هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخن عليها تنجلي

اذهب الى الأسفل

دخن عليها تنجلي Empty دخن عليها تنجلي

مُساهمة من طرف د: طارق نايف الحجار الإثنين يونيو 15, 2009 2:09 am

العالم يخوض معركة غير متكافئة مع لوبيات التبغ

العرب أونلاين: في شهر شباط/فبراير الماضي أعلنت إحدى وكالات الأنباء العالمية عن وفاة نجم ‏الإشهار الأمريكي ألان لاندرز الذي اكتسب شهرة كبيرة من خلال مشاركته في ‏إعلانات سجائر وينستون، عن عمر 68 سنة.‏

قد يكون خبر الوفاة عاديا، غير أن المفارقة تكمن حقيقة في سبب الوفاة ‏نفسها. فالنجم ألان لاندرز الذي حمل لقب "رجل الوينستون" بسبب إعلانات ‏السجائر التي صورها ظل على مدار سنوات انتهى به المطاف في النهاية أمام ‏صراع مرير مع مرض السرطان الرئة الذي قضى عليه بسبب السجائر التي روج ‏لها طويلا.‏

والملفت للانتباه أن لاندرز توفي في فبراير الماضي فيما لا تزال دعواه ‏القانونية التي رفعها في العام 1995 ضد شركة "راينولدز" للتبغ عالقة.‏

ويشار إلى انه منذ استخدامه وسامته للترويج للسجائر في الستينيات ‏والسبعينيات من القرن الماضي أصبح لاندرز ناشطاً مناهضاً للتدخين واتهم ‏شركة "راينولدز" بالكذب بشأن مخاطر التدخين. ومن بين ما قاله لاندرز، ‏الذي شخصت إصابته بسرطان الرئة في العام 1987 إن الهدف من مناهضته ‏للتدخين هو حماية الأجيال في المستقبل.‏ ‏

وكتب لاندرز، الذي بدأ النظر في دعواه في شهر أبريل/نيسان المنقضي: "نجيت ‏مرتين من سرطان الرئة وخضعت لجراحة في القلب بالإضافة إلى معالجة في أوتاري ‏الصوتية وتلف الأعصاب، ومن خلال هذه الخلفية قررت العمل من أجل جعل ‏العالم خالياً من التبغ أملاً في حماية حياة الأطفال والأجيال في المستقبل.‏"‏

ومأساة لاندرز يمكن إن تلخص المعركة المرير التي تواجهها البشرية ضد ‏التدخين في ظل وجود لوبيات وشركات عملاقة تتحكم برقاب المهووسين بالسجائر.‏

تعتبر صناعة التبغ من أكثر الصناعات العالمية نشاطا فيما يتعلق ‏بالدعاية والتسويق وتكشف عملية للترويج في الغالب عن توظيف منهجي لعلم ‏الإشهار "السيمولوجيا".‏

ويلاحظ على نطاق واسع أن شركات التبغ في العقود الأخيرة قد ركزت برامجها ‏الدعائية والتسويقية على الأطفال والمراهقين والنساء.‏

وقد بينت دراسة أجريت في الولايات المتحدة بين المراهقين الذين يدخنون، أن ‏‏85 بالمائة اختاروا ثلاثة أنواع من السجائر هي الأكثر إعلاناً، بينما ‏اختار هذه الأنواع 35 بالمائة فقط من المدخنين الكبار.‏

ويعلم القائمون على صناعة التبغ عدد المدخنين الجدد الذين لابد لهم من ‏اكتسابهم كل سنة لتعويض من يموتون بأمراض يسببها تدخين التبغ، وإذا ‏أرادت صناعة التبغ أن تعوض أسواقها التي أخذت تتقلص في الغرب، فإن ‏بقاءها يعتمد على اكتساب زبائن جدد، والأطفال هم أبرز وأهم من ‏تستهدفهم، خصوصاً في الدول النامية.‏

وتعتبر الدعاية والتسويق للتبغ من المحفزات الرئيسية لانسياق الأطفال ‏والمراهقين نحو التدخين، وتشير الدراسات أن الأطفال أكثر عرضة من البالغين ‏للتأثر بالدعاية والتسويق للسجائر. ‏

ففي الولايات المتحدة وجد أن الأطفال لهم القدرة على تذكر دعايات السجائر ‏بمعدل الضعف مقارنة بالبالغين.‏

وللإعلان دور كبير وحيوي في تكييف فكر المراهقين، ففي إعلانات التبغ يصور ‏المدخنين على أنهم فاتنون يتمتعون بشعبية كبيرة، ومستقلون، يحبون المغامرة، ‏ويتمتعون بالقوة البدنية.

وهناك انطباع ضمني لدى شريحة كبيرة من المراهقين ‏والمراهقات يصور التدخين متعة، وتلميح بأن التجربة تدل على الجرأة ‏والقوة، والإحساس بالكبر ويقترن كل هذا بإعلانات دعائية ماكرة، تظل تربط ‏عادات التبغ بالمتعة والنضج، فتصور التبغ على أنه الوسيلة التي تعطي ‏الشاب أو الشابة صورة إيجابية، وأنه مفتاح التقبل الاجتماعي بين أقرانه. ‏

كذلك فإن الإعلان يعطي رسالة واضحة تقول إن التدخين هو "سلوك الكبار"، ‏وأنه رمز الاستقلال والنضج، وأن التدخين هو مفتاح النجاح الاجتماعي ‏والارتقاء، كما أنه يعتبر سلوك عادي بالنسبة للرجل العصري والمرأة ‏العصرية.

بل إن هنالك دلائل تشير إلى أن الإعلانات والدعاية لها أثرها ‏المباشر في اتخاذ قرار الشروع بالتدخين لدى الأطفال، ونحن نجد أن البلاد التي ‏تقيد إعلانات التبغ وتحظرها، كالنرويج مثلاً، تشهد هبوطاً في انتشار التدخين ‏بين الناشئين فيها.‏

عندما يختار الشباب الصغار أنواع السجائر التي تعرض هذه الصور فإنهم قد ‏يشعرون أنهم يكسبون هذه الصفات. ‏

وتدل الدراسات أن الأطفال أكثر تجاوباً من الكبار مع الرسائل والصور التي ‏تقدمها إعلانات التبغ. وبينت الدراسة أن الشباب والصغار هم الأكثر ‏معرفة بإعلانات التبغ وهم في الوقت نفسه أكثر عرضة لاستخدام منتجات ‏التبغ.‏

وفي الغالب فإن إعلانات التبغ تفسد فهم الشباب الصغار ومقدرتهم على ‏ممارسة حقهم في الاختيار الحر المبني على المعرفة الصحيحة فيما إذا كانوا ‏يريدون أن يدخنوا أم لا وكذلك تجعل الشباب المراهقين يعتقدون أن التدخين ‏أكثر انتشاراً مما هو عليه الحال، ولاسيما بين أقرانهم.‏

وعلى الرغم من النداء الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية لحشد التأييد ‏اللازم لمكافحة التدخين، من خلال تخصيص يوم عالمي للامتناع عن التدخين الموافق ‏لـ31 مايو/أيار من كل عام وتخصيص شعار "شباب بدون تبغ".

فإن ذاك ‏النداء قد يظل مجرد عويل في الصحراء إذا لم تبد الدول والشعوب إرادة ‏حقيقية في منع هذا الأفيون القاتل. ‏

وفي الواقع الحديث عن صناعة التبغ إلى جانب القوانين والمحاذير الدولية التي ‏تحاول الحد من آفة التدخين هو أشبه بالحديث عن صراع مع مافيات ولوبيات.‏

بداية، الحديث حول مشكلة التدخين يحمل أرقامًا مزعجة، فأربعة ملايين شخص ‏حول العالم يواجهون الموت بسبب الأمراض الناتجة عنه، هذا بخلاف مخاطر التدخين ‏السلبي الذي يقتل 3000 حالة سنويًّا بالولايات المتحدة فقط نتيجة الإصابة ‏بسرطان الرئة.

يتبع
د: طارق نايف الحجار
د: طارق نايف الحجار
حكيم المنتدى
حكيم المنتدى

عدد المساهمات : 511
تاريخ التسجيل : 08/05/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

دخن عليها تنجلي Empty رد: دخن عليها تنجلي

مُساهمة من طرف د: طارق نايف الحجار الإثنين يونيو 15, 2009 2:12 am

وحذَّرت منظمة الصحة العالمية من أن استمرار الحال على ما ‏هو عليه سيرفع عدد الضحايا إلى 10 ملايين شخص سنويًّا بحلول عام 2025 منهم 7 ‏ملايين في بلاد الجنوب.‏
والخطر المحدق التي باتت تمثله صناعة التبغ هي أنها أصبحت تنافس فعليا لقمة ‏العيش. حيث تُزرع أراضٍ شاسعة بالتبغ، قد تطعم من 10 إلى 20 مليون فم ‏إذا زرعت بمحاصيل أخرى للمساعدة في حل مشكلة الجوع، التي تُعَدّ واحدة من ‏أكبر المشاكل التي تواجه سكان الكرة الأرضية.‏

أوضحت دراسة أجريت في بنجلاديش أن خمس سجائر يوميًّا تؤدي إلى نقص غذائي ‏شهري بمقدار 8000 سعر حراري للفرد، بل إن زراعة التبغ من الأسباب الخفية ‏وراء التصحر، فالورقة المغلفة للسيجارة تستهلك 350.000 طن من الورق -‏المستخرج من لحاء الأشجار- حول العالم.

بالإضافة إلى أن معالجة التبغ ليصبح ‏سجائر تتم تحت درجات حرارة عالية لوقت طويل، وفي دول العالم الثالث -كما ‏يطلق عليها- يكون المصدر هو حرق أخشاب الأشجار للحصول على مصدر طاقة ‏لمعالجة التبغ. وقد أشارت إحدى الدراسات التي ظهرت في 1986 أن 708 كجم من ‏الخشب تستخدم لمعالجة 1 كجم من التبغ.‏

وفي الواقع فإن المنظمات الصحية في العالم لم تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة ‏لوبيات التبغ فقد عمدت منظمة الصحة العالمية الى تحرك جاد لمنع الدعم ‏المالي لإنتاج الدخان، وقدمت برامج لتشجيع الدول على تنوع المحاصيل عدا ‏التبغ.

كما سجلت الأعوام الفارطة تجمعات عالمية لمناقشة إطارًا ثابتًا للحد ‏من التدخين، وسنت بعض القوانين التي تحد من سوق الدخان وتنميته، وتمنع ‏استخدام كلمات تسويقية للسيجارة مثل وصف السيجارة بأنها "خفيفة" أو ‏‏"متوسطة"‏Light، ‏Mildالتي توضع على بعض علب السجائر. وهي كلمات ليس لها ‏أساس طبي أو صحي، فمستخدمو هذا النوع يتعرضون لنفس المخاطر السرطانية ‏التي يتعرض لها من يستخدم السجائر العادية ‏Regular‏.‏

وبالرغم من بعض التقدم الذي أحرزته بعض الدول المتقدمة، فإن الاستهلاك ‏العالمي للتبغ لا يظهر تراجعًا. فبين عامي 1950 إلى 1994 قفزت مبيعات ‏السجائر من تريليونين إلى 5 تريليونات، وكان الجنوب سببًا رئيسيًّا.‏

وفي مقابل الجهود الرامية لتقليل الاستهلاك فإن الشركات العالمية العملاقة ‏دائمًا ما تبتكر وتبدع في إيجاد طرق ملتوية للوصول إلى المستهلك، وهي ‏تدافع باستماتة عن 185 بليون دولار معدل دخلها الإجمالي، وهو أكبر من ‏الإنتاج المحلي لمائة دولة في العالم.‏

كما تحاول هذه الشركات فتح أسواق جديدة خاصة في البلاد الفقيرة التي تحوي ‏عدد سكان عال، وفيها ضعفٌ في القوانين التي تقلِّل من معدل التدخين.‏

كما اتجهت أيضًا بنظرها إلى وسط وشرق أوروبا "80 بليون سيجارة تباع ‏سنويًّا".. وأمريكا اللاتينية.. وكانت الصين "300 مليون مدخن"، مثلاً صارخًا ‏لفتح سوق جديد، فحتى عام 1994 كانت الأسواق الصينية مغلقة، ويوجد بها ‏أقل من 1 بالمائة من مبيعات السجائر، إلا أن الأمر بدأ يختلف بعد عام ‏‏1994، وبعد انضمام الصين لمنظمة التجارة العالمية لن تستطيع الوقوف أمام ‏زحف مثل هذه الشركات.‏

وتحاول هذه الشركات التركيز على النقاط التالية لمحاولة الدفاع عن كيانها:‏
تقوم الشركات بإنكار الأضرار الصحية للتدخين.. وخداع المستهلك عن طبيعة ‏السيجارة من خلال العلاقات العامة والإعلانات.‏

الإعلان الموجه للمرأة لزيادة المبيعات.‏
الإعلان الموجه للشباب تحت العشرين "وتشير آخر الاستطلاعات إلى انتشار التدخين ‏في الفئة العمرية الأقل من 18 عامًا، وأنه في حالة استمرار هذا الاتجاه ‏سيتسبب التدخين في وفاة 250 مليون شخص من هؤلاء الذين بدءوا التدخين في ‏هذه السن المبكرة، وسيكون معظمهم في الدول النامية".‏

تأخير القوانين التي تصدر ضدها وعرقلتها وعدم الاستجابة لها.‏
فتح أسواق جديدة حول العالم.‏
استغلال المشاكل الاجتماعية والاقتصادية في خداع المستهلك.‏

وتكتب هذه الشركات على علبها: غير مقبول لأقل من 18، أما فوق سن 18 ‏عامًا فهي مسئوليتك.. كأنها تلوح بعلم أحمر في وجه ثور هائج في تظاهرها ‏بعدم تشجيع التدخين بين الشباب تحت العشرين، وهو جيل هام لهذه الشركات ‏لضمان استمرارية الإدمان، حيث يسمَّى هذا الجيل بـ ‏Replacement age‏.‏

وتتخفى تلك الشركات أيضًا في شكل الرعاة الرسميين للأحداث الرياضية، ‏ومسابقات الجمال، وتعاهد الحفلات الشبابية التي توزع فيها العلب بالمجان، ‏كما توزع الـ "تي شيرتات" تحمل أسماءها وتدعو إلى رحلات المغامرات، وتبيع ‏السجائر مع أشياء أخرى محببة للأطفال.‏

وتعترف دراسة أعدتها منظمة الصحة العالمية أن الدول النامية هي المستهدفة ‏أساسا بحملات إعلانية ممولة من شركات إنتاج التبغ وصفتها المنظمة بأنها ‏عدوانية جدا، إذ تؤوي تلك الدول 80 بالمئة من شباب العالم، كما تتعرض ‏الفتيات لمخاطر مساعي الشركات المنتجة إلى إضعاف المعارضة الثقافية ‏لمنتجاتها في بلدان لا تكون النساء فيها عادة من المدخنات.‏

وربما كانت تايلاند مثالا حيا أثبت أن دول الجنوب الفقيرة ليست دائمًا بلا ‏حيلة، ووقفت مثالاً صارخًا للإصرار والعزيمة يحتذي به في العالم أجمع.‏

كانت البداية حينما منعت وزارة الصحة التايلاندية المنتج الأجنبي من ‏السوق لوجود 600 مادة تسبب الإدمان فيه، بينما يتكون المنتج التايلاندي ‏من 16 مادة فقط.‏

هدَّدت الولايات المتحدة باستخدام قانون 301 التجاري والذي يقضى بحقها في ‏تعويض خسائرها في أي بلد، عن طريق تطبيق ضرائب عالية على واردات هذه ‏البلد.‏

قادت تايلاند حملة إعلامية، ورفضت التهديدات، بينما خضعت اليابان، ‏وكوريا الجنوبية، وتايوان.‏

وعارضت أصوات أمريكية جمعية مصدري التبغ الأمريكية ‏USTR‏ في تطبيق ‏القرار، واضطرت هذه الجمعية حفظًا لماء الوجه أن ترفع القضية أمام الجات ‏وتتهم تايلاند بالتمييز بين المنتج الأجنبي والمحلي.‏

وردَّت منظمة التجارة العالمية بدورها بعدم إمكانية غلق أسواق تايلاند ‏أمام المنتج الأجنبي نهائيًّا، ولكنها على الجانب الآخر لها الحق في وضع أي ‏قانون يحمي شعبها.. فمنعت وزارة الصحة الإعلانات نهائيًّا، ووضعت ضرائب ‏عالية، ومنعت التدخين في الأماكن العامة، وأنشأت مكاتب لحرب التدخين فيما ‏يُعَدّ انتصارًا لتايلاند، كما قرَّرت ‏USTR‏ عدم استخدام قانون 301 ضد أي ‏دولة بعد ذلك.‏

ولكن ذاك يعد من الانتصارات القليلة التي كسبتها الدول ضد التدخين، اذ ‏تبقى المراوغات الخبيثة والجولات الرديئة أساسًا في التعامل مع مافيا شركات ‏التبغ العالمية، ولا حيلة أمام الضعيف إلا التمسك بمبادئه والدفاع عنها ‏حتى النهاية، في معركة غير متكافئة مع الكبار.

تقرير منقول للأهمية
مع أطيب الأمنيات
د: طارق نايف الحجار
د: طارق نايف الحجار
حكيم المنتدى
حكيم المنتدى

عدد المساهمات : 511
تاريخ التسجيل : 08/05/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى