبله .. فقرّب النثر من الحياة وحملّه همومها، فأصبحتاللغة مع الجاحظ تحمل نبض الحياة والناس وتعيش قضاياهم .. وكشف الجاحظ عورة هؤلاءالذين كانوا يخفون أنفسهم وراء أقنعة اللغة العربية العويصة..‏

وكماحرّر الجاحظُ اللغة من قيود الصنعة التي رآها تعطل حرية الإبداع وتلقائيته .. كذلكرفع الجاحظ القيود عن أمور الحياة العادية وجعلها تدخلُ عالم الكلمة العنيه وهذاما لم يكن معروفاً قبله .‏

وصلالجاحظ إلى ذلك لأنه فكر بعقله هو لا بعقول سابقيه ونطق بلسان الناس حوله، ولم ينطقمن خلال الموروث .. أبى أن يتكلم كالأقدمين على الرغم أنه تتلمذ عليهم، فكان يقولللناس: " أنا أبو عثمان أنا الجاحظ، ولستُ " قساً " ولا " سحبان وائل " ولا " أكثمبن صيفي "‏

لقدأسهم الجاحظ في نقل ثقافة العرب من الشعر إلى النثر تعبيراً عن انتقالها من بداوةٍيلائمها الشعر، إلى حضارة يلائمها النثر ، رغم إيمانه بأن ثقافة العرب أميل إلىالشعر " لأن العرب وجهوا قواهم إلى قول الشعر " .. وعلى يد الجاحظ اندفع الأدبالعربي صوب النثر الذي يمتلك إمكانات أكبر بما لا يُقاس في التعبير عن جوانب الحياةبشمولها، كما يملك التأثير الأوسع على جمهور عريض من القراء فيكون إسهامه أكبر فيالتطور الروحي للإنسان.‏

وحيننزل النثر إلى مسرح الحياة صار كلُّ شيء موضوعاً للأدب، وإذا كان ( ماركس ) قد أشارإلى أن الواقعية ارتسمت منذ القرن الثامن عشر مع اندفاع الأدب صوب النثر، فإنالجاحظ أسهم في إيجاد هذه الواقعية في الأدب العربي منذ القرن التاسع الميلادي وفعلتماماً في الأدب العربي مثل الذي فعله ( بوشكين ) في الأدب الروسي في القرن الثامنعشر حين أبدع ما نسميه الآن ( الأدب للشعب ) .. وكان الجاحظ في الأدب العربي القديممثل ( برنارد شو ) في الأدب الانجليزي الحديث كان الجاحظ جاداً وهو يضحك مُتفلسفاًوهو يسخر، حيث عالج أخطر المشكلات بأسلوبه الساخر وخفة ظلّه المعروفة وتحتاجالسخرية عند الجاحظ وقفة خاصة .‏

بقيالجاحظ فقيراً رغم شهرته الواسعة فحين سُئل " هل لك ضيعة بالبصرة ؟! " أجاب ضيعتيمعي، لا تحتاج إلى تجديد ولا تسميد ولعله يشير بذلك إلى أنّه لا يملك سوى علمهوكتبه وشوقه إلى المعرفة، ولا عجب - مع هذا الواقع - أن نجد أن الجاحظ خير مَن تحدثعن الكتاب وقيمته في الحياة خاصةً في بداية كتابه الشهير ( الحيوان ) .‏

وإذاكان بعض المبدعين قد جاء إلى الحياة من الأدب، فإن الجاحظ قد جاء إلى الأدب منالحياة، كانت الحياة عنده أولاً وجاء الأدب ليعبر عن حقائق هذه الحياة، وجعل للأدبغايةً لا يفترق فيها الجانب الجمالي عن الجانب الاجتماعي فأسهم بأن جعل الثقافةللجماهير حين قصدها وتوّجه إليها فيما يكتب، وكان كما يقول الشاعر: ( بدر شاكرالسياب): أول أديب عربي نزل إلى السوق فصور لنا أحوال الشعب تصويراً ينبض بالصدقوالحياة بأسلوب حسبنا أن نقول فيه: أنه أسلوب الجاحظ، والذي كان بحق مدرسة فيالأسلوب تخرج منها أدباء شباب وامتاز بأنه الأسلوب البسيط الذي يخفي تحته أفكاراًفي تجدّدٍ دائم، أو تحفزُ على التجديد وفي كثير من النقاط يمكن مقارنة الجاحظ مع(فولتير ) .‏

إنإباء الجاحظ واعتزازه بإبداعه قاداه إلى أن يكون أميراً بين كتبه وأوراقه على أنيكون رئيساً في ديوان الخليفة ( المأمون ) فحين أسند المأمون رئاسة الديوان للجاحظقبله على كره منه ليتركه بعد أيام ثلاثة حين رأى في الديوان موظفين ( صقلت ثيابهم ) فقال كلمته المشهورة: " ظواهر نظيفة ومواطن سخيفة " .‏

إنإيمان الجاحظ بالحرية، قاده إلى كثير من هذه المواقف التي كانت تعبيراً بالسلوكالعملي عن الحرية، وأما عن إيمانه بالعلاقة بين الإبداع والحرية، فقد قال في كتابهالحيوان " أقول شيئاً ليس يُخرجه مني إلاّ الشكر والحرية .." .‏

ويتحدث الجاحظ عن حرية الإرادة حين رأى أنّ الذين حول الخلفاءيسلبون الإنسان إرادته ليجعلوه كالريشة في مهب الريح .‏

كانإخلاص الجاحظ للثقافة أعظم من إخلاصه لأي شيء آخر، وجعله هذا الإخلاص محوراًللثقافة في عصره ولعله من أوائل الذين آمنوا بأثر الثقافة في المجتمع حين رأى أنّهاتقوّم يد الإنسان ولسانه وأن يد الإنسان لا تكون إلاّ خرقاء ولا تصير صناعاً ما لمتكن المعرفة ثقافاً لها واللسان لا يكون أبداً ذاهباً في طريق البيان متصرفاً فيالألفاظ إلاّ بعد أن تكون المعرفة متخللة به واضعة له في مواضع حقوقه .." .‏

لميتتلمذ الجاحظ على أستاذ بل كانت الحياة أستاذه الأكبر وكانت دكاكين الوراقين بمافيها من كتب مدرسته الواسعة .‏

ألفالجاحظ كتاب ( الحيوان ) وعمره اثنان وثمانون عاماً ولم ينقطع عن الكتابة والتأليفطوال حياته التي امتدت حوالي قرن . تروي الكتب أنه مات في عام 250 هــ بينما كان قدولد عام 155 هــ وصار يعيش في كنف أمه - إذ توفي والده وهو صغير - في أسرة من سوادفقراء البصرة و اندفع إلى

العلم بطموح كبير إلى مستقبل يعوضه اليتم الذي أهاض جناحه .. أخذ يتردد على حلقات العلم، يذهب إلى المربد يتلقى الفصاحة شفاهاً ويستمع ويناقشوأمدّه طموحه وفقره بالمثابرة و الصبر والقوة في التحصيل وكان بعد أن ينتهي من عملهاليومي في التعلم – على طريقته الخاصة - يذهب ليعيش من كسب يده فيبيعُ الخبز " والسمك جانب نهر البصرة، وكانت والدته التي تعتني به قد ضايقها انصرافه إلى العلموالمعرفة أكثر من انصرافه إلى العمل وقد قدمت له في إحدى المرات حين طلب الطعامطبقاً عليه كراريس من الأوراق ؟ فقال : ما هذا ؟! قالت هذا الذي تجيء به ؟!‏

الجاحظ والمرأة‏

منلوازم الإيمان بالعقل والحرية - كما عند الجاحظ - الإيمان بإنسانية المرأة بحيث لايخلو تراث كاتب عظيم من رأيٍ في المرأة سلباً كان أم إيجاباً ..‏

هذا الجاحظ البعيد عنَّا زمانا القريب منا فكراً ووجداناً يحدثنا عنالمرأة مناقشاً بعض معاصريه . وبالطبع لا يمكننا أن نفصل الشكل الذي اتخذه الحوارفي هذا الأمر ولا مضمونه عن الزمان والمكان اللذين يدور فيهما.‏

طرحالجاحظ قضية المرأة في فترة من تطور المجتمع العربي القرن الثالث الهجري، ولم يكنمن الممكن أن تطرح قبل الوصول إلى هذه الدرجة من التطور ...‏

وأعادقاسم أمين 1865 - 1908 طرح القضية ذاتها وإن بأسلوب آخر ومضمون آخر أواخر القرنالتاسع عشر ومطلع القرن العشرين .‏

إنطرح الجاحظ لقضية المرأة كان فيه جرأة كاملة نسبة إلى مقاييس عصره السائدة، وكانحسب ما نعْلم أول من طرح هذه القضية وحاول إنصاف المرأة في أدبه ولعله أول من دافععن شرعية وجود الحب بين الناس .‏

ولعلالذي دفع الجاحظ كي يطرح هذه القضية – ما وصل إلى علمه - وهو المطلع على تراث العرب - من أخبار النساء العربيات اللواتي جابهن الرجال، بعد سلسلة طويلة من الاعتداء علىالأنثى بدءاً من رفض وجودها ودفنها حية تجنياً كما كان يحدث في الجاهلية، إلى رفضالاعتراف بوجودها المستقل لأنها كائن ناقص العقل والدين!!‏

كماقرأ الجاحظ - ولا شك - إن نساء عربيات مشهورات قد رثين الأخ أو الأب، ولم يسمع أنرجلاً رثى أختاً أو أمّاً أو زوجة - إذ كان رثاء جرير لزوجته استثناء في أدبناالعربي القديم .‏

لهذاكلّه على ما نرجح أخذ الجاحظ يتحدث عن المرأة حديثاً موضوعياَ واعتبر حديثه إنصافاًللمرأة في زمن عزّ الحديث فيه عن المرأة ويلمس القارئ شذرات الجاحظ عمقاً يحسب لهبمقاييس عصر بحيث نظلمه إذا طبقنا عليه مقاييس عصرنا التي عمقها: علم النفس وعلمالاجتماع ،وتقدم العلوم الإنسانية والحضارة البشرية بشكل عام ..‏

فقدلمس أن المرأة تخلص للحب أكثر من الرجل ففي كثير من الأعمال الأدبية الكبرى نجدالرجال يسقطون لأنهم تخلوا عن الحب بعكس النساء اللواتي يخلصْن للحياة والحب ورأىالجاحظ أن المرأة لا تقل عن الرجل في إمكاناتها فهي مثله تنشغل - إذا سمحت لهاظروفها الاجتماعية والاقتصادية - بقضايا المجتمع وقضايا الحياة والوجود، التييعتبرها بعضهم حكراً على عقول الرجال، والمرأة عند الجاحظ مثل الرجل أو حسب تعبير " المثل الشعبي " الذي يصف الذكر والأنثى بأنهما " الفولة وانقسمت نصفين "‏

وحديثالجاحظ عن المرأة، موضوعي بحيث تحدث عن نماذج مختلفة من النساء كما أن هناك نماذجمختلفة من الرجال يدافع الجاحظ عن المرأة بمثل قوله: " .. ولسنا نقول ولا يقول أحدإن النساء فوق الرجال أو دونهم بطبقة أو طبقتين أو أكثر، ولكننا رأينا ناساً يزرونعليهن أشد الزراية ويحتقرونهن أشد الاحتقار ويبخسونهن أكثر حقوقهن .."ويتابع الجاحظقائلاً: ...." ونحن إذا رأينا أن فضل الرجل على المرأة في جملة القول في الرجالوالنساء - أكثر وأظهر فليس ينبغي لنا أن نقصر في حقوق المرأة، وليس ينبغي لمن عظمحقوق الآباء أن يُصغر حقوق الأمهات وكذلك إن الرجل عامة قد يكون أقوى ولكن المرأةعامة قد تكون أرحم، ويرى الجاحظ إن من عجز الرجل " أن لا يستطيع توفير حقوق الآباءوالأعمام إلاّ بأن ينكر حقوق الأمهات والأخوال " ..‏

المرأة أجمل ما في الوجود‏

تحدثالجاحظ عن مزايا المرأة التي تجعلها موضوعاً للحب و مركزاً للجمال، المرأة التييراها أجمل ما في الوجود، ولا شيء يبلغ في الجمال مبلغها، لذلك يعيب على الشعراءالتشبيهات التي يشبهون بها المرأة ويرى أن هذا النوع من التشبيه، إنّما هو منالضرورات الشعرية الكلامية التي لا تعبر عن الحقيقة يقول: " .. وقد علم الشاعروالواصف أن الجارية الفائقة الحسن أحسنُ من الظبية وأحسن من البقرة وأحسن من كل شيءتشبّه به، ولكنهم إذا أرادوا القول شبهوها بأحسن ما يجدون كأنها الشمس وكأنها القمر ... والشمس وإن كانت بهية فإنما هي شيء واحد وفي وجه الحسناء وخلقها ضروب من الحسنالغريب والتركيب العجيب، ومن يشَّك أن عين المرأة الحسناء أحسن من عين البقرة ؟! وأن جيدها أحسن من جيد الظبية ؟! والأمر فيما بينهما متفاوت،ولكن الشعراء والكتابفعلوا ذلك عن إيمان منهم بأنه الواقع ولكنهم عمدوا إلى ذلك، ولو لم يفعلوا هذاوشبهه لم تظهر فطنتهم وبلاغتهم ... (1)‏

جمالالمرأة عند الجاحظ‏

إنجمال المرأة - عنده - صنفان: جمال ظاهر، وجمال باطن، فالأول هو جمال الأعضاء،والثاني ذلك الجمال الذي يدركه الرجل فقط من المرأة لأن النساء " لا يبصرن من جمالالنساء إلا قليلاً " ولأن الرجال بالنساء أبصر ولأن المرأة تعرف من المرأةظاهر الصفة....‏

أماالجمال الداخلي الذي يوافق الرجال ، فأن المرأة لا تدركه فقد تحسُن المرأة أن تقول: كأن أنفها السيف، وكأن عينها عين الغزال، وكأن عنقها إبريق فضة، وكأن ساقها حجارةمرمر، وكأن شعرها العناقيد، وكأن أطرافها المداري وما أشبه ذلك .... " (2)‏

ويتحدث الجاحظ عن الحب وأثره في حياة الناس وسلوكهم، وهو يعني حينيتحدث في هذا المجال، حب الرجل للمرأة إذ يعتبر أن الحب شيء من طبيعة الإنسان لايمكن أن يتخلص منه، وإن كان هذا الحب يختلف عنده قوة وضعفاً، وحدةً وفتوراً،باختلافمزاج الرجل وملابسات حياته، ولكنه في كل الأحوال يرى ضرورة الحب الذي يتحدث من خلالهعن أثر المرأة في حياة الرجل، وكأنه أراد أن يصل إلى ما نُعبّر عنه في زماننا حيننقول : " وراء كل عظيم امرأة " وكأنه أيضاً يلّمح إلى أنه لولا الحب لما كانت أعظمالإبداعات البشرية التي جاءت في معظمها، كي يُقدمها المبدع هدية لتلك التي يُحبّها،والأمثلة كثيرة من تراثنا العربي وغيره ولعل المثال البارز هو " دانتي " الذي أبدع " الكوميديا الإلهية " كي يقدمها لحبيبته " بياتريس " .‏

ويرى الجاحظ أن تعيير النساء من أكبر نقائص الرجال ويضعه مع أحطالصفَّات في كفّة واحدة. يقول في كتابه "البيان والتبيين : " ... شاتم أعرابيأعرابياً، قال: إنكم لتقصرون عن العطاء وتعيرون النساء وتبيعون الماء " ..!!
د: طارق نايف الحجار
د: طارق نايف الحجار
حكيم المنتدى
حكيم المنتدى

عدد المساهمات : 511
تاريخ التسجيل : 08/05/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجاحظ (موضوع مهم) Empty رد: الجاحظ (موضوع مهم)

مُساهمة من طرف محمود زهرة السبت ديسمبر 05, 2009 5:11 am

شكرا لك على هذا الموضوع الهام واسمح لي ببعض الاضافة
هو عمرو بن بحر بن محبوب الكناني البصري أبو عثمان لقبه ، (159-255 هـ) وهو من كبار أئمة الأدب العربي(العرب ) في العصر العباسي

يعتبر كتاب البيان والتبين من الكتب الاساسية التي كتبها التي تحدث فيها عن علم الكلام (الفلسفة ) ويعتبر بذلك من مؤسسي هذا العلم

اعتمد في كتاباته على ثلاثة مبادئ هي الشك والنقد والتجربة

مات الجاحظ في عمر حوالي 100 عام قضاها بين الكتب ومن الطريف انه توفي في مكتبته عندما سقط عليه رف من الكتب فارداه قتيلا (مات مدفونا بين الكتب )


تحياتي
avatar
محمود زهرة

الجاحظ (موضوع مهم) >
عدد المساهمات : 574
تاريخ التسجيل : 21/05/2009
العمر : 51

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجاحظ (موضوع مهم) Empty رد: الجاحظ (موضوع مهم)

مُساهمة من طرف مأمون فراشي السبت يناير 16, 2010 2:21 am

شكرا لك دكتور طارق

موضوع مهم ومفيد فعلا

يسلم دياتك
مأمون فراشي
مأمون فراشي
عضو مجلس ادارة
عضو مجلس ادارة

عدد المساهمات : 421
تاريخ التسجيل : 21/05/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجاحظ (موضوع مهم) Empty رد: الجاحظ (موضوع مهم)

مُساهمة من طرف خلود هايل حمزة الخميس فبراير 11, 2010 11:46 pm

د: طارق نايف الحجار كتب:
الجاحظ

الجاحظ والمرأة‏

منلوازم الإيمان بالعقل والحرية - كما عند الجاحظ - الإيمان بإنسانية المرأة بحيث لايخلو تراث كاتب عظيم من رأيٍ في المرأة سلباً كان أم إيجاباً ..‏

هذا الجاحظ البعيد عنَّا زمانا القريب منا فكراً ووجداناً يحدثنا عنالمرأة مناقشاً بعض معاصريه . وبالطبع لا يمكننا أن نفصل الشكل الذي اتخذه الحوارفي هذا الأمر ولا مضمونه عن الزمان والمكان اللذين يدور فيهما.‏

طرحالجاحظ قضية المرأة في فترة من تطور المجتمع العربي القرن الثالث الهجري، ولم يكنمن الممكن أن تطرح قبل الوصول إلى هذه الدرجة من التطور ...‏

وأعادقاسم أمين 1865 - 1908 طرح القضية ذاتها وإن بأسلوب آخر ومضمون آخر أواخر القرنالتاسع عشر ومطلع القرن العشرين .‏

إنطرح الجاحظ لقضية المرأة كان فيه جرأة كاملة نسبة إلى مقاييس عصره السائدة، وكانحسب ما نعْلم أول من طرح هذه القضية وحاول إنصاف المرأة في أدبه ولعله أول من دافععن شرعية وجود الحب بين الناس .‏

ولعلالذي دفع الجاحظ كي يطرح هذه القضية – ما وصل إلى علمه - وهو المطلع على تراث العرب - من أخبار النساء العربيات اللواتي جابهن الرجال، بعد سلسلة طويلة من الاعتداء علىالأنثى بدءاً من رفض وجودها ودفنها حية تجنياً كما كان يحدث في الجاهلية، إلى رفضالاعتراف بوجودها المستقل لأنها كائن ناقص العقل والدين!!‏

كماقرأ الجاحظ - ولا شك - إن نساء عربيات مشهورات قد رثين الأخ أو الأب، ولم يسمع أنرجلاً رثى أختاً أو أمّاً أو زوجة - إذ كان رثاء جرير لزوجته استثناء في أدبناالعربي القديم .‏

لهذاكلّه على ما نرجح أخذ الجاحظ يتحدث عن المرأة حديثاً موضوعياَ واعتبر حديثه إنصافاًللمرأة في زمن عزّ الحديث فيه عن المرأة ويلمس القارئ شذرات الجاحظ عمقاً يحسب لهبمقاييس عصر بحيث نظلمه إذا طبقنا عليه مقاييس عصرنا التي عمقها: علم النفس وعلمالاجتماع ،وتقدم العلوم الإنسانية والحضارة البشرية بشكل عام ..‏

فقدلمس أن المرأة تخلص للحب أكثر من الرجل ففي كثير من الأعمال الأدبية الكبرى نجدالرجال يسقطون لأنهم تخلوا عن الحب بعكس النساء اللواتي يخلصْن للحياة والحب ورأىالجاحظ أن المرأة لا تقل عن الرجل في إمكاناتها فهي مثله تنشغل - إذا سمحت لهاظروفها الاجتماعية والاقتصادية - بقضايا المجتمع وقضايا الحياة والوجود، التييعتبرها بعضهم حكراً على عقول الرجال، والمرأة عند الجاحظ مثل الرجل أو حسب تعبير " المثل الشعبي " الذي يصف الذكر والأنثى بأنهما " الفولة وانقسمت نصفين "‏

وحديثالجاحظ عن المرأة، موضوعي بحيث تحدث عن نماذج مختلفة من النساء كما أن هناك نماذجمختلفة من الرجال يدافع الجاحظ عن المرأة بمثل قوله: " .. ولسنا نقول ولا يقول أحدإن النساء فوق الرجال أو دونهم بطبقة أو طبقتين أو أكثر، ولكننا رأينا ناساً يزرونعليهن أشد الزراية ويحتقرونهن أشد الاحتقار ويبخسونهن أكثر حقوقهن .."ويتابع الجاحظقائلاً: ...." ونحن إذا رأينا أن فضل الرجل على المرأة في جملة القول في الرجالوالنساء - أكثر وأظهر فليس ينبغي لنا أن نقصر في حقوق المرأة، وليس ينبغي لمن عظمحقوق الآباء أن يُصغر حقوق الأمهات وكذلك إن الرجل عامة قد يكون أقوى ولكن المرأةعامة قد تكون أرحم، ويرى الجاحظ إن من عجز الرجل " أن لا يستطيع توفير حقوق الآباءوالأعمام إلاّ بأن ينكر حقوق الأمهات والأخوال " ..‏


بالحقيقة تعبير رائع عن حقيقة واضحة لقيمة ومعطيات ومكانة المرأة الحقيقية


هذا هو الكلام الوجداني الذي يجب أن يتلكم به كل رجل ويسعى لتحقيقه

لايوجد أختلاف في معطيات الرجل والمرأة

بل الاختلاف يقع بين رجل ورجل وأمرأة وأمرأة

اول مرة أقرأ للجاحط مواقف من المرأة

لاعيونك راح اشتري كل كتابات لآقرأ لرجل يكتب جميل وحقيقية بالمرأة

شكراُ أخي طارق لروعة الموضوع والكاتب
مع كل الحب
خلود هايل حمزة
خلود هايل حمزة
عضو مجلس ادارة
عضو مجلس ادارة

الجاحظ (موضوع مهم) M5
عدد المساهمات : 2366
تاريخ التسجيل : 19/05/2009
العمر : 68
الموقع : فنزويلا

http://www.postpoems.com/members/kholod

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى