آفـــــــــــــــة في حياتنا علينا معالجتها فورا

نزار قباني:
الحب يا حبيبتي

قصيدةٌ جميلةٌ مكتوبةٌ على القمر

الحب مرسومٌ على جميع أوراق الشجر

الحب منقوشٌ على ريش العصافير

وحبات المطر

لكن أي امرأةٍ في وطني

إذا أحبت رجلاً

ترمى بخمسين حجر


الحقيقة أن هذه العادة ليست من الغرب أكثر منها من القلب..
بالنسبة للذين يعتبرونا آفة فأسبابهم اجتماعية بحتة.. فالحب في بلادنا لم يكن معترفا به في العلن.. وهذه ليست عادة عربية أصيلة.. (أي عادة عدم الاعتراف بالحب) فالعرب افتخرو بحبهم وجاهروا به.. لكن بعد عصور الظلام التي أطلت على الوطن العربي.. والقهر الذي تعرضت له المرأة في تلك الأزمنة وأعتقد أن ذلك امتد من أواخر الحكم العباسي حتة نهاية الحكم العثماني.. صار الحب فيها جريمة كبرى.. وصارت من تقول أنها تحب كأنها كفرت.. وصار من يجاهر بحبه كأنه يظهر عورته أمام الناس.. ورغم تغلب الجيل الحديث على هذه الظاهرة.. وأصبح الحب أمرا مشروعا لكلا الجنسين.. سرا وعلانية.. الا أن رواسب من الماضي ظلت عالقة في الضمير الاجتماعي.. وظل البعض يعتبرالحب عيبا.. وحراماً بالنسبة للبنت.. واهانة وانتقاصا من الرجولة بالنسبة للرجل... وأكرر كلمة البعض..
رغم أن الحب أصبح في يومنـا أمرا عاديا.. وتستطيع البنت أن تجاهر بحبها علانية.. كما أن الشاب لم يعد عيبا عليه أو اهانة عندما يقول (أحبك).. وتغيرت ثقافة المجتمع بفضل الانفتاح العالمي والاعتراف بشرعة حقوق الانسان الذي ادى لضهور بعض الحريات...
الا ان رواسب الماضي.. (وهذا الماضي ليس بالبعيد) تظهر بين الحين والآخر هنا وهناك.. واعتقد أن المبالغة بالاحتفال في عيد الحب.. واشهاره علانية بشكل مبالغ به هو ردة فعل انفعالية على المنع الذي لاقاه الحب في السابق..
هكذا كان عليه الوضع في أواخر القرن الماضي.. يقول نزار قباني:

لماذا في مدينتنا ؟

نعيش الحب تهريباً وتزويراً ؟

ونسرق من شقوق الباب موعدنا

ونستعطي الرسائل

والمشاويرا

لماذا في مدينتنا ؟

يصيدون العواطف والعصافيرا

لماذا نحن قصديرا ؟

وما يبقى من الإنسان

حين يصير قصديرا ؟

لماذا نحن مزدوجون

إحساسا وتفكيرا ؟

لماذا نحن ارضيون ..

تحتيون .. نخشى الشمس والنورا ؟

لماذا أهل بلدتنا ؟

يمزقهم تناقضهم

ففي ساعات يقظتهم

يسبون الضفائر والتنانيرا

وحين الليل يطويهم

يضمون التصاويرا

أسائل نفسي دائماً

لماذا لا يكون الحب في الدنيا ؟

لكل الناس

كل الناس

مثل أشعة الفجر

لماذا لا يكون الحب مثل الخبز والخمر ؟

ومثل الماء في النهر

ومثل الغيم ، والأمطار ،

والأعشاب والزهر

أليس الحب للإنسان

عمراً داخل العمر ؟

لماذا لايكون الحب في بلدي ؟

طبيعياً

كلقيا الثغر بالثغر

ومنساباً

كما شعري على ظهري

لماذا لا يحب الناس في لين ويسر ؟

كما الأسماك في البحر

كما الأقمار في أفلاكها تجري

لماذا لا يكون الحب في بلدي

ضرورياً

كديوان من الشعر

....
...
...

الاخت لمى
عندما قرأت العنوان الذي كتبتيه شعرت ان هناك خطر كبير يداهم الامة وحالة اسعافية بحاجة الى تدخل سريع ويجب علي ان اسرع لاقرأ ماذا جرى.....

لا احد يستطيع ان يناقش بوجود الحب واهميته للانسان ولكن هل هناك من حاجة لتخصيص يوم محدد للحب ؟
رأيي الشخصي لا حاجة لتحديد يوم مخصص اسمه عيد الحب وان الحب الذي يحتاج الى يوم لكي نتذكره او نحتفل به هو حب واهي لا يعول عليه
معظم النساء تريد ان تخصص هذا اليوم وتجعله مناسبة كبيرة والسبب في ذلك هو ان النساء تحتاج الى تأكيد يومي واسبوعي وشهري وسنوي على ان الرجل مازال يحبها
نعم هذه هي طبيعة المرأة تريد ان تشعر باستمرار انها مازالت محبوبة وان عيد الحب ما هو الا وثيقة تجديد سنوية من قبل الرجل
ولكن ما الفائدة اذا قال الرجل لحبيبته ما قال وقدم لها ما قدم في عيد الحب ولكن حبه الحقيقي لها مع الاسف نقص او تغير ؟
الحب الحقيقي لا يحتاج الى شعارات او مناسبات او مقولات بل هو نبع صافي لا ينبض وسيل جارف لا يتوقف لا يعترف بحدود للمكان والزمان

تحياتي