هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

غاندي و النساء

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

غاندي و النساء Empty غاندي و النساء

مُساهمة من طرف د: طارق نايف الحجار الخميس أكتوبر 01, 2009 11:04 pm

غاندي والنساء

في فترات متباعدة من تاريخ الإنسانية يظهر في الأرض معلّم عظيم. وقد تمر مئات السنين على العالم دون أن يوجد فيه مثل هذا المعلم الذي تكون حياته عنواناً عليه. فهو يحيا حياته أولاً ثم يطلب من غيره بعد ذلك أن يعيشوا كما عاش. ولقد كان (غاندي) من هذا الطراز.

كانت ديانة (غاندي) تستند إلى أساس من العقل والأخلاق. فلم يكن يتقبل عقيدة لا تتفق مع منطقه، ولا أمراً إلا برضا من ضميره. «إن كل تصرفات تنبع من حبي الذي لا يمكن انتزاعه لبني الإنسان».
وبالنسبة إلى موقف ذلك الرجل العظيم من النساء، فكان يعتمد على معنى «الاحمسا»، وهو الحب الذي لا نهاية له، وذلك يعني الطاقة التي لا نهاية لها على احتمال العذاب، فيقول: «مَنْ غير المرأة (أم الرجل) يكشف لنا عن هذه الطاقة، في أبعد حدودها؟ إنها تثبت امتلاكها له، حين تحمل جنينها بين أحشائها وتطعمه لتسعة أشهر، وتستمد البهجة والفرح من العذاب الذي تعانيه من هذه العملية، وأي عذاب يفوق آلام المخاض؟ لكنها تنسى هذه الآلام في غمار فرحتها بالخلق. فلندعها تنقل هذا الحب إلى الإنسانية جمعاء، وتنسى أنها كانت هدفاً لشهوة الرجل، أو أنها قد تكون كذلك. وستظل المرأة تحتل مكانها بالفخر والكبرياء، إلى جانب الرجل كأمه وصانعته وقائدته!».
و«لغاندي» رأي متميز حول علاقة المرأة بالرجل: «بما أن الرجل والمرأة واحد في الأساس، فكذلك لا بد أن تكون مشكلتهما واحدة في الجوهر. فالروح في كليهما واحدة، والاثنان يعيشان نفس المعيشة، ولهما نفس الشعور، وكلاهما يكمّل الآخر، ولا يستطيع أحدهما أن يعيش دون معونة فعّالة من الآخر. ولا ننسى أن فروقاً حيوية في الشكل توجد بينهما، لذلك كان لا بد أن تختلف وظائفهما. فواجب الأمومة الذي تضطلع به الأغلبية العظمى من النساء دائماً، يحتاج إلى خصائص لا حاجة بالرجل إليها. فهي سلبية وهو إيجابي. هي سيّدة البيت أساساً، وهو معيل الأسرة، هي خازنة الخبز وموزعته وهو المشرف على كل مصالح الأسرة بالمعنى الكامل لهذه العبارة. وتربية وتنشئة الأطفال هو حق ممتاز لها وحدها، ودون عنايتها يندثر الجنس البشري».
وحول طهر المرأة وعفتها يقول:
«يجب أن تكف المرأة عن اعتبار نفسها هدفاً لشهوة الرجل وعلاج ذلك في يدها، أكثر مما هو في يد الرجل. والعفة ليست من الأشياء التي تنبت في بيوت النباتات الزجاجية. والمحافظة عليها لا يمكن أن تتم عن طرق أسوار العبارات التي تلتف حولها. إن نموها يجب أن يكون من الداخل، ولكي تكون المرأة ذات قيمة، لابد لها أن تكون قادرة على مقاومة كل إغراء يعرض لها، ثم، لماذا كل هذا القلق المرضي عن طهر المرأة؟ هل للنساء رأي في طهر الرجل؟ إننا لا نسمع شيئاً عن قلق النساء فيما يتعلق بعفة الرجل. فلماذا إذاً يدّعي الرجال لأنفسهم الحق في تنظيم عفة النساء؟ إن العفة لا يمكن أن تُقحم على المرأة من الخارج، إنها مسألة تطور من الداخل. وعلى ذلك فهي مجهود شخصي ينبع من النفس». ويدافع عن النساء قائلاً:
«إنها اهانة للنساء أن نطلق عليهن اسم الجنس الضعيف. إنَّ ذلك من ظلم الرجل للمرأة، وإذا كان المقصود بالقوة، هو قوة الوحش، فإنه من الصحيح أن الوحش في المرأة أقل منه في الرجل.


أما إذا كان المقصود بالقوة هو قوة الأخلاق، فإن المرأة لاشك أقوى من الرجل بما لا يقاس، أليس لديها الحدس الأقوى؟ أليست لديها التضحية الأعظم بنفسها؟ أليست لديها القدرة الأكبر على الاحتمال؟ أليست لديها الشجاعة الأكثر؟ ودون المرأة لن يكون هناك رجل.
وإذا كان عدم العنف هو قانون وجودنا حقاً، فالمستقبل للمرأة... ومن ذا الذي يستطيع أن يجذب القلوب إليه بصورة أكثر فاعلية من المرأة؟ ولو أن النساء استطعن أن ينسبن انتماءهن إلى الجنس الضعيف، فلا شك عندي أنهن يستطعن أن يفعلن أكثر كثيراً من الرجال لمنع الحروب. أجيبوا بأنفسكم عما يمكن أن يفعله جنودكم وجنرالاتكم، لو رفضت زوجاتهم وبناتهم وأمهاتهم، أن يقبلن اشتراكهم في الحرب على أي صورة وبأي شكل!».
وبالنسبة للزواج والأمومة، فلديه آراء حكيمة:
«إن الزواج يثبت حق الزوجين في ممارسة الجنس معاً، ودون أي شخص آخر، حين تتحد رغبتهما على ممارسته، ولكنه لا يؤيد حقاً لأحدهما في إجبار الآخر على طاعته في إشباع رغبته في هذه الممارسة. أما ما يجب فعله حين لا يستطيع أحد الشريكين الخضوع لرغبة الآخر، لسبب أخلاقي أو لأي سبب آخر، فتلك مسألة أخرى، وأمّا عن شخصي، فإني لن أتردد في الإقدام على الطلاق، إذا كان هذا هو البديل الوحيد، مفضلاً ذلك على قطع سير تقدمي نحو هدفي الأخلاقي، إذا فرضنا أنني كنت أمارس ضبط النفس لأسباب أخلاقية صرفة».
«إنها لمأساة ألا تتعلم فتياتنا عامة، واجبات الأمومة، وإذا كان الزواج واجباً دينياً، فكذلك أيضاً يجب أن تكون الأمومة. إنه ليس عملاً سهلاً أن تكون المرأة أماً مثالية. فإنتاج الأطفال عمل يجب أن يؤدى في وعي تام بالمسؤولية. إذ يجب على الأم أن تعرف واجبها من اللحظة التي تحمل فيها جنينها إلى أن يولد الطفل، والمرأة التي تهب الوطن أطفالاً أذكياء أصحاء أحسنت تنشئتهم، تؤدي له خدمة كبيرة. وحين يبلغ هؤلاء الأطفال أشدهم، سيكونون مستعدين بدورهم لتأدية خدماتهم للوطن».
ويشجع المرأة على حماية نفسها
والدفاع عنها في حال تعرضها للعنف والهجوم:
«لا يجوز للمرأة إذا هوجمت، أن تقف لتفكر في الحمسا (العنف) واللاحمسا (عدم العنف)، فواجبها الأول حينئذ هو أن تحمي نفسها. ولها في ذلك مطلق الحرية في استخدام أي طريقة تقفز إلى رأسها للذود عن شرفها. فلقد أعطاها الله الأظافر والأسنان، ويجب عليها أن تستعملها بكل قوة، وأن تموت – إذا اقتضى الأمر – في سبيل الدفاع عن شرفها، والحق أننا نخشى الموت أكثر مما يجب، ولذلك فنحن نخضع أخيراً لكل قوة مادية أكبر من قوتنا. فمنا من يثني الركبتين أمام الغاصب، ومنا من يلجأ إلى الرشوة، ومنا من يزحف على بطنه أو يخضع نفسه لوسائل أخرى من الإذلال، ومن النساء من يفضلن التفريط في أجسادهن على الموت!. فإذا كان منا من يزحف على بطنه، أو إذا سلمت المرأة نفسها لشهوة الرجل، فإن هذه كلها رموز على التعلق بالحياة، الذي جعلنا نذل إلى مستوى ارتكاب أي شيء في سبيلها.
إن الرجل الذي لا يحرص على حياته، هو وحده الذي يستطيع إنقاذها. ولكي نستمتع معاً بالحياة، يجب علينا أن نتخلص من إغرائها، وأن نجعل ذلك جزءاً من طبيعتنا».
كل هذا غيض من فيض من أقوال ومآثر ذلك الفيلسوف الحكيم، والتي تستحق التفكير بعمق، وخاصة في هذا العصر المجنون الذي تكبّل بالمادة، وأثقله العنف والهمجية، واللهث وراء زيف الدنيا ومتعها، وتسخير المرأة واستغلالها اقتصادياً وإعلامياً، والمساس بكرامتها وعزتها تحت شعار المساواة مع الرجل ومعاملة الند للند. ولن يردّ لها اعتبارها هذه الأيام، سوى نظرتها السليمة الصحية لذاتها، ولدورها الحقيقي والفعال في أسرتها ومجتمعها.

مع أطيب الأمنيات
د: طارق نايف الحجار
د: طارق نايف الحجار
حكيم المنتدى
حكيم المنتدى

عدد المساهمات : 511
تاريخ التسجيل : 08/05/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

غاندي و النساء Empty رد: غاندي و النساء

مُساهمة من طرف فادي الصفدي الخميس أكتوبر 08, 2009 6:01 pm

حكيم شكر على الموضوع
وخصوصا قصة الحمسا
شي حلو كثيرررر
فادي الصفدي
فادي الصفدي

عدد المساهمات : 120
تاريخ التسجيل : 29/07/2009
العمر : 44
الموقع : السعودية

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى