(( بعض من بعضي )) للكاتبة خلود هايل حمزة

في بداية الكتاب تعلن مبدأ الثورة
في الحب فتقول في ص 17
(( سأجعل حبك صليبي ولترجمني الأقدار ...!!))
ثم يتكلّل الحب بزواج تعاني من تبعاته أغلب
الفتيات في الغربة
فتقوم الكاتبة السيدة خلود حمزة بوصف دقيق ومؤثر لمشاعر المرأة في ليلة زفافها
وما يعتريها من خوف ورهبة
ثم ممارسة طقوس الرغبة والحب
وتمزق الشرنقة ......
وتغير معاملة الزوج / بعدها لعدة أسباب ..!!
وكأنها بذلك تفصل بين الزوج والحبيب
ولا يؤخذ ذلك عليها أبداً لطالما في الواقع يحصل مثل هذا كثيراً وإن هي كتاباتها مرآة للواقع المعاش
فتضيف في ص 29 القول :
((اعتقني سيدي
من أشعل تلك النيران
وأحال القلب إلى جمرات
من أعطاك الحق أن تقيم
للظلم في معبدنا صلوات
وأن تجعل أرواحنا للمأساة زكاة
.... اغتصبتَ أجمل الأشياء .. حتى الكلمات ..!!))
ثم ّتعلن مبدأ الإصلاح في الحبّ بعد الثورة التي أعلنتها
بقولها ص 35
(( سأرمم المعابد المهترئة
سأهدم قصور الحب المزيفة ..))

يحفل الكتاب بكثير من الإضاءات وجماليات الكتابة
ولئن استخدمت فيه اللغة اليومية فليس يشكل ذلك عيباً فنياً أبداً بمقدار ما يعطي للقارىء صفوة العاطفة والصدق الأدبي والكتابي والشفافية في البوح
بعيداً عن التكلف وحشر العاطفة في سجون الطباق والجناس ..!!!

وهي كطفلة عشقت أرض الأجداد في مقتبل الشباب
وجدت نفسها بأرض غريبة راحلة ومقيمة دائماً
لأنها تعلقت بعيني حبيبها وانقادت إليهما فقط
تتساءل بعد كل هذه السنوات:
ص 40:
(( ماذا أفعل بأوراق أضناها الهجران
تعال حبيبي ضمّ قلبك إلى قلبي
ليس ذنبك إن عشقت الديار كطفل ينام في ظل جدران
وليس ذنبي إن عشقت عينيك السوداوين ..!!

ولا تنسى أصدقاء الطفولة
فيحفل الكتاب بطقوس الأولاد اليومية في تلك القرية الشامخة
وبأسماء حقيقية
تغريد , سوسن , ميثة , حسان , فلك
وبأماكن ومسميات ففي ((صلخدي وشجرة الذكريات)) ص 64نرى كم آلم هذه المرأة التغيير الذي طرأ على مدينتها بعد كل هذه السنين في الغربة من قطع لأشجار الحور وتجفيف النبع وتزفيته ليكون كراجاً لسيارات النقل إلى المدينة
ولئن قال قائل لا يحق لها ذلك فالعصر كله يتغير
نقول دفاعاً عن الحس والذكريات والطفولة
بأن تلك الأقانيم تكون أكثر حساسية ورهافة عند المغتربين أكثر من غيرهم
لأنها تعيش معهم في الغربة لحظة بلحظة

ففي نص (( فاقد الشيء هو من يعطيه ))
نراها تؤكد ما سبق بعبارات تكرّس فلسفتها الخاصة في الحياة :
( فاقد الوطن يحسّ به أكثر من قاطنه
عندما يفقد أحدنا الحنان .. التسامح .. الغفران ..الحب الكبير ..من قلوب المحيطين
يدرك قيمتها كلها عند أي إنسان حزين
وحيد مثله في الحياة
عندها يعطيه دون حد ويغدق دون ندم ))

كما وتذكر علاقة الصداقة التي كانت تربطها ببعض الأشخاص
الذين لم يستطيعوا أن يعبروا عن حبهم
ولكن تصرفاتهم وحركات أجسادهم كانت تفضحهم دائماً
ص 73:
(( أنت لم تحضر بالصدفة بل عقلك الباطن ساقك إلى هنا
وإن كانت الصداقة الحقيقية الرائعة من أطهر العلاقات
لماذا كانت تقيدنا الهواجس والعادات
كيف كنتَ تمرّ خجولاً .. حتى لا تعرف إن رميتَ علينا السلام..!!))


الكتاب يحفل بعدة أجناس أدبية
لا جنساً واحداً
ففيه السرد
وفيه الشعر والقصة والخاطرة
كتبت كلها برهافة حسية
وعاطفة لا تنضب
واحتراق بالآخر
أو الانصهار فيه
وتعلقها بأبيها وأمها و صلخدها
وحنينها الدائم والتساؤلات والهواجس والأفكار :
ص 80
(( أمي ماذا أقول فيكِ يا غالية
عن انتظارك لأولاد كانوا حولك صغاراً
وعندما كبروا زرعتِ كلّ واحدٍ في قارة ))
ثم تنظر إلى صلخد وتقول :

(( على سفوحك يا صلخدي أمعن لمنظر الغروب
وهو في الفؤاد
فأتذكّر عشيّات الحمى
أرصد جمال قلعتك
وأنادي بصرخة عاشق
أين أنا منك الآن يا قاتلتي
وأين وجهك ينير طرقات غربتي ..؟؟؟!!))

وفي نهاية الكتاب قصة سردية جميلة متقنة
في المواجهة وصراع الذات لأنثى حاولت طمس هويتها ومعالمها وثقافتها وشخصيتها لتظهر
في المجتمع محبوبة على هدوئها وعدم جدليتها وتقبلها لأفكار الآخرين دن نقاش
وعدم الخوض في صراعات
لكن..... في الأخير تنتصر الروح على القناع ))
وهنالك قصيدة بخط يد والدها الأستاذ المربي المرحوم هايل حمزة يوصيهم فيها بعدم ترك الديار وجعلها عامرة بليالي الأنس والسرور كما كانت من قبل حين كان معهم يلفهم بالعطف والحنان والحب الكبير

في الكتاب يؤثر كثيراً في قلب القارىء عدم تحقق رغبة الكاتبة برؤية والدها قبل أن يلبس الترحال ثوباً طويلاً ويسافر في قطار القدر دون تذكرة
أو سابق موعد
في الكتاب بعض الأخطاء النحوية والإملائية والصياغية وربما تكون أخطاء طباعية إلا أن ذلك لا يقلّل من شأنها, إذ يعتبر باكورة أعمالها التي كتبت بفترات زمنية متباعدة وارتأت له أن يرى النور باعتباره شاهداً على الكثير من الأحداث والمناسبات والذكريات ......
خلود هايل حمزة يستحق الوقوف عندها في كل محطة من محطات كتابها (( بعض من بعضي ))
الصادر عن دار الجبل للطباعة في السويداء 0

الاخ بشار كل الشكر لهذه اللفته الجميلة منك


واسمح لي هنا ان اتقدم للسيدة الغالية خلود المرأة حمزة باكبر تقدير وحب وعرفان لما يتلوه علينا قلمها من عبارات وجمل تجعلنا نسير الواقع والخيال في آن معا

اجمل تحية لك خلود

واجمل تكريم مني لجمال روحك ودمتي سيدة بكل انوثتها

أحزان قلب

انها احزاني التي تعتقلني...تتوهني.. ترميني بعد أن تعذبني بفوهة البركان لا تريد أن تتركني...ولا من كأبتها تحررني.. صديقة سامحيني....ان لم أصدق في الوعد... في ان ابتعد عن الهم والحزن، واعايش حاضر الزمان اعماقي هي التي لا تريد ان تنصاع لشيئ. .وتنسى كل الذي كان وارهق في اعماقي الآنسان اراها تصرخ حزناً...تستنجد أملاً..تحجبه سحب السماء ايها السيد الحزن..تقدم..اقترب مني أكثر أنت قدري وانت ضحكي وهمسي ووعدي ويا انتم يا من تسخرون من هواجس قلب هل تذوقتم يوماً ضحكة الهموم والاحزان اسألوني وأنا اجسده بكل الاشكال ايها الآمل لا تتخلى عني بمنعطفات الحياة ..لا تتركني وحيدة.. تائهة بزمن الضياع

أحاسيس لاتعترف بالزمن شلالات تتدفق.... تنبع من الماضي...لتصب في خليج الحاضر... حامله معها لوعه كبيره...لجفون رقيقه....وعيون حبيبه... لروح سمت فوق أرواح البشر... لروحك الخالده التي عشقت من خلالها... الحب...الحياه ....الامل... وأحسست عبر انفاسك... لوعة اشواقك الحارقه... أحاسيس تمردت...رغبة تفجرت... ضجرت من عدم الانسياق.... كان هناك شيئ أقوى من الزمن... لا يعترف بحدود الزمن...ولا وجوده حتى.. كان صدق ما شعرت به نحوك... يلغي كل شئ... يتحدى كل شيئ... أحببتك.....اه كم أحببتك... وكم عانيت على بعدك...وهجرك... روحي ما عشقت غيرك... ....أه كم يرهقني هذا الاحساس.... الذي لايعرف النهايه....ولا يتذكر كيف كانت البدايه.... بدايه ساحره...تشبه الروايه.. فوق الخيال واللامعقول... لم اكن أدري أن ألايام هي التي... حمعتنا وفرقتنا في نفس الوقت ما الذي حدث حبيبي... كيف بعدت عن طريقي... لماذا تغير كل شيئ..... كيف أنكسر.... ولماذا في النسيان اندثر... أسئله لاتعرف جواب... وتبحث بحرقة عن مبررات يا ليتك ادركت عذاب البعاد..والهجران... يا ليتك ادركت قبل فوات الاوان... أن حبك جبار...شامخ كالجبال.. صامد...لا تهزه أقوى الرياح. الغالي بشار000 ما أقدمت عليه من تحليل لكتاب خلودي بعض من بعض000 شيئ مهم جداً000 ولقد قدمته بصورة رائعة وواضحة000 عبرت عن بساطة وشفافية خلودنا000 ألف شكر لك00000 ودعني اقول 00000 هذه هي خلودي التي عرفتها بالغربة الصديقة والآخت والجارة0000 وكنت دائماً اقرأ خواطرها من دفتر مذكراتها 000 الا ان استطاعت اخيراً جمعها بمواقع الانترنيت00 ومن بعدها بهذا الكتاب الرائع000 الذي قرأته اكثر من مرة00 وشاهدت فلم الحفلة والصور معها عندما عادت من الوطن0000 الف تحية للغالية ولك وننتظر بشوق كتاب صديقتي الثاني عن قريب كما وعدتنا000 مشكوررررررررررررررر000

( كم اشتقت
إلى أحضانها
إلى كرومها
إلى جبالها وسهولها
هناك أحط رحالي)
بلدي الغالي
.........
الأخ بشار

لقد أجدت في تفسير أبداعات الغالية خلود

لك كل الاحترام والتقدير

كل المحبة والتقدير للدراسة من قبل الأخ بشار والشكر للأخت خلود على هذا الكتاب الذي اتمنى ان يصل الجميع

الأخوة الأحبة مع حفظ الألقاب :
زياد جميل القاضي
خلود هايل حمزة
ميسون شهبا
لمى
غياد المتني
أبو مجد
نزار شجاع
أشكركم من عصافير قلبي عى روعة المرور وبهاء الحضور وجمال النفس وطيب العبير
أنتم تستأهلون كل الخير والست خلود كذلك الأمر .