هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روح الإنسان(الجزء الثاني\4)

اذهب الى الأسفل

روح الإنسان(الجزء الثاني\4) Empty روح الإنسان(الجزء الثاني4)

مُساهمة من طرف لمـــى الأحد مارس 21, 2010 6:38 pm

التحرر من الأسر

إن هذا التحليل والشرح لتأثير الخطيئة على النفس البشرية هو ما يحتاج الإنسان أن يعرفه بشكل واضح. وليس ذلك فحسب بل عليه أن يعرف الوسيلة التي تجعله يتخلص من كل خطيئة كي تتمكن نفسه من تحقيق الخلاص وتحرير الروح والعيش من خلال الجسم بحياة راقية وخالية من كل ما يعيق اختبار الوجود المادي بشكل كامل.

إن اختبار الروح الفردية للوجود المادي بشكل كامل، يعطيها المقدرة على اكتساب الخبرة الكاملة للحقل المادي، وباتصال الروح الفردية بشكل تام ومتواصل مع الروح الإلهية، تكون الروح الفردية المتحررة، قد حققت غاية الله واستحقت أن تخرج من دوامة العذاب في الولادة والحياة والموت، وأن تدخل إلى مقام الله مكرمة ومعززة في غبطة الخلود.

ما هي الخطيئة؟

كلمة خطيئة لا تعني فقط القيام بعمل سيئ، بل هي تعني القيام بعمل ما. في اللغة العربية كلمة خطيئة تأتي من فعل خطى ويخطو، وخطى تعني القيام بخطوة ما. أي القيام بعملٍ ما. إن كل عمل يقوم به الإنسان، أكان عملاً صالحاً أو عملاً طالحاً، أو سيئاً، يتفاعل به عقله الفردي ويكون له تأثراً على نفسه. تجمع النفس هذه التأثيرات، وتتفاعل بها وتكوّن ناتجاً عنها يترجم برغبة معينة ترتد إلى العقل لتحقيقها. يتلقى العقل الرغبة المرتدة من النفس، وبسبب عدم إدراكه لوجود النفس والروح، يعتقد العقل أن هذه الرغبة قد انبثقت منه، فيعمل بشكل غريزي على تحقيقها. وبقيام العقل بالعمل الجديد، يتفاعل به ويعكس تأثيره على النفس، وأيضاً تتفاعل النفس بالعمل الجديد فتكوّن رغبة جديدة، وتردها إلى العقل، ويتلقاها العقل أيضاً وينفذها بشكل غريزي. وهكذا تستمر النفس في التفاعل بالوجود المادي وتجمع حولها التأثيرات التي تتداخل بعضها ببعض، وفي كل مرة ينتج عن تفاعلها رغبة جديدة ترسلها إلى العقل لتنفيذها.

الرغبات والفكرة

عندما يقوم الإنسان بعمل معين، يمر العمل بمراحله الأربعة، وهي الفكرة والفعل والإنجاز والاكتمال. كل شيء يبدأ بالفكرة، والعقل هو الذي يفكّر الفكرة، إن العقل هو ليس مصدر الأفكار بل هو الذي يفكرّ بها. تأتي الأفكار من مكان ما في داخلنا، نحن نفكر من الداخل، وليس من الخارج. ونحن نستطيع أن نفكّر بكمية لا محدودة من الأفكار، وبما أننا نستطيع أن نفكّر بكمية لا محدودة من الأفكار، لا بد لمصدر الأفكار أن يكون مصدراً لا محدوداً. وهذا المصدر غير المحدود لا بد أن يكون الحقل غير المحدود للطاقة الكامن في داخلنا. وهذا الحقل غير المحدود لا بد أن يكون المطلق غير المحدود. وبناء عليه، تأتي الأفكار إلى العقل من المطلق. والمطلق هو الحقل الإلهي، والروح الإلهية هي متصل دوماً بالروح الفردية والتي هي بدورها متصلة أيضاً بالنفس، والنفس هي التي ترسل نبضات الأفكار إلى العقل، فيفكّر العقل بها، ويعمل على تنفيذها كي يصل إلى الاكتمال. عندما يصل العقل إلى الاكتمال تزول الرغبة من النفس، أما إذا لم يصل العقل إلى الاكتمال، تبقى الرغبة النفسية تتردد على العقل كي ينجزها. ولا تستريح النفس من الرغبات إلا إذا استطاع العقل أن يختبر الاكتمال في كل عمل. تجمع النفس التأثيرات العقلية وتحفظها بشكل انطباعات تلتصق بالنفس، ما يعرف في العلوم الدينية بالخطايا. وما دامت هذا الانطباعات ملتصقة بالنفس، تبقى النفس حاضرة ضمن نطاق الوجود المادي، بغض النظر عن الجسم الذي تظهر به. تشبّه الانطباعات بالأعمال غير المنجزة، وعلى النفس أن تنجز كل هذه الأعمال وتنال الاكتمال كي تزول انطباعاتها. لا تستطيع النفس أن تنجز أعمالها إلا من خلال الجسم. لذلك تبقى النفس ملازمة للجسم مادامت تحمل الانطباعات. أما إذا تلف الجسم بسبب عوامل الطبيعة، ولم تتخلص النفس من كل الانطباعات، تترك الروح الجسم ومعها النفس التي تحمل معها الانطباعات التي جمعتها، فتخرج خلف نطاق المادة التي يدركها البشر، وتخضع لمشيئة النظام الإلهي الذي يحدد مسارها بعد موت الجسد التي كانت تقيم فيه. لا تستطيع الروح الفردية أن تعود إلى حقل الروح الإلهية مادامت النفس غير مستقرة بسبب الانطباعات التي كوّنتها. إن النظام الإلهي يعمل بشكل يجيز للنفس أن تنال الجسم المادي الذي يسمح لها أن تحقق ما جمعته من انطباعات. عندما تنال النفس الاكتمال تزول الانطباعات. إن من يعطي الاكتمال هو الجسم الذي ينجز العمل الذي فكّر به العقل. لذلك تظل النفس بحاجة إلى التجسّد كي تزيل انطباعاتها.

دور العقل

إن للعقل الدور الأساسي في تنفيذ الرغبات التي ترده من انطباعات العقل، وكذلك له دوراً أساسياً في حماية النفس من تلقي تأثيرات جديدة تأتي نتيجة لتنفيذ الرغبات القديمة. إن الطريقة التي يفكر بها العقل عندما ينفذ أعماله، هي التي تحدد النتائج المرجوة من العمل المنجز. على العمل أن ينجز دون أي تأثير جانبي على الفاعل، كي لا ينقل العقل تأثيرات جديدة إلى النفس ويزيد في قيودها المادية. لذلك يتوجب على العقل الفردي أن يتطور في مرتبات الوعي كي يصل إلى حالة من التوازن التام في القيام بالعمل. عندما يعمل العقل وهو في حالة من التوازن والتساوي في النظرة إلى الأمور المادي، ويستطيع أن ينظر التراب والذهب بنظرة متساوية، يكون حقاً قد سلك الطريق التي توصله إلى التنور والتحرر الأبدي.

بالرغم من أن العقل الجاهل لا يدرك أي دوراً للنفس ومن خلفها الروح. إلا أن النفس هي التي تحرك العقل ومن خلاله الجسم، وهي التي تتحمل نتائج أعمالها. بسبب جهل الإنسان لحقيقة وجوده وحقيقة ارتباطه الدائم بالله من خلال النفس والروح، تظل النفس عاجزة عن توجيه الإنسان في المسار الصحيح. ولكن النظام الإلهي قد وضع الحد لأعمال الإنسان كي يعود إلى الطريق الصحيح، ويتيقظ كي يدرك حقيقة وجوده الفردي
لمـــى
لمـــى
بســمة المنتـــديات
بســمة المنتـــديات

عدد المساهمات : 1107
تاريخ التسجيل : 25/05/2009
العمر : 43
الموقع : الســـعودية اليوم وغدا لا أدري أين

http://www.watan-mahgar.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى